تَقولُ صِحابي وَالمَطِيُّ بِنا تَخدي | |
|
| وَتُحدى وَقَد شَمَّت شَميمَ رُبا نَجدِ |
|
أَما لَكَ مِن حَثِّ السُرى كُلَّ ساعَةٍ | |
|
| وَإِسآدها في المَهمَهِ البيدِ مِن بُدِّ |
|
فَقُلتُ ذَروني لا أَبا لِأَبيكُمُ | |
|
| فَبِالقَدحِ يَبدو السُقطُ قَسراً مِنَ الزِندِ |
|
وَلَولا مَسيرُ الشَمسِ في كُلِّ ساعَةٍ | |
|
| لَما اِنتَقَلَت مِن بُرجِ نَحسٍ إِلى سَعدِ |
|
وَلَو لَم تَهُزَّ الجِذعَ مَريَمُ لَم يَذُق | |
|
| مِنَ الرُطَبِ الحُلوِ الجَنِيِّ جَنى الشَهدِ |
|
كَذَلِكَ موسى أَنبَعَ اللَهُ بِالعَصا | |
|
| لَهُ الماءَ بَعدَ الضَربِ مِن حَجَرٍ صَلدِ |
|
وَلَيسَ الحُسامُ الهِندوانِيُّ حائِزاً | |
|
| حَميدَ الثَنا لَولا مُفارَقَةُ الغِمدِ |
|
وَلا السَهمُ يَوماً في الكِنانَةِ نافِعاً | |
|
| إِذا لَم يَلُج في كُلِّ مُحكَمَةِ السَردِ |
|
وَسيّانِ عَجزُ السَمهَرِيِّ وَصَدرُهُ | |
|
| إِذا نَجمُهُ لَم يَسرِ في ظُلمَةِ الكَبدِ |
|
وَإِنَّ عِتاقَ الخَيلِ لَولا عِداؤُها | |
|
| لَما وَسَموها بِالمُطَهَّمَةِ الجُردِ |
|
وَلَو أَلِفَ اللَيثُ الهَصورُ عَرينَهُ | |
|
| لَماتَ طوىً فيهِ وَإِن كانَ ذا لِبدِ |
|
وَلَو لَم يَجُب أَبناءُ شادي مَهامِهاً | |
|
| لَما مَلَكوا مِن أَرضِ قوصٍ إِلى الهِندِ |
|
وَلا كانَ كُلٌّ مِنهُمُ في مَمالِكٍ | |
|
| يُعايَنُ كَالأسكَندَرِ البانِيِ السَدِّ |
|
فَحَتّامَ أستَمري جَنا العَجزِ وادِعاً | |
|
| وَأَكرَعُ في ماءِ الخُمولِ عَلى عَمدِ |
|
فَلا أَنا ذو مالٍ فَتُؤثَر عِشرَتي | |
|
| وَلَستُ بِذي جاهٍ فَيَرهَبَني ضِدّي |
|
وَلي مَنطِقٌ إِمّا سَلَلتُ غِرارَهُ | |
|
| يَعُد ناكِصاً عَن حَدِّهِ كلُّ ذي حَدِّ |
|
سَأَدفَعُ في صَدرِ التَواني بِراحَتي | |
|
| وَأَلطُمُ خَدّي هَزلِهِ بِيَدَي جِدّي |
|
وَأَنفُضُ كُمّي في وُجوهِ مَعاشِرٍ | |
|
| هُمُ زَجَروني فيكَ عَن سنَنِ القَصدِ |
|
وَأَنظِمُ شِعراً كَالعُقودِ طَلاوَةً | |
|
| يُرى كُلُّ بَيتٍ مِنهُ واسِطَة العِقدِ |
|
وَأَكسوهُ عِزّاً أَقعَساً بِاِنتِمائِهِ | |
|
| إِلى مَجدِ مَعنٍ يا لَكَ اللَهُ مِن مَجدِ |
|
إِلى دَوحَةٍ بِالمَكرُماتِ تَهَدَّلَت | |
|
| فَأَغصانُها تُجنى عَلى القُربِ وَالبُعدِ |
|
شَأى العُلَماءَ الراسِخينَ فَكُلُّهُم | |
|
| عَلى صَدرٍ مِن عِلمِهِ وَعَلى وِردِ |
|
إِلَيهِ تُنَصُّ العيسُ مِن كُلِّ مَوطِنٍ | |
|
| فَمِن طالِبٍ عِلماً لَدَيهِ وَمُستَجدي |
|
تَواضَعَ عَمّا يَستَحِقُّ وَإِنَّهُ | |
|
| عَلى ذاكَ سامي القَدرِ وَالذِكرِ وَالجَدِّ |
|
فَكَم نِعَمٍ أَهدى وَكَم مِن عَمٍ هَدى | |
|
| فَبورِكَ من هادٍ وَمن ماجِدٍ مُهدي |
|
