صَفَا مَشْرَبٌ الدنيا ليَ المُتَكَدِّرُ | |
|
| ويُسِّرَ لي من أَمْريَ المُتَعَسِّرُ |
|
وأصبح وَجْهُ الدهر لي مُتَهَلِّلا | |
|
| وقد مَرَّ دَهْرٌ وَهْوَ أَسْفَعُ أَغْبَرُ |
|
وقابَلَني طَلْقَ الجَبِين ولم يكن | |
|
| يراني إِلا وَهْوَ عنِّيَ أَزْوَرُ |
|
أَأَخْشَى زماني ما حَيِيتُ وأَجْتَبي | |
|
| رِضاك وفي ميمون وجهك مُسْفِرُ |
|
وأُنْكِرُ منها طارِقاً لمُلِمَّةٍ | |
|
| ولي منك راعٍ حافِظٌ ليس يَفْتُرُ |
|
وأُغْضِى جُفوني للعَدُوِّ على القَذَى | |
|
| وسَيْفُك بَتَّارٌ ورُمْحُك أَسْمَرُ |
|
أَمالِكنَا قول المُنِيب تَعَطُّفاً | |
|
| علينا ولُطْفاً أَنت باللُّطْفِ أَجْدَرُ |
|
ورِفْقاً بنا رِفْقاً فإِنَّ قُلوبَنا | |
|
| زُجاجٌ بأًَدنى جَفْوَةٍ تَتَكَسَّرُ |
|
فلَسْنا نرى أنَّ الذي صار هالِكاً | |
|
| عليه سلامُ مُمْسئٌ ثُمَّ مُبْكِرُ |
|
سِواك أَبٌ حانٍ علينا وكافِلٌ | |
|
| وما أَنت صِنْوٌ أَنت عن ذاك أَكْبَرُ |
|
نُجِلُّك إِعْظاماً ونخشاك هَيْبَةً | |
|
| ونَرْمِيك حِيناً بالعيون فتَحْسِرُ |
|
ونُطْرِقُ إِجْلالا لقَدْرِك إِنَّه | |
|
| ليَعْظُمُ منَّا في النفوس ويَكْبُرُ |
|
وقد رَفَعَتْ عنَّا العُداةُ ونَمَّقَتْ | |
|
| كلاماً غَدَتْ فيه تُسِرُّ وتَجْهَرُ |
|
ولا وأَبيهم ما أَصابت ظُنونُهم | |
|
| ولكنْ على قُبْحِ السرائِر أَخْبَروا |
|
وإِنَّك لو جَرَّدْتَني فوق هامِهم | |
|
| لَسَرَّك منِّي مَنْظَرٌ ثُمَّ مَخْبَرُ |
|
وأَقْطَعْتَني منهم رقابَ مَعاشِرٍ | |
|
| رَأَوْا أَنَّني فيهم لنُعْماك أَكْفُرُ |
|
أَنا السيفُ في يُمْناك فَاضْرِبُ به العِدا | |
|
| فإِنَّك بي من سائِر الناس أَخْبَرُ |
|
ودَعْني ومِعْصاةَ الأمور ولَقِّها | |
|
| غِراري فإِنِّي فيه لا أَتَغَيَّرُ |
|
ونُطْ بي صعْبَ الأَمر وَارْمِ بمهْجَتي | |
|
| عسيرَ أُمورٍ تَلْقَها تَتَيَسَّرُ |
|
وخُضْ بي بِحارَ الموتِ تَلْقَ مُبادراً | |
|
| إِلى كلّ ما تَهْوَى يَحُثُّ ويَجْسُرُ |
|
وما أَنا إِلا من سخائك قطرةٌ | |
|
| أُقِر بهذا في الورى لَسْتُ أُنْكِرُ |
|
ولكنْ أَقِيك الهَوْلَ بالنفس طائِعاً | |
|
| وأَنت قريرُ العين تلهو وتَحْبُرُ |
|