عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > أحمد بن ماجد العماني > بدأتُ باسمِ اللهِ ربيِّ وَصاحِبِي

غير مصنف

مشاهدة
629

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بدأتُ باسمِ اللهِ ربيِّ وَصاحِبِي

بدأتُ باسمِ اللهِ ربيِّ وَصاحِبِي
وَمُستَخلِفي في جِيرَتي وأقَارِبي
قديرٌ على الكَونينِ إذ رَفَعَ السَّما
وَزَيَّنَهَا بالزَّهِرَاتِ الثَّواقِبِ
تَعَالَى فَلا عَقلٌ يُحيطُ بِوَصفِهِ
مُحِيطٌ بِمَخلُوقَاتِ كُلِّ المَضَارِبِ
وَثّنَّيتُ في نَظمِ القَصيدِ مُصَلِّياً
على خَيرِ هَادٍ مِن لُؤيِّ بنِ غَالِبِ
فَيَا رَاكِبي البَحر آسأَلُوني واكتُبُوا
فَمَرقَاكُمُ بالكُتبِ لا بالكَتَايِبِ
فَإن مُتّ قيسوا ما آختَرَعتُ وَعَوِّلُوا
عَليهِ فَقَد هَذَّبتُهُ بالتَّجَارِبِ
فَإن صَحَّ في نَتخَاتِكُم ما آخترَعتهُ
فَحَيُّ أنا والتُّربُ فَوقَ ترايبِي
وإلاّ فَمِن حُزنٍ لفَقدي تَزَلزَلَت
وَلا شَكَّ أفلاَكُ السَّمَا بالكَواكبِ
ومَن بَاتَ يَرعاهُنَّ خمسينَ حِجَّةً
على طَلَبٍ عَافَ الكَرَى في الغَياهِبِ
وَأودَعَهَا شِعراً لَهُ احتَاجَهُ الوَرَى
وذَلِكَ مغناطيسُ عَين وحاجِبِ
وخُصَّت بِهِ عينُ اليمينِ كَرامةً
أَلَيسَ لَهُ حَقٌ يَقُومُ بواجِبِ
بَلى ونَعَم والنَّجمُ سوفَ ترونَهُ
لَهُ شُهرَةٌ في شرقِهَا والمغَارِبِ
فَمَن قَالَ مَيناً فالنُّجُومُ تُجيبُهُ
فَمَن غَيرُهُ يا غايباً غيرُ غايبِ
وَنَحنُ نجومُ الأفقِ نَشهَدُ أنَّهُ
أجَادَ وَإن كَذَبتَ فَيناً فَنَاصِبِ
نَرَى خَيرَ ما قَد قِيلَ في البَحرِ قَولَهُ
بما قِيسَ تَدريجاً بِعَجزِ المَرَاكِبِ
ولَم يُبقِ في أُفقِ السماءِ كواكِباً
بهَا يُهتَدَى إلاّ كَتَاجِ الذَّوايِبِ
وكَم كابرُوا فيهِ جُحُوداً لِفَضلِهِ
فَلم يُرِهِم إلاّ سَرَارَ المَسَارِبِ
فَإن كانَ يأتي في الأواخرِ غيرُهُ
فَمِنهُ أستفادُوا بعضَ هذي العَجَايِبِ
لَهَا عندَهُ في الخَافِقَينِ مَواقِعٌ
بهَا قَسَمٌ لَم يَعلَمُوا بالمراتِبِ
أيَعتَرِضُ الناسُ الذي قاسَ دَورةً
ومضروبُهُ في غَيرِهَا غيرُ كاذِبِ
فَألفُ قياسٍ ثُمَّ عشرونَ بعدَه
وأربَعَةٌ في صَحنِهَا وَسَباسِبِ
عَلى فَردِ عَامٍ فاصطفَاها نَوَادِراً
ونَظَّمَهَا كالدرِّ فوقَ العَصايِبِ
