يا أيُّهَا الناسُ إذا شيتُمُ قُولُوا | |
|
| الأرضُ مَعلومَةٌ والبَحرُ مَجهُولُ |
|
مِن أجلِ ذَلِكَ قُولُوا إنَّهُ خَطِرٌ | |
|
| وراكبُ البَحرِ مَفقُودٌ ومَحبُولُ |
|
فَإن قَضَى الله يوماً بالركوبِ لَهُ | |
|
| لا يَهتِدي والسَّوَا الزُّهرُ المَشَاعِيلُ |
|
لأنَّ فيهَا عُلُوماً يَهتَدُونَ بِهَا | |
|
| في البَرِّ والبَحرِ ذا زامٌ وذا مِيلُ |
|
تَدُورُ مِن محوَرِ الأفلاكِ مَيمَنَةً | |
|
| وَيَسرَةً وَهوَ مَجنُوبٌ وَمُشمولُ |
|
وَبَينَهُم بَينَ قُطبَيهَا بمنطِقَةٍ | |
|
| إلى البُروجِ لَهَا في الكُتبِ تفصيلُ |
|
كُرسِي الثَّوَابِتِ هَذَا والجِنانُ بِهِ | |
|
| والعَرشُ في أطلَسِ الأفلاكِ مَجعُولُ |
|
علَيهِ دَائِرَةٌ عُظمَى تُقَاطِعُ ذي ال | |
|
| بُرُوجَ في عامِهَا مَرتضينِ تَعدِيلُ |
|
كلٌّ لَهُ صورةٌ والمُشمِلاتُ لَهَا | |
|
| أحدَى وعشرونَ مِنها ذي التماثيلُ |
|
دُبَّانِ تِنِّينُ قِيفَاوُسُ يَتبَعُهُ | |
|
| صَيَّاحُ يُعرَفُ بالعَوَّا وإكليلُ |
|
يَلِيهِ جَاثٍ وَشِليَاقُ وَطَايِرُهُ | |
|
| وذاتُ كُرسي فَرَأسُ الغُولِ مَحمُولُ |
|
وَمُمسِكٌ لإعَنَّة حَوَا حَيَّةٌ | |
|
| والسهمُ عِندَ عُقَابِ النِّسرِ مسلولُ |
|
وَبَعدَ دَلفينكَ الأفراسُ خَلفَهُمُ | |
|
| سَلاسَلٌ مُثلَثٌ جَاتِ الأقَاوِيلُ |
|
ثَلاثُ مايَةٍ مَع سِتِّينَ جُملَتُهَا | |
|
| وآثنَا عَشَر بُرجَ ما فيهُنَّ تبديلُ |
|
ثلاثَ مايةٍ وآربَعِينَ تَصَوَّرَت | |
|
| وَفَوقَهَا ستَّةٌ والهُلبُ مَعزُولُ |
|
وللجنوبِ تصاويرٌ وَعِدَّتُهَا | |
|
| خَمسٌ وَعَشرٌ عَنِ الرُّصَّادِ مَنقولُ |
|
فَقَيطُسٌ عَندَهُ الجَبَّارُ مُشتَهِرٌ | |
|
| والنَّهرُ مَع أرنَبِ الكَلبينِ مَكبولُ |
|
أمَّا السفينةُ قَد قامَ الشُّجَاعُ لَهَا | |
|
| بالبَاطِيَه وَغُرَابٌ وَهوَ مَعقُولُ |
|
قَنطورسٌ سَبعُهُ يتلوه مَجمَرَةٌ | |
|
| والحوتُ قَد جاءَنًا قَبلَهُ إكليلُ |
|
ثلاثُ مايةٍ مَع سِتِّينَ تلحقُها | |
|
| ستَّةَ عَشرَ مَشهورٌ ومخسولُ |
|
فالبعضُ مِنها لهُ أسمَا مُكَرَّرةٌ | |
|
| وَكُلٌّ نَجمٍ لَهُ برجُ وتأوِيلُ |
|
فالجُملَتانِ هُمَا ألفٌ ويتبعُهُ | |
|
| خَمس وعشرونَ بالهُلبَاتٍِ مَكمولُ |
|
هذا على رأي بَطلَيمُوسَ قَدَّرَها | |
|
| سِتَّةَ أقدارِ والباقونَ مَهمولُ |
|
