عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > مزيد الحلي > يا عاذلي كم أراك الدهر من تعبي

غير مصنف

مشاهدة
1416

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا عاذلي كم أراك الدهر من تعبي

يا عاذلي كم أراك الدهر من تعبي
كيف السلو ونار القلب تلعب بي
كم صحتُ عند فراق الحي واحربي
بانوا فبان بفرع البانة الشذب
جوى أذاب الحشى من قبلما يذبِ
بانوا فبان الذي أخفيه من مرضي
وما قضيتُ بوصلٍ منهم غرضي
ترى شفوا غلتي أم هل رأوا عوضي
أو جانبوا جانب العرجاء عن عرضِ
ويسكبوا دمع عين غير منسكب
كم قلت للنفس والأشواق تجذبها
إلى الوصال ونار الوجد تلهبها
ما كان أحسن أيامي وأطيبها
مع الظباء التي قد ظلَّ ملعبها
ماء الأجيرع بين الغور والكثب
آهٍ لقلب إلى وصل الحبيب صبا
فلا يخاف وشاة الحي والرقبا
لمَّا رأيت ضياء الفجر والسربا
أنكرتهنَّ فقال القوم واعجبا
فقلت بل ما أراهُ غاية العجب
أقول والحي محمولٌ بأسرته
وحاوي الظعن يحدوهم برجعته
رفقاً بصبٍّ تأتأهم بهمته
يا حادياً يطرب البيدا بنغمته
ويستطيب حنين البذل والحدب
رفقاً فقد أحرقت نار الجفا كبدي
ومزقت بمخاليب الهوى جسدي
يا حادي العيس إن خيَّمت في بلدي
بلّغ رسائل من قد ذاب من كمد
كما تذيب المطايا كثرة الدأب
ترى أترجع أيامي وطيبتها
بالجامعين وتلقى النفس خلتها
أقول في بلدٍ غنّت حمامتها
كذا حمامة وادي الكهف شيمتها
رجع الهديل ورشح الأدمع الزرب
لقد تجلَّدت حتى لا أطيق جلد
وذبتُ شوقاً ولا أشكو الغرام أحد
أقول إذ نحن نزال بخير بلد
طربت لمَّا سرى ركب العراق وقد
يحنَّ قلب الفتى من شدة الطرب
آمنتُ أن أمير المؤمنين علي
وحق من بعث الرحمان من رسل
قد عيل صبري وضاقت علة الحيل
وهاج شوقي لطيفٍ بات يملأ بي
كأس المدامة من أنيابه الشنب
أكتم الشوق في قلبي وأخزنه
ويظهر الوجد في وجهي وأعلنه
والصبُّ قد قرَّحت بالدمع أعينه
شوقاً إلى من بأعلى النهر مسكنه
بين النخيل وظلِّ المنزل الرحب
آه لقلبٍ زفير الوجد يتلفه
لمَّا ابتلى بغريرٍ ليس ينصفه
حلفتُ ألف يمين لا أخالفه
ومنزلٌ للتصابي كنت أعرفه
يزهو وروض شبابي ريقِ العشب
طير الفراق رمى قلبي بمخلبه
وطار نومي عن عيني بأطيبه
ومنزل بعت جئزره بأرنبه
أيام ألعبُ بالبيض الحسان به
فأصبح البين بالتفريق يلعب بي
منازلٌ ببروق العين قد لمعت
فهيَّجت نفس مشتاق وقد هلعت
ولا تزال بتفريقٍ وما جمعت
حتى كأنَّ بدور التم ما طلعت
فيها وأطيب ذاك العيش لم يطب
أقول والدهر يملكني وأملكه
كأنني برهجٌ والنار تسكبه
ما كل ما يتمنَّى المرء يدركه
أجاذب الدهر شطر المجد أملكه
فيستطيل بخطب غير منجذب
ويلاه كيف تحبُّ النفس مهلكها
وتنثني بالهوى عن قصد مالكها
وكم طلبت إمام العصر أفركها
وأطلب الرتبة العليا لأدركها
فتستطيل صروف الدهر في طلبي
كم دمعةٍ لي على الخدين واكفة
لمَّا رأيت جمال القوم راحلة
وكم رمتني الليالي سهم صادقة
فما أبالي ونفسي بعد جامدة
ما حدت عن واجبٍ واللّه يعلم بي
وكم عصيتُ بهم عصر الشباب غدا
وما تركت سروري عنهم أبدا
سفن النجاة وبرق قد أنار هدى
من حيث تنسب أشخاصاً تجد عددا
وقدرهم واحد مع كثرة النسب
كيف الرجوع وهم شمسي وهم قمري
وهم فخاري وهم عزي ومنتصري
يا طالب العلم افهم واتبع خبري
تا اللّه ما آدم المنهي عن الشجر
كلاَّ ولا دوره من أقدم الرتب
كم قلت للقلب كل الغي عنك أبا
فقال ما قلت لا جداً ولا سببا
لا كان ذلك لو أني بقيت هبا
ولا أريد من الأيام مكتسبا
فإنَّ حب بني الزهراء مكتسبي
أقسمت فيهم وهم من أعظم القسم
واللّه لو جرعوني حبهم بدمي
لم تنتقل قط إلاَّ نحوهم قدمي
قوم هم سببُ الموجود من عدم
وليس لي غرضٌ من ذلك النسب
اسمع علوماً خبت قد قال عالمها
كأنها أربع غابت معالمها
لكنها نشرت مذ قال قائلها
فما سفينة نوحٍ في تقادمها
زالت وما هي ألواح من الخشب
أفديك يا سائلي بالسمع والبصر
واسمع كلامي عسى نلقاك بالظفر
ما كان طوفانه ماءً بلا مطر
ولم يكن جبل الجودي من حجر
