يا من أُناجِيه فينطق قائِلاً | |
|
| بي لي وإِنِّي لَلنَّطوقُ القائِلُ |
|
وإِذا سأَلْتُ أَجابني عن حاجتي | |
|
| منّي فأَفْهَمُ والمُجِيبُ السائِلُ |
|
مُتَجلِّياً لي بي فعَقْلي عالِمٌ | |
|
| بسناءِ نِحْلَتِهِ وفكري جائلُ |
|
لا أَدَّعى الإِدراك لكنْ لُحْن لي | |
|
| منِّي علىَّ شواهِد ودلائِل |
|
فلِصُورِتي منها لها في ذاتها | |
|
| عَقْلٌ ومعقولٌ يُعَدُّ وعاقِلُ |
|
رَدّا لِطامِحِها إِليها ما لَها | |
|
| إِلا بها في الفِكْر فِكْرٌ جائِلُ |
|
حُجِبَتْ بها عن أَنْ ينال سِوى الذي | |
|
| حُجبَت به من ذاتِها المُتَناوِلُ |
|
ما إِنْ يُحَصِّلُ صورةً يبْقَى بها | |
|
| بالوهْم إِلا وَهْيَ ذاك الحاصِلُ |
|
كالماءِ يُقْبضُ بالأَكُفِّ وإِنَّما | |
|
| ضُمَّتْ إِلى راحاتِهنّ أَنامِلُ |
|
هو أَصدق الأَمثال مضروباً لها | |
|
| مَثَلاً يُقابِلُهُ بذاك مُقابِلُ |
|
هذا على أَنَّ الكثافة قد حَوَتْ | |
|
| جِنْسَ الكِلَيْن فذا لذاك مُشاكِلُ |
|
ما القول فيما ليس يجمعها به | |
|
| جِنْسٌ يُشابِهُها به ويُماثِلُ |
|
هي غاية الغَرَض الذي يرقى لها | |
|
| مُتَطاوِلاً من ذاته المُتَطاوِلُ |
|
فإذا جَرَى وَصْفٌ أَوِ اسْمٌ مطلقٌ | |
|
| باللَّفْظ فَهْوَ بها إِليه مُواصِلُ |
|
طَلَبَتْ فكانت ذاتُها مطلوبَها | |
|
| لا ما تَوَهَّمَهُ الغبي الغافِلُ |
|
لا تستطيع تَصَوُّراً إِلا بها | |
|
| منه ومُدْرَكُها سِواها باطِلُ |
|
فإِذا ارْتَقَتْ عنها بوَهْمٍ أُرْجِعَتْ | |
|
| والعَجْزُ أَغْلالٌ لها وسَلاسِلُ |
|
محصورةً فيها بها منها لها | |
|
| حُجُبٌ ومُحْتَجَبٌ لديها ماثِلُ |
|
فَلَها بها منها إِذا تسمو إلى | |
|
| إِدراك غيب الغيب شُغْلٌ شاغِلُ |
|
نُورٌ مُنِيرٌ حين يلحظ ذاتَها | |
|
| من ذاتها في ذاتها مُتَواصِلُ |
|
حتَّى إِذا إِدراكَ مُبْدِعِها رَجَتْ | |
|
| رَجَعَتْ ونَيِّرُها ظَلامٌ شاملُ |
|
أَنا ذلك العبد الذي سَلَفَتْ له | |
|
| فَرَطاتُ زَلاَّتٍ سَبَقْنَ أَوائِلُ |
|
قد جِئْتُ مُنْقاداً إِليك وليس لي | |
|
| في العَفْوِ إِلا أولياك وَسائِلُ |
|
فَانْظُرْ إلىَّ بَعْينِ رحمتك التي | |
|
| أَنا منك يا مولايَ راجٍ آمِلُ |
|
أَدْعُوك والدَّاعيِك بي مِنِّي الذي | |
|
| أَلْهَمْت ما هو عنه ساهٍ ذاهِلُ |
|
وأَرَيْتَهُ القصد الذي هو قاصِدٌ | |
|
| منه إِليه وعن سِواه عادِلُ |
|
فَهَّمْتَهُ منه بما عَلَّمتَهُ | |
|
| منه ومُعْطيه العَطاءَ القابِلُ |
|