لقد صدقَت تلكَ النجومُ لأنَّها
لِشَرحِ لِسَانِ الحَالِ بَعدَ المَتاعِبِ
تُجد في لُغَاتٍ تُمَّلَى تَكتُبُنَّها
بِغَيرِ نِضَار فحوَ أجلى الكواكِبِ
وَلَى بِسَوَادِ الليلِ في وَرَفِ الدُّجى
نَمَاها على كُتَّابِهَا بالرَّوَاجِبِ
فَأَوَّلُ أطوَالٍ مَرَقٌ وَمَغزَرٌ
تحقِّق عِندي أنَّهُ غَيرُ صَايِِبِ
وَلَو كانَ حقَّا ما رأيتُم مَنَازِلاً
مُكَمَّلَةً أضدادُها في المَغَارِبِ
تأمَّلتُ بَطنَ الحُوتِ والفَرغَ لَم أجد
سِمَاكاً ولا عَوّا دَنَتِ للمُرَاقِبِ
سِوَى أنَّهُم في الشامِ جَمعاً تَرونَهُم
على غَيرِ أوصَافٍ وغيرِ مَرَاتِبِ
ولا وَرِثَ المكسورَ أهلُ مَصِيرةٍ
وقَد صَحّتِ الأطوَالُ أهلَ المَعَاتِبِ
بَلِ آتخذَ الرُّصَّادُ في أدَواتِهِم
خُسُوفاً وذا شَيءٌ بَعِيدُ المَطَالِبِ
وَقَد جَعَلُوا أصلاً لطولِ نُجُومِهِم
مِنَ الكَبشِ فَآحسِب كُلَّ بادٍ وغَارِبِ
وَعِندَهُم ترتيبُ قَدرٍ وحِسبَةٌ
يَقُولونَ ما لا يَفعَلُونَ بِنَايِبِ
وَنَحنُ على أفعالِهِ بِسَلاَمةٍ
نَرَى غَمَرَاتِ المَوتِ من كُلِّ جَانَبِ
ونأتي بأموالٍ وأرواَحِ سَادَةٍ
مُلُوكٍ نُدَارِيهَا لِدَفعِ النَوَايِبِ
بأحيَانِ أفراحٍ وأحيَانِ غَصَّةٍ
وَكَم شِدَّةٍ مَقرُونَةٍ بالمَكَاسِبِ
فَإن شِيتَ تحقيقاً لِجريكَ مَشرقاً
وَغَرباً فَلا شيءَ كَرَميِ المَنَاكِبِ
بِتَحويلِ آلاتٍ وتَجريبِ دَورَةٍ
يَسيرُ بِهَا العقلُ السليمُ لِطَالِبِ
تِرِفَّاهُ مُثلُ الجَدي أزوَامُ كُلُّهَا
ثَمَانٍ وَمَهمَا زِدِتَهَا بالتَّنَاسُبِ
إذا قِستَ نَجماً في الفراقدِ خُذ لَهُ
بِأزوامِ عَشرٍ فَهيَ خَيرُ المَذَاهِبِ
وَإثنَا عَشَر مِثلُ السُّهَيلِ وَنَعشِهِم
وَسِتَّة عَشَر عَيُّوقُنَا وعَقَارِبي
على ذَلِكَ الترتيبِ خُذهُنَّ جُملَةً
إذا فَاتَ عَجزٌ أو صُدُورُ المَراكِبِ
وَجَريُكَ في هَذا مغيباً وَمطلعاً
إليكَ آختراعاتي وبعضَ مواهِبِي
وَإن شِيتَ بالمِنكَابِ مِن غَيرِ كوكبٍ
يَصِحُّ إذا حقَّقتَهُ بالتَّجَارِبِ
تُحَكِّمُ نَتخَاتِ البرورِ بعينِها
بطولٍ وعَرضٍ يمِّها والسباسبِ
أُلامُ وهذَا الكيمياءُ لَقِيتُهُ
بنَظمٍ بهِ تَحدُو حِدَاءَ الركايِبِ
مضَى البحثُ عن فَلَكِ البروجِ وقد سَما
بمنطقِهِ عن عُجمِهَا والأعاربِ
فكن عارفا لا نجم إلا بروجه
