عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > نشوان الحميري > الأمر جد وهو غير مزاح

غير مصنف

مشاهدة
2767

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الأمر جد وهو غير مزاح

الأمر جد وهو غير مزاح
فاعمل لنفسك صالحا يا صاح
كيف البقاء مع اختلاف طبائع
وكرور ليل دائم وصباح
الدهر أنصح واعظ يعظ الفتى
ويزيد فوق نصيحته النصاح
وانظر بعينك اليقين ولا تسل
يا أيها السكران وهو الصاحي
تجري بنا الدنيا على خطر كما
تجري عليه سفينة الملاح
تجري بنا في لج بحر ماله
من ساحل أبدا ولا ضحضاح
شغل البرية عن عبادة ربهم
فتن على دنياهم وتلاحي
ومحبة الدنيا التي سلكنا بهم
أبداً مع الأزواج والأشباح
كل البرية شارب كأس الردى
من حتف أنف أو دم سفاح
لا تبنئس للحادثات ولا تكن
بمسرة في الدهر بالمفراح
أفأين هود ذو التقى ووصيته
قحطان زرع نبوة وصلاح
أم أين يعرب وهو أول معرب
في الناس أبدى النطق بالإنصاح
أم أين يشجب خانه من دهره
شجب وحاه له بقدر واحي
وسبا بن يشجب وهو أول من سبأ
في الغزو قدما كل ذات وشاح
أو حمير وأخوه كهلان الذي
أودى بحادث دهره المجتاح
وملوك حمير ألف ملك أصبحوا
في الترب رهن ضرائح وصفاح
آثارهم في الأرض بخبرنا بهم
والكتب من سيرٍ تقص صحاح
أنسابهم فيها تنير وذكرهم
في الطيب مثل العنبر النفاح
ملكوا المشارق والمغارب واحتووا
ما بين أنقرة ونجد الجاح
ملكت ثمود وعاداً الأخرى معا
منهم كرام لم تكن بشحاح
أين الهميسع ثم أيمن بعده
وزهير ملك زاهر وضاح
في عصره هلكت ثمود بناقةٍ
لقيت بها ترحاً من الأتراحِ
وعريب أو قطن وجيدان معاً
أضحكوا كأنهم نوى وضاح
والغوث غوث المرملين ووائل
أو عبد شمس ذو الندى الفياح
وزهير الصوار أو ذو يقدمٍ
منيا بدهرٍ سالبٍ طراحِ
أم أين ذو أنس وعمرو وابنه المل
طاط لط بمسحت جلاح
والملك بعدهم إلى شددٍ به
عصف الزمان كعاصف الأرياح
والحارث الملك المسمى رائشا
إذ راش من قحطان كل جناح
وحباهم بغنائم الفرس التي
فاضت على الجندي والفلاح
وغزا الأعاجم فاستباح بلادهم
ملك حماه كان غير مباح
ركب السفينة إلى بلاد الهند في
لجج يسير بها على الألواح
وبنى بأرضهم مدينة راية
فيها الجباة لعامل جراح
والترك كانت قد أذلت فارسا
لم يستروا من شرهم بوجاح
فشكوا إليه فزارهم بمقانب
فيها صراح ينتمي لصراح
تركوا سبايا الترك فيهم بينهم
للبيع تعرض في يد الصياح
وغدا منوشهر يمت بطاعة
وولاية من منعم مناح
أو ذو المنار بنى المنار إذا غزا
ليدله في رجعته ومراح
ألقى بمنقطع العمارة بركه
في الغرب يدعو لات حين براح
والعبد ذو الأذعار إذ ذعر الورى
بوجوه قوم في السبأ قباح
قوم من النسناس مذكورون في
أصى الشمال كل رياح
وأخوه إفريقيس وارث ملكه
حتف العدو وجابر الممتاح
ملك بنى في الغرب إفريقيةً
نسبت إليه بأوضح الإضاح
وأحل فيها قومه فتملكوا
ما حولها من بلدة ونواح
وكذلك الهدهاد أيضاً عامر
هدت قواعد ملكه المنصاح
أم أين بلقيس المعظم عرشها
