لَمّا تَراءَت رايَةُ الرَبيعِ | |
|
| وَاِنهَزَمَت عَساكِرُ الصَقيعِ |
|
فَالماءُ في مُضاعَفِ الدُروعِ | |
|
| وَالنورُ كَالأَسِنَّةِ الشُروعِ |
|
قَد هَزَّ مِن أَغصانِهِ ذَوابِلاً | |
|
| وَسَلَّ من غُدرانِهُ مَناصِلا |
|
وَبَلَغَت ريحُ الصَّبا رَسائِلاً | |
|
| حينَ ثَنى العِطفَ الشتاءُ راحِلا |
|
وَنُصِبَت مَنابِرُ الأَشجارِ | |
|
| وَخَطَبَت سَواجِعُ الأَطيارِ |
|
وَاِستَفصَحَت عِبارَةً الهِزارِ | |
|
| فَهوَ لمَنشورِ الرَبيعِ قاري |
|
وَأَقبَلَ النَيروز مِثلَ الوالي | |
|
| فَارتَجَعَ الفَضلَ مِنَ اللَيالي |
|
وبشِّر الناقِصَ بِالكَمالِ | |
|
| فَعادَتِ الدُنيا إِلى اِعتِدالِ |
|
وَالدينُ وَالشَمسُ لِسَعدٍ مُؤتَنَف | |
|
| كُلٌّ بِهِ اللهُ اِنتَهى إِلى شَرَف |
|
فَأَصبَحَ العَدلُ مُقيماً وَاِعتَكَف | |
|
| وَوَدَّعَ الجَورُ ذَميماً وَاِنصَرَف |
|
بِالشَرَفَينِ اِستَسعَدَ الشَمسانِ | |
|
| شَمسُ الضُحى وَغُرَّةُ السُلطانِ |
|
في أَسعَدِ الأَيّامِ وَالأَزمانِ | |
|
| مُبَشِّراً بِالأَمنِ وَالأَمانِ |
|
فَاِعتَدَلَ الأَنامُ وَالأَيّامُ | |
|
| وَأَمِنَ المُسيمُ وَالمُسامُ |
|
مُذ طَلَعا وَنظَرَ الأَنامُ | |
|
| لَم يَبقَ لا ظُلمٌ وَلا ظَلامُ |
|
قَد أَصبَحَت قَوسُ الزَمانِ سَهما | |
|
| وَقُد رَمى الأَرضَ بِهِ فَأَصمى |
|
فَالكَتفُ مِنها بِالشَقيقِ تَدمى | |
|
| وَالرُعبُ أَضحى لِلشِتاءِ هَزما |
|
اِبيَضَّ قَبلَ الإِخضِرارِ الفَنَنُ | |
|
| فَشابَ مِن قَبلِ الشَبابِ الغُصُنُ |
|
وَاِسوَدَّ مِن بَعدِ البَياضِ القُنَنُ | |
|
| فَشَبَّ مِن بَعدِ المَشيبِ الزَمَنُ |
|
قَد غَنِيَ الوَعدُ عَنِ التَقاضي | |
|
| وَأَعرَضَ الغيدُ عَنِ الإِعراضِ |
|
وَخَرَجَت بِالحَدَقِ المِراضِ | |
|
| تُواجِهُ الرِياضَ بِالرِياضِ |
|
قَد سَئِمَت بُيوتَها النُفوسُ | |
|
| وَأَصبَحَت كَأَنَّها حُبوسُ |
|
وَأَسلَمَ المُنَمِّسَ التَنميسُ | |
|
| وَصاحَ في جُنودِهِ إِبليسُ |
|
أَبَحتُ لِلنسِ دَمَ الزِقاقِ | |
|
| في حَيثُ لاقوها مِنَ الآفاقِ |
|
وَجَرَّها كَجُثَثِ المُرّاقِ | |
|
| وَشُربَها بِكَأسِها الدِهاقِ |
|
إِلى الجِنانِ عَجَباً دَعاكُمُ | |
|
| مَن كانَ مِنها مُخرِجاً أَباكُمُ |
|
يَجعَلُها كَفّارَة لِذاكُمُ | |
|
| فَأَصحِروا لِتُبصِروا مَأواكُمُ |
|
فَالأَرضُ مِن كَفِّ الزَمانِ حاليه | |
|