مُجَارٍ لَهُ في مَشرِقٍ ومَغَارِبِ
لَهُ دَرَجٌ فيهِ وفيهِ دَقَائِق
مِنَ القُطبِ للقُطبِ آستَفِد من غرايِبِي
ذكرتُ مِنَ الأطوالِ ما أستطِيعُهُ
ومَن لَم يُطعنِي يَستَحِقُّ هلايبي
وفي النجمِ والجوزا تمدُّ لطاير
ترفَّاكَ والأزوامُ أعظمُ كاذبِ
وَإن كانَ في أقطابِهَا المدُّ جارياً
يَصِحُّ بأقوالٍ الليوثِ المُقَارِبِ
وإن كانَ مَدٌّ لا يَمِيدُ بمركَبٍ
وَلا مَوجَةٌ تَعلو بريحٍ مُجَانِبِ
فَعِندي الثريّا أربَعُونَ فَصَاعِداً
وَذلِكَ من أقطَابِهَا بالتناسُبِ
دليلُكَ ما بينَ الثرياَّ وطَايرِ
فَأَزوامُ عَشرٌ صَادِقٌ غَيرُ كاذِبِ
ولكنَّه للعَرضِ يَتَّخِذُونَهُ
ذَوُو الرُّتبَةِ العًليَا لِضِيقِ المَكَارِبِ
وَعِشرُونَ خَنَّا ثُمَّ تُلحِقُ أربَعاً
فَفِيهَا مُرَادي وَآنقِضَاءُ مآربي
يَصِحُّ الترفَّا والمَرَقُّ وَمَغزَرٌ
صَحيحٌ بِهَذا لا بنَقصِ الكَواكِبِ
كَفى بِكَ يَا مَن لَم يُطعنِي جَهَالَةً
لَقَد رُمتَ أمراً ليسَ بالمُتَقَارِبِ
فَكَم لَيلَةٍ ساهَرتُهَا لِقِياسِهِم
تَمَنَّيتُ لو كَانَت كَلَيلِ الذَّوايِبِ
على وَجَلٍ لا أحتَسِيهِ مُحَاذِراً
وَلي شَاهِدٌ تَعجيلُ سَيرِ الذَوايِبِ
فَلَم أرَ في مَجرَى المَغيبِ ومَطلَعٍ
مَزيداً ولا نَقصاً لِسدِّ طلايبي
فيا أيُّهَا الغادونَ طولَ زَمانِهم
أَمَا فيكُمُ ذو فِطنَةٍ وتَجَارِبِ
دَعُوا عَنكُمُ أطوالَكُم وَقِيَاسَكُم
وَصونُوا الترفَّا في جَميعِ المَطالِبِ
ذكرتُ لَكَ الشِّقَاق والطولَ بَعدَهُ
وَلَم يَبقَ إلاَّ قَطعُ عَرضِ السَباَسِبِ
فأعراضُنا عِندَ الرَّبابِينِ جاهُنَا
سُهَيلٌ وفيهَا الجَديُ خَيرُ الكَواكِبِ
فَإن فَاتَكُم في مَوسِمٍ أو ضَرُورَةٍ
وَبَعضِ أَقاليمٍ قَضَت أَو سَحَايِبِ
فَقِس فَرقَداً عِندَ البُطَينِ وأصلُهُ
على الحَدِّ خَمسٌ باحتِكامٍ مُنَاسِبِ
كَذلِكَ بالحدِّ الحِمَارانِ إنَّهَا
تُنَاظِرُهُ في الأصلِ بَادٍ كَرَاسِبِ
إذا رَكِبَا قُطبَ الجَنُوبِ تَرَونَهُ
رَقي صَاعِداً فَوقَ الجُديِّ كَراَكِبِ
أصَابِعُهُ بالحدِّ عِشرُونَ إصبعاً
وَنِصفٌ بلا شَكِّ فَخُذ بالضَّرايِبِ
وَقِس في أقاليمِ الجَنُوبِ وَبُح بِهِ
لكُلِّ غَريبٍ نَازِحٍ مُتَجانِبِ
قياساتُ غَلقِ البَحرِ فَآستَحفِظُوا بِهَا
لِبَاشِي نِصفٍ وَآحسِبُوا للعَوَاقِبِ
