سلامٌ كأنْفاسِ الرياضِ وَشَي بها | |
|
| نسيمٌ هدوءاً والنواظِرُ هُجَّعُ |
|
بجَرْعاءِ وادٍ من تهامة بعدما | |
|
| سَقَتْها غيوث لِلسماكَيْنِ هُمَّعُ |
|
وأَرْضَعَها خِلْفٌ من الطَّلِّ آخرٌ | |
|
| من الليل ما زالت به فيه تَرْضَعُ |
|
فجاءَتْ كأَنَّ المِسْكَ خالَطَ نَفْحَها | |
|
| لها في أُنوف الناشقين تَضَوُّعُ |
|
على ضَوْءِ شَمْسٍ للهداية لم تزل | |
|
| لها أَبَداً في مشرق الدين مَطْلَعُ |
|
على الفلْكِ فَلْكُ الدين والحُجَّة التي | |
|
| تَذِلُّ لها غُلْبُ الرِّقابِ وتَخْضَعُ |
|
على من غدا التوحيدُ مُذْ شُدَّ أَزْرُهُ | |
|
| بها وله نُورٌ على الناس يَسْطَعُ |
|
على من تَلافانا الإمامُ بهَدْيِها | |
|
| وللكلِّ في بحر الضلالة مَشْرَعُ |
|
فأَنْقَذْنا من ظُلْمَةِ الجَهْل والعَمَى | |
|
| به عَلَمٌ نَلْجا إليه ونَفْزَعُ |
|
تَعافُ فضولَ العَيْش أَبِيَّةٌ | |
|
| لها وَهَيَ نَحْوَ المكرمات تَطَلَّعُ |
|
وتهجر طِيبَ النَّوْم والناسُ نُوَّم | |
|
| فتسجد طولَ الليل دَأْبا وتَرْكَعُ |
|
تَلَذُّ صِيامَ الدهر غيرَ مُطِيقَةٍ | |
|
| ولكنَّه زُهْدٌ بها وتَوَرُّعُ |
|
أَمَوْلاتَنا قَوْلُ المُشَرِّفِ نَفْسَهٌ | |
|
| نِداء امْرىءٍ منه الفؤادُ مُرَوَّعُ |
|
أنا الرجل المملوك ذو النَّسَب الذي | |
|
| لأَعيَاصِهِ المُلْتَفِّ عِصُك مَجْمَعُ |
|
وقد كان منِّي في القديم تَعَلُّقٌ | |
|
| بحَبْلِك ممّا أَتَّقِيهِ وأَفْزَعُ |
|
وآكَدُ من هذا وذلك أَنَّني | |
|
| فَتىً مَهْيَعٌ الإِيمان عندي مَهْيَعُ |
|
لدى معشرٍ أَمّا الضلالةُ عِنْدَهم | |
|
| فتُحْفَظُ لكنَّ الهُدَى فيُضَيَّعُ |
|
وحيداً أَكُرُّ الطَّرْفَ في غير مُنْصِفٍ | |
|
| ولا أَحَدٌ أَلْجا إِليه فينْفَعُ |
|
تَكَنَّفَني الأَعْداءُ من كلّ جانِبٍ | |
|
| وقاموا بلا شكٍّ علىَّ وأَجمعوا |
|
وسارَ لحَرْبي عامِداً وقَلِيعَتي | |
|
| هنالك منْ تَحْويِهِ حَيْسٌ ويَنْبَعُ |
|
فدَاسُوا بلادي واستباحوا عشائِري | |
|
| وكلٌّ إِلى ما ساءَني يَتَسَرَّعُ |
|
وأُحْرقَ داري واسْتُبِيحَتْ مَحارِمي | |
|
| وأَضْحَتْ بلادي وهْيَ سوداءُ بَلْقَعُ |
|
على خُطَطٍ منهنّ كَوْني مُعَظَّماً | |
|
| ببيضَةِ عِزٍّ منكِ لا تَتَصَدَّعُ |
|
ومنها الْتِزامي بالهُدَى وتَعَلُّقي | |
|
| بحبْل متينٍ منكَ لا يَتَقَطَّعُ |
|
وكَوْني من قحطان أَسْلُكُ طُرْقَهم | |
|
| كما كان قَبْلي من تقَدَّمَ يصْنَعُ |
|
وإِنِّي امْرُؤٌ لا يعرف الجارُ عنده | |
|
| مدى الدهر إِلا حولَ داري يُمْنعُ |
|
وتُمْسي بيَ الجيرانُ وَهْيَ عزيزةٌ | |
|
| لدىَّ كِرامٌ سِرْبُهم لا يُرَوَّعُ |
|
فراموا اهتِضَامي اهْتِضامَ مُجاوِري | |
|
| وذلك من لَمْسِ السموات أَوْقَعُ |
|
فلا وأَبي لو حَزَّ رأًَسي قاطعٌ | |
|
| على الجار ما أَضحى لديَّ يُزَعْزَعُ |
|
وعلمي يقيناً أَنَّ حَزْبَك غالِبٌ | |
|
| وجُنْدَك ممنوعٌ ورأْيَك مِصْقَعُ |
|
وقَوْلَك مسموعٌ وعِزَّك أَقْعَسٌ | |
|
| ورأْيَك متبوعٌ وريحك زَعْزَعُ |
|
فإِنْ تنصريني نجدةً وحميّةً | |
|
| ففي مِثْلِ حالي للصنيعة مَوْضِعُ |
|
فقد نَصَرَتْ سَيفاً من الفُرْسِ عُصْبَةٌ | |
|
| وسِيّان منهم يافِثُ والهَمَيْسَعُ |
|
أَتاهم به مُستنصِراً فَتحَرَّكَتْ | |
|
| حَماياهمُ والقول في الحُرّ ينْجَعُ |
|
وإِنَّي لأَرجو منك يوماً على العِدا | |
|
| أَبُلُّ به حَرَّ الغليل وأَنْقَعُ |
|
وأَنَقِمٌ ثَأْراً من نِزارٍ وأَقْتضي | |
|
| بما أَسْلفوه من فِعالٍ فأَقْنَعُ |
|