عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > مزيد الحلي > ندمتُ ولكن ليس يغني تندمي

غير مصنف

مشاهدة
788

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ندمتُ ولكن ليس يغني تندمي

ندمتُ ولكن ليس يغني تندمي
على ما مضى من عمري المتقدِّم
فقلت لدنياي إلى كم تحمحمي
إليك ذريني والجوى لا تقدمي
فما أنت لي دار الإقامة فاعلمي
إلى كم على طول المدى أتوسلُ
وكم في علالات المنى أتعللُّ
واعلم أني لستُ فيك مؤمل
ذريني فإني مدرك لك مهمل
لوصلك بالآمال غير محرَّم
فقلت لها مذ أدبرت فترة الصبا
وبعد شبابي الغضُّ قد عدت أشيبا
وأبصرتُ في عينيَّ منها تقلبا
فإنك دنيا برقها صار خلبا
جهام متى يرفع بناؤك يهدم
مضى زمني من بعد ما كنت موسقا
بشرخ شبابي الغضُّ والغصن مورقا
فبدَّلت من بعد السعادة بالشقا
وأنك لا يرجى نعيمك بالبقا
متى تملكي قلب امرئٍ منه تنقمي
فلمَّا رأيت الدهر غير مؤنتي
وفي الحشر والدنيا كظهر مؤنتي
رجعت إلى تعنيف نفسٍ خؤنتي
كزارع زرع شام بارق جونةِ
فلمَّا بدت ولَّت بغير تكرم
فلا تسألنَّ العذر في الدهر أنه
غدورٌ ودنيانا الدنية تهنهُ
إذا المرء يرجو منها عوناً فإنه
سيصبح من ذيَّاك يقرع سنه
ومن يرجُ ماءً من يد الآل ينعم
فويحك دنيا ما طلعت بمنحة
من الدهر إلاَّ أرفقت بقبيحة
فيا لك منها لو علمت فضيحتي
وعندي لمن يهواك خير نصيحةِ
له في معاني شرحها خير مغنم
سأرشده يا صاح إن كان يرشدا
ويصلح أمراً كان بالأمس مفسدا
ويعرض عن سبل الضلالة للهدى
يوالي ولاة الأمر ثم محمدا
فحبهم فرضٌ على كل مسلم
يعمّر ربعاً كان بالأمس قد عفا
بمدح أناسٍ ليس في مدحهم كفا
هم جبل الإيمان والصدق والوفا
هم العروة الوثقى هم الركن والصفا
هم الحج والمسعى هم بئرُ زمزم
هم معشرٌ طافوا على الشهب والسهى
وفاقوا على أهل المكارم والنُهى
وجازوا العلا بالحلم والعلم والبها
هم شجرة الطوبى هم سدرة النها
هم جنة المأوى ونار لمجرم
أرى القلب من سكر الشبيبة قد صحا
وغصن شبابي عضَّه الدهر أو لحا
وحتى ذنوبي أكرم الخلق قد محا
هم التين والزيتون والشمس والضحى
وطه وما قد جاء في فضل آدم
فإن أعطياك الأصغرين فهن هما
كذا النفس إن تغلب عليك تفهما
وأرجع إلى سبل النبي ففيهما
هم مرج البحرين يخرج منهما
قلائد در في الأنام منظَّم
هم قتلوا إبليس عمداً إذا عتا
هم رحلة للناس في الصيف والشتا
هم الكهف والصافات أيضاً وهل أتا
هم ك ه ي ع ص وما أتى
من الآي في ميلاد عيسى بن مريم
هم حسموا كل امرئٍ عن فساده
وكل عنيدٍ ظالمٍ عن عناده
هم الغيث غيث اللّه عمَّ بلاده
هم حجج الرحمن بين عباده
هم الحبل حبل اللّه لم يتصرم
توسَّلت بالقوم الكرام ونسلهم
وعنصرهم في الماضيين وأهلهم
وكل نبي مرسل كان قبلهم
فيا رب اجعلني بهم خادماً لهم
فقال له أنت المقرَّب فاخدم
فقلت وكم بالعدل قد راح معتدي
