عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > خليليَّ ما بال النسيم الذي سرى

غير مصنف

مشاهدة
738

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خليليَّ ما بال النسيم الذي سرى

خليليَّ ما بال النسيم الذي سرى
تعرض مكيّ الشذا متعطرا
أحدَّث عن دارين أم مرَّ ركبه
بليل على أرض العراق وما درى
فهل فيه لي من نفحة بابليّة
تبرد من حرّ الجوى ما تَسَعَّرا
أجل باشر الترب العراقيّ لاثم
فعبقة هذا العَرْف من ذلك الثرى
ولو لم يكن فيه إِلَيَّ تحية
لما بات من نشر العبير معبرا
ولم يدر قولي ما روى غير قوله
سما لك شَوْقٌ بعد ما كان أقصرا
فلله ما أهدى وإن هو لم يهج
بمسراه إلا لوعة وتذكرا
حمى الله من ريب الحوادث بالحمى
وُجُوهاً تروق العين حسناً ومنظرا
وذي هَيَفٍ في البان منه وفي النقا
مشابهة يضم ويهصرا
تأوّد غضّاً فاجتنيت صبابة
وصِدْت غراماً إذ تَلَفَّتَ جؤذرا
وأرخى على ديباجة الخدّ صدغه
فسبحان كاسيه الجمال مشهرا
هتفت به إذ أظهر الصبح شخصه
وقد كان سرّاً في حشا الليل مضمرا
وقد لاح برق فوق أعلام جوشن
توهمه نارا فخف إلى القِرا
أمامك ردْ روض المحامد مخصباً
أريضاً وَرِدْ حوض الندى متفجِّرا
وناد غياث الدين غازي بن يوسف
يغثك وحدث بعد ذاك بما ترى
وقل نصب الناس الخطوب وبايعوا
لها فاخلع الجور الذي شمل الورى
تجد ملكاً لو لامس الطَّوْد عزمه
تزلزل أو مس النسيم تسعرا
سما بالندى كعباً وبالحلم أحنفاً
وبالحكم لقماناً وبالبأس عنترا
فيا متحف الدنيا بعز محاسن
غدت من جبين الشمس أبهى وأنورا
إليك مآل الأمر والله كافل
بما سيرى عمّا قليل ميسرا
فلا بد من يوم إذا صَلَّت الظُّبا
ونامت خطيباً كانت الهام منبرا
وتنكشف الغمّاء والملك لائذٌ
بعفوك يستجدي رضاك لتغفرا
هنالك ما بيني وبين سعادتي
أمامك إلا أن أقوم مبشّرا
فدمت لما أرجو وترجو لك العلا
من الملك ممتدّ البقاء معمرا
وهنئتها من ليلة سترى لها
نظائر تغنيها دهوراً وأمصرا
وأولاهمُ بالملك أصيد ما بدت
له فرص الإقدام إلا وشَمَّرا
هو الظاهر الغازي الغياث الذي غدت
به هضبات الملك شامخة الذُّرى
فتى لو يحوز الأرض قالت سعوده
وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
مليك إذا عُدَّتْ مساعيه في العلا
رأيت جبين المجد أبلج أزهرا
وإن جردت أسيافه وتعثرت
بهام أعاديه كسا الجو عِثْيرَا
فيا غامري بالجاه والمال بعدما
رأيت بعيني أيمن الحظ أيسرا
يميناً لقد أبديت كل عجيبة
يراع لها من كان مثلي مبصرا
تباينت إعطاءً وحلماً وبهجةً
وبأساً فسبحان الذي لك صوَّرا
تجود وتعفو ثم تندى طلاقة
وتسطو فقد أكثرت فيك التفكرا
فبينا أرى بحراً أرى الطَّوْدَ راسياً
وبينا أرى بدراً أرى الليث مخدرا
أجل هذه أوصاف أبلجَ لم يزل
إذا صال منصور اللواء مظفَّرا
تقدم بالسعي الذي نال إرثه
ومن لم تقدمه المساعي تأخرا
وذي أمل في البيد طال سفاره
فلم ير صبحاً من أمانيه مسفرا
إذا قطعت أوصال أرض ركابه
فقد وصلت ذيل الهواجر بالسرى
ترامت به الآمال في كل فدفدٍ
من الأرض حتى عاد أشعث أغبرا
كأنَّ ابن حُجْرٍ قد عناه بقوله
نحاول ملكاً أو نموت فنقبرا
فلما براه الوجد حتى أعاده
شبيهاً بأرسان النوافح في البُرا
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/07/17 12:12:46 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com