أو صرحها العالي على الأصراح
زارت سليمان النبي بتدمر
من مأرب دنيا بلا استنكاح
في ألف ألف مدجج من قومها
لم تأت في إبل إليه طلاح
جاءت لتسلم حين جاء كتابه
بدعائها مع هدهد صداح
سجدت لخالقها العظيم وأسلمت
طوعا وكان سجودها لبراح
أو ياسر الملك المعيد لمّا مضى
من ملك حي لا تراه لقاح
أبقي بوادي الرمل أقصى موضعٍ
بالغرب مسند ماجدٍ جحجاح
لم يلق بعد عبوره بيتاً ولا
شيئاً من الحيوان ذي الأرواح
أم أين شمر يرعش الملك الذي
ملك الورى بالعنف والإسجاح
قد كان يرعش من رآه هيبة
ورنا إليه بطرفه اللماح
وبه سمرقند المشارق سميت
لله من غازٍ ومن فتاح
وأتى بمالك فارسٍكيقاوسٍ
في القيد يعثر مثخنا بجراح
فأقام في بئرٍ بمأرب برهةً في السجن يجأر معلناً بصياح
فاستوهبت سعدى أباها ذنبه
فعفى وسيره بحسن سراح
والأقرن الملك المتوج تبع
عراك البلاد بكلكل فداح
وغزا بلاد الروم يبغي وادي إلي
قوت صاحب عزة وطماح
فقضى هنالك نحبه وأتى إلى
أجل معد للحمام متاح
والرائد الملك المتوج تبع
ملك يرود الأرض كالمساح
فتح المدائن والمشارق وانتحى
للصين في برية وبراح
فأذاق يعبر حتفه فدحى به
في عقر لحد للمنية داحي
وأحل من يمن بتبت معشراً
أضحوا بها عنا من المزاح
والترك قبل الصين كان لهم به
يوم شتيم الوجه والأكلاح
والكامل الملك المتوج أسد
فيه تقصر مدحه المداح
كم قاد من جيش أجيش كبابلٍ
وكتيبةٍ تغشى البلاد رداح
حتى استباح بلاد فارس بالقنا
وبكل أجرد في الجياد وقاح
والترك والخزر استباح بلادهم
والروم منه تتقي بالراح
والصين تجبي خراجها عماله
في بكرةٍ من دهرهم ورواح
نطح الأعاجم في جميع بلادهم
بأحد قرنٍ في الوغى نطاح
وأذاق موليس الحمام وجؤذراً
ونجى قباذ كثعلبٍ صياح
حتى أتاه ذو الجناح برأسه
من أرض بلخ ونهرها المنساح
وأتى بقسطنطين في أغلاله
وبهرمزٍ في قيده الملحاح
وغزوا أرض الشمال فخاض في
ظلماتها بمنارة المصباح
وكسى البنية ثم قوس هدية
سبعين ألفاً من بنات لقاح
أم أين حسان بن أسعد خانه
دهر تلا الإحسان بالإقباح
ورياح الطسمى لمّا جاءه
مستعيدا فشفى غليل رياح
أفنى جديسا باليمامة إذا علوا
طسما بحد ذوابل وصفاح
أم أين عمرو وصنوه المدرى له
فأصاب صفقة خاسرٍ كداح
لم يستمع من ذي رعينٍ عذله
والحين لايثنيه الحي اللأحي
فبدت ندامته وجانبه الكرا
فرأى السلو بغير شرب الراح
أفنى رجالا شاركوه فأصبحوا
ككباش عيدٍ في يدي ذباح
أو تبع عمرو بن حسان الذي
سفح الدماء بسيفه السفاح
قتل اليهود بيثرب وأراهم
أنياب ثغر للنية شاح
أم أين عبد كلالٍ الماضي على
دين المسيح الطاهر المساح
أو ذو معاهر غلقت أبوابه
فأني لها الحدثان بالمفتاح
أو ذو نواسٍ حافر الأخدود في
نجران لم يخش احتمال جناح
ألقى النصارى في نيرانٍ أججت
بوقود جمرٍ مضرمٍ لفاح
فدعا له ثعلبان أحابشا
منهم بقاع الأرض غير ضواح
فتقحم البحر العمسق بنفسه
وسلاحه وجواده السباح
فغدا طعاماً بعد عز باذخ
للحوت من نونٍ ومن تمساح
