عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > شرف الدين الحلي > لو شاء من هجر المحب فأَرَّقا

غير مصنف

مشاهدة
542

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لو شاء من هجر المحب فأَرَّقا

لو شاء من هجر المحب فأَرَّقا
لرثى ورقّ لفيض دمع مَا رَقَا
قمر سعى بالصبح من تحت الدجى
رشأ مشى بالغصن من فوق النقا
دبّ العذار وسال فوق أسيله
فحسبته آساً بورد أحدقا
وتلهبت نار الحياء بخده
فارتدّ عسجده لجيناً محرقا
أَمُعَنِّفَ العشاق وهو من الهوى
خالي الحشا لا متَّ حتى تعشقا
وتبيت من زفرات شوقك شاكياً
لوعاتِ حبٍّ لا تُعَالَجُ بالرُّقى
تَلْحَى ولو عاينت من أحببته
لوددتَ في أشراكه أن تعلقا
صنم عكفت على هواه فلو بدا
لك فيه مُعْتَقَدِي لقلتَ تزندقا
أنا من تمادى هجره في مأتم
فاعجب لخدّي بالدموع مُخَلَّقَا
إني لأظمأ ما أكون إذا جرى
ماء الشباب بخده وترقرقا
أُجْري على عاداته دمعي ولو
كشف الظُّلامة ردَّ ذاك المطلقا
ما بات قلبي للصبابة ممسكاً
حتى غدا جفني لدمعي منفقا
كم ليلة كم بت منه معانقاً
غصناً بأنواع الملاحة مورقا
تلقاه من تفاح خدّ مثمراً
وتراه من ريحان صدغ مورقا
ما حل عقد نطاقه حتى غدا
متوشحاً بِيَدَيَّ أو متمنطقا
أَجْنِي سلافةَ ثغره مترشفاً
والوَرْدَ من وجناته متنشقا
يا ليلة مدَّ العفاف رواقه
فيها عليَّ وصبحها ما أشرقا
نُعْمَى ظَفِرْتُ بها كأن مطالبي
وعدت من الملك المظفر باللقا
شاهر من السلطان غازي المعتلي
شرفاً أَنَافَ على النجوم محلقا
العادلي مناقباً لا تُدَّعَى
والشاويّ مراتباً لا ترتقى
ذي الكف ما أندى ورب الج
ود ما أدنى ومُفْتَرع العلا ما أسمقا
ملك ببيض هباته وظباته
إن جاد أحيا أو تنكر أصعقا
بأنامل وكفت ندىً وكفت ردىً
فالجود يرجى والشجاعة تتقى
مُزْجِي الخميس كأنه ليل دجا
فغدا ببارقة الصوارم مشرقا
نسج العجاج عليه ثوباً فاغتدى
بزحام أجنحة السيوف ممزقا
وعلى القنا شَهَلٌ ولولا شربها
ماء النجيع بنارها لتحرقا
كم قد أغص زحامه فَمَ مُعتل
أَنِفٍ ومن أثواب ثغر أشرقا
ذو المجد لو سعت الكواكب نحوه
لأَزلها عن منكبيه وأزلقا
لو مارس الطود الأشم لهَدَّه
أو لامس البحر الخضم لأحرقا
ومناقب لو أنها لكواكب
منع الظلام ضياؤه أن يغسقا
ومواهب رام السحابُ لحاقَهَا
فونى وقد غمر البلاد وأطبقا
أحيا بها ميت المنى فلو ادَّعى
في الخلق آيات المسيح لصُدِّقا
يا من إذا وقف الرجاء ببابه
لم يلقه دون السماحة مغلقا
أنا عبد أنعمك الذي أوليته
لما غدا بجسامة متطوقا
نَوَّهْتَ بي بعد الخمول وَوَسَّعَت
نعماك من باع الأماني ضيِّقا
يممت بابك بائساً مستَرْزِقاً
فأقمت مرجوَّ الندى مستَرْزقَا
بالله لولا عاطفاتك لم أكن
متبدلاً هذا النعيم عن الشقا
ووجدت غصن الجود حين هززته
فينان أغيد والندى متدفقا
يا من رمى الروميَّ منه بسطوة
ردّت على الأعقاب ذاك الفيلقا
أقبلته من قبل إرهاف الظُّبا
عزماً مشى في جمعه فتمزقا
وحديث يوم الزَّاب عن صحيحه
يروى إذا كَثُر المقال ولُفِّقَا
ظلت لك الرايات فيه خوافقاً
نحو العدوّ وسعيه قد أخفقا
فغدا بعفوك لائذاً من بعد ما
سرت الدماء بِسَيْلِهَا أن تهرقا
فنفيت عنه السمر لدناً والظُّبا
قُضُباً وقَبَّ الأعوجية سُبَّقا
روعت بالغرب الفرنج بوقفة
دوخت ذاك اليوم منها المشرقا
وملكت رقِّي باصطناع عوارف
ما أرتجي ما عشت منها مُعْتِقا
فاستجلها زُهر الخدود ألذّ من
عتب تولد من نتيجته لقا
زُفَّت إلى ملك المعالي زفها
ملك المعاني رقة وتأنقا
فورثت طول بقائها في دولة
تفنى الليالي وهي دائمة البقا
شرف الدين الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/07/17 01:37:54 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com