قلبٌ كما شاءَ التفرُّقُ موجَعٌ | |
|
| وهوًى يهيَّجُهُ الحمامُ السُّجَّعُ |
|
ومولَّهٍ لَعِبَ الغرامُ بقلبِهِ | |
|
| للّهِ صَبٌّ بالصَّبابةِ مولَعُ |
|
متلفَّتاً نحوَ الديارِ وهكذا | |
|
| داءُ الغرامِ إذا تقادمَ يصنعُ |
|
ولكم وقفتُ على الربوعِ مسائلاً | |
|
| ومِنَ الضلالةِ أن تُجيبَ الأربُعُ |
|
يا منزلاً بينَ العُذَيبِ ولَعْلَعٍ | |
|
| أشتاقُهُ سُقيَ العُذَيبُ ولَعْلَعُ |
|
أهوى ربوعكَ والزمانُ يعوقُني | |
|
| عنها فتسفحُ للحنينِ الأدمُعُ |
|
ويَزيدُني شغفاً إذا جَنَّ الدُّجى | |
|
| برقٌ على أَثَلاثِ نجدٍ يلمِعُ |
|
تحكي التهابَ ضِرامِه في مزنهِ | |
|
| نارُ اشتياقي والهوادجُ تُرفَعُ |
|
وخفوقَهُ خفقانُ قلبي كلَّما | |
|
| أمسى مِنَ التفريقِ وهو مُرَوَّعُ |
|
فالماءُ ما قد فَيَّضَتْهُ مدامعي | |
|
| والنارُ ما استملتْ عليه الأضلُعُ |
|
وخريدةٍ أبكي ويبسِمُ ثغرُها | |
|
| فتغارُ مِلْخَجلِ البروقُ اللمَّعُ |
|
وتَفُلُّ مِن لونِ الظلامِ غدائراً | |
|
| سُفعاً وخيرُ حُلَى الشًّعورِ الأسفَعُ |
|
أودعتُها قلبي غداةَ فراقِها | |
|
| لمّا استقلَّ بها الفريقُ وودعوا |
|
فلكم على آثارِها مِن مهجةٍ | |
|
| حرَّى وعينٍ للتفرُّقِ تَدمَعُ |
|
ولكم بكيتُ على المرابعِ وحشةً | |
|
| لمّا خلا مُصطافُها والمَرْبَعُ |
|
ومتيَّمٍ أضحى وقد بَعُدَ المدى | |
|
| يبكي الطلولَ بدِيمةٍ لا تُقلِعُ |
|
يرمي الهضابَ بطرفهِ فكأنَّما | |
|
| في كلَّ هَضْبٍ للأحبَّةِ مَطلَعُ |
|
ويبيتُ مسلوبَ الفؤادِ مولّهاً | |
|
| مِمّا عراهُ مسهَّداً لا يَهجعُ |
|
هجرَ السكونَ إلى المضاجعِ بعدما | |
|
| باتتْ كأنَّ بها أراقمَ تلسعُ |
|
يستافُ أرواحَ الشَّمالِ إذا شَرَتْ | |
|
| نشوَى الهبوبِ بنشرِها يتضوَّعُ |
|
مِن بعدِما قد كنتُ أعهدُ قلبَه | |
|
| بالجِزعِ ثَبْتاً للنوى لا يَجْزَعُ |
|
أتراهُ يقنعُ بالخيالِ وقد نأتْ | |
|
| عنه وكانَ بوصلِها لا يقنعُ |
|
قد كانَ ذلكَ والشبابُ إلى الهوى | |
|
| والغانياتِ محبَّبٌ ومشفَّعُ |
|
واليومَ غيَّرَهُ المشيبُ بجورِه | |
|
| فغدا بطيفِ خيالِها لا يطمعُ |
|
أحبابَنا بنتمْ فوجدي دائمٌ | |
|
| والصبرُ فانٍ والحنينُ مُرَجَّعُ |
|
أترى تعودُ الدارُ تجمعُ شملَنا | |
|
| بكمُ وتختلسُ التحيَّةَ اِصْبَعُ |
|
وأرى التحيةَ بالبنانِ واِنْ تكنْ | |
|
| دِينَ القناعةِ أنَّها لا تَنفعُ |
|
أم للعليلِ وقد تفاقمَ داؤه | |
|
| بكمُ شِفاءٌ أو غليلٌ يُنقَعُ |
|
هيهاتَ لمّا يَبْقَ إلا عبرةٌ | |
|
| تسقي منازلكمْ وسِنٌ تُقرَعُ |
|
ونجائبٌ تلقى الثرى بمناسمٍ | |
|
| أدمى الحصى أخفافَها واليَرْمَعُ |
|
ذهبَ الذميلُ بِنَيَّها وتماسكتْ | |
|
| كرماً فجالتْ للهُزالِ الأنسُعُ |
|
وطما السرابُ وغرَّها رقراقُه | |
|
| فتساقطتْ فيه تَعُبُّ وتكرعُ |
|
وسرتْ لطيَّتِها ظِماءً مثلما | |
|
| وَرَدَتْهُ تهديها الطريقُ المَهْيَعُ |
|
ماذا الذي نالتْهُ لمّا غرَّها | |
|
| منه لقد عَدِمَ الرواءَ اليلْمَعُ |
|
متسابقاتٌ في الفجاجِ كأنمَّا | |
|
| طَفِقَتْ تُسابِقُها الرياحُ الأربَعُ |
|
فقرُبنَ بل قرَّبنَ داراً لم تزلْ | |
|
| مِن دونِ أهليها القفارُ البلقعُ |
|
وأتينَ أحباباً حَفِظْتُ على النوى | |
|
| لهمُ العهودَ وهمْ لعهدي ضيَّعوا |
|
اِنْ أعوزَ الوِردُ الركائبُ بعدَما | |
|
| بانوا فها دمعي لهنَّ المشرعُ |
|