وأتى ابن ذي يزنٍ بأبنا فارس
لمّا تغرب وانثنى بنجاح
فغدا الأحباش للأعارب أعبدا
يشرونهم بخسارة ورباح
أين المثامنة الملوك وملكهم
ذلوا لصرف الدهر بعد جماح
ذو ثعلبان وذو خليل ثم ذو
سحر وذو جدن وذو صروح
أو ذو مقار قبل أو ذو حزفر
ولقد محا ذا عثكلان ماح
تلك المثامنة الذرى من حمير
كانوا ذوي الإفساد والإصلاح
أو ذو مراثد جدنا القيل ابن ذي
سحر أبو الأذواء رحب الساح
وبنوه ذو قين وذو شقر وذو
عمران أهل مكارم وسماح
والقيل ذو دنيان من أبنائه
راح الحمام إليه في الرواح
خدمتهم جن الهواء وسخرت
لمقاول بيض الوجوه صباح
أم أين ذو الرأين أو ذو ترخم
سقيا بكأس للمنون ذباح
أم أين ذو يهر وذو يزنٍ وذو
بؤس وذو بيحٍ وذو الأنواح
أم أين ذو قيفان أو ذو أصبح
لم ينج بالإمساء والإصباح
أم أين ذو الشعبين أصبح صدعه
لم يلتم كمشعب الأقداح
أو ذو حوال حبل دون مرامه
أو ذو مناخ لم ينخ بمراح
أم أين غمدان أو ذو فائش
أو ذو رعين لم يفز بفلاح
أو ذو الكباس وذو الكلاع ويحصب
أضحكوا وهم للنائبات أضاحي
والقيل أبرهة بن صباح قضى
نحبا وأبرهة أبو الصباح
والصعب ذو القرنين أدركه الردى
قصدا ولم يضرب له بقداح
وسطا على الصيف هاتك عرشه
وعلى أخيه جذيمة الوضاح
وجذيمة الوضاح غير جذيمة الزب
اء عن علم وعن إصحاح
والحرة الزباء سيق لها الردى
بيدي قصير الخسر لا الأرباح
قتلت جذيمة وهو خاطبها ولم
تفعل كفعل نضيرة وسجاح
أم أين ذو أقان أو ذو أفرع
أو ذو الجناح هزبر كل جناح
أو ذو العبير وذو ذرائح خانه
دهر يعيد النسر كالذراح
أم أين ذو بينون أو ذو مرعلى
وبنو شراحبيل وآل شراح
أم أين ذو شهران أم ذو ماور
أضحت زنادها بلا قداح
وعلى الذي ملأ البلاد بخيله
شهران مثل شقيقه المصباح
أم أين فهد أو همال وابنه
زيد عفاهم دهرهم بمساح
أم أين ذو ثات وذو هكر وذو
نمر وذو صبر وذو المشراح
أم أين ذو غيمان أو ذو شوذب
اللا بيض في النساء ملاح
أم أين نبع وذو سخط
أو ذو الملاحي لات حين ملاح
أم أين أوسان أو ذو مأذن
أم أين ذو التيجان والإبراح
وعباهل من حضرموت من بني
أحماد والأشبا وآل صباح
والغر من جدن وأبنا مرة
وبني شبيب والألى من شاح
وبنو الهزيل وآل فهد منهم
من كل هش للندى مرتاح
أذواء حمير قد ثوت وملوكها
في الترب ملك ضرائح وصفاح
أضحوا ترابا يوطئون كمثل ما
وطئت هوامد تربة وبطاح
ذلت لهم دنياهم ثم انثنت
ترميهم بالحوافر الرماح
مطرت عليهم بعد سحب سعودهم
سحب النحوس بوابل سحاح
ما هابهم ريب المنون ولا احتموا
عنه بأسياف ولا أرماح
كلا ولا بعساكر ودساكر
وجحافل ومعاقل وسلاح
سكنوا الثرى بعد القصور ولهوهم
بمطاعم ومشارب ونكاح
أضحت مدثرة قصورهم التي
بنيت بأعمدة من الصفاح
والدهر يمزج بؤسه بنعيمه
ويرى بنية الغم في الأفراح
نشوان الحميري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/07/21 11:02:43 مساءً
التعديل: السبت 2012/07/21 11:05:15 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com