عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > مزيد الحلي > سجعت ونحن على الرمال رقودُ

غير مصنف

مشاهدة
946

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سجعت ونحن على الرمال رقودُ

سجعت ونحن على الرمال رقودُ
ورقاءُ زيَّن سجعها التغريدُ
فتنبَّه القوم النيام من الكرى
وعلوا على متن الركاب قدود
ما أن لقى فيهنَّ من طول السرى
إلاَّ عظام قددت وجلود
يغللن ناحية الفلا بمناسمٍ
بسراتها تحت الحمول حديد
ويغصنَ في بحر الظلام كأنَّما
نسجت لهنَّ من الظلام برود
وترى الثريا تستحيل كأنها
غرست ببستان الجنى عنقود
أن تسجعي ورقاء إلاَّ تفجعي
دنفاً هواه على عزاه يزيد
سكران من فرط الصبابة صاحياً
يقظاً ويأنفُ جفنه التسهيد
ما خلت أن يقوى بما أنا في الهوى
رضوى ولا يقوى بذاك همودُ
فكأنما ليلي نهار سرمدٌ
وكأنَّ أيامي ليالٍ سود
كم وقفةٍ لي بالديار وقد عفت
تلك الديار بوارق ورعود
شوقي لمن يقضي التفرق من لها
من ليّن الغصن الرطيب قدود
ولها من الصبح المنير وضوئه
وجه بلا كلف إذن محدود
ومرجحٍ في واضح فكأنه
نون بهامش رقعةٍ ممدود
ولها محاجر مقلة من نرجسٍ
ولها من الورد الطري خدود
ومن المسرحة القوابض مؤنسٌ
ولها من الدر الثمين نضيدُ
ومن السلافة ريقه ومن
الورود عبيره ومن الجآزر جيد
ومن الحيا نحر يزينه الحيا
قد كلَّلته مراسل وعقود
ولها من البرد الصقيل ترائبٌ
ولها من الورد النقي نهود
ولها من الغصن المكرم مرفقٌ
رسب ومن طبع العفاف زنود
ومعاصم معصومة عن ذي الخنا
وأناملٌ مثل الأسارع عيد
ومن الخماص حشاً وخصر ناحلٍ
يعلو عليها ردفها المكدود
ولها من الفخذ الرخيصة مدلجٌ
ساق وكعب ادغر مزرود
ويزينها قدم لطيف ماله
أثرٌ يفوق على الثرى موجود
أتعود أيامي بزورةِ بابلٍ
هيهات أيام مضت أتعود
والحلة الفيحاء فيها طينتي
دار بها أهل الندى والجود
أيام أسحب في رياض وصالها
برد الشباب الغضَّ وهو جديد
نعماً لها دار يعمُّ بها الحيا
تأوي مرابعها ظبىً وأسود
ويدي الكريمة لم تزل مغلولة
فيها وطيب العيش وهو رغيد
أصفي لها ودي فيهلك بيننا
كمداً عدوٌ شامتٌ وحسود
فطن الزمان بنا فأصبح شملنا
متشتتاً للوصل وهو فقيد
وبقيت أرجو ما عهدت ولي به
أملٌ أظن لما رجوت بعيد
من لي بذلك والفرات ودجلة
ومهامه دون المزار وبيدُ
فدع اذكار مرابع وأحبَّة
نقضت مواثيقٌ لهم وعهود
وخطوب ذي الدنيا الدنية أنها
دار يشيبُ لهولها المولود
واتبع هداية آل أحمد إنما
لهم المكارم في غدٍ والجود
قوم هم شرف القصيد ونظمه
ما إن نبا بالأصغرين قصيد
السابقون المدركون بسبقهم
والسادة الغرُّ الكرام الصيد
الصائمون المؤثرون بقولهم
والقائمون وركعٌ وسجود
الناطقون الصادقون بنطقهم
ما جاء فيه الشرع والتمديد
الآمرون الضامنون بوعدهم
لا نكسَ يغشاهم ولا تهديد
نظر المهيمنُ في الخلائق نظرة
قدماً وقد عبرت سواه عبيد
فاختار أحمد واصطفاه وخصَّه
بأخيه حيدر وهو عنه يذود
من معشر سبقت إلى طلب الهدى
والدين من آبائهم وجدود
ثم اجتباه بوحيه وبقربه
فتنزَّل القرآن والتأييد
وحبا أخاه بذي الفقار وقوة
فيه فآمن كافرِ وجحود
فبنى الرسول الدين وهو مهدَّم
ومحا الوصيُّ الشرك وهو مشيد
وتلا النبي فأنت منذر من عمى
ولكل قومٍ ناصح ورشيد
وأقام في يوم الغدير وصيَّه
قد زانه التقديس والتمجيد
وأتاه جبرائيل عن رب السما
بَلِّغ فما دون البلاغ محيد
فبدا بجمعهم وحين تجمعوا
بانت من الحقد العظيم كمود