عليَّ وما قد كنت أرجوه مسعدي
إلى من بهم سبل الهداية نهتدي
أعاذل ذرني في هوى آل أحمد
وإن تك في حلم الهوى حائزاً لمِ
يعدُّ لك الحسَّاد والبغض والعدا
وتشغلني باللوم في طلب المدى
فقد كنت أرجو منك نصراً وسؤددا
أتعذلني في حب قوم هم الهدى
إلى سبلٍ يحيي رجا كل مظلم
فقد خزل الشيطان من كان حزبه
ووالى إله العرش من كان صحبه
وأفلح من رام السجود لربه
دع الشك واعمل باليقين تفز به
وسلّم إلى داعي المحقين تسلم
وكن واثقاً باللّه يا صاح وحده
وبالقائم المهدي للناس بعده
أجبه فإنَّ اللّه أهلك ضده
ألم ترَ أن الضدَّ إبليس صدَّه
مخالفة عند السجود لآدم
إذا هلَّ غيث العلم في يوم ماطر
فروضاً طوال الدهر تسري بخاطري
وإني للأشياء أرنو بناظري
أقول وإني تحت قدرة قادر
مطيعاً وقول الصدق ما زال في فمي
وأبصرت في شأن العلى أي بصرةِ
يكون لها في أسود اخلق حصرة
فقلت ولكن يا أخي بعد عصرة
ستعلو بإذن اللّه أعظم نصرة
نزارية ما بين فرسٍ وديلم
طغوا يوم قتل ابن البتول تعسفا
وراموا بأن يخفى على اللّه ما خفى
فلا بد من نصرٍ عليهم فيشتفا
ويملأ عدلاً بعد جورٍ وينطفى
لأعداء آل المصطفى كل مضرم
ولمَّا استباح الظاعنين ذوو الحمى
ولا عزَّ من قتل الحسين ولا حما
لقومٍ بكت منهم ملائكة السما
خلعت عذاري في هواهم تقحما
ومن يرجُ بحراً زاخراً يتقحَّم
سأكتب عنهم بالصحائف ما جرى
عليهم ويدري مؤمن ما يكن درى
وأقتلُ من عاصى الرسول وافترى
وكيف يراني عنهم متأخرا
وحبهم بالقلب يجري وبالدمِ
إذا ما تيممتَ الحجاز فحيّهم
وقل لهم إني أعيش بحيهم
ولم ألتفت في القول للكفر أيهم
ولمَّا رأيت الناس في بحر غيهم
يقولون لن ننجو بغير معلم
فألبستُ جسمي حلة الفكر والضنا
وحملت نفسي غلة الوجد والعنى
تقلقلت ما بين التناسي والمنى
وأيقنت أن لا بد ما دامت الدنا
لكل زمان من إمام مترجم
ولمَّا رأيت الضد قد غاب عقله
وغطَّى عليه في الحقائق جهله
رجعتُ إلى تعنيف من كان قبله
وفتشت كي ألقى الصلاح وأهله
ومن يك فتَّاشاً على الحق يغنم
وعاصيتُ نفساً طاعت الغي والهوى
وكل امرئٍ عن منهج الحق قد غوى
وأحميت ذاتي بالتمائم والدوا
مجيباً لداعي اللّه في القرب والنوى
أجوب الفيافي معلماً بعد معلم
ورحلتُ عيسي للنوى ونهلتها
وحين دعا داعي الثرى لي دعيتها
ولمَّا دنا التعريش منها فركتها
من الحلة الفيحاء حتى تركتها
وبغداد خلفي لا أطأها بمنسم
ولكنني ممَّا عراها أنختها
وجاءت إلى الإيوان شوقاً لأختها
وثورتها عند المسير لتختها
على جانب الزوراء حتى فسختها
حريفين واجتزت القليب مخيم
ولمَّا استهانت بالطريق وبعدها
وأيقنت الدهناء أن حان سعدها
ضربت بسوطي ساقها ثم فخذها
ووافيت سامرَّا وتكريت بعدها
وقلت لصحبي بالقليب ترنمي
وأمسيت فيها للمبيت منوخاً
بربع أناسٍ معدن الجود والسخا
وباكرت مسراها عن الخير والرخا