وَشَرطُ القٍياسَاتِ الصَحيحةِ كُلِّهَا
إذا آرتفَعَت ضَاقَت وَذَا مِن تَجَارِبي
وَإن رَقَتِ العَوَّا على الراسِ تَلتَقِي
مُرَبَّعَهَا بالحَدِّ يا ذا المَنَاقِبِ
لَذُبَّانَ فيهِ الضيقُ رُبعٌ فَهَذِهِ
سلاطينُ تَدريجِ الِقياسِ فَواظِبِ
مِنَ الصِّينِ لللإفرَنجِ يَعمَلنَ مَشرِقاً
وَغَرباً إذا قِيسَت وَكُلِّ المَضَارِبِ
فَقِسها ولا تَخشَى إذا كُنتَ حَازِماً
وَإهدِ عليها جَاسِراً غَيرَ هَايِبِ
فَمَا قِستُهَا إلاّ أصَبتُ مُرَاغِماً
لِمَن قالَ كانَ المدُّ والريحُ غالِبِي
وَفي غَيرِهَا إن طالَ جَريُكَ عَطَّلَت
عليكَ تِرِفَّا الأصلِ عِندَ النَوَايِبِ
عَليكَ بِعِلمِي لا تَكُن بمركَّب
عَلى الجَهلِ مُغزَى بالظُّنُونِ الكَوَاذِبِ
أَهَل تُهمِلُ الخَيلَ الجِيَادَ عَنِ اللقَا
وَتَركُبُ أهلُ الثَّأرِ فَوقَ الثَّعَالِبِ
وَأوصِيكُمُ منِّي وَصَاةَ مُهَذَّبٍ
حُسَامٍ فِرَاغٍ ما نَبَا عَن ضَرَايِبِ
لَخَيرُ قِياسَاتٍ لَنَعشٌ وَنَاقَةٌ
فَهُم نَاصَبُوا عَن قُطبِهِم بالجَوانِبِ
على غَربِهِ خُذهُم وعندَ شُروقِهِ
مَدَى دَهرِهِم في طَالِعٍ ثُمَّ غَارِبِ
إذا نَقَصَ الجاهُ آصبَعاً تَرَ نَقصَهُم
ثَلاثَةَ أرباعٍ إليكَ مَحَاسِبي
يدَرَّجنَ في قَيدٍ كلاهُم فَإن تَصِل
سَرَندِيبَ وَدِّعهُم وَدَاعَ الحَبَايِبِ
وخُذ نَعشَكَ الكُبرى وفرغَكَ دَايِماً
وَجَرِّب وَطَالِب واعتَمِد للطَّلاَيِبِ
فَإن شِيتَ في قَيدٍ كِلاهُم تَقِيسُهُم
بِنِصفٍ وَفَى تَدريجُهُم في المَنَاصِبِ
لِكُلِّ تِرِفَّا يَنقُصُ الجاهُ فَآتَّخِذ
صِفَاتي ولا تَغتَرَّ في نَقشِ كَاتِبِ
فَمَن قَيَّدَ الفرغَ المُقَدَّمَ سَبعَةً
وقاسَ لأُولَى النَّعشِ ضَربَةَ لاَزِبِ
على شَرقِهِ تَلقَاهُ كالجاهِ دَايماً
كفَانِيَ هَذَا شُهرَةً في الكَوَاكِبِ
وَلَكنَّهُ عَالٍ نفيسٌ وَسَافِلٌ
يَضيقُ إذا ما قِستَُ بالرَّوَاجِبِ
وَإن كَانَ في غَربٍ وفرغُكَ طَالِعٌ
مُلاقاتُهُم في جَردَفَونٍ بِوَاجِبِ
على شَرقِهِ خذهُم وِعِندَ غُروبِهِ
ذُكِرنَ على الحَالين فَقِسهُم وَحَاسِبِ
فَأمَّا سُهَيلٌ في الطَّلوعِ وَضِفدعٌ
لِقَاهِم عَلى هَنُّورَ بالمُتَقَارِبِ
وَيَعمَلنَ كالنَّعشِ الشَّهيرِ وَفَرغِهِ
وَمَا الفَرقُ غيرُ المُشمِلِ المُتَجَانِبِ
