عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ضياء الدين الراوندي > أرأيت من حملوه للتدفين

غير مصنف

مشاهدة
453

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أرأيت من حملوه للتدفين

أرأيت من حملوه للتدفين
ونحوه للتحنيط والتكفين
أرأيت أي سراج إسلامٍ خبا
دجت الدنى لخبوه في الحين
أرأيت كيد الدهر يسلك عنوة
شمس الهدى في عقدة التنين
أرأيت ما فعل الزمان وريبه
بوفاة هذا الماجد المدفون
أرأيت زين الدين صار لمقصدٍ
نائي النوى قاصي المزار شطون
أرأيت كيف تزعزعت لوفاته
عصم العلاء وأذعنت للهون
ركب المنابر واعظاً وملقناً
طرق الديانة أيما تلقين
ولطالما نثرت شوارد لفظه
أفراد درٍّ تستفاد ثمين
ولطالما حلب العيون دموعها
بمواعظٍ ملء الفؤاد عيون
حتى ارتقى من بعد ذلك منبراً
يرقيه قد كاد غير قمين
نعشاً ولكنّ الرجال بناته
تبعوه بالدعوات والتأمين
هو منبر لكن قوائم أصله
أيدي الورى عن شأمة ويمين
وعظ الورى من فوقه بسكوته
من غير ما فسرٍ ولا تبيين
فجرى من الآماق سيل خلته
من متن منبعقٍ أجشّ هتون
والله لو أنّي عذرت وجاز لي
لغسلته غسلاً بماء جفوني
أولو أردت حفرت في قلبي له
ملحود قبرٍ بالوفاء ضمين
لكن خشيت عليه من لوعاته
وكذا يكون فؤاد كلّ حزين
قلبي حريق ليس من مثواه إذ
فخر الأئمة أهل عليّين
فلذاك لم أحفر له فيه ولي
بعد ادكار مردفٌ بحنين
من مبلغ عنّي الإمام تحيّة
مشفوعة بنزوافرٍ ورنين
بل كيف يبلغه السلام ودونه
زوراء من صلب القرار حصين
لهفي على أوراده في ليلةٍ
معمورة بتضرّع وسكون
لهفي على تسبيحه وقنوته
جنح الظلام يشوبه بأنين
لهفي على دعواته تلك التي
روح الأمين يمدّها بأمين
لهفي على ذكرى مجالس عطلت
كانت بساط اللؤلؤ المكنون
لهفي على كرسيه والوعظ وال
محراب والتجميع والتأذين
لهفي على فتياه والدرس الذي
قد كان يحفظه على التبدين
فخر الأئمة من لمستمعين قد
خليتهم فوضى سدى بصحون
أبكيتهم وعظاً ولا مثل الذي
تبكي بلا وعظٍ رهين منون
أعجب بذاك وعظتهم أول معظ
تبكيهم درر السحاب الجون
يا قبره رفقاً به وبجسمه
لا نبله وأراك غير أمين
يا قبره أنى وسعت علومه
أتخال أن قد حزتها بيقين
لا بل فإنّ علومه مبثوثة
من قيروان إلى حدود الصين
فترى طلاع الأرض تذكرة له
أو بحر سهول مرة وحزون
أو طود علمٍ غاض في كتم البلى
أو بحر علمٍ في فرارة طين
في تسع عشرة مات تاج الدين
وإما منافي التسع والعشرين
بدر ادجي بدر الخسوف إليهما
ليثاشرىً صرعا خلال عرين
خربت بتاج الدين راوند وها
فاسان تخرب بعد زين الدين
فعليهما من ذي المعارج رحمة
تغنيهما عن جودة التأمين
وأطال عمر بنيه إنهم له
في خير أصلٍ فات خير غصون
أبقى شهاب الدين ثم جماله
وخطيره في العزّ والتمكين
عاشوا معاً في نعمةٍ وسعادةٍ
وعلو جدٍ للدوام فرين
ضياء الدين الراوندي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2012/05/27 01:32:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com