وجاوزت نخلاً بالبوازيج شمَّخا
أجوب فجاج الأرج جوب المصمَّم
فراحت تباري الناجيات برحلها
وقد عدمت من شدة السير عقلها
فكم منزلٍ أطويه بالسير قبلها
وزحتُ عن الحدباء بغضاً بأهلها
فقد جمعت أكنافها كل مأزم
وسرت على اسم اللّه سيراً معجلا
أحث ركابي كالنعامة في الفلا
وأوردتها من كل مرٍّ وما حلا
ولم يك لي في تل اعفر منزلا
فدينهم دين اللعين ابن ملجم
ولم أنس من حث المسير عقابها
وقد ملأت من كل شيء حقابها
ودام إلى وقت الزوال ارتقابها
ولم ألقَ في سنجار من يلتقى بها
سوى دلو بئرٍ نازلٍ قعر مظلم
فوليت عنها وهي تشكو تألما
وتبدو لماماً بين عسرٍ لعل ما
إلى أن وصلنا أكرم الناس مكرما
وسرت حثيثاً من دنيسر بعدما
جعلت إليها من نصيبين مقدم
فكم منهلٍ من مائه قد رويتها
وكم وهدةٍ مجهولة قد طويتها
ولمَّا تحاماها السرى وحويتها
فخلَّيتُ رأس العين لمَّا رأيتها
وحران لم يستبشران بمسلم
وأثنيتها عن ربع حرَّان
رحيل مشوق مفعم القلب ناحلِ
وجئت فجاجاً صاديات المناهل
ولمَّا انتهى في الرقة السير لاح لي
من اللّه نور ساطع غير مظلم
فقلت عسى حادي المطي يعينني
وفوق المطايا الوجدات يدينني
فسرتُ إلى الداعي الجليل فدلني
وعرفني كيف الطريق وأنني
خبيرٌ به بل كنت غير متمّمِ
فلمَّا وصلنا من برياه نهتدي
وبالقول منه نستفيد ونقتدي
سمي رسول اللّه في الخلق أحمد
فكان كنجمٍ يستدل بمشهد
بوجه كبدرٍ طالع بين أنجم
فقال إذا ما كنت بالقول تقتدي
ولي نحو مهدي البرية نهتدي
فسر ودع التعريس في كل مهتدِ
فجاوزت لمَّا أن تحقق مقصدي
خفاجية باتت بأكناف عكرم
ولمَّا تيمَّنا الفرات تحرجت
حثيثاً إلى أوطانها فتدرجت
نسيماً كنثر الدر فيه تأرجت
ولمَّا قطعنا جسر بالس عرَّجت
صدور ركابي نحوها غير محجم
وسارت بنا سير الرياح وبادرت
وحوش الفلا في وجدها وتحافرت
وراحت كمذعور النعام تنافرت
وطلَّت بنا تطوي الفجاج وجاوزت
بشط الفرا من كل خرم مصمَّم
فرحنا ولا ساقي المدام يعلنا
بكأس ولا أرض هناك تقلنا
ولا من دليل في الفلاة يدلنا
فبتنا بوادي المنحوان بليلنا
من المزن طلٌّ في أواخر مرزم
وقلت لها يا عيس سيري وغادري
وساءلت من يقضي ويجبر خاطري
فلمَّا رأيت الوحش لاح لناظري
نزلت وقد وافى الكرى دير حافر
وسرنا وأرباب السرى غير نوَّم
تصيحُ إذا ورق الحمائم أنشدت
بجنح الدجى والنوح في الدوح قد هدت
وتذكر ولفاً في الورى أينما غدت
ولمَّا آتينا الشيح والليل قد بدت
عساكره في كل أسود مقتم
يسير على أكوارها كل قسور
عنيد شديد البأس كالليث محدر
تراه شديد البأس شدة عنتر
يجوب الفلا ما بين أشعث أغبر
يحنُّ إلى الهادي وأجرد أدهم
وأنفسنا في ذروة العزِّ لم تهن
علينا ولا خلّ لصاحبه يخُن
نسير ولا يغتالنا الخوف والمحن
ولمَّا وصلنا ماء كاسر لم يكن
لنا معدل عن روضها المتبسم
ولمَّا رأينا شدة السير والعنا
وكدنا بها أن لا نبيت من الضنى
