نُصِرتَ بِالرُعبِ قَبلَ البِيضِ وَالأَسلِ | |
|
| وَلطف صُنعٍ كَصنعِ اللَه لِلرُسلِ |
|
وَنِلتَ بَسطَةَ تَمكينٍ قَهَرتَ بِها | |
|
| معانديك فَضع وَارفع وُصل وَطُلِ |
|
قَد قلتُ إِذ جاءَ بِالفَتحِ البَشيرُ بِه | |
|
| اللَهُ أَكبرُ هَذا غايَةُ الأَمَلِ |
|
اليَومَ أَصبَحَ مُلك الأَرضِ مَرجعُهُ | |
|
| لِدَولَةٍ وَبَنو الدُنيا إِلى رَجل |
|
فَتحٌ تَقومُ لَهُ الدُنيا وَتقعُد إِذ | |
|
| ظَلَّت تقسَّم بَينَ الأَمن وَالوَجَلِ |
|
أَما العَدوُّ فَأَمسى لا قَرارَ لَهُ | |
|
| مِن الحِذارِ وَقرّت عَينُ كُلِّ وَلي |
|
سَللتَ سَيفاً مَلأتَ الخافِقين مَعا | |
|
| ذُعرا بِهِ وَضربتَ السهلَ بِالجَبَلِ |
|
فَقَد تَنبَّهَ من في عَينه سِنةٌ | |
|
| فَقامَ بِالكره مِنهُم كُلُّ ذي مَيلِ |
|
أَزَلتَ مُلكاً وَروّعتَ المُلوكَ بِهِ | |
|
| وَأَنتَ فَوقَ سَرير الملك لَم تُزَلِ |
|
مازالَ حلمُك يُغريهم بِجَهلهِمُ | |
|
| دَهراً وَما كُنتَ بِالواني وَلا الوَكَلِ |
|
تَرجُو العَواقبَ تَثنيهم وَترجِعهم | |
|
| إلَيكَ رُعباً لِعَهدٍ عَنهُ لَم تحلِ |
|
حَتّى لَو انَّ لِسانَ الدَهر يُفصِح عَن | |
|
| قَولٍ لَقالَ لَقَد أوسعتَ في المَهلِ |
|
تثبتا ما ظننَّاه يَكون لإِن | |
|
| سانٍ وَقَد خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجلِ |
|
أَهملتَهُم فَإِذا بِالقَوم قَد رَتَعوا | |
|
| وَحاوَلوا نقلَ ملكٍ غَيرِ منتقِلِ |
|
وَحدّثتهم نُفوسٌ ما نصحنَ لَهُم | |
|
| مُنى أَحاديثَ مَن يسمَع لَها يخلِ |
|
فَجاذبوك رداءً أَنتَ وارِثُهُ | |
|
| بِسُنَّة السيف عَن آبائك الأُوَلِ |
|
هَيهات هيهات ما كانوا بِكيدِهم | |
|
| لِينقُضوا مبرَم الأَحكام في الأَزَلِ |
|
هَل يَسلِبون إِيابَ الشمسِ بهجَتَها | |
|
| وَيَصرِفون عُبابَ العارضِ الهطلِ |
|
أَم يحسدون نجومَ الأفق رِفعتها | |
|
| فَيَرفَعوا التربَ كَي يَعلُو عَلى زحلِ |
|
قَضيَّةٌ ذَكَّرَتني إِذ سَمعتُ بِها | |
|
| ما قيلَ في الصَخرة الصَمَّاء وَالوعلِ |
|
المُلكُ لِلّهِ أَنّى شاء يَجعلُهُ | |
|
| وَهيَ المَقاديرُ قُل عَنها وَلا تَسلِ |
|
أَحين دارَت رَحى الحَرب الطحونِ بِهم | |
|
| راموا النجاةَ وَلا مَنجى مِن الأَجَلِ |
|
وَقال قائلُهم وَالمَوتُ يَطلبُهُ | |
|
| ما لي بِعاديةِ الأَيّام مِن قِبَلِ |
|
هَلا وَحلمك مَبذولٌ وَعَفوُك مأ | |
|
| مولٌ وَصفحُكَ مَسدولٌ عَلى الزللِ |
|
أَمّا وَقَد صُلت بَعدَ الحِلم منتقما | |
|
| فَلا مَردَّ لِسَيفٍ سابِق العَذلِ |
|
وَجَّهتَ سَيلَ المَنايا نَحوَهُم فَغَدوا | |
|
| غَداةَ سالَ بِهم غَرقى بِلا بَللِ |
|
يَرمي النحور بِهم رامٍ بِسعدك مد | |
|
| لولُ السهام عَلى الأَكبادِ وَالمقلِ |
|
فَهوَ المعينُ بِجهدٍ مِنهُ يُعملُهُ | |
|
| وَهوَ المعانُ بِسَعدٍ مِنكَ معتملِ |
|
جَيشاً تَغصُّ بِهِ الأَرضُ الفَضاء كَما | |
|
| تَراكَم الغَيمُ يَومَ الدَجنِ ذا زَجَلِ |
|
مِن الكُماةِ الَّتي تُطوى ضُلوعهُم | |
|
| عَلى العَزيمةِ وَالإِقدامِ لا الفَشَلِ |
