وَإِذا أَبو حَفصٍ ذَكَرت فَمَرحَباً | |
|
| بِالصالِحين فَذاكَ جَمعٌ مفرَدُ |
|
ذاكَ المُتَوَّجُ تاج قَولِ المُصطَفى | |
|
| فيهِ وَأَيُّ صِفاتِهِ تَتَعدَّدُ |
|
وَهوَ الموفَّق في مَواطِن حُكمه | |
|
| آيُ الكتابِ لما يَقولُ توكّدُ |
|
أمنيَّةُ الإِسلام دَعوةُ أَحمَدٍ | |
|
| للدين يَنصره بِهِ وَيُؤيِّدُ |
|
بَزَغَت بِهِ شَمسُ الهُدى وَتَدَفَّقت | |
|
| نوراً وَوَجهُ الشِّرك أَسفَعُ أَربَدُ |
|
وَعَلا مَنارُ الدَين يُنظَرُ جَهرَةً | |
|
| ملءَ العُيونِ وَكانَ سِرّاً يُعبَدُ |
|
في الجاهِلِيَّةِ فَضلُه ما فَضله | |
|
| عريان لَيسَ يغمُّهُ مَن يُحسَدُ |
|
وَأَحلَّه الإِسلامُ حيثُ أَحلَّه | |
|
| فَلَهُ الفَخارُ طَريفُهُ وَالمتلَدُ |
|
ذو السيرَةِ المُثلى الَّتي سارَت لَهُ | |
|
| مَثَلاً يَبيدُ الدَهرُ وَهوَ مخلَّدُ |
|
وسِعَ الرعيَّةَ إِذ تَقَلَّد أَمرَها | |
|
| أَمناً يُقِرّهُمُ وَرفدا يَرفدُ |
|
وَتَطلّعاً حَصرَ السِوارِ إِحاطةً | |
|
| فَيُسَدُّ مختَلٌ وَيُصلَحُ مُفسَدُ |
|
وَإِذا تهجَّعت العُيونُ سَرَت لَهُ | |
|
| تَحتَ الظَلام سَرِيَّةٌ تَتَفَقَّدُ |
|
فَتقيلُ وَهوَ مهجّرٌ يَسعى لَها | |
|
| وَيَحوطُها فَتَنامُ وَهوَ مُسهَّدُ |
|
سَعي الأَبِ البَرِّ الرَءوفِ لِصبيَةٍ | |
|
| ضعفاءَ إِن هُوَ لَم يَقتهم يُجهَدوا |
|
الخاشعُ الأَوّاهُ يَشتَمل العَبا | |
|
| وَفَرائضُ الثقلَين مِنهُ تُرعَدُ |
|
خَمصانَ مُنطَوي الضُلوع عَلى الطَوى | |
|
| وَالعَيشُ مِن جَدواه أَخضرُ أَرغدُ |
|
يَدنو وَيَرفق للفَقير تَواضُعا | |
|
| وَتُذيبُ هَيبتُهُ المُلوكَ وُتُجمِدُ |
|
بَردٌ وَمَرحَمَةٌ عَلى كَبدِ الهُدى | |
|
| وَعَلى الضلالةِ غُلَّةٌ لا تَبرُدُ |
|
رَيّان ما اِنبَجَسَت يَنابِعُ علمه | |
|
| إِلا تَدفَّق مِنهُ بَحرٌ مزبِدُ |
|
طلقُ اليَدين بِمالِهِ سَمحٌ بِهِ | |
|
| وَهوَ الشَحيحُ بِدينه المُتَشَدِّدُ |
|
وَصَدوقُ هاجِسةِ الظُنون مُحدِّثٌ | |
|
| في يَومِهِ عَمّا سيُحدِثهُ الغَدُ |
|
رُفعَت لَهُ في كُلِّ أَرضٍ رايَةٌ | |
|
| بِيَديه في أَكناف طيبة تُعقَدُ |
|
فَغدا سَوام الدين يَسرح آمِنا | |
|
| في الأَرض يتهِم كَيفَ شاءَ وَيُنجِدُ |
|
وَأَقامَ مِنهُ عَزمَةً عُمَرِيَّةً | |
|
| طفِقَ العَدوُّ لَها يَقوم ويَقعُدُ |
|
وَرَمى فَلَم يُخطِ النُحورَ وَلَم يَكُن | |
|
| يَوماً لِيُخطى السَهمُ وَهوَ مسدَّدُ |
|
نفحَ الصَليبَ وَعابديه بِسَطوةٍ | |
|
| سَلَّت نِظامَ عُقودهم فَتبدّدوا |
|
قسمَ المَنيَّةَ وَالمَذلَّةَ بَينهم | |
|
| وَالذُلُّ أَكبرُ في النُفوس وَأَنكدُ |
|
فَمضرَّجٌ بِدِمائه أَو هاربٌ | |
|
| بِذَمائِهِ أَو في الحَديد مصفَّدُ |
|
وَاستخلف الإِسلامَ في أَوطانِهم | |
|
| فغد المثلّثُ ثَمَّ وَهوَ موحِّدُ |
|
وَأَزال قَيصَر عَن أسرَّةِ مُلكه | |
|
| فَنَجا بِمهجته يُشلُّ وَيُطرَدُ |
|
يقري عَلى الشام السلامَ وَقَد لَوى | |
|
| عُنُقا إلَيهِ لِنَظرَةٍ تَتَزَوّدُ |
|
وَسَما لِكِسرى بِالعِراق فَأخمدَت | |
|
| فَتكاتُهُ ناراً لَهُم لا تُخمَدُ |
|
بِفَوارسٍ أَجلَت وَقائعَ مِنهُمُ | |
|
| عَن فارسِ الأَحرار وَهيَ الأَعبدُ |
|
وَرَمى مَقاتل مَصر غَيرَ مُخاتِلٍ | |
|
| رَمياً تُصابُ بِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ |
|
فأَتتهُ طائِعةً تَلوذُ بِعفوِهِ | |
|
| مِن بَأسِهِ وَهمُ بِذَلك أَسعَدُ |
|
وَتَتبَّع الدُنيا بِهمّة راغِبٍ | |
|
| فَيما هُنالك وَهوَ فيها أَزهَدُ |
|