وَإن قِستَ نجمَ النطحِ عِندَ عَنَاقِهِ
لِقَاهُم على دَابُولَ دُونَ المَضَارِبِ
ولكن إذا دَرَّجتَ نَطحَكَ فَآتَّخِذ
إليِه تِرِفَّا الجاهِ دُونَ الكَواكِبِ
تِرفَّا وَنِصفاً والعَنَاقُ مَقَيَّدٌ
وَإن قِستَهُ والنَّطحُ قَيدُ مُوَاظِبِ
يكونُ كَمثلِ الجَاهِ يا خَيرَ حِكمَةٍ
مُحَكَّمَ في دابولَ وَهوَ مُناصِبِي
وَلي عِندَ فَردِ النَّطحِ ثمَّ عَنَاقِهِ
على أرضٍ كفِّيني وَتُوزِ الخَرَايِبِ
أصابعُ خَمسٌ ثُمَّ نِصفٌ مُجَرَّبٌ
فَقَالِب لِكَفِّيني بِرِيحِ المَغَارِبِ
وَقيدُكَ في نَجمِ العَنَاقِ بِحَالِهِ
يَزِد نَقصُ نِجمِ النَّطحِ مِن كُلِّ جَانِبِ
وَكُلُّ آصبَعٍ في الجاهِ للنطح إصبعٌ
وَنِصفٌ تَراهُم ثُمَّ ضَربَةَ لاَزِبِ
فَنَطحُكَ نِصفٌ ثُمَّ أربَعَ عَشرَةَ
على جَاهِ تِسعٍ في جميعِ المَضَارِبِ
وأمَّا عَنَاقُ النَعشِ خُمسٌ مُؤكَّدٌ
وَنِصفٌ على تَقيِيدِهِ كالمُوَاظَبِ
وإن قِستَهُم حَقّاً على جضاهِ تِسعَةٍ
ثَمانٍ وِنصفا في القياسِ عَجايبي
تَرَقَّب لِنَجمِ الجَاه إن زَادَ إصبعاً
يَزدنَ هُمَا نِصفاً يَضِق بالتَّقَارُبِ
وإن كانَ نَجمُ النَّطحِ قَيدَكَ يا أخِي
فصُبعٌ بِصُبعٍ فيب القِيَاسِ المُنَاسِبِ
فَهَذا قِيَاسٌ ليسَ فيهِ تَقَارُبٌ
ولاَ خلَّ في النتخاتِ يوماً بِواجِبِ
قياساتٌ تَدريجٍ على الراسِ
بِسِتَّةِ أنوَاعٍ إلَيكَ مَحَاسِبي
وَلي في نُجومِ الدبَّ ثُمَّ فُروغِهِ
مآربُ جُمٌّ يا لَهَا من مآرٍِب
وَلي فيكَ يا نَعش السَّمَا وجوادَهَا
تصاويرُ صِينَت عَن خَلَيلٍ وَصاحِبِ
ألاَ إنَّ في الفَرعينِ والنَّعشِ حِكمَةً
تُرِيكَ ظَلاَمَ المُشمِلِ المُتَجَانِبِ
كَذلكَ لُقمَانٌ إذا غَابَ نَاكِساً
عَلى رأسِهِ أو قَايماً في المَغَارِبِ
على أوَّلِ الظُّلمَةِ أمَّا غُروبُهُ
وَمَطلَعُهُ في الإستِوَا بالتَّجانُبِ
وَلي فِيكَ يا كَفَّ الخَضِيبِ وَنَعشَهَا
قِيَاسَاتُ أبدَالٍ زَهَت بالرَّوَاجِبِ
وَلي بِسُهَيلٍ والحِمَارَينِ مُهتَدَى
وَلي بسُهَيلِ والصَليبِ المُقَارِبِ
صَليبِ جَنُوبٍ لا صَلِيبِ شَمَالِكُم
إذا مَا نَأى عَنكَ الجُدَيُّ بِجَانِبِ
وَلي بِسُهَيلٍ والضَّفَادِعِ مَكسَبٌ
بِنُونيَّتي الصُّغرَى لَخَيرُ المَكَاسِبِ
وَخُذ منِّي العِلمَ الذي قد سَمِعتَهُ
وَجَرِّب فَأيَّامي مَضَت في التَّجَارِبِ
