لَعْمري وما عمري علىَّ بهَيِّنٍ | |
|
| لقد صَدَّقَتني في المواعيد هاشِمُ |
|
ولَبًّتْ نِدائي شَيْبُها وشَبابُها | |
|
| وَفاءً بما كانت عليه اللوازِمُ |
|
ولم تُولِني السَّمْعَ الأَصَمَّ تَناوما | |
|
| كما يفعل المُسْتَوْسِنُ المُتَناومُ |
|
ولكنَّها سارَتْ بأَرْعَن حَشْوُهُ | |
|
| جِيادٌ وأَرْماحٌ وبيضٌ صوارِمُ |
|
وصِيدٌ من الشُّمِّ الأَنوف ضَراغِمٌ | |
|
| تَواضَعُ من خَوْفٍ لهنَّ الضراغِمُ |
|
فمن مُبْلِغٌ منِّي مقالةَ ناصِحٍ | |
|
| من الله لم يُشْرَجْ عليهِ الحيازِمُ |
|
وذلك أَنَّ الشُّمَّ من آل هاشِمٍ | |
|
| أَتَتْك ببَحْرٍ مَوجُهُ مُتَلاطِمُ |
|
أَغَرَّك إِغضاءُ ابْنِ يحيى على القَذَى | |
|
| مِراراً ولم يفتح لك الطَّرْفَ غانِمُ |
|
وخَلفَ سليمان الغَطارِيف بينها | |
|
| وكلٌّ لكلٍّ بالمَلاحَةِ قائِمُ |
|
فسُمْتُهُمُ سَوْمَ الذليل وإنَّهم | |
|
| اُسُودُ شَريً عند اللِّقاءِ ضراغِمُ |
|
فلمّا رَأَتْ ما أَنت فيه تَأَلَّيَتْ | |
|
| وزالتْ حُقودٌ بينها وسخائِمُ |
|
وأَلْقَتْ مَقاليِدَ الأُمور بأَسْرِها | |
|
| إلى مَلِكٍ منها له السَّعْدُ خادِمُ |
|
فسَارَ بها ماضي العزيمة ماجِدٌ | |
|
| تَساوَي المَواضي عنده والعزائِمُ |
|
على كلّ يَعْبُوبٍ من الخَيْلٍ شازبٍ | |
|
| كِرامٍ عليهنًّ الأُباةُ الأَكارمُ |
|
أَثَرْتَ حَماياها عليك وقد مَضَتْ | |
|
| زمانٌ وكلٌّ للحميّة كاتِمُ |
|
وكُنْتَ كذات الظِّلفِ تَبْعَثُ حَتْفَها | |
|
| من التُّرْبِ حتَّى حَدَّها منه صارِمُ |
|
فدُونَك ما أَضْرَمْتَ فَاصْطَلِ حَرَّهُ | |
|
| فها هو وَقَّادٌ من الحرب جاحِمُ |
|
أَمن بعد ما أَلْوَتْ بغانِم قَوْمُهُ | |
|
| كما يلبس الخمس البنان قوائِمُ |
|
تُحاولُ منه اليومَ منه ومنهمُ | |
|
| نجاةً وما منهم لك اليومَ عاصِمُ |
|
أَتاك أَبو الغارات يَدْلِفُ غاضِباً | |
|
| لأَصْهاره والصِّهْرُ للصِّهْرِ لازِمُ |
|
فَتَكت ببعضٍ ثمّ شَرَّدْتَ بعضَهم | |
|
| وبعضٌ سجينٌ جَلفَ دارك ساحِمُ |
|
وخُنتَهُمُ في أَمْرهم وَاغَتصَبْتَهم | |
|
| وأَنت لهم في كلّ ذلك ظالِمُ |
|
فجاءَ مُفيدا آل فاتِك نُصْرَةً | |
|
| سَقَتْ قَبْرَهُ في جَنْبِ حلّ الغمائِمُ |
|
يَفُكُّهُمُ من ضِيقِ أَسْرك ناقِماً | |
|
| بثأْرهمُ والحُرُّ للثأْرِ ناقِمُ |
|
ويُلبِسُهم من مُلْكِهم ما لَبِسْتَهُ | |
|
| على الكلّ منهم فَهْوَ عُرْيان واجِمُ |
|
تظلُّ قرير العين فيه مُنَعَّماً | |
|
| وأَبناؤهم تَدْمَي لهنَّ الأَباهِمُ |
|
ولم تَرْضَ حتَّى سُمْتَ مُفلِحَ خِطَّةً | |
|
| وأَحمدَ ليست ترتضيها البهائِمُ |
|
فعافا لِباسَ الذُّلِّ واسْتَقبَحا الذي | |
|
| فَعَلتَ وكلٌّ منهما لك لائِمُ |
|
سَمَتْ بهما عن مَرْتَعِ العار أَنفُسٌ | |
|
| دَنَتْ عن معاليها النجومُ العواتِمُ |
|
وقد أَجْمَعَتْ من شامِها ويَمانِها | |
|
| عليك جميعاً عُرْبُها والأَعاجِمُ |
|