| كَجَنَّةٍ لِلناظِرينَ عالِيَه |
|
مِن كُلِّ ساقٍ عِندَ كُلِّ ساقِيَه | |
|
| يَجعَلُ مِن صافٍ مِزاجَ صافِيَه |
|
وَالشَمسُ في البُرجِ الَّذي يَشوونَهُ | |
|
| إِذا غَدَوا شَرباً وَيَأكُلونَهُ |
|
وَفيهِمُ قَومٌ يُثاكِلونَهُ | |
|
| طولَ الزَمانِ وَيُناطِحونَهُ |
|
بِحَملٍ قَد باعَتِ الشَمسُ الأَسَد | |
|
| وَكانَ هَذا عِندَنا الرَأيَ الأَسَد |
|
فَاِعتاضَ طَبعاً في الزَمانِ وَاِستَجَد | |
|
| مِن غَضَبٍ بِشَهوَةٍ كُلُّ أَحَد |
|
حَتَى غَدا بَعضُ بَني الأَشكالِ | |
|
| يَقولُ قَولاً ظاهِرَ الإِشكالِ |
|
لَكِنَّهُ مِن كَثرَةِ البَلبالِ | |
|
| قَد قالَ ما قالَ وَلَم يُبالِ |
|
كَم أوكِفُ الظَهرَ بِطَيلَسانِ | |
|
| وَيُشبِهُ العِدلَينِ لي كُمّانِ |
|
مُستَبضِعاً عِندَ بَني الزَمانِ | |
|
| وِقرَ نِفاقٍ ثِقلُهُ أَعياني |
|
هَل لَكَ في حَمراءَ مِثلَ الحُصِّ | |
|
| يا قوتَةٍ قَد شُرِبَت بِرُخصِ |
|
مَجلوبَةٍ مِن مَعدِنٍ في القُفصِ | |
|
| تَلوحُ في الإِصبَعِ مِثلَ الفَصِّ |
|
يَسعى بِها عَلَيهِ يا فِشِيُّ | |
|
| وَطَرفُهُ الساحِرُ بابِلِيُّ |
|
وَثَغرُهُ كَكَأسِهِ رَوِيُّ | |
|
| وَوَردُهُ كَخَدِّهِ جَنِيُّ |
|
أَغيَدُ يَومُ وَصلِهِ تَأريخُ | |
|
| لِصُدغِهِ مِن نِقسِهِ تَضميخُ |
|
وَالجَمرُ في خَدَّيهِ لا يَبوحُ | |
|
| كَما يَحِلُّ العَقرَبُ المَرّيخُ |
|
يَضحَكُ مِن تَشبيبِ عاشِقيهِ | |
|
| عَن لُؤلُؤٍ لِنَظمِهِم شَبيهِ |
|
فَلا يَزالُ مُظهِراً لِمَّتّيهِ | |
|
| بِدُرِّ فيهِ أَو بِدُرٍّ فيهِ |
|
لفُرَصِ اللذاتِ كُن مُنتَهِزاً | |
|
| وَلا تَبت مِن عاذِلٍ مُحتَرِزا |
|
فَالدهرُ مِخلافٌ فَخُذ ما أُنجِزا | |
|
| فَرُبَّما طَلَبتَهُ فَأَعوَزا |
|
فَقَد تَغَنّى الطَيرُ في الشُروقِ | |
|
| وَالريحُ دارَت دَورَةَ الرَحيقِ |
|
فَظَلَّ كُلُّ غُصُنٍ وَريقِ | |
|
| لِلسكرِ في رَقصٍ وَفي تَصفيقِ |
|
وَالزهرُ لِلروضَةِ عَينٌ تُلمَحُ | |
|
| يَضُمُّها طَوراً وَطَوراً يَفتَحُ |
|
تُمسى بِها قَريرَةً وَتُصِبحُ | |
|
| لَكِنَّها مِنَ الدُموعِ تَطفَحُ |
|
وَالرَوضُ في شَمسِ سَناها يُعشى | |
|
| وَالسُحبُ بِالقُربِ لَها تَمَشِّ |
|
فَكُلَّما أَدارَ عَينَ المَغشي | |
|
| عَلَيهِ جادَت وَجهَهُ بِرَشِّ |
|
صَحوٌ وَغَيمٌ في الرِياضِ اِشتَرَكا | |
|
| يُقَطِّعانِ اليَومَ ضَحكاً وَبُكا |
|
