عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > كيف التذاذي بالخيال إذا سرى

غير مصنف

مشاهدة
533

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كيف التذاذي بالخيال إذا سرى

كيف التذاذي بالخيال إذا سرى
ومقلتي لم تدر ما طعم الكرى
أم كيف يَهْدي الطيف نحو مضجعي
من أخذ النوم وأعطى السهرا
واها لقلبي كلما أَمْطَرْتُه
سُحْبَ دموعي زاده تسعرا
تلفته إلى العراق صبوة
يدفعها الدمع إذا ما سترا
به خُمار لوعة كأنها
أدارت الذكرى عليه مسكرا
تشتاق من ماء الفرات أزرقاً
عَذْباً ومن ظلِّ النخيل أخضرا
ونفحة مرّ الصبا ما خطرت
مريضة إلا وداوت خطرا
فكم سرت من حلة ابن مَزْيَدٍ
تنشقني بالشام مسكاً أذفرا
فحبذا الترب الذي أحتذي به
ليلي فما أعبقه وأعطرا
أما وَوَخْدِ اليعملات ترتمي
محدودبات كالقسيِّ في البَرَى
يحملن شعثاً كالسهام نحفاً
أموا قِرى القفران من أمِّ القرى
فلم تزل في متن كل فدفد
تواصل التَّأوِيبَ منها بالسُّرى
حتى انتحت رَزْحاً ورأت
ركن المصلّى والصفا والمشعرا
فلم تجد في القوم إلا موقناً
بوضعه الإقرار لما كبرا
ثمتَ طافوا مخبتين وانثنوا
بعد الطواف يلثمون الحجرا
إني لذو قلب إذا عللته
أَبَتْ دواعي يومه أن يصبرا
يهوى العراق مثل ما تهوى العلا
مبارز الدين الأمير سَنْقَرا
الفارج الكرب إذا أَمَّ الوغى
وشق بالسيف العجاج الأكدرا
والمعمل البيض الرقاق والقنا
إذا اكتنى في مأزق واشتهرا
إن جاد في الجدب رأيت دِيمة
أو جدَّ في الحرب رأيت قَسْوَرا
مسوّم الخيل وحاميها إذا
فرَّ الجبان خيفة وأدبرا
ما اسودّ ليل النقع إلا وبدا
في جنحه طلق الجبين أزهرا
أبلج ما قام خطيب سيفه
إلا وغدت هام الأعادي منبرا
كلا ولا مازج بالجود السطا
إلا وأنسى حاتماً وعنترا
وَعَدِّ عن كعبٍ وخلِّ أحنفاً
عنك فكل الصيد في جوف الفَرا
إذا الوغى أججها من القنا
في ثغر الأبطال ما تكسرا
وظلت الملد تَمُجُّ عَلَقاً
بالطعن والجرد تشقّ العثيرا
وقام سوق الحرب حتى لا ترى
غير نفوس بالثناء تشترى
فلا تسل عن سَنْقَرٍ فإنه
مقدامها إذا الجبان قَهْقَرَى
أقسمت ما ليث لخَفَّان عدا
من خَيْسِهِ بعد ثلاث مُصْحِرَا
أودع في غابته أشباله
ولم يجد بُدّاً لهم من القِرى
ومر مُزورّاً تخال طرفه
من عدم القوت يطير الشررا
حتى إذا أطماعه تقطَّعت
وظنَّ أن الصيد قد تعذرا
عنَّت له أدماءُ أمُّ شادنٍ
أجفلها قانصها ونفَّرا
حتى إذا ما أمنت لاح لها
روض وظلت ترتعي ما نوَّرا
فانقضَّ كالأجدل نحو حتفها
فلم يكن عن صيدها مقصِّرا
فشكّ في أوداجها مِخْلَبَهُ
وراح نحو غابه مستبشرا
يوماً بأمضى في الوغى من سَنْقر
بأساً إذا لاقى العدا وشمَّرا
أغرّ ما أخفى الشجاع نفسه
خوف الردى إلا بدا مُشَهَّرا
تلقاه في حكم وجود وسطا
طَوْدَ حجاً غيثَ ندىً ليث شَرَى
نَمَاه من غسان كل أصيد
يبتسم المجد إذا ما ذُكرا
غُرٌّ بها ليلُ الملوك زينوا
بذكرهم بعد الممات السيرا
خير ملوك سلفوا لكنهم
أبقوا لحفظ المجد خير الأُمَرَا
ما برحت للطارقين عندهم
توقد بالمندل نيران القِرى
سموا بِمَنْ لا ينثني عن معرك
حتى يرد المشرفيّ أحمرا
مبارز الدين وأيّ ماجد
يفتق طيب الذكر عنه عنبرا
لاقى الكماة في الهياج وحده
كأنَّما جرَّ إليهم عسكرا
أبلج مرهوب السطا سمعته
لو هدد الليث بها ما عفَّرا
يا معمل البيض الرقاق في الطُّلى
وواهب الجرد العتاق ضمرا
تالله ما طوَّل فيك مادح
إلا وكان مدحه مقصِّرا
يا مسعر الحرب إذا ما خمدت
وغافر الذنب إذا ما قَدَرا
أنسيت كعباً في الندى وحاتماً
في طيِّئٍ والبرمكيَّ جعفرا
فاستجلها مدائحاً موسومة
خالدة تبقى وتفني الأعصرا
أسهرني تنقيحها وحَقُّ من
حاول فيك مدحه أن يسهرا
نَزَّهْتُ عن مدح سواك خاطري
إذ كنت بالمدح الجميل أجدرا
وكيف أغشى بالمديح معشراً
ما زال عرف الجود فيهم منكرا
ما منعوا أموالهم من ثروة
فازوا بها إلا وَجَدْتَ مُعْسِرا
تالله لو كنت سحاباً لم تكن
مرتضياً قطرك إلا دررا
حويت خير المكرمات والعلا
وما حوى غيرك إلا الخبرا
فابق على الأيام ممنوع الحمى
مبتذل المعروف مرفوع الذرا
ودم كما تهوى وصم ممتعاً
بالسعد ما ولَّدَ ليلٌ سَحَرا
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/07/17 12:17:17 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com