إذَا رَابِعُ النّعشِ آستَقَلَّ مُرَاكِباً
على مَقدِمَيهِ وَآعتَدلَن لِرَاكِبِ
وَمِن فَوقِهِ النجمُ المنيرُ لِحجرَةٍ
فأسقِط ثَلاثاً يَبقَ جَاهُكَ حَاسِبِ
إذا كُنتَ في إقليمِكَ الأوَّلِ الذي
يكونُ لِخَطِّ الإستِوَا بمُقَارِبِ
وَإن طَلَعَا كَانَا كَذَاكَ فَلاَ تَكُن
تُنَقِّسهُمُ يا آبنَ الكِرَامِ الأطَايِبِ
إذا آعتَدَلا في الإعتِدَالَينِ تَبتَدِي
قِيَاسَهُمَا من مَشرِقٍ وَمَغَارِبِ
إذا الشمسُ في الميزانِ والكبشِ قِسهُمَا
مَعَ الصُّبح آتٍ نَفعُهُم غَيرُ ذاهِبِ
إلَيكُم إشَارَاتٍ كَشَفتُ أصُولَهَا
لِيَعرفَنِي طُولَ المَدَى كلُّ طَالِبِ
بَزَلتُ الترفَّا وَاضِحَاتِ أُصُولُهَا
وَمِثلِي يُرَى فِيهِ آبتِزالُ الرَّغَايِبِ
وَصَفتُ عُلُوماً ما سُبِقتُ لِمِثلَها
أصُولاً ألاَ فَآستَفتِحُوا مِن مَوَاهِبي
وَلاتَترُكُوا ما ليسَ يُدرَكُ كُلُّهُ
لَعَلَّ فَتى ياتي يَنَالُ مَرَاتِبِي
إذا كانَ فيهِم رايساً ذا سِيَاسَةٍ
على عَمَلٍ لا حِجَّةً للنَّواصِبِ
أفَادَ عُلوماً وآستَضَاءَ بنورِهَا
وَفَرَّعَ مِنهَا ما آشتَهَى للنَّوايِِبِ
عُدِمتُ الذي لا يَهتَدِي بقياسِهَا
ولا هُوَّ مِن قَومِي ولا ذَاكَ صَاحِبِي
كَشَفتُ جَميعَ البَحرِ مَع جُملَةِ السَّما
فَإن مُتُّ لا حيٌّ يُعَدُّ كَغَايِبِ
فَيا عَجَباً يا قومُ والحقُّ أبيَضٌ
وَقَد بَلَغَ السيلُ الزُّبَى بالأهَاضِبِ
أَيُنكِرُ أفعالي وقَولي جماعةٌ
مُسَوَّدَةٌ والعارُ شَرُّ العَوَاقِبِ
هَبُوا أنَّكُم حُسَّادُنَا فَتَأمَّلُوا
لِمَا هُوَّ مَاضٍ مِن سُيُوفِ قَواضِبِ
لَقَد نَطَقَت عَن مَنطِقي ذَهبيَّتي
إلى أُمَمٍ ضَاقَت عَليهِم مَذَاهِبي
مَن آختَرعَ الفَرغَينِ ثُمَّ نُعُوشَهُم
على كُلِّ فَنٍّ شيتَهُ غَيرَ صَاخِبِ
وَمَن صَنَّفَ الضِّلعَ الشمالي وَقايِداً
ثَمَانٍ تَشِفُّ الرُّبعَ غَيرَ كَوَاذِبِ
وَثّمَّ تَرى الضِّلعَ الشمالي وَرامِحاً
لَسِتٌّ بكَفِّيني طَريقُ المَرَاكِبِ
وَمَن رَتَّبَ الشِّليَاقَ ثُمَّ ذِرَاعَهُ
وَذُبَّانَ عَيُّوقٍ وَنَسرَ الكَواكِبِ
على الحدِّ مِثلَ الجاهِ أبدَالَ قِستُهُم
نَفيساً فَهُم في الشَّرحِ بَعضُ العَجَايِبِ
لِحَدِّ سَرنديبٍ بِقَيدٍ كَأصلِهِ
وَخُذهُمُ كالجَاهِ فَيَالَكَ صَاحِبِ
وإن قِستَ كُلاًّ في قِيَاسٍ لِجَاوَةٍ
