إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أسأل عن شمسٍ |
اعتقلتْ خلف الشََّمس .. |
أسأل عن قطراتٍ جفَّتْ من حلْقِ الأرض |
الموثوق بحبل القيْظ المجنون .. |
أسأل عن كلِّ قناديلِ الفرحِ المسْبيةِ |
فى أدخنة الموتْ، |
لتضىءَ رداء الوطن الأسود .. |
أسأل عن أملٍ أخضر |
قد ينمو فى صحراء النَّار .. |
............................... |
أبحث عن أىِّ دواءٍ |
يشْفِى ساقاً ينْخرها شللُ الجلسات، |
وسوس التّصويت المعتاد |
ترقد فى خندقها المهجور .. |
أبحث عن أىِّ دواءٍ |
كى تصْحو تلك السّاق |
كى تعْتقَ ضوءاً يجْلده الليل |
من ذاك الوهج الدّموىّ .. |
أبحث عن فجرٍ ٍفى لغةٍ تصْدَى |
يخْمش |
يحدث صدْعاً فى غسق الصَّمت .. |
أبحث عن حنجرةٍ تجمع كل لغاتِ العالمِ |
فى كلمةْ |
تصبح ماءً يخْمد |
سيفاً يخْرس |
ألسنة اللّهب المتطاول |
من أشْداق الإجرام .. |
أبحث عن سرِّ شباكٍ |
تغْزل من خيط الخَوْف |
لتصيبَ الربَّانَ |
الغواصين الفارين |
من الأسْرِ |
من القتلِ، |
وقرصنة الميناء .. |
مَنَْ يسْبح ضد التيّار، |
أو يمْخرُ بالسفن الحيْرى فى زَبدِ الدّم |
لترْسُو فوق المرْفأ |
هل يخطىء |
فى حقِّ الأوطان ..؟ |
فبحثت كثيراً |
خلف الكلمات، |
وما تحويه التصريحات .. |
حول الشّمس أطوف، |
وأبحثُ |
أهبط فى صحراء النَّارِ، |
وأنقِّبُ فى ثوب الوطن الفاحم .. |
أنْقُضُ كل الأطلال، |
وأحْفُر فى الأنقاض، |
وأغْربُ بين رماد الهُدْناتِ، |
وبين رفَاتِ الأشْياء، |
وعظامُ قطاراتٍ رحلتْ |
فوق سطور الكتب الصّفْراء .. |
وأنقِّبُ فى أمعاء الأرض |
أغوصُ |
أغوص ُبعيداً .. |
أرقُب ُ فى قاع الدم |
رأيت دخَاناً يصَّاعد فى نزْفٍ |
من رئة الأرض |
يبْدو منه شَبحٌ ذو قبّعةٍ |
يجْلسُ فوق الرّئتين، |
فيرمُقنِى |
يسْتلُّ السّكين |
أتصَفّدُ |
يُقْطعُ رأْسى قُرباناً |
قلت لهذا الشَّبح: |
رأسِى كل ُّ عروبتنا المنسيَّة .. |
قال الشَّبح: |
إنِّى أفعل ما يمليه إصْحَاحُ الرَّغبة |
من سفْرِ ِالتَّكوينِ المنْقوشِ |
على جلْبابى الأسْوَدْ ... |