نَهضَت بِنُصرتك الرِماح الذُبَّلُ | |
|
| وَقَضى بِطاعتك الكتابُ المنزَلُ |
|
وَجَرى القَضاءُ بِما تَشاءُ كَأَنَّهُ | |
|
| لَكَ بِالَّذي تَختارُهُ متكفِّلُ |
|
من كانَ يَجهَلُ أَنّ حكمك نافِذٌ | |
|
| يَسلِ الرِماحَ فَإِنَّها لا تَجهَلُ |
|
عدّلتهن فُجرنَ في جرحِ العِدا | |
|
| وَالجَورُ في الأَرماحِ حينَ تُعدَّلُ |
|
أَنّى ينازَعُ في المَمالك مَن لَهُ | |
|
| ذا الدَهرُ جارٌ وَالبَسيطةُ منزلُ |
|
ملك تُذِلُّ لَهُ الصعابَ عَزيمَةٌ | |
|
| عَلياءُ تنظُر كُلَّ أَمرٍ مِن عَلُ |
|
لَم يَرمِ يَوماً عَن حنيَّة رَأيهِ | |
|
| إِلا أُصيبَ مِن الصَواب المفصلُ |
|
الكامِلُ السُلطانُ ظِلُّ اللَهِ نا | |
|
| صِرُ دينِه المَلِكُ المُعمّ المُخوِلُ |
|
ملكٌ إِذا عاينتَ فَضلَ يَمينه | |
|
| أَيقَنتَ أَنَّ البَحر مِما يَبخَلُ |
|
وَإِذا بُليتَ وَلا بُليتَ بِسُخطهِ | |
|
| حَقَّقتَ أَن الخَوفَ مِما يقتُلُ |
|
يُغني العُفاةَ وَثَغرُهُ مُتبسِّمٌ | |
|
| يُردى الكُماةَ وَوَجهُهُ متهلِّلُ |
|
سبقَ الملوكَ الأوّلين جَلالَةً | |
|
| وَفَخامَةً فَهوَ الأَخير الأَوّلُ |
|
مَلِكٌ لَهُ دون الفَواحشِ وَالخنا | |
|
| من حِلية المَعروفِ سِترٌ مسبَلُ |
|
يَستحسنون البَدرَ عَندَ كَماله | |
|
| وَلأَنتَ أَحسنُ في العُيون وَأَجمَلُ |
|
يَستعظِمون اللَيثَ عِندَ نِزالِهِ | |
|
| وَلأَنتَ أَجرأ في الحُروب وَأَجزَلُ |
|
بِالدين وَالدُنيا وَفي أَهليهما | |
|
| نَقصٌ وَأَنتَ لِنقصهنّ مكمِّلُ |
|
أَنتَ الَّذي بِبَهائِهِ وَوَفائِهِ | |
|
| وَسَخائِهِ وَذَكائِهِ يُتَمثَّلُ |
|
لَولاك لَم يَكُ لِلشَريعةِ جانِبٌ | |
|
| يُرعى وَلا للحقّ قَولٌ يُقبَلُ |
|
لَولا مَساعيك الجَميلةُ أَصبحت | |
|
| غُررُ المَعالي وَهيَ شُعتٌ عُطَّلُ |
|
لَم يُجرِ ذكرَك ذاكِرٌ في محفلٍ | |
|
| إِلا تَعَطَّر مِنهُ ذاكَ المحفِلُ |
|
لَم يُرمَ باسمك أَو برأيك معضِلٌ | |
|
| إِلا اِنجَلى وَانجابَ ذاكَ المعضِلُ |
|
لَما نَهدت إِلى الَّذين رَمى بِهم | |
|
| في الجَهل حلمُك وَالتحلُّم يُجهلُ |
|
نضجت جُلودهُمُ بِنارٍ أُوقدت | |
|
| لِلخَوفِ بَينَ ضُلوعهم تتأكَّلُ |
|
لَو أَيقَنوا أَنّ الفِرارَ مِن الرَدى | |
|
| ينجيهُمُ فرّوا إِذاً وَتَسلّلوا |
|
لكنهم علموا يَقيناً أَنَّهُم | |
|
| لا يُعجِزونك أَحزنوا أَو أسهلوا |
|
وَلَو أَنَّهُم أَلقوا مَقادةَ أَمرِهم | |
|
| بِيديك حينَ قَصدتَهم وَتَوكَّلوا |
|
لأنَلتهم ضِعفَي مُناهم راضيا | |
|
| عَنهُم وَنالوا عاجلاً ما أَجَّلوا |
|
لَكنّهم دُهِشوا بِهيبتك الَّتي | |
|
| دُهِموا بِها وَهيَ المَقامُ الأَهولُ |
|
فَتَحصَّنوا حَذَراً وَبَأسِك لَم يَكُن | |
|
| لِيصدَّهُم لَو شئتَ بابٌ مقفَلُ |
|
حَتّى إِذا جَمَعوا شَتيتَ حُلومهم | |
|
| وَاستدبَروا آراءَهم وَاستَقبَلوا |
|
وَقَفوا عَلى أَن لَيسَ عَنكَ لَهُم وَلا | |
|
| لِسِواهُمُ عِندَ الحَقيقة مَعدَلُ |
|
فَصَفحتَ عَما كانَ غَيرَ مؤاخِذٍ | |
|
| فَخَطيئَةً تَعفو وَعُذراً تَقبلُ |
|
وَعصت سجيَّتُك الكَريمَةُ فيهمُ | |
|
| عَذلَ الهَوى إِنّ السَجيةَ تُعذَلُ |
|
ما كنتَ لَو لَم يَعتدوا لتروعَهم | |
|
| حاشاكَ مِن إِتيان ما لا يَجملُ |
|
وَهُم العَبيدُ فَما لَهُم نَزعوا يَدا | |
|
| عَن طَوع مَن ما شاءَ فيهم يَفعَلُ |
|
تاللَه ما ضَرُّوا سواهم إِذ عَصوا | |
|
| وَالسمُّ شاربَهُ يَضرُّ وَيَقتُلُ |
|
ما ضَرَّ مَن في طَوعِهِ الثقلانِ أَن | |
|
| تَعصيه شرذمةٌ عَلَيه تُعوّلُ |
|
فليهنِ جِلَّقَ أَنَّها قَد أَصبَحَت | |
|
| في مُستَقر الملكِ لا تَتَحوّلُ |
|
وَأَنا الضَمينُ بِأَن سَيُسلى جِلَّقا | |
|
| عَما مَضى مِن عُمرِها ما يُقبِلُ |
|
فَاسلم عَلى نَهلِ الزَمان وَعلهِ | |
|
| يا مَن بِهِ الدُنيا تجِلُّ وَتجملُ |
|
فرغَ القَضاءُ وَلا مردَّ لِحُكمِهِ | |
|
| مِن أَنَّ جَدَّ معانديك الأَسفَلُ |
|