وكدنا المطايا بالفلاة تلمنا
نزلنا بها ثم انثنينا بركبنا
إلى حلبٍ والليل ليس بمعتمِ
طلبنا من اللّه العلي بجودة
إلى رجل ما زال قصدي وعدتي
هو الراشد المهدي لكل هدية
ولمَّا تجسَّمنا قويق بعدوةِ
فزاد بنا شوق المحب المتيم
ولم يدر خلق قط ما كنه علتي
ولا خامر التمويه قلبي ومهجتي
وزاد غرامي واستطالت بغلتي
فأنت ولي اللّه يا ابن البتولةِ
فيا نفس بوحي بالحقيقة واكتمي
وقلت لها سيري بنا ليس تندمي
إلى أكرم المولى وإن تعلمي اقدمي
فسارت حثيثاً عقلها غير معدم
وبتنا بأكناف القناطر نحتمي
وكانت قريَّات بها القوم نوَّم
وباكرتها بالسير غير مماطلِ
ولا وانياً من شدة السير عاطل
إلى قاسمٍ ما بين حق وباطل
وجئنا إلى سرمين في غيث هاطل
على كل سبط الراحتين غشمشم
وجئنا إلى الدار السعيدة وامَّحا
سقانا وعشَّانا المضيف واستحا
فقلت لها سيري مسيراً مُرنَّحا
وجزنا بهرماس المعرة وانتحا
بنا شجر الزيتون من كل جرثم
فسرنا ولم نوضح كوى السير خشيةً
حرام علينا النوم وقتاً ولمحةً
ظلام ولم نلق من الليل لمعةً
إلى أن وصلنا كفرسقَّا عشية
وقد حثَّ أرباب الثرى كل ملزم
فبتنا بها عند الرئيس فمدنا
بانعامه حتى الرحيل أعدنا
ولمَّا بدا الصبح المنوَّر شدنا
ولمَّا وصلنا أرض شيزر صدَّنا
مسيل من العاصي شديد التهجم
فلم ندرِ في ذاك المخاض ولوجه
ولا مستغيث للعبور وعوجه
وأرواحنا في عالم الكون
وصرنا بعون اللّه نقطع موجه
كما فعلت في الترب كف المنجم
فرحت وقلبي للتذكر واعيا
إلى من دعا للحق يا خير داعيا
فلا أرتجي إلاَّه كوني صاحيا
وسرنا إلى مصياف سعياً وساعيا
إلى البيت قوم من قريشٍ وجرهم
فعاينتُ وجهاً باسماً غير معبس
كصبح تبدَّى تحت أذيال حندس
وأرض كساها اللّه أنوار مؤنس
وقد نشر الرحمان أطمار سندس
على كل جرمٍ بالرياض معمَّم
فقلت لها ما زلت مذ كنت مسلما
أجوب على من يعرف الأرض والسما
فيهدي ويجلي ناظريَّ من العمى
إليك حططت الآن رحلي مسلَّما
إليك وها أنت المحكَّم فاحكم
فلا ترني عن منهج الحق مائلا
ولا عن سواك الآن في الحق سائلا
ولا أرتجي من غير كفك نائلا
فإني رأيت الخلق قسمين قائلا
عرفت بعقلي كالحديث المترجم
ولم أرَ شيئاً غير خلق وخالقِ
وما بين مسبوقٍ هناك وسابقِ
ومكتفياً بالعقل عند الحقائق
وآخر في قولٍ صحيحٍ وناطق
عن اللّه بالعقل المرجح فافهم
يقولون إنَّ العقل يكفي بزعمهم
ولا يعلموا أنَّ العقول تعمهم
أتوك أناس خامر الشك وهمهم
فإن صححوا بالعقل أنت بزعمهم
محق ومن ينكر إلى الحق يظلم
فجاءت بحمد اللّه قولة صادق
خبير بطرق الحق غير منافق
فإن يعقلوا فالحق دوماً لفائقِ
وإن كان مع عقلي مقالة حاذق
نجوتُ ومن يعدل عن الحق يندم
مزيد الحلي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/07/21 11:01:55 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com