أخذ النبيُّ يد الوصي منادياً
وبهامه ببهامه معقود
من كنت مولاه فهذا حيدر
مولى أشاد بفضله المعبود
أنا للعلوم وللنبوة فيكمو
دار وهذا الباب والأقليدُ
وهو السفينة من يسير بها نجا
وإذا تخلَّف للفلاء يعود
أرضيتُم قالوا نعم وقلوبهم
فيها لآل بني النبي حقود
حتى إذا قبض النبي وضمَّه
من بعد ذلك قبره الملحود
وثبوا إلى سوق النفاق فأضرموا
ناراً لها تحت الدخان وقود
وابتزت الزهراء فاطم إرثها
فدكاً وكانوا عصبة وعبيدُ
قالوا نبيٌّ لا يورث ولده
كذبوا فإن مقالهم مردود
ما كان زكريا يورث ابنه
يحيى ولكن ابنه داؤد
وتناولوها واحداً عن واحدٍ
وأبو الأئمة عنهم مزهود
ما بين تيميٍّ إلى عدويها
انتاشها أمويها المردود
ورمى بها في ستة شورى بلا
نصّ يقصِّر بعضهم ويزيد
فتجمعت عصب النفاق وعلقت
لهم بأعناق الطغاة بنود
يولون أمهم مصالح أمرهم
عصب إلى سبل الضلال تقود
وأتت على الجمل الحدوب وحولها
ما بين طلحة والزبير جنود
تسعى من البيت الحرام فنبحَّت
شؤماً كلاب الحوب وهي رقود
هل يستوي الأعمى ومن هو مبصرٌ
أو يستوي حطب الفلا والعود
أم يحسب الدر الثمين مع الحصى
أم هل تساوى أضبعٌ وأسود
خير البرية بعد أحمد من هو
النبأ العظيم له بذاك شهود
آيات عمَّ يسألون وما بها
فأبو أئمتنا هو المقصود
من لو حوى بيديه عوداً يابساً
حقاً لأورق في يديه العود
أو صافح الجلمود أخرج ماءه
من سره يتفجَّر الجلمود
رجل لدين اللّه كان مشيداً
وهو الذي للمشركين مبيدُ
كم قدَّ أبطالاً بحدّ حسامه
في القرب وهو مجرَّبٌ صنديدُ
قد بات فوق فراش أحمد ساهراً
وله على باب العداة قعود
وعلا على كتفيه ثم رقى إلى
هبل فنكسَّه وخرَّ بديدُ
إن كان آدم أخرجت من ظهره
أهل النبوة والملوك الصيد
فعلي قد نسل الأئمة سادة
غرراً على كل الأنام تسود
إن كان نوح للسفينة قد بنى
ونجا من الطوفان وهو شديد
فعلي لأيام المعاد وولده
سفن النجاة عن الكرام تذود
أو كان إبراهيم أصبح ناجياً
لمَّا رماه بناره النمرود
وعلي كان إذا الحروب تسعَّرت
يبدو لها فتقود وهي خمود
وإلى النبي داؤد قد خضعت له
شمم الجبال وطيرها المشدود
والجنُّ طائعة له ولابنه
هذا يغوصُ بها وذا مصفود
والريح جارية تسير بأمره
تمضي إلى ما يشتهي ويريد
وعليُّ طوَّق خالداً إذ جاءه
يبدو النفاق وفي يديه عمود
وهوى إلى بئر يقاتل جنها
فتضمنتهم من يديه قيود
وتزعزعت قمم الجبال مخافةً
منه وهن الشامخات صمود
أو كان معجز صالح في ناقةٍ
خلقت له إذ كذبته ثمود
فعلي معجزة البتول أتى بها
رباً وكان وليها محسود
وعصاة موسى في الورى كانت له
فيها مآرب في الصفات تزيد
وعلي صاحب ذي الفقار فمن نجا
منه بترك الشرك فهو سعيد
ثم ابن مريم كان يبري من به
برص فيصبح وهو عنه بعيد
وعلي أرجع عين زيد بعدما
فقأت وذلك مصدر مسنود
ومحمد ركب البراق وسار في
السبع الطباق سرى به المعبود
من يثرب جاء المدائن وانثنى
من غير شك والأنامُ رقود
وإذا جهلت فما لمعجز حيدر
حدٌّ ويوجد في الورى محدود
يا لائمي في حب آل محمد
كيف الملام وفضلهم موجود
أيعود مزيد ويك عمَّا قاله
كلاَّ ولكن هل لذاك مزيد
قوم هم يوم المعاد وسيلتي
إذ حبهم لي طارف وتليد
أيعدُّ مزيد فضل آل محمد
هيهات أن يحصي التراب عديد
صلَّى الإله عليهم ما شرَّقت
شمس وما طلع الظلام جديدُ
مزيد الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/07/21 10:54:52 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com