هل نفحة بالغور طيّبةُ الأَرج |
تُطفي فؤاداً ذاب من فَرْط الوَهَجْ |
ما هبت النسماتُ من أرجائهم |
إلا وقلبي بالنسيم قد انزعجْ |
مالي أبرد مهجتي بنسيمهم |
وبه إذا ما هبَّ تحترق المُهجْ |
سكنوا حمى قلبي ومنعرج الحشى |
كم وقفةٍ بين الحمى والمنعرجْ |
ظبياتُ وادي الدوح من ظبياتهم |
أخذت كأعينها النصيب من الدعجْ |
وقدودهم قد علّمت أغصانَه |
عِلْمَ الإِمالة لا إليَّ ولا عِوجْ |
لكنَّها مع ميلها موصوفة |
بالعدل يقفو إثرها عمرُ الأشجّ |
ووجوههم قد أكسبت أقماره |
من نورهم حسناً فتمَّ لها البَلَجْ |
غودرتُ بعدهُم صريعاً ليس لي |
راقٍ يرى غيرَ التعلل بالأرَجْ |
فإليك عني يا عذول فإنَّ لي |
قلباً بحبهم تخالطَ وامتزجْ |
كيف التصبر والعيونُ رواشق |
عن سهم مقلتها وحاجبهَا لُجَجْ |
لم يبقَ صبٌّ في الهوى متمذهبٌ |
إلاَّ ومذهبهُ دعاهم فاندرجْ |
إني أودّهم وأبغض منصباً |
لسواهم ووداد غيرهم سمجْ |
حتّامَ أكتم في الحشى نار الأسى |
ولبحر عيني من مظاهرها لُجَجْ |
وغمامة برقت بهَامة شاهق |
تركت جوانبه تسيل وتلتعجْ |
فإذا أضاءت أرعدت فتوكفت |
وإذا انقضى هزج همت فبدا هزَجْ |
فكأنها كف المعظم فيصل |
تهمي على العافين من بيت الفلجْ |
بسط المكارم بالبسيطة فاغتدى |
ما دبَّ من خلق الإِله وما درجْ |
ما حلَّ في دار وإن تك قفرة |
إلاَّ وفاخرتِ المدائن والسرجْ |
لمَّا ارتقى الفلج الغزير وبيته |
قلتُ الزمانُ وأهله معه عَرَجْ |
إن جئته لم تلق إلا محفلا |
أو منصلاً أو صاهلاً أعلى الرهجْ |
كم معسر أخنى عليه زمانهُ |
وافته مذْ وافاه أسباب الفرجْ |
بحر تدفق بالمكارم والعلا |
يأتونه لوروده من كل فجّ |
فكأنه بيت الحرام وحج ذا |
في العام لكن كلَّ يوم ذا يُحّج |
متواضع لله ذو قدْر ولو |
كيوان زاحمهُ علوّاً لانفرجْ |
نسج الزمان إليه بُردَ جماله |
لله ما وشَّى الزمان وما نسجْ |
هُنّئتَ سيدنا بعيد الحج لم |
يبرح يزورك بالبشائر والحججْ |
والحج أنتَ وإنَّ فضلك عيدهم |
والنحر للأموال في ثجّ وعج |
واليكها خَوداً لأختيها تلت |
درراً ثلاثاً يستضيء بها الدلج |
ينشرن فضلك إن فضلك باهر |
قامت علينا من شواهده الحُججْ |