أَقصِر فَدَيتُكَ عن لومي وعن عَذَلي | |
|
| أو لافَخُذ لي أماناً من ظُبَا المُقَلِ |
|
من كلِّ طرفٍ مريضِ الجفنِ تُنشدُنا | |
|
| ألحاظُهُرُبَّ رامٍ من بنى ثُعَلِ |
|
إن كان فيه لنا وهو السَّقيمُ شِفاً | |
|
| فَرُبَّمَا صحَّتِ الأجسامُ بالعِلَلِ |
|
إنّ الذى فى جُفون البِيض إذ نَظَرَت | |
|
| نظيرُ ما فى جُفون البيضِ والخِلَلِ |
|
كذاك لم يشتَبِه في القول لفظُهُما | |
|
| إِلا كما اشتبها في الفعل والعملِ |
|
وقد وقفتُ على الأطلالِ أحسَبُها | |
|
| جسمي الذي بَعدَ بُعدِ الظَّاعِنينَ بُلِي |
|
أبكي على الرسم في رسم الديار فهل | |
|
| عجبتَ من طَللٍ يبكي على طَلَلِ |
|
وكلُّ بيضاءَ لو مَسَّت أناملُها | |
|
| قميصَ يوسفَ يوماً قُدَّ من قُبُلِ |
|
يُغنِى عن الدُّرِّ والياقوتِ مَبسِمُها | |
|
| لِحُسنِها فلها حَلىٌ من العَطَلِ |
|
بالخدِّ منِّىَ آثارُ الدموعِ كما | |
|
| لها على الخدِّ آثارٌ من القُبَلِ |
|
كأنّ فى سيفِ سيفِ الدّين من خَجَلٍ | |
|
| من عزمه ما به من حُمرةِ الخَجلِ |
|
|
| زهواً فَيفتِكُ بالأسيافِ والدُّولِ |
|
إذا بدَا من غِمدهِ خَلَعت | |
|
| غِمدَ الدِّماءِ عليه هامةُ البطلِ |
|
وإن تقلَّدَ بحراً من أناملهِ | |
|
| رأيتَ كيف اقترانُ الرّزقِ بالأجلِ |
|
من السّيوف التى لاحت بوارقُها | |
|
| فى أَنمُلٍ هى سُحبُ العارضِ الهَطِلِ |
|
فجاءَنا لبنى رُزَّيكَ مُعجِزُها | |
|
| بآيةٍ لم تكُن فى الأعصُرِ الأُولِ |
|
تبدو شموساً همُ أقمارُها وتَرى | |
|
| شُهبَ القَنَا فى سماء النّقعِ لم تَفِلِ |
|
قد غايَرَت فيهمُ السُّمرَ الرقاقَ رِقا | |
|
| قُ البيضَِ خلفَ سُجوفِ النَّقع فى الكَلَلِ |
|
إن عانقوا هذه فى يوم معركةٍ | |
|
| لاحَت لهم بتلظِّى تلك كالشُّعَلِ |
|
وقد لَقُوا كلَّ مَن غاروا بِمُشبِهِهِ | |
|
| حتى لقُوا النُّجلَ عند العَرضِ بالنُّجُلِ |
|
وضارَبَ الرومَ من سيوفهمُ | |
|
| وطاعَنَ العُربَ أعرابٌ من الأسَلِ |
|
وهزَّهم لصهيل الخيلِ تحت صَهي | |
|
| لِ البيضِ ماهزَّ أعطافَ القَنَا الخَطِلِ |
|
فالدَّمُ خمرٌ وأصواتُ الجيادِ لهم | |
|
| أصواتُ مَعبَدِ فى الأهزاج والرَّمَلِ |
|
والخَيلُ قد أطَرَبَتها مثلما طربوا | |
|
| أفعالُهم فَهىَ تمشي مِشيَةَ الثَّمِلِ |
|
من كلِّ أَجرَدَ مُحتالٍ بِفارِسِهِ | |
|
| إِلى الطِّعانِ جريح الصَّدرِ والكَفَلِ |
|
وكلِّ سَلهَبَةٍ للريحِ نِسبتُها | |
|
| لكنّها لو بَغَتها الرِّيحُ لم تُنَلِ |
|
أفارِسَ المسلمين اسمَع فلا سَمعت | |
|
| عِداك غَيرَ صليلِ البيضِ فى القُلَلِ |
|
مقالَ ناءٍ غَريبِ الدَّارِ قد عدمَ ال | |
|
| أَنصارَ لولاكَ لَم ينطِق ولَم يَقُلِ |
|
يشكو مصائبَ أيّامٍ قد اتّسعت | |
|
| فضاقَ منها عليه أوسعُ السُّبُلِ |
|
يرجوكَ فى دَفعها بعد الإله وقد | |
|
| يُرجَى الجليلُ لدفع الحادثِ الجَلَلِ |
|
وكيف ألقى من الأيام مَرزِئَةً | |
|
| جَلَّت ولى من بنى رُزَّيك كُلُّ وَلِى |
|
لولاهمُ كنتُ أفرى الحادثاتِ إذا | |
|
| نابَت بنهضَةِ ماضى العزم مُرتجِلِ |
|
وكيف أخلعُ ثوبَ الذُّلِّ حيثُ كفي | |
|
| لُ الحرِّ بالعزِّ وَخدُ الأينُقِ الذُّلُلِ |
|
فما تخافُ الرَّدى نفسى وكم رضَيت | |
|
| بالعجز خوف الرَّدى نفسٌ فلم تُبَلِ |
|
إنّى امرؤٌ قد قتلتُ الدهرَ معرفةً | |
|
| فما أبِيتُ على يأسٍ ولا أمَلِ |
|
إن يَروِ ماءُ الصِّبا عودى فقد عَجَمَت | |
|
| منّى طَروقُ الليالى عُودَ مُكتَهِلِ |
|
تَجاوَزَت بى مَدَى الأشياخِ تجربتى | |
|
| قِدماً وما جاوزَت بى سِنَّ مُقتَبِلِ |
|
وأوّلُ العمر خيرٌ من أواخره | |
|
| وأين ضَوءُ الضُّحى من ظُلمةِ الأُصُلِ |
|
دُونى الذى ظنَّ أنّى دونَه فلهُ | |
|
| تعاظُمٌ لِينالَ المجدَ بالحِيَلِ |
|
والبدرُ تعظُم فى الأبصارِ صورتُهُ | |
|
| ظنَّا ويَصغُرُفى الأفهام عن زُحَلِ |
|
ما ضرَّ شِعرىَ أنّى ما سَبَقتُ إلى | |
|
| أجاب دمعي وما الدّاعى سوى طللِ |
|
فإنَّ مَدحِي لسيفِ الدين تاهَ به | |
|
| زَهواً على مدحِ سَيفِ الدّولةِ البطلِ |
|