|
من كلِّ أَمضى مِن الهِنديِّ في يَدِهِ | |
|
| عَزماً وَأَنفَذ إِقداماً مِن الأسلِ |
|
لَيثٌ مِن القَوم ما خَفَّان مَوطنُهُ | |
|
| رامٍ مِن التُرك لا يُعزى إِلى ثُعَلِ |
|
يَكون أَثبتَ يَوم الرَوع مِن جَبَلٍ | |
|
| راسٍ وَأَجولَ في الصَفين مِن مَثلِ |
|
هُم عَبيدك مِن قَومي وَمن جمَعت | |
|
| دَعوى ولائك تَحتَ الحادثِ الجَلَلِ |
|
بعُدت عَنهُم فَلَم أَشهَد مَشاهدَهم | |
|
| فَجئتُ بِالقَول إِذ جاءوكَ بِالعَمَلِ |
|
أَضحى الزَمانُ بِنجم الدينِ معتَدِلاً | |
|
| فَالدَهرُ أَجمَعُ مِنهُ الشَمسُ في الحَملِ |
|
الصالِحُ الملك السُلطانُ خَير ملو | |
|
| كِ الأَرضِ حَلّى بَني الدُنيا مِن العطَلِ |
|
مَلكٌ يَبُزُّ أَعاديهِ مغالبةً | |
|
| وَلا يُدير لِذاك الفِكر في الحِيلِ |
|
مسدّدُ الرَأي مَيمونُ النَقيبة مَن | |
|
| صورُ العَزيمةِ عالي الجَدِّ مقتبلِ |
|
إِن كانَ مُستخلفا في الأَرض فَهوَ لَها | |
|
| أَهلٌ وَبِالأَمر مِنها بِالقِيام مَلي |
|
لَهُ يَقينُ أَبي بَكرٍ وَعَدلُ أَبي | |
|
| حَفصٍ وَجود أَبي عَمرو وَبَأسُ علي |
|
ترنَّح الدَهرُ وَاهتَّزت مَعاطِفُهُ | |
|
| وَراحَ يَسحَبُ ذَيلَ التيهِ وَالجَذلِ |
|
وَالأَرضُ قَد أَخَذَت لِلناس زُخرُفها | |
|
| وَازَّيَّنَت فَهيَ في حلي وَفي حُلَلِ |
|
مسَّرةٌ في قُلوب الناسِ قَد ظَهَرَت | |
|
| حَتّى عَلى شُرُفِ الجُدرانِ وَالقُلَلِ |
|
تَطاوَلَت ألسُنُ الأَعلامِ مُنشِدَةً | |
|
| مَدائِحاً لَكَ لَم تُنشَد وَلَم تُقَلِ |
|
إِذ قُمنَ بِالقَلعة الشهباء مائِلَةً | |
|
| طوعَ الرياح عَلى العَسّالة الذُّبُلِ |
|
يخفقن مثل خُفوقِ البَرقِ في سُحُبٍ | |
|
| مِنالسوابغِ لا تشفي مِن الغُلَلِ |
|
فَاعجَب لِنشءِ سَحابٍ لَيسَ عارضُهُ | |
|
| بِخُلَّبِ البَرقِ لَم يُمطر وَلَم يَسِلِ |
|
وَالبِيض عارية الأَبدانِ أَخرجَها | |
|
| فرطُ السرور مِن الأَجفانِ وَالخلَلِ |
|
مِن كُلِّ مثل شُعاع الشَمس مبتذَلٍ | |
|
| مازالَ قَبلُ مَصوناً غيرَ مبتذَلِ |
|
شُكراً لسعيكَ عَن آتي الزَمانِ وَعَن | |
|
| أَهلِ الزَمان وَأَهلِ الأَعصُر الأُوَلِ |
|
فَرَّجت مِن كُرَب أَمَّنت مِن وَجَل | |
|
| قَوَّمتَ مِن أَوَدٍ سددتَ مِن خللِ |
|
فَدُم تَدُم بَهجَةُ الدُنيا فَإِنك ذا | |
|
| خَيرُ المُلوك وَهَذي خِيرة الدولِ |
|
وَاستجلِ بِكرا مَتى تُجلى لَديك وَقَد | |
|
| طالَت لَديَّ عَلى أَترابِها الطولِ |
|
جاءَتك مِن قِبل الأَيام مُثنيةً | |
|
| عَلى علاك وَإِن جاءتك مِن قِبلي |
|
عَذراء يَنشَطُ راويها وَيظهَر في | |
|
| ذَوي البَلاغة مِنها قرَّةُ الخجَلِ |
|
فَلَو رَأَى مُسلمٌ أعجازَها لغدا | |
|
| عَن مَذهَبِ الشعر يُبدي رَأي مُعتَزلِ |
|
وَقالَ مِن رِبقَةِ الآداب منخلعا | |
|
| أُجرِرتَ حَبلَ خَليعٍ في الصِبا غزلِ |
|
وَلَو أَبو الطَيبِ الكوفي أُسمِعَها | |
|
| لَقالَ لي قَول لاعيٍّ وَلا خطلِ |
|
أَجَبت دارَ القَوافي وَهي آهلةٌ | |
|
| لَما أَجبتَ وَما الداعي سِوى طَللِ |
|