فَعتيقُ سابقُهم وَلَيسَ بِمُنكَرٍ | |
|
| سَبقُ العَتيقِ وَفَضلُه لا يُجحَدُ |
|
ذاكَ الَّذي نَشَأ الهُدى في حِجره | |
|
| وَجَفاه فيهِ قَريبُهُ وَالأَبعَدُ |
|
وَدَعا بِهِ الإِسلامُ أَولَ أَمرِهِ | |
|
| فَأَجاب داعيَهُ وَما يَتَردَّدُ |
|
قُل لي بعلمٍ فيهِ أَيُّ كَريمَةٍ | |
|
| لَيسَت لَهُ تُروى وَعَنهُ تُورَدُ |
|
مَن شَدَّ بِالتَصديقِ أَزرَ محمَّدٍ | |
|
| وَاستَقرَب النَبأَ الَّذي يُستَبعَدُ |
|
مَن فَكَّ أَعناقاً تُغلَّلُ خَشيَةً | |
|
| لا نعمَةٌ تُجزى لَهُنَّ وَلا يَدُ |
|
مَن راشَ ناهِضَةَ الرَسولِ بِمالِهِ | |
|
| وَحَنا عَلَيهِ يذُبُّ عَنهُ وَيُسعِدُ |
|
أَعطى وَآثر بِالكَثير زَمانَ لا | |
|
| مُعطٍ يَجودُ وَلا قَليلٌ يُوجَدُ |
|
سَل مُحكَم التَنزيل أَعدلَ شاهِدٍ | |
|
| عَنهُ وَعَن أَيّامه فَسيشهدُ |
|
وَصَلت يَداه جَناحَ أَحمَد إِذ غَدا | |
|
| مِن قَومِهِ حَرِداً لِيَثربَ يَقصِدُ |
|
آساه فَهوَ رَفيقُهُ وَكَفاه فَه | |
|
| وَ معينُهُ وَهداه فَهوَ المرشدُ |
|
وَأَنيسُهُ في الغارِ وَالفادي لَهُ | |
|
| بِالنَفس حينَ يَجوسُهُ وَيَمهِّدُ |
|
وَأَخوه في الإِسلام إِذ لَم يَتَّخذ | |
|
| خِلا وَصاحِبُهُ الأَودّ الأَوكدُ |
|
وَإِلَيهِ أَفضى بِالخِلافة بَعدَه | |
|
| فَمَضى وَقلَّده الَّذي يتَقلَّدُ |
|
فَمَشى عَلى آثاره متتبِّعا | |
|
| لا قاصِرٌ عَنها وَلا مُتَزيِّدُ |
|
فَقَد النبيّ المُسلمونَ وساسهم | |
|
| صِدِّيقُهُ فَكَأَنَّهُم لَم يَفقِدوا |
|
وَشَفى صُدورَ المُؤمنين بِخطبَةٍ | |
|
| جَلَت الشُكوكَ فَنعمَ ذاكَ المَشهدُ |
|
وَبِهَديهِ كُفِيَ الجَماعَةُ فِتنَةً | |
|
| كادَت تفرِّقُ جَمعَهُم وَتبدّدُ |
|
يَومَ السَقيفَةِ إِذ تَنازع أَهلُها | |
|
| فَأَتى فَأَطفأَ نارَ شَرٍّ توقَدُ |
|
قرَعَ المَسامعَ وَالقُلوبَ بِمَنطِق | |
|
| لَو كانَ يَعقلُهُ لذابَ الجَلمَدُ |
|
فَأَقَرَّ نافِرةَ القُلوبِ فَأَصبَحوا | |
|
| راضين يَجمَعُهم جَميعاً مَسجدُ |
|
وَتَدارك الإِسلامَ إِذ زَلَّت بِه | |
|
| قَدَماه حينَ قَضى النَبيُّ مُحمَّدُ |
|
عَصَفَت بِأَهل الدين ريحُ بَليَّةٍ | |
|
| كادَت قناتهُمُ لَها تَتَأَوّدُ |
|
إِذ شَقَّت العربُ العَصا وَتَقَطَّعوا | |
|
| شيعاً تَضِلُّ عَنِ الهُدى وَتُعرِّدُ |
|
من كاذبٍ وَصَلَ العُقوقَ وَظالِمٍ | |
|
| مَنَعَ الحُقوقَ وَكافِرٍ لا يَسجُدُ |
|
وَرَأى ذوو الإِسلام أَصوبَ رَأيهم | |
|
| أَن لا تُمَدَّ إِلى نِزاعِهم يَدُ |
|
حَذراً عَلى سَرح الهُدى مِن ذاعِرٍ | |
|
| إِن هِيجَ لَم يُؤمَن عَلَيهِ تشرُّدُ |
|
فَأَبت مَتانة عَزمِهِ وَيَقينِهِ | |
|
| أَن يَستَقيد لِمَن ثَناه تقَيُّدُ |
|
وَرَأَت حميَّتُهُ لِدينِ مُحمَّدٍ | |
|
| أَن الهَوادَةَ فيهِ لَيسَت تُحمَدُ |
|
فَسَطا بِسَيفِ اللَهِ يَضرِبُهُم بِهِ | |
|
| ضَرباً يُقَرُّ به الهُدى وَيُوطَّدُ |
|
حَتّى اِستَقاموا مُذعِنين لأَمره | |
|
| وَبَدا لِجائِرِها الطريقُ الأَقصَدُ |
|
فَقَضى مَآربَ سَيفِهِ حَتّى إِذا | |
|
| رَشَدَ الغَويُّ وَأَذعنَ المُتَمَرِّدُ |
|
عَطَفَت إِلى الرُوم الأَسِنّةَ شُرَّعا | |
|
| عَزماتُ أَروعَ زَندُهُ لا يُصلدُ |
|
الفُرسُ أَتحفَ رَبَّها بِهديَّةٍ | |
|
| ما كانَ يُهدِي مثلَها مُتَوَدِّدُ |
|
خَيلاً حَمَلنَ أسودَ بِيشةَ فَوقَها | |
|
| بَأساً وَليسَ لَها ببيشة مَولِدُ |
|
فَلَهُ عَلى الإِسلام غَيرَ خفِيَّةٍ | |
|
| آثارُها مِننٌ بوادٍ عُوّدُ |
|
فرعٌ نمته ذُؤابَةٌ تَيميَّةٌ | |
|
| كرُمت وَطابَ فُروعُها وَالمحتدُ |
|
تَنشقُّ عَنهُ سُرَّة الوادي الَّذي | |
|
| ما حَلَّ ناحيتيه إِلا سَيّدُ |
|
المُهتدي الهادي الَّذي اِنتَظَمَت لَهُ | |
|
| غُرر المَناقب وَالفَعال الأَمجَدُ |
|
وَخِتامُ باهِر فَضلِه اِستِخلافُهُ | |
|
| عُمَرا عَشيَّة جاءَهُ ما يُوعَدُ |
|