عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > نشرت عقود سمائها الأنداء

غير مصنف

مشاهدة
531

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نشرت عقود سمائها الأنداء

نشرت عقود سمائها الأنداء
بيد النسيم فللثرى إثراء
وبدت تشاهير الربيع كأنما
نشرت حبائر وشيها صنعاء
وافتر ثَغْر الأُقحوانة باسماً
إذ للشقيقة مقلة رمداء
والأرض قد زُهِيَتْ بِحَلْي نباتها
والجو حلّة سحبه دكناء
والروض في نشوات سحرته وقد
طافت عليه الدِّيمة الوطفاء
وثنى الحيا عِطف الغدير فصفقت
أوراقه وتغنَّت الورقاء
فكأن أعطاف الغصون منابر
والوُرق في أوراقها خطباء
فأجب نديم فقد دُعيت إلى الذي
سنته قبلُ لمثلك الندماء
قد آن أن تهفو بعطفك نشوة
تدنيك منها قهوة صهباء
أما الربيع فقد بدا وغصونه
هِيفُ القدود وأرضه زهراء
فعلام نومك والمُدام شروطها
ساقٍ أغنُّ وروضة غنّاء
وأزل خَسَاسَاتِ النفوس فإنها
صديت وما غير النفوس جلاء
فبنا من الماء القَراح وشربه
رِيٌّ ونحن إلى المُدام ظِماء
فاكس الكؤوس بها وحي لعل أن
تحيي المدامة ما أمات الماء
فأدر من الراح الشَّمول حُشاشة
تسري بها في روحي السراء
عذراء كللها الحَباب بتاجه
فأتتك توهم أنها شمطاء
يسعى بها ثَمِل القوام كأنه
غصن تميل بعِطفه النَّكباء
في ظل دوحٍ ظل ناضر روضه
وانساب جَدوله ورق هواء
وكأنما أَرَجُ النسيم إذا سرى
عِطْراً على الغازي الغياث ثناء
ملك إذا قعد الملوك عن العلا
قامت لطاعة أمره العلياء
تَعْتَدُّ أنفسها لعزة ملكه
خَوَلاً ولا تعتاده الخُيلاء
غَمْرُ الندى تشقى به أمواله
أضعاف ما تشقى به الأعداء
تتقاصر الأفهام عن إدراكه
فتحار إذ تتظاهر اللألاء
فإذا تجلى للعيون تراجعت
حسرى وأغشاها سنىً وسناء
متيقظ العزمات في الأزمات لا يحت
ل مقلة عينه إغفاء
مهما بدا لك مُوقِعاً ومُوَقَّعا
فهنالك الإِعطاب والإعطاء
فرياحه بعداته وعفاته
تجري ومنها زَعزع ورُخاء
ذا المُلكُ لا ما زُخْرِفت أخباره
وأَتَتْ مقلَّدة به الأنباء
كم جِيدَ روض جلاله وتفجرت
بالرزق فوق ظلاله الأنواء
لم تخله من نصرها هنديّةٌ
زرقاءُ أو خَطِّيَّةٌ سمراء
أو نَثْرَة حَصْداءُ أو عاديةٌ
حواء أو مقورة جرداء
حيث الظُّبا برق وفيض دم العدا
ودق وَمَدْجُوُّ العجاج سماء
والأُسد من فوق الأجادل غابها
أسلاتها وعلى المتون إضاء
والجو بالسمر اللّدان جفونه
وطف ومقلة شمسه كحلاء
يا كافل الملك العقيم وكفأه
إن عُدَّت الكفلاء والأكفاء
أنت الذي بنواله ونزاله
تحيى الرفاة وتصعق الأحياء
ولأنت في هذا الزمان وأهله
كالدرة اختلطت بها الحصباء
لله بأسك والسيوف مجالها
بين الظُّلى وحلى السيوف دماء
سكنت نافرة الخطوب فما لها
بطش ولا للحادثات مَضَاء
وأَنافَ جَدُّك والإباء على الذي
شادت لك الأجداد والآباء
بارت نداك الغاديات فقصرت
عنه فحمرة برقهن حياء
فالقطر والبحر الخِضَمُّ إذا هَمَى
وطمى لدى هذي الهبات هباء
وطريد مسغبة نفت عنه الكرى
فسرى تحت برجله الوجناء
فقد النِّدا فأهاب نُشْداناً به
لو كان يسمع أو يجاب نداء
لو صابت الأنواء عاف ورودها
ما لم يجانب صفوها الأقذاء
عُرِفَتْ به النفس الأبية والفتى
من لم تفته حمية وإباء
ناديته والصبح قد شابت به
لمم الدجا وانجابت الظلماء
حتام تنتجع السراب وهذه
غدر تحف بوردها الأفياء
أسوى غياث الدين تَسْتَجْدِي المنى
منه الغنى هيهات ذاك عناء
لا تبغ عن غازي بن يوسف معدلاً
فسُراك حين تؤمه سراء
فأنخ بأشجع من علا مُتَمَطِّراً
نَهْداً وأرفع من علاه لواء
واستسق وابله وحل بنجدةٍ
تنجيك إن هطلت عليك سماء
فالأمن ممدود هناك رواقه
والخِصب حيث القلعة الشهباء
في حيث يؤوي اللائذين بظله
مجد أشم وعزة قعساء
فلديك منه إذا حللت جنابه
ملك أغر ودولة غراء
أمفاجئ كرماً بِغُرِّ صنائع
بي عن تحمل ثقلها إعياء
كم أشتكي ضعفي عن النعم التي
تولى وكم تتضاعف اللألاء
لولاك جاب البيد فقري آيساً
مما يؤمله وخاب رجائي
ولطفت في الأرجاء أقصد أوجهاً
مُرْبَدَّة فيها المديح هجاء
أنطقتني فأردت وصف مناقبٍ
لا يستطاع لحصرها إحصاء
فإذا وقفت أمام ملكك منشداً
حسدت عظيم مقامي الجوزاء
وأخجلة المثني عليك وهذه
علياء يُحْصَر دونها البلغاء
وإذا العقول تحيرت في كن
ه ما أوتيته فلتعذر الشعراء
فاسلم لأعياد يعودك سعدها
ولها بملكك رونق وبهاء
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/07/16 11:04:06 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com