إِذا الجَنوبُ أَقبَلَت فيهِ بَكى | |
|
| حَتّى إِذا عادَت شَمالا ضَحِكا |
|
صارَ الأَضا في حَلَقٍ وَخُوَذِ | |
|
| وَرَمتِ الأَرضُ لَها بِالفِلَذِ |
|
فَالغُصنُ خَوفَ جُندِها المُستَحوِذِ | |
|
| كَإِصبَعٍ تُشيرُ بِالتَعَوُّذِ |
|
ساعِد عَلى الراحِ وَلا تُبالِ | |
|
| وَالناسَ لا تُخطِرُهُم بِبالِ |
|
أَوِ اِستِراقاً في مَكانٍ خالِ | |
|
| لا تَعلَمُ اليَمينُ بِالشَمالِ |
|
وَإِنَّما يَعلَمُهُ مَن يَغفِرُه | |
|
| إِذا رَجَعتَ نادِماً تَستَغفِرُه |
|
وَلَو بَقيتَ عُمُراً تُكَرِّرُه | |
|
| ما عِندَ عفوِ اللَهِ ذَنبٌ يُكبِرُه |
|
لَستُ أَرى مُحَللاً في مَذهَبِ | |
|
| إِهلاكِيَ النَفسَ بِغَيرِ موجِبِ |
|
أَنا اِمرُؤٌ عَجِبتَ اَو لَم تَعجَبِ | |
|
| يَأكُلُني الهَمُّ إِذا لَم أَشرَبِ |
|
ما كانَ مِن دُرّي وَمِن عَقيقي | |
|
| نَزَفتُهُ في فُرقَةِ الفَريقِ |
|
فَمِن دَم الكَرمِ أُيعضس عُروقي | |
|
| تُحيِ بِهِ نَفسَ أَمرِئٍ صَديقِ |
|
فَقُلتُ خَلِّ عَنكَ يا خَليلي | |
|
| تَجاوُزَ الفَضلِ إِلى الفُضولِ |
|
فَلَيسَ لي مَيلٌ إِلى الشَمولِ | |
|
| إِلّا الَّتي تَزيدُ في العُقولِ |
|
حَظّي مِنَ الآدابِ أَسنى حَظِّ | |
|
| وَالراحِ ما رَوَّقتُهُ مِن لَفظي |
|
وَما اِبنَةُ الكَرمِ بِمَرمى لَحظي | |
|
| وَلا لَها اللَهُ بِحُبّي مُحظِ |
|
لِذاكَ أَصبَحتُ مَنيعَ الجانِبِ | |
|
| نَديمَ مَولانا الأَجَلِّ الصاحِبِ |
|
العادِلِ الكامِلِ في المَناقِبِ | |
|
| وَالناسِكِ التارِكِ لِلمَثالِبِ |
|
أَسقى كُؤوسَ المَدحِ وَهوَ يَشرَبُ | |
|
| وَأُسمِعُ الثَناءَ وَهوَ يَطرَبُ |
|
وَأَسَلُ الأَمساكَ وَهوَ يَهَبُ | |
|
| مَواهِباً تَعدادُها لي مُتعِبُ |
|
دَأَبُ الوَزيرِ هَكَذا وَدابي | |
|
| الشُّربُ مِن سُلافَةِ الآدابِ |
|
وَمُعجِبٌ نِهايَةَ الإِعجابِ | |
|
| تَناسُبُ المَصحوبِ وَالأَصحابِ |
|
مُدامُنا الحَلالُ لا الحَرامُ | |
|
| ما خَلَّصَ اللِسانُ لا الفِدامُ |
|
تَغذو بِها عُقولَها الأَنامُ | |
|
| وَتَنتَشي بِكَأسِها الكِرامُ |
|
قَد عادَ وَجهُ الدينِ وَهوَ أَزهَرُ | |
|
| وَعادَ لِلمُلكِ النِظامُ الأَكبَرُ |
|
نِعمَةُ رَبٍّ لِلعُقولِ تَبهَرُ | |
|
| تَجِلُّ عَن شُكرِ الوَرى وَتُشكَرُ |
|
فَردٌّ وَفيهِ جُمعَ المَحامِدُ | |
|
| فَلَم يَجِد لَهُ نَظيراً واجِدُ |
|
كَم في الوَرى مِن واحِدٍ تُشاهِدُ | |
|
