خَيْرُ النفوس صَدَقْتَ في حالاتِها | |
|
| العارفاتُ بكيْفِ ما هِيّاتِها |
|
وذَكَرْتَ مَبْدَأَ خَلْقِها في أَصْلها | |
|
| وكمالِها في مُنتهى غاياتِها |
|
فالَعقْلُ أَصْلٌ للوجود جميعه | |
|
| نَطَقَتْ به الحكماءُ من لَهواتِها |
|
ولها إِذا بَلَغَتْ مَدَى غاياتها | |
|
| نورٌ يُواصِلُ نُورَ مُنْبعثاتِها |
|
والكَوْنُ منها نَشْؤُها وفسادُها | |
|
| إِنكارُها يا صاحِ سَبْق دُعاتِها |
|
وهُبوطها بالشكِّ ثمّ صُعودها | |
|
| شَوْقٌ يُبلِّغُها إِلى لَذِّاتِها |
|
وحياتُها بالعِلْمِ والتوحيد إِذْ | |
|
| عَرَفَتْ بذاك جميع موجوداتِها |
|
ومَماتُها بجُحودها وشُكوكها | |
|
| وعُقوقها وفُجورها ودَناتِها |
|
وكذا النفوس بلا حقيقة عندها | |
|
| كالأَرض مُقْفِرَة بغَير نَباتِها |
|
إنَّ النفوس إذا صَفَتْ وتَهَذَّبَتْ | |
|
| وتَجَوْهَرَتْ تعلو إلى جَنَّاتِها |
|
وذَكرْت ما سَكَنَتْ وممَّ تَرَكَّبَتْ | |
|
| أَجزاءُ بِنْيَتِها على هيئاتِها |
|
سكَنَتْ بجسْمٍ طالما امْتَخَضَتْ به ال | |
|
| أَركانُ والأَفلاك في حركاتها |
|
فمِنَ الطبيعة ركبَتْ أَجزاؤُها | |
|
| فغَدَتْ وصارتْ حَيَّةً بحياتِها |
|
إِنَّ الطبيعة ذا نِهايةُ فِعِلها | |
|
| ليكون منه ظُهور مَكْنُوناتِها |
|
والحال فيما سُكِّنَتْهُ ومُلِّكَتْ | |
|
| منه الذي مَلَكَتْهُ من آلاتِها |
|
لتكون بالآلات تكتسبُ الغِذا | |
|
| إِذْ فيه بعضُ نُعوتِها وصِفاتِها |
|
تدعو النبات وتغتذى الحيوان ث | |
|
| مّ تصير ذات الرُّتْبَتَيْن كذاتِها |
|
والعِلَّةُ السبب الذي مَلَكَتْ به | |
|
| بالعدل ما مَلكَتْهُ من أَخَواتِها |
|
فَيْضٌ من النور الإِلهيِّ الذي | |
|
| أَضْحَتْ به في مُنتهى بَهجاتِها |
|
مَلَكَتْ به ما دونها من رُتْبَةٍ | |
|
| كيما تُخَلِّصُ تلك من ظلماتِها |
|
أَفَهَلْ فَتىً فَطِنٌ لديه بصائِرٌ | |
|
| غير البصائر في القريض فهاتِها |
|