عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > المغرب > مصطفى الشليح > للبيد الغريبةِ كأسُها

المغرب

مشاهدة
905

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

للبيد الغريبةِ كأسُها

للبيد الغريبةِ
كأسُها
.
أمنْ بحْركَ القفرُ الذي يَتهيَّبُ
إذا ما تراخى منكبٌ قامَ منكبُ
أم الراسياتُ الكاسياتُ أوانسٌ
وقدْ ماسَ ريّانٌ وهامسَ موكبُ
أم الآسياتُ الناسياتُ عرائسٌ
هوادجُها مِنْ حسْنها تتوثبُ
أم الماسياتُ الجاسياتُ مقابسٌ
دماليجُها النورُ النديُّ المُحجَّبُ؟
على وترٍ أدنى من القوس مَوْهنًا
تسللَ خيطٌ منكَ والليلُ يكتبُ
وماذا يقولُ الليلُ؟ يسكبُ كاتبٌ
على ورق الرؤيا مَداه ويرقبُ
وأرتقِبُ السقيا ولستُ بشاربٍ
أيشربُ صادٍ صادرٌ يتأوَّبُ
ولا كأسَ؟ للبيد الغريبةِ كأسُها
ولي غُربَة المعْنى المكابر. أشرَبُ
صَدى كلماتي. أنقعُ الغلة التي
تُسامرني منْ حيْثما هبَّ غيهبُ
وأقطع هذا الليلَ وحْدي، وأسْحبُ
البراري وراءَ الليل حينَ أسْحبُ
وأفزع، مَبْهورًا، إلى حُلل الحِمى
لأكسو فراغَ القول. مَنْ كانَ يعتبُ؟
ومَنْ يعذبُ العريُ البهيُّ مُلوِّحًا
بلوحِه والأريُ المُلوِّحُ يَعذبُ؟
ومَنْ قيسُه كانَ القليبَ لغاربٍ
كأنَّ قِسيًّا تَرتوي حينَ تنشبُ
حكايتها بينَ القبائل سُمَّرًا
وللنار ألهوبٌ، وللدَّار عنكبُ؟
ومَنْ صاحبٌ لي والجدارُ بدا وما
بدا؟ هلْ أراه، الآنَ، أيَّانَ أصحبُ
العمائمَ تاريخًا وأصعدُ بابه
دخولا إلى التاريخ؟ مَنْ كانَ يرقبُ؟
وهلْ يتملىَّ جانبٌ منه صَعْدتي ..
أنا الساكبُ المسكوبُ لا يتصوَّبُ
وليسَ يخبُّ السيرَ طيَّ مسافةٍ
هيَ الكاتبُ المكتوبُ تنأى وتقربُ
وتذهبُ أنى شاءَ هدهدُها .. الذي
همى نبأ يأتي بأمرٍ ويذهبُ
تُهذِّبُ أوراقَ المسَاء نداوةً
ومنها الذي، بالرَّقرقاتِ، تُهذِّبُ
إذا المندلُ المشتاقُ يرسو طلاوةً
منَ الغيبِ يحبو سطوُه المُتطيبُ
ويصْبو، سؤالاتٍ، إلى الغيم وجهةً
أنادي بها: يا مُغربًا ليسَ يُعربُ
ويا جبلا مِنيِّ الكهوفُ ومنكَ ما
خلعتُ به النعْلين أيَّانَ أغربُ
وقدْ أجهشَ الوادي إذا النورُآية
وأجهشتُ؟ ماذا قلتُ؟ عنقاءُ مُغربُ؟
وما قلتُ إلا خشعة إثرَ خشعةٍ
ولا لغة لي مثلما كنتُ أحْسبُ
حَسبتُ الحروفَ الدانياتِ قطوفها
حروفًا وما خلتُ المعانيَ تسلبُ
وما خلتها ميْساءَ ترنو بخُلبٍ
تماهتْ طيوفا، وهْيَ منيَ قلّبُ