| أَمّا الوَرى في واحِدٍ فَواحِدُ |
|
أَروعُ لا يُحينُ إِلّا يُحسِنا | |
|
| وَمُقدِمٌ يَجبُنُ عَن أَن يَجبُنا |
|
وَمُنعِمٌ يُنيلُ غاياتِ المُنى | |
|
| فَقرُ الفَتى إِلَيهِ ميعادُ الغِنى |
|
إِذا رَأى إِعدامَ مُعتَفيهِ | |
|
| حَسِبتَهُ لِلمالِ إِذ يُقنيهِ |
|
مِن مُعتَفيهِ العُدمَ يَشتَريهِ | |
|
| يَأخُذُهُ مِنهُ بِما يُعطيهِ |
|
سائِلُهُ شَريكُهُ في نَعمَتِه | |
|
| يَقولُ قاضي عَجَبٍ مِن شيمَتِه |
|
أَعانَهُ اللَهُ عَلى مَكرُمَتِه | |
|
| بِزَمَنٍ يَسَعُ عُظمَ هِمَّتِه |
|
ذو كَرَمٍ أَخلاقُهُ حَديقَه | |
|
| حَقيقَةٌ بِالحَمدِ في الحَقيقَه |
|
يَجري مِنَ الجُودِ عَلى طَريقَه | |
|
| خَليقَةٍ بِمَدحِ ذي الخَليقَه |
|
مَن يَكنِزُ الأَموالَ في الرِقابِ | |
|
| وَيَذخَرُ الثَناءَ لِلأَعقابِ |
|
أَيادِياً مُعييَةَ الحُسّابِ | |
|
| تَبقى وَمُوليها عَلى الأَحقابِ |
|
قُل لِمُغيثِ الدينِ ذي المَعالي | |
|
| وَالصَدقُ أَبهى حَليَةِ المَقالِ |
|
اليَومَ أَوثَقتَ عُرا الآمالِ | |
|
| أَجَدتَ يا مُنتَقِدَ الرِجالِ |
|
يا ملكاً مِن رَأفَةٍ يَحكي مَلَك | |
|
| بَل وَطأَةٌ مِنكَ عَلى ظَهرِ الفَلَك |
|
ليس الثريا من نُجومٍ تَشتَبِك | |
|
| بل وطأَةٌ منك على ظَهر الفَلك |
|
بَلَّت بِسَيفٍ صارِمٍ يَداكا | |
|
| ما لِمُلوكِ الأَرضِ مِثلُ ذاكا |
|
وَهوَ أَدام اللَهُ ما آتاكا | |
|
| أَنفَسُ ما وَرِثتَهُ أَباكا |
|
اُنظُر إِلى الشاهِدِ مِن رُوائِهِ | |
|
| وَقِس بِهِ الغائِبَ مِن آرائِهِ |
|
فَهوَ وَزيرٌ لَيسَ فَوقَ رائِهِ | |
|
| رَأى سِوى رَأيِكَ في اِرتِضائِهِ |
|
إِن سُمِّيَ اِثنانِ بَنوا شَروانِ | |
|
| وَوُصِفا بِالعَدلِ وَالإِحسانِ |
|
فَاللَيلُ مازالَ لَهُ فَجرانِ | |
|
| وَإِنَّما الصادِقُ فيهِ الثاني |
|
أَعدَلُ مَولىً وَهوَ فيهِ نَعلَمُ | |
|
| لِمالِهِ دونَ العِبادِ يَظلِمُ |
|
وَراحِمٌ إِذا اِستَقالَ المُجرِمُ | |
|
| لِنَفسِهِ مِن جودِهِ لا يَرحَمُ |
|
أَعيَت رُكامُ جودِهِ الغَماما | |
|
| وَفاقَ ما ضي رَأيِهِ الحُساما |
|
وَتابَعَ الصَنائِعَ الجِساما | |
|
| فَأَرضَيتِ الأُمَّةَ وَالإِماما |
|
لَهُ زَمانُ كُلُّهُ رَبيعُ | |
|
| وَهِمَّةٌ جَنابُها مُريعُ |
|
فَالناسُ في رِياضِها رُتوعُ | |
|
| وَالدَهرُ عَبدٌ سامِعٌ مُطيعُ |
|
تُمطِرُ شَمسُ وَجهِهِ وَتُشرِقُ | |
|