كلاَّ ولا نار إبراهيم من لهب
دعِ المقادير تجري بالذي يجبُ
وكلَّما قد قضى فيها له سببُ
باللّه ما كبش إسماعيل ما نسبُ
وما البنون بنو يعقوب إذ ذهبوا
والذئب في أكله من شدة التعب
ولا عمي إذ بكى حزناً لفقد ولد
ولم يكن بقضاء اللّه بيت جلد
ولا يهوذا وقد لاقى أخوه جحد
وما أراد وأعني بالقميص وقد
جاءوا عليه بشيء من دم كذب
ولا النبوة إذ قالوا بغير خلف
ولا هم طلبوا للمؤمنين سلف
ولا مرد لتكذيب لهن ولف
ولا عصاة لموسى في يديه يهف
فيها على غنمٍ والعود من حطب
أقسم بمن نصبت هذي السماء لهم
وهم أئمتنا طول الزمان وهم
إن أظلم الدهر كانوا في الظلام علم
ولم يكن من أقام السامري لهم
كالعجل من فضة كلاَّ ولا ذهب
هذا كلام ولكن أين عالمه
والعلم بحرٌ ولكن أين عائمه
إن كنت تفهم من قولي تراجمه
ما الملك ملك سليمان وخاتمه
والنمل إذ دخلت خوفاً إلى الخرب
بان الشباب ولم أقضِ بهم وطري
وحان بعد شبابي يا أخي شعري
اسمع كلامي وسر إن شئت في أثري
فلم يكن مهد عيسى بالغ الوطر
وأمه لم تكن تدعوه وهو صبي
كم صحتُ عند نزول الشيب واسفا
ولَّى الشباب ولا أرجو له خلفا
إن كنت تفهم ما لوّحته وكفى
فقد أشار إلى جزعٍ له سعفا
وقال هزِّي تنالي من جنى الرطب
جلَّ الإله الذي ما ردَّ كلمته
بين الأنام وعمَّ الخلق رحمته
قد قدَّم اللّه للأخوان عظمته
لمَّا دعا أحمد المختار أمته
إلاّ لعلم علي أعظم الرتب
أقسمت بالآل أهل البيت مفتهماً
يا صاحبي وحسبي فيهم قسما
في يوم خمٍّ دعاهم سيد الحكما
إلى الذي لو خلت منه لما سلما
هذا الزمان وأهلوه من العطب
قد سيرت حكم الرحمن في البشر
لكي تظل عباد اللّه في الظفر
ما دام في الفرس والأعراب والحض
ر الأول الآخر المعروف بالخبر
الغائب الحاضر الموصوف بالحسبِ
فكم أبيتُ عليلاً من عواذله
في حب لم يجب قصداً لطالبه
إذا الإمام تحلَّى في شمائله
في كل عصرٍ توالى في فضائله
قوم إذا ما أتى عصر بغير نبي
كم بتُّ أشكل أبيات القصيد عدد
وما رجعت بكفر القلب نحو أحد
فهو الذي أرتجيه في المعاد سند
غاب الإمام بحجب للأنام وقد
يبدو لطائعه طوراً من الحجب
مولى يطيّب أحشائي بكلمته
ولم أزل شاكراً دوماً لنعمته
بشرى بنيل المنى الداعي لشيعته
إن كان في العجم مدعوماً بقوته
وكان في الفرس واليونان والعرب
مولى علت عن منال النفس همته
كما أبان زمان الكشف عظمته
قد أحيت الخلق والدنيا قيامته
وأفهمت سائر الأقطار دعوته
وحشرها ألسنٌ صيغت من الذهب
قد خاب من لم يجبه عند دعوته
وظلَّ يجحد والإجحاد همته
وفاز من قال عمَّ الخلق رحمتُه
فإن تكن عن رحاب القلب غيبته
فإنه عن سواد العين لم يغب
يا قاصراً عن حدود في الورى وجبت
ويحاً فماذا عليه نفسه جبلت
لو كنت تعلم منفوعاتها طلبت
يا نائماً وبيان الصبح قد كتبت
من فوق جبهته يا ابن الشقاء غبي
لم لا تعود بإصلاحٍ إليك فسد
قبل الممات وما يجري عليك نكد
مثل الذي قال إشفاقاً لكل أحد
الام لومك في يوم الغرور وقد
لاح الصباح لذي عينين غير خب
كم ذا وقوفك في رسم تسائله
مثل الذي ضعفت فيه وسائله
إذا سمعت بشعر قال قائله
إني لأذكر معنىً أنت جاهله
وقد تغرَّم قلبي قول ذي أدب
فادعوا إماماً لتلقوه بكل ظلم
واقصد لمن صار ما بين العباد علم
ولا تكن مثل من قال الحكيم لهم
الناس في غفلةٍ عما يراد بهم
كأنهم خلقوا للهوِ واللعبِ
واجعل ولاءك في الدنيا لآل علي
تجده في يوم حشر الناس خير ولي
وخذ كما قيل للأيام والدول
لا يعملون سوى الفحشاء من عمل
ولا يقولون غير الزور والكتب
لمَّا رأيت علوم الشعر حامية
ودولة الفارس الجحجاح دانية
ناديت ليس عقول الناس كافية
قوم يرون مبات الحق جارية
ولا يريدون ورد المنهل العذب
دعي الشقي ولا تبقى تجادله
تريد تنصحه واللّه خاذله
واسمع كلاماً قضى بالحق قائله
يصدهم عنه داءٌ لا دواء له
والماء يعرض عنه صاحب الكلب
مزيد الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/07/21 11:00:18 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com