عَهدَ البينُ إِلى عَيني البُكا | |
|
| ثُمَّ أَوصاها بِأَن لا تَهجَعي |
|
وَسَقى قَلبي مِن خَمرتِهِ
|
فَهو لا يعقل مِن سَكرتِهِ
|
فَمَتى يُنقَذُ مِن غَمرَتِهِ
|
في سَبيل الحُب قَلبٌ هَلكا | |
|
| شيَّع الركبَ وَلَمّا يَرجَعِ |
|
قال لي العاذل لَمّا نَظَرا
|
مَن غَدا قَلبي بِهِ مُشتَهرا
|
|
|
| مثلَ ذا فَاِعشَق وَإِلا فَدعِ |
|
هزَّ عِطفَ الغصن مِن قامَتِهِ
|
مُطلعا للشمس مِن طَلعَتِهِ
|
ثُمَّ نادى البَدرَ في لَيلَتِهِ
|
أَيُّها البَدرُ تَغيَّب وَيَحكا | |
|
| ما اِحتياج الناس للبَدر مَعي |
|
أَنا علَّمتُ القَضيبَ المَيدا
|
وَاِستَعارَ الظبيُ منّي الجَيدا
|
وَكَذا ذا القَرمُ مِن آل النَدى
|
أَبصر الغَيثُ نَداهُ فَحَكى | |
|
| وَهوَ إِن ظَن سِوى ذا مدّعي |
|
من جَميع الفَضلِ يَحيا عِندَهُ
|
لَيسَ للدين بِمُحيٍ وَحدَهُ
|
قالَ للتالي عَلَيهِ حَمدَهُ
|
لِيَ حسنُ الذكرِ وَالمالُ لَكا | |
|
| فَاِقترح تُعطَ وَقُل تُستَمَعِ |
|
آخِذٌ بِالحَزم لا يَتركُهُ
|
في سِوى الجود بِما يَملِكُهُ
|
لا تَرى في المَجد مَن يَشرَكُهُ
|
وَهوَ في المال كَثير الشُركا | |
|
| وَمن الحَمد كَثيرُ الشِيعِ |
|
أَنتَ يا مُوسَى رجائي آنسا
|
|
رحتَ في حَضرَةِ قُدسٍ دائِسا
|
في طُوى السُؤدد فَاخلَع نَعلَكا | |
|
| وَادعهُ يأتِ بِكبرى يوشعِ |
|
لرَشيدِ الأَمرِ أَضحى عاضِدا
|
رَأيُهُ المأمونُ حَزما راشِدا
|
ولَديهِ الفَضلُ يَحيا خالِدا
|
فَدَعوا جَعفَر وَانسوا برمكا | |
|
| فَالنَدى في غَيرِهِ عينُ الدعي |
|
أَنتَ مذ كنتَ الرَئيسُ الأَعظَمُ
|
غَير خافٍ وَالأَعزُّ الأَكرَمُ
|
كِدتَ مِن طول التَعالي تَسأمُ
|
|
| كَرم العَهدِ وَحفظُ المَوضعِ |
|
لَكَ في كُلِّ مَكانٍ مَفخَرُ
|
أَثرٌ يُروى وَمَجدٌ يُذكَرُ
|
فَبقاعُ الأَرضِ لَولا العُنصُرُ
|
هَزَّها الشَوقُ فَسارَت نَحوكا | |
|
| وَلَكم رامَت فَلم تَستطِعِ |
|
قَد مَضى الصَومُ ملاقي رَبِّهِ
|
جاعِلا سِرَّك نَجوى قَلبِهِ
|
وَأَتى العيدُ فَهنئتَ بِهِ
|
فَهوَ قَد هُنّئ مِن قبلُ بِكا | |
|
| وابقَ في ذِروةِ عز أَمنعِ |
|
وَامشِ في روض التَهاني وَاركُضِ
|
وَاصحبِ الدَهرَ إِلى أَن يَنقَضي
|
وَلَئن هنِّئتَ بِالعيد الرضي
|
فَلَكُلُّ الدَهرِ يَلقى عِندَكا | |
|
| بِهجةَ العيدِ وَأُنسَ الجُمَعِ |
|
ربَّ يَومٍ قَد رَأَيتُ الأُفُقا
|
خائِفاً بِالبَرقِ أَن يُختَرَقا
|
وَبَدا البَدرُ مَروعا مُشفِقا
|
لابِساً لَمّا تَجَلّى فَنَكا | |
|
| وَبَدت شَمسُ الضُحى في بُرقُعِ |
|
وَكَأنّ الجَوَّ حَربٌ تَصطَلي
|
قَد أَثارَ الغَيمُ فيها قَسطلا
|
فَاِنتَضى البَرقُ عَلَيهِ مُنصُلا
|
فَبَكى الغَيثُ حيا إِذ ضَحِكا | |
|
| خافقَ القَلب مَروعَ الأَضلُعِ |
|
فَاِقتَدح بِالمَزج نارَ القَدَحِ
|
نَصطَلي إِن نَحنُ لَم نَصطَبحِ
|
|
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى | |
|
| كَم دَعوناكَ وَإِن لَم تَسمَعِ |
|