| وَلا يَغيمُ وَجهُهُ وَيَبرُقُ |
|
وَبَحرُ جَدواهُ الَّذي يُدَفَّقُ | |
|
| يَستَغرِقُ الوَصفَ وَلَيسَ يغرِقُ |
|
سَيفٌ بِهِ المُلكُ حَمى أَطرافَهُ | |
|
| وَالدينُ هَزَّ طَرَباً أَعطافَهُ |
|
تَهُزُّهُ اليَمينُ لِلخِلافَه | |
|
| حَتّى يُبيدَ مَن نَوى خِلافَهُ |
|
ماضٍ وَما تَنفَكُّ دِرعٌ غِمدَه | |
|
| لِلنَصرِ سُلطانُ الوَرى أَعَدَّه |
|
وَهوَغَنِيٌّ أَن يَشيمَ حَدَّهُ | |
|
| فَيَهزِمُ الجَيشَ لَهُ اِسمٌ وَحدَهُ |
|
لَهُ يَدٌ مِنها الأَيادي تَسجُمُ | |
|
| يَصغَرُ عَنها البَحرُ وَهيَ تَعظُمُ |
|
ما سَبعَةٌ مِن واحِدٍ تَنتَظِمُ | |
|
| إِلّا الأَقاليمُ لَهُ وَالقَلَمُ |
|
رُمحٌ غَدا مِن نَفسِهِ سِنانُهُ | |
|
| وَفَرَسٌ في طِرسِهِ مَيدانُهُ |
|
ما إِن يُرَدُّ عَن مَدىً عِنانُهُ | |
|
| فَإِنَّما عِنانُهُ بَنانُهُ |
|
لِخَيلِهِ في الصَخرِ نوناتٌ تُخَطُّ | |
|
| لَهُنَّ آثارُ المَساميرِ تُقَط |
|
وَالرُقشُ مِن أَقلامِهِ بِلا شَطَط | |
|
| تَقتَصُّ مِن هامِ العِدا بِما نُقَط |
|
عِزُّ عَلى مَرِّ اللَيلي زائِدُ | |
|
| يُربي عَلى البادِئِ مِنه العائِدُ |
|
مُتَّصِلٌ فَل يَرتَقِبهُ الحاسِدُ | |
|
| فَإِنَّما مَبدَأُ أَلفٍ واحِدُ |
|
مِن قَبلِ أَن مَلَكَهُ بِلادَهُ | |
|
| مَلَّكَهُ مَولى الوَرى فُؤادَهُ |
|
كَما كَساهُ قَلبُهُ سواده | |
|
|
|
| وَإِن ضَجِرنا نَحنُ مِن تَرَقُّبِه |
|
مُخَبِّراً أَنَّ عَظيمَ مَنصِبِه | |
|
| يَجِلُّ عَنهُ فَوقَ ما يَجِلُّ بِه |
|
بَل لَم يَكُن مِن عَجَلِ المُشَرِّفِ | |
|
| إِلّا مِنَ الخَجلَةِ في تَوَقُّفِ |
|
كَيفَ يَكونُ عِندَ فَقدِ المُنصِفِ | |
|
| تَشريفُ مَولىً هُوَ نَفسُ الشَرَفِ |
|
لَو بَلَغَ التَشريفُ في التَضعيفِ | |
|
| مَعدودَ قَولِ قائِلٍ تَشريفي |
|
كُلٌّ على أَقصى الأَماني يوفي | |
|
| لَكانَ دونَ قَدرِهِ المُنيفِ |
|
كَفاهُ ما خالِقُهُ كَساهُ | |
|
| مِن ثوبِ مَجدٍ وَعُلاً كَفّاهُ |
|
لَو لَم يَكُن ضَمَّنَهُ رِضاهُ | |
|
| سُلطانُ أَرضِ اللَهِ شاهِنشاهُ |
|
يا فارِعَ السَماءِ بِالسُمُوِّ | |
|
| مُنعِلَ الهِلالِ في العُلُوِّ |
|
فَما مَحَلُّ مَفرِقِ العَدُوِّ | |
|
| أَمَنتَ مُداحَكَ مِن غُلُوِّ |
|
عَلَيكَ مِمّا صاغَتِ العُقولُ | |
|
| ما دونَهُ السِوارُ وَالإِكليلُ |
|
فَأَينَ يا شِعرُ لَكَ الفُحولُ | |
|
| هَذا أَوانُ القَولِ فَليَقولوا |