تُدَمِّن وفي النَّتخَاتِ خُذ بالتَّجارِبِ
ألاَ فآروُوُوا يا أيُّهَا الناسُ حِكمَةً
تُعَادِلُ هذا بينَ آتٍ وَذَاهِبِ
وَمَن قَيَّدَ الشِّعرَى العَبُورَ لَمُحنِثٍ
وَدَرَّجَ تَدقِيقاً لِتِلكَ الغَرَايِبِ
وَكَرَّرَ في قَيدِ السُّهَيلِ لِضِفدَعٍ
بِفَايِقَةٍ تَحكي لَديه مَسَاربي
وَصَنَّفَ في البَاشِي لَطَايِفَ حِكمَةٍ
لَمَمتُ بِهَا في مُستَقلٍ مُنَاسِبِ
وَكَمَّلَ في رائيَّةِ الكُلِّ فَآفعَلُوا
بِهَا إنَّ مُنشِيهَا لَكَ غَيرُ كَاذِبِ
وَحَاوِيَةُ العِلمِ النفيسِ أفَادَهَا
لِيَجري عَليهَا كُلُّ آتٍ وَذَاهِبِ
وَصَحَّ الخليجَ البربري وأفَادَهُ
بِمَعرِفَةٍ فيها المُنَى وَرَغايبي
وَمَن رتَّبَ الرائيَّةَ المُهتَدَى بِهَا
إذا مَسَّكُم في الغَلقِ ضَرُّ المَصَايِبِ
وَمَن صحَّ مَجهولاً يَكُن في يَتِيمَةٍ
بِقَافِيَّةٍ كالجَوهَرِ المُتَنَاسِبِ
ومِيمِيَّةُ الأبدالِ فيها جَواهِرٌ
وَنَادِرَةُ الأبدَالِ فيهِم غَرايبي
وَرَائيَّةٌ فيهَا الضَرايبُ أُجمِلَت
إذا سُمِّيَت رَائيَّةً للضَّرايِبِ
وَأُرجُوزَةُ الأربَاعِ مَن قَالَ عِلمَهَا
لِضَبطِ قِيَاسِ الأصلِ فيهِ عَجَايبي
وَميميَّةُ العَبرَاتِ أُرجُوزَةٌ بِهَا
يُؤَدُّونَ أزوَاماً بِنَعشِ الكَوَاكِبِ
وَمَن قَالَ سُوفَالِيَّةً قَد هَدَى بِهَا
هُنُوداً وأهلَ الزَّنجِ ثُمَّ المَغَارِبِ
وَمَن ضَمَّ أهلَ الشَّرقِ تَجرِيبُهُ وَفَى
فَبَا حُسنَهَا هَاتِيكَ بَينَ التَّجَارِبِ
وَمَن قَالَ لِلرُكَّابِ قَد قِستُ فَآنظُرُوا
إلى شِعبِ عِيسَى وَهُوَ في الماء رَاسِبِ
وَسَدَّ بِكَشرَانَ على شِعبِ مَحرَمٍ
وَهَذَّبَ بَحرَ القُلزُمِ المُتَشَاعِبِ
وَمَن عَرَّفَ المَوجَ الصَليبِي وَرِيحَهُ
وَرَكَّبَ مَغناطِيسُكُم بِالمَراكِبِ
وَرَتَّبَ أبدَالاً على نَتَخَاتكُم
عَلَى العَكسِ لَم يَحظَى بِهَا كُلُّ طَالِبِ
وَرَتَّبَ نَتخَاتِ البُرُورِ وَبَلدَهَا
بِهَادِيَةٍ تَهدي المَلاَ في الغَيَاهِبِ
وَمَن سَارَ في الدِّيمَانِ مِن غَيرِ حُقَّةٍ
وَألبَثَ في المَرسَى المُرَادِ مَخَالبي
سِوَاهُ بعِلمٍ عَن مُسَاعَدَةِ القَضَا
وَلَم يَتَّفِق في ذَا الزَّمَانِ لِرَاكِبِ
وَكَم مَسألاتٍ كَالجِبَالِ أفَادَهَا
إلى الخَلقِ لَم تُحصَى بِعَدِّ لِكَاتِبِ