وَإِنّي وَإِن يَمَّمتُ بِالمَدحِ غَيرَهُ | |
|
| لأَبعَدُ خَلقِ اللَهِ عَن طُرُقِ الرُشدِ |
|
لَهُ أُسرَةٌ إِن يَدعُهُم لِمُلِمَّةٍ | |
|
| يُلَبّوهُ بِالبيضِ الظُبى وَالقَنا المُلدِ |
|
هُمُ كَبُدورِ التِمِّ في السِلمِ بَهجَةً | |
|
| وَهُم في مَجالِ الحَربِ أَدهى مِنَ الأُسدِ |
|
إِذا اِحتَدَمَت نارُ الوَغى اِقتَحموا الرَّدى | |
|
| عَلى كُلِّ مَحبوكِ الفَرا شَيظَمٍ نَهدِ |
|
ثَبوتٌ وَأَطرافُ القَنا رُعَّفٌ دَماً | |
|
| وَلِلبيضِ فَتكٌ في القَوائِس وَالسَّردِ |
|
أَلا إِن مَعنَ بن المُحَسِّن لَم يَزَل | |
|
| لَهُ المَكرُماتُ الغُرُّ في الغَورِ وَالنّجدِ |
|
لَهُ رَغبَةٌ في الحَمدِ لَم تُغشَ رَهبَةً | |
|
| وَلَكِنَّهُ في الذَمِّ لَم يَألُ ذو زُهدِ |
|
وَلَولاهُ كانَ الفَضلُ في الشامِ ضائِعاً | |
|
| وَقَدرُ بَني الآدابِ أَحقَرَ مِن قِردِ |
|
وَإِلّا أَروني فاضِلاً لَيسَ عِندَه | |
|
| لِمَعنٍ يَدٌ يَوماً وَلا سِيَّما عِندي |
|
لبيدٌ بَليدٌ إِن رَوى الشِعرَ مُنشِداً | |
|
| أَجل وَعَبيدٌ ثُمَّ أَصغَرُ مِن عَبدِ |
|
وَعَى صَدرُهُ ما في خَزائِنِ كُتبِهِ | |
|
| وَإِن كُنَّ كتباً زائِداتٍ عَنِ العَدِّ |
|
تَضَمَّنَ أَبكارَ المَعاني وُعونَها | |
|
| فَجُدنَ لِقاريهِنَّ بِالعيشَةِ الرَغدِ |
|
وَسيرَتُهُ في الناسِ أَحسَنُ سيرَةٍ | |
|
| مُقَصِّرَةٌ عَن شَأوِها سيرَة المَهدي |
|
وَقَد كانَ جَدّي نائِماً قَبلَ قَصدِهِ | |
|
| فَمُذ جِئتُهُ أَصبَحتُ منتَبِهَ الجَدِّ |
|
أَياديهِ أَنسَتني دِمَشقَ وَأَهلَها | |
|
| وَإِن أَشبَهَت في حُسنِها جَنَّةَ الخُلدِ |
|
وَما ذا عَجيبٌ بَل سَلَوتُ بِنَشرِهِ | |
|
| وَمَعروفِهِ عَن إِخوَتي وَذَوي وُدّي |
|
فَعَكسُ اِسمِهِ لا نيطَ عَكسٌ بِجِسمِهِ | |
|
| جَوابٌ لِمَن يَستَنجِزُ الوَعدَ بِالنَقدِ |
|
إِذا كانَ في قَومٍ وَأَصلَدَ زَندُهم | |
|
| فَما زَندُهُ يَوماً بِكابٍ وَلا صَلدِ |
|
عَطاياهُ لِمَن تمنَن بِمَنٍّ وَلَم يَكُن | |
|
| بِمُعطٍ قَليلاً إِذ يَجودُ وَلا مُكدِ |
|
يَرى بِصَوابِ الرَّأيِ في اليَومِ كُلَّ ما | |
|
| يَجيءُ غَداً من حلّ أَمرٍ وَمن عَقدِ |
|
نَهوضٌ بِأَعباءِ السِيادَةِ لَم يَكُن | |
|
| بِوانٍ وَلا واهي العُرى واهِنِ الشَدِّ |
|
إِذا اِفتَرَّ ثَغرُ الهَزلِ عَبَّسَ جِدُّهُ | |
|
| فَيالَكَ مِن هَزلٍ وَيا لَكَ مِن جِدِّ |
|
مفيضٌ عَلى قُصّادِهِ وَعُفاتِهِ | |
|
| بِسَحّينِ من صَوتَي نَوالٍ وَمِن رِفدِ |
|
فَوَرَّثَهُ اللَهُ السَعادَةَ سَرمَداً | |
|
| عَلى رغمِ آنافِ العِدا وَذَوي الحِقدِ |
|
وَلا بَرِحَت أَيّامُهُ مُستَطيلَةً | |
|
| مُشَيَّدَةَ البُنيانِ بِالعِزِّ وَالسَّعدِ |
|