تناهتْ حتوفا ما عرفتُ مقادتي
بها .. وأنا قيد المتاهةِ أطربُ
أنا ذروةُ الفوْضى ومِنْ نزوانِها
اشتعلتُ، ولي ماءُ البداهةِ مطلبُ
أغالبُ بردًا فالخُطى مشتلُ الجذى
بمُلتهبٍ يحْدو الخطى منه أغلبُ
له واحةٌ، والبيدُ راحاتُ مَوقدٍ
تحفُّ الرسومَ الشاخصاتِ وتنهبُ
مُعلقة خرقاءَ بعضَ هذائها
وتذهبُ، والبابُ المواربُ يخطبُ
أنا ما خطبتُ الودَّ يا طللَ الحِمى
وما جئتُ إلا طائفًا أتقرَّبُ
وكنتُ دخلتُ البحرَ فجرًا وليلتي
.. ولا بحرَ إلا مُهجةٌ تتوثبُ
أهبْتُ بها أنْ لمْلمي، منْ تبعثُري
خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركبُ
إلى لغتي مهرًا أجاذبُه المَدى
رُنوًّا إلى اللا شيْئ ظمآنَ يَجذبُ ..
وأركبه وَسْنانَ ينتهبُ الرؤى
إلى دافق ريَّانَ بالشوق يصْخبُ ..
وأصْخبُ، رقراقًا، فينتبه الندى
إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجبُ
وأعجبُ منِّي، والمسيلُ قصيدةٌ
مُؤانسةٌ، كيفَ القصيدةُ تعتبُ
أنا ماعتبتُ. الليلُ كانَ عاتبًا
وكانَ يُورِّي ما أقولُ ويَحْطِبُ
وكنتُ أنا ألغو بقافيةٍ غوتْ
بإثفيةٍ، والحرفُ أمرًا يُقلِبُ
وكانَ رمادُ الفجْر ساريةً هوتْ
منَ الحَلك المأسُور نقعا يُرتبُ
نشيدَ البراري للبراري. أنا الذي
أرتبني سجعًا ليمرعَ مُجدِبُ
ويطوي كلامَ البحر والخرقة التي
تطارحه المعْنى فلا كانَ مُعربُ
ولا كانَ، منذورًا لأبلجَ مُغربٍ
كتابُ الليالي .. والمهامهُ كوكبُ
ولا قالَ لي البحرُ المُسافرُ خلسةً
حكايته .. عنْ شاعر يتأهَّبُ
ليعْبرَ ما كانَ المرايا ترقبًا
وقدْ عبثَ المهوَى بما يترقبُ
وللرُّوم بحرٌ والعروبةُ شطه
وقدْ نشطتْ حِلفًا وعَربدَ موكبُ
وللرُّوم أوفاقٌ بغطرسةٍ جرتْ
بعَتمتِها إمّا القاذفاتُ تصبَّبُ
كأنَّ بها حِقدًا عنيدًا وما بها
عنادٌ مديدٌ حاقدٌ يتقلبُ
ولكنْ زباناها الكياسة والجَذى
مُراودة.ً منْ قامَ؟ ثمةَ عقرَبُ
وثمَّ، برقطاءِ الأماني، تطوُّحٌ
وكلٌّ لدى كلٍّ .. مدًى وتَسرُّبُ
وكلٌّ، بليلى، واجدٌ مُتواجدٌ
وليلى امَّحتْ بينَ المضاربِ تَندُبُ
وليلى الجراحاتُ التي تَسكنُ السُّرى
إذا الليلُ يعْرى والذُّرى تتحدَّبُ
لمنْ سأقولُ: البَحْرُ يلهثُ نازفًا
دمًا عربيًّا .. والأكفُّ تُخَضّبُ
مصطفى الشليح
التعديل بواسطة: أ.د/ مصطفى الشليح
الإضافة: الاثنين 2006/12/25 09:23:53 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com