|
كَم أَحبِسُ العُقودَ في الحَقاقِ | |
|
| دونَ تَراقيها إِلى التَراقي |
|
ما قُلتُهُ وَما فَعَلتَ باقِ | |
|
| كِلاهُما قَلائِدُ الأَعناقِ |
|
دونَكَها خَوالِعاً لِلعُقلِ | |
|
| أَعَرتُها وَهُنَّ ذَوبُ العَقلِ |
|
تَهازُلاً مِنّي بِغَيرِ هَزلِ | |
|
| فَضلَ اِتِّباعٍ في مَجالِ فَضلي |
|
حاشَ لِطَبعي أَن يُسرى فيهِ طَبَع | |
|
| لا سِيَّما مِن بَعدِ شَيبٍ وَصَلَع |
|
لَكِنَّ ما يَأَتى بِهِ الجِدُّ لُمَع | |
|
| وَلَيسَ في خالٍ عَلى خَدٍّ بِدَع |
|
لا عَيبَ فيما قالَهُ مُشَبِّبُ | |
|
| تَشبيبُ مُدّاحِ المُلوكِ أَضرُبُ |
|
أَلَيسَ حَسّانُ وَلا يُؤَنَّب | |
|
| مِن قَولِهِ فَهوَ حَرامٌ طَيَّبُ |
|
مَولايَ إِكرامُكَ لي ابتِداءَ | |
|
| أَوجَبَ مِن كُلٍّ بِكَ اِقتِداءَ |
|
وَمَن أَبى ذاكَ فَقَد أَساءَ | |
|
| فَالظِلُّ يَحكي عودَهُ اِستِواءَ |
|
لِلمَوعِدِ المَضروبِ جِئتُ أَرقُبُ | |
|
| فَحالَ دوني حاجِبٌ مُقَطِّبُ |
|
وَمَن يَكُن مَكانُهُ المُقَرَّبُ | |
|
| خَلفَ حِجابِ القَلبِ كَيفَ يُحجَبُ |
|
دَولَتُكَ الغَرّاءُ في اِرتِفاعِهِما | |
|
| كَالشَمسِ أَو أَشمَلَ بِاِصطِناعِها |
|
وَالشَمسُ تُحظي الناسَ مِن شُعاعِها | |
|
| بِحاجِبٍ قَد صيغَ مِن طِباعِهِما |
|
يا شَرَفَ الدينِ كَرُمتَ سَمعاً | |
|
| وَلِلنَدى وَالبَأسِ دُمتَ تُدعى |
|
أَدامَ حِفظُ الله عنك الدفعا | |
|
| مُظاهِراً مِنهُ عَلَيكَ دِرعا |
|
مِن دَوحِ مَجدٍ باسِقٍ أَغصانُهُ | |
|
| بيتُ عُلا ثابِتَةٌ أَركانُهُ |
|
داموا وَدامَ عالِياً مَكانُهُ | |
|
| مُضاعِفاً إِقبالَهُم سُلطانُهُ |
|
نَورِز بِسَعدٍ دائِماً وَمَهرِجِ | |
|
| وَاِبقَ لَنا في ظِلِّ عَيشٍ سَجسَجِ |
|
مُقَوِّماً بِالرَأيِ كُلَّ أَعوَجِ | |
|
| وَفاتِحاً بِالجَدِّ كُلَّ مُرتَجِ |
|
قَد ضَمِنَ اللَهُ وَلَيسَ يَنكُثُ | |
|
| أَنَّكَ ما اِمتَدَّ الزَمانُ تَلبَثُ |
|
أَلَيسَ في كِتابِهِ فَليَبحَثوا | |
|
| أَنَّ الَّذي ينَفعُ فَهوَ يَمكُثُ |
|
يا مَن يَظَلُّ خَلفاً عَمَّن مَضى | |
|
| وَلَيسَ عَنهُ خَلَفٌ فَلا اِنقَضى |
|
دُمتَ عَلى الأَيّامِ سَيفاً مُنتَضى | |
|
| يُفني وَيُغني السُخطُ مِنكَ وَالرِضا |
|
ذا دَولَةٍ عَلى الوَلِيِّ تُسبَغُ | |
|
| ظِلالُها وَلِلعَدُوِّ تَدمَغُ |
|
دائِمَةٍ آخِرُها لا يُبلَغُ | |
|
| كَأَنَّما عُمرُكَ طَوقٌ مُفَرَغُ |
|