وَكَم فَادَ عِلماً في كِتَابِ فَوَايدٍ
بِنَظمٍ وَنَثرٍ يا لها من مَنَاقِبِ
وَمًن قَالَ تَصريحاً لأهلِ زَمَانِهِ
عُدِمتُ مُفيديي في عُلُومِ الكَواكِبِ
بإدرَاكِ ألفٍ ثُمَّ عِشرينَ كَوكَباً
عَلى رَأي بَطلِيمُوسَ غَيرِ الهَلايِبِ
بُرُوجاً وَمِقدَاراً عَلى كُلٍّ صُورَةٍ
وَلَو عُرِضَت في كُلِّ قَرنِ لِجَانِبِ
وَأمّا على رأي المُصَنِّفِ أحمَدٍ
تَزَلزُلُهَا بالطُّولِ لاَ بالجَوَانِبِ
فَمَن ذاكَ ياتي كُلَّ أرضٍ يُريدُهَا
عَلى العَرضِ إنَّ الطُّولَ غَيرُ مُنَاسِبِ
وَأوضَحَهَا كُلاًّ لَكُم في غَرِيبَةٍ
سِوَاهُ بأخنضان ثَمَانٍ صوَايبِ
لَقَد صَدَقَت في وَصفِهَا ذَهَبِيَّةٌ
كَنَسجِ دَلاَصٍ لا كَنَسجِ العَنَاكِبِ
فَلَو نَطَقَت قَالَت أَلاَ يا مُصَنِّفِي
بَلَغتَ المُنَى يا ابنَ الجُدُودِ الأطايِبِ
تأمَّل بِهَا صُنعَ الفُرُوغِ وَنَعشِهم
تَأمَّل سُهَيلاً والمَسِيرَ بِسَاكِبِ
سَتَعرِفُني الفُرسَانُ في كُلِّ مَوكِبٍ
وَلَم أحمِلِ الخَطِّيَّ فَوقَ الكَتَايِبِ
وَلَو سَحَر الأفلاكَ غيري بِحِكمَتِي
لَكَانَت مَشَاهِيرُ النُّجومِ حَبَايِبِي
فَمَا كُلُّ فُرسَانِ الكَرِيهَةِ مُعلِمٌ
وَمَا كُلُّ مَاءٍ كَصَدَاءٍ لِشَارِبِ
وَإنِّي شِهابٌ كَالشِّهَابِ إذَا غَدَت
مَعَالِمُهُ الحَلقَاتِ تَقفُو مطَالِبِي
كَذا العَدلُ أمَّا في السَّفَاهَةِ كُلٌّ ما
تَرتَّبَ مِن عَدلٍ فَلَيسَ بِصَايِبِ
كَشَفتُ شُكُوكَ المُسلِمِينَ بِقِبلَةٍ
يُصَلى بِهَا في مَشرِقٍ وَمَغَارِبِ
ألاَ فَآقبَلُوني وآعذُرُوا وَتَرَحَّمُوا
وَمَن كَانً مِثلِي لا يُوَصَّى بشوَاجِبِ
هَدَيتُكُمُ والرأيُ ألاَّ تُسَافِرُوا
على البَحرِ إنَّ البَحرَ شَرُّ المَرَاكِبِ
وَلا تَأمَنُوا المَكرُوهَ فيهِ لأنَّهُ
يُوَاصِلُ مَكروهَاتِ كُلِّ المَصَايِبِ
كَفَت أحمَدَ السَعدِي شَفَاعَةُ أحمَدٍ
إذَا مَا رَمَى يَومُ الوَعيدِ بِصَايِبِ
عًليهِ صَلاةُ اللهِ مِنِّيَ مَا جَرَى
على الفُلكِ جَارٍ في ضِيَا وغَيَاهِبِ
وَمَا سَارَ ما بَينَ الفَرَنجِ وَصِينِها
عَلى البَحرِ سُفَّارٌ بِفُلكٍ وَقَاربِ
أحمد بن ماجد العماني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/07/24 05:23:57 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com