وَإِلى أَبي حسن تَناهَى سُؤدد | |
|
| بهرَ العُيونَ شُعاعُهُ المُتَوقِّدُ |
|
يَمتَدُّ شأوُ القَول وَهوَ مقصِّرٌ | |
|
| عَنهُ وَيُطلَقُ فيهِ وَهوَ مُقيَّدُ |
|
ذاكَ ابن عم محمّد وَحَبيبُ رَب | |
|
| بِ العَرشِ وَالبطلُ الهمامُ الأَنجدُ |
|
حامي حِمى الإِسلام جُنّة أَحمَدٍ | |
|
| دونَ المَكارِهِ لَيسَ عَنهُ يُعَرِّدُ |
|
وَقف الفخارُ عَلَيهِ وقفةَ مقسِمٍ | |
|
| أَن لا يَريمَ يمينَ بَرٍّ يَجهَدُ |
|
بَل أَينَ عَنهُ لسُؤددٍ مَعدىً وَلَو | |
|
| لا بيتُهُ النَبويُّ لَم يَك سُؤددُ |
|
فَالفَضلُ ما حَدَّثتَ عَنهُ صَريحُهُ | |
|
| لا المذقُ مِنهُ وَجِدُّه لَيسَ الدَدُ |
|
مِن هاشم طَرَفاه كَيفَ نَسَبتَهُ | |
|
| عَظُمَ الفَخارُ وَطابَ هَذا المَولِدُ |
|
أَخَذت مناسبه مطالعَ سَعدِها | |
|
| في حَيثُ لا نَسرٌ هُناك وَفَرقَدُ |
|
الجَدُّ وَالأَبُ وَالعُمومة وَالبنو | |
|
| نَ الغُرُّ ما أَدراك ماذا تسرُدُ |
|
وَشَجت إِلى عِرق النَبيِّ عُروقهُ | |
|
| فَغدا وَحبلُ فَخارِه مُستحصِدُ |
|
مَن كانَ مِنهُ فَلو تَكون نبوَّةٌ | |
|
| كانَت لَهُ إِرثاً بِها يَتَفرَّدُ |
|
صِهرُ الرَسول وَمَن نَشا في حِجرِهِ | |
|
| طفلاً يَسير بهديهِ وَيقلِّدُ |
|
السابِق الإِسلامِ ناصرُ حزبهِ | |
|
| وَلِسانُ حجّته الأَعفُّ الأَزهدُ |
|
صلّى صَلاةَ القِبلَتين مَعاً وَلَم | |
|
| يَعقِل سِوى ذي العَرشِ رَبّا يُعبدُ |
|
وَدَعا النَبيُّ لِقَلبِهِ وَلِسانِهِ | |
|
| فَأجيب ذا يَهدي وَذاكَ يسدِّدُ |
|
بَحر العُلوم السيّد الصَمد الَّذي | |
|
| في كلِّ مُعضِلة إِلَيهِ يُصمَدُ |
|
سَمح الخَليقة سَهلها لَكن لَهُ | |
|
| عِندَ الحَفيظة سَورة وَتشدُّدُ |
|
مَلَكَ التَواضعَ وَالمَهابةَ أَمرُهُ | |
|
| هَذا لَهُ يُدني وَهَذي تُبعِدُ |
|
المُرتَضى العَدل المطهَّر مِن أَذى ال | |
|
| أرجاس تَطهيراً لَهُ يَتعمَّدُ |
|
ذو الفَضل وَالحُكم المسدد وَالقَضا | |
|
| للفَضلِ يُصدِر لا يَزال وَيُوردُ |
|
العابِدُ الوَرِعُ الَّذي ما غرَّه | |
|
| وَمضُ اللُجينِ وَلَم يَرُقه العَسجَدُ |
|
يصل الهَواجرَ صائِماً وَإِذا اِنطَوى | |
|
| عَنهُ النَهارُ فَليله لا يَرقُدُ |
|
خشِنُ المَلابِس وَالمَطاعِم ما لَهُ | |
|
| مِن دون ذي الحاجات بابٌ موصَدُ |
|
يَنهاهُ عَن خَفضِ المَعاشِ وَلينِهِ | |
|
| وَرع يَظَلُّ بِقَيدِهِ يَتَقيَّدُ |
|
من لا يدين بحبّه وَوَلائه | |
|
| بِالفَضل إِلا مؤمنٌ لا يُلحِدُ |
|
فَاِنظُر إِذا مثلَت لَدَيك صِفاتهُ | |
|
| عَن أَيّها الشرَفُ المؤثَّلُ يَبعُدُ |
|
جازَ النُجومَ فَخارُه فَدعونه | |
|
| قف حَيث أَنتَ فَما وَراءَكَ مَصعَدُ |
|
عادَى وَوالى اللَه مَن عادى وَمَن | |
|
| والى فَذا الأَشقى وَهَذا الأَسعَدُ |
|
مَن لَم يَزل دون الرَسول يَحوطه | |
|
| كَاللَيث حولَ عَرينه يَتعهَّدُ |
|
شاكي السِلاحِ لكلِّ يَوم كَريهةٍ | |
|
| لا عاجِزٌ وَكَلٌ وَلا متبلِّدُ |
|
بِالرُّمح معتَقَلٌ لَهُ وبِقَوسِهِ | |
|
| متنكِّبٌ وَبِسَيفِهِ متقلِّدُ |
|
فَهوُ الشُجاع إِذا الكماةُ تَلاحَظَت | |
|
| وَالبيض تُبرق بِالمَنونِ وَتُرعِدُ |
|
ما فرَّ قطّ وَما أَعدَّ لِظَهرِه | |
|
| دِرعاً لظامي الرُمح فيها مَورِدُ |
|
طَلقُ الأسرَّة وَالوجوهُ عَوابِسٌ | |
|
| ماضي العَزيمةِ وَالقَنا يَتقصَّدُ |
|
حَمّال أَلويةِ النَبي وَمَن لَهُ | |
|
| في كُلِّ مُعتَركٍ بَلاءٌ يُحمَدُ |
|
في يَومِ بَدرٍ لاحَ في لَيل الوَغى | |
|
| بَدراً نَهارُ الشرك مِنهُ أَسوَدُ |
|
وَبِسَفح أُحدٍ مِنهُ مَوقِفُ واحِدٍ | |
|
| بَذّ الفَوارسَ فَهوَ فيها أَوحَدُ |
|
وَلَهُ بِجزع الخندَقِ الأَثَر الَّذي | |
|
| فُقِد المؤثِّر وَهوَ ذا لا يُفقَدُ |
|
أَودى اِبنَ وُدّ ما هُناكَ بِضَربَةٍ | |
|
| ما قيلَ إِن العَودَ فيها أَحمدُ |
|
قسمَتهُ قِسمةَ عادِلٍ بيَمينه | |
|
| شَطرين يُتهِمُ ذا وَهَذا يُنجِدُ |
|
وَغَداةَ خبيرَ حينَ صبَّحها الخَمي | |
|
| سُ المَجرُ يقدُمه إِلَيها أَحمَدُ |
|
أَعطاه رايتَه وَوَلّى بارِئَ ال | |
|
| عَينينِ وَهوَ وَقَد أَتاه أَرمدُ |
|
رَفَعت عَلَيهِ فَمَن لِحامل رايةٍ | |
|
| جبريلُ تَحتَ لِوائِه وَمحمَّدُ |
|
فَمَشى إلَيها مشيَ أَروعَ باسِلٍ | |
|
| قَد مارس الغَمراتِ فَهوَ منجّدُ |
|
فَكَفاك رَأيَ العَين مِن فعلاتِهِ | |
|
| ما طابَ مَصدرُ ذكرهِ وَالمَوردُ |
|
وَغَداةَ حانَت في حُنينٍ جَولَةٌ | |
|
| للمُسلِمين بِمثلها ما عُوِّدوا |
|
أَلقى مَراسِيَ صَبرِهِ وَثَباتِهِ | |
|
| يَحمي الحَقيقةَ وَالملائكُ شُهَّدُ |
|
أُسدُ الحُروبِ سِنانُهُ لا يَنثَني | |
|
| دون الرَسولِ وَسَيفُهُ لا يُغمَدُ |
|
وَأَخو البَلاغة يُجتَنَى مِن لَفظِهِ | |
|
| بيد المَسامِع لُؤلؤ وَزَبَرجَدُ |
|
تَتَدفَّق الكَلِمُ الفِصاح إِذا اِنبَرى | |
|
| لِلقَول تَحسَبها إلَيه تُحشَدُ |
|
كَلِمٌ تسحَّبَ في الفَصاحة دَوحها | |
|
| كَالبُرد مِنهُ مُسهَّمٌ وَمنضَّدُ |
|
سَلِسٌ كَما سالَ الغَديرُ وَبَعضُهُ | |
|
| جَزلٌ كَما سُلَّ الحسامُ المغمَدُ |
|
فَتُراع من ذا بِالعُقاب مُحَلِّقا | |
|
| وَتَحِنّ من ذا للحَمام يُغرِّدُ |
|
من مِثلُهُ جدَّاً سَما فَبَنى لَهُ | |
|
| بَيتاً لَهُ فَوقَ الكَواكِب مقعَدُ |
|
أَم من كمثلِ أَبيهِ أَعظَمُ مِنّةً | |
|
| عِندَ النَبي يذُبُّ عَنهُ وَيعضُدُ |
|
أَيّامَ تهجرُه قُريشُ فَكلُّهم | |
|
| قالٍ لَهُ متهدّدٌ متوعِّدُ |
|
لا ذَنبَ إِلا مَنعُه لمحمَّدٍ | |
|
| مِنهُم فَكُلٌّ عَنهُ أَزور أَصيدُ |
|
وَغَداة تُكتتبُ الصَحيفةُ بَينهُم | |
|
| جهدوا هُنالِك جَهدَهم فَاِستَنفَدوا |
|
قَطَعوا بِها أَرحامَهُم وَتَألَّبوا | |
|
| بَغياً فَما كَرُموا هُناك وَلا هُدُوا |
|
أَم من كَعمَّيه اللذين هُما هُما | |
|
| أَم مَن كَمثلِ بَنيهِ فيمَن يُولَدُ |
|
أَم من كعِترتِهِ المُطهَّرةِ الَّتي | |
|
| من تلقَ مِنهُم قلتَ هَذا السيّدُ |
|
مدحته آياتُ الكِتاب فَأطنَبَت | |
|
| وَلَهُ بِكُلِّ فَمٍ مَديحٌ يُنشَدُ |
|
مَن حازَ أَوصافَ الكَمال فظنَّهُ | |
|
| قَومٌ بِجهلِهمُ إِلهاً يُعبَدُ |
|
تَتَفَرَّقُ الأَهواءُ فيهِ فَمُفرِطٌ | |
|
| وَمفرِّطٌ وَمقارِبٌ وَمسدِّدُ |
|