وَقُيِّدت في تَصَاوِيرٍ لِيَعرِفَهَا | |
|
| كلُّ المَلاَ وَيصِحُّ العرضُ والطولُ |
|
فَسَوفَ أشرَحُ منها ما يُقَيِّدُهَا | |
|
| على كَمالٍ لِشَخصٍ فيهِ مَأمُولُ |
|
وباختِصَارٍ على الأحنانِ إذلَهُمُ | |
|
| على الرَّبابِينِ ترتيبٌ وتَفصيلُ |
|
إعلَم إذا سِرتَ نحو القُطبِ أربعَةً | |
|
| من بَعدِ سِتِّينَ زاماً فَهوَ مَقبولُ |
|
فَتِلكَ ضَربُ ثمانٍ في ثمانِيةٍ | |
|
| والجزءُ مِنهَا تِرِفَّا الجاهِ مَجعُولُ |
|
فَإنَّ ذا ثَمنُ أزوامٍ لِطَايركُم | |
|
| من مَشرِقٍ لِمَغربٍ وَهوَ مَفصولُ |
|
هَذَا دليلُ تِرِفَّا الجاهِ فآعترفُوا | |
|
| بأنَّ ذَلِكَ تَقريبٌ وتَسهيلُ |
|
وغيرُ ذا فَمِنَ الأقطابِ طايُركُم | |
|
| أخنانُ وَهيَ ثَمانٍ يا مَغَافِيلُ |
|
إن قِستَ فَردَ قياسٍ في مَشَارقِه | |
|
| والغربِ لأنكَ أعمى القلبِ مشغولُ |
|
إجعل لكلِّ تِرِفَّا زادَ جاهُكُمُ | |
|
| ثُمناً وَمَبداكُمُ الهيرانُ مجعولُ |
|
مثالُهُ زادَ صُبعاً في الجُديِّ فَزِد | |
|
| ثُمناً بِخَنِّ الثُّرَيَّا يُفهَمِ القيلُ |
|
وَإن تَقِس كَوكباً شَرقاً ومغربَهُ | |
|
| تَزدَاد ربعاً فجرِّب يُبلَغِ السُّولُ |
|
إن كانَ نجمٌ على خنِّ السماكِ جِرى | |
|
| وكانَ في دَرجَاتِ الأصلِ مرسولُ |
|
أو قِستَ ثالث خَنّ وَهوَ كاسرُكُم | |
|
| تُزَد ثلاثةُ أثمانٍ مكاميلُ |
|
هذا على كلِّ راسٍ في مقابَلَةٍ | |
|
| فلا تطيعنَّ قولاً قَالَ مَهبُولُ |
|
وَإن تَقِيسَن بخَنِّ البارِ يا أمَلي | |
|
| فلا يقابِلُهُ شيءٌ كَمَا القَيلُ |
|
هنَّ العوايذُ أمَّا في الشمال فَقِس | |
|
| لِسَابِعِ النَّعشِ والعَيُّوقُ منزولُ |
|
كُلاَّ بِفَردِ قياسٍ نِصفَ إصبَعِكُم | |
|
| في كلٍّ راسٍ لِتَكفِيكَ التطاويلُ |
|
فَخُذ على ذا شمالاً والجنوبَ كَذا | |
|
| هذا اختراعُ مُجِيبٍ قِيلُهُ القِيلُ |
|
وَلاَ التَّفاوُتُ إلاّ في قياسِكُمُ | |
|
| وَقَولُ كُلِّ لئِيمِ الجَدِّ مَرذُولُ |
|
وإن تَقيسُوا على نَجمَينِ إستَوَيَا | |
|
| بِجَانِبِ الشَّرقِ مَجنُوبٌ ومشمولُ |
|
كَمِثلِ عيُّوقِكُم والقَلبِ فآفهَمَهُ | |
|
| فليسَ فيهم على الآفاقِ تَحويلُ |
|
فَلا يَزِدنَ إذا ما قِستَهُم أبَداً | |
|
| وليسَ يُنقِصُهُم سَيرٌ وَتَرحِيلُ |
|
وَهَكَذا التِّيرُ والرامح وَفَرقَدُهُم | |
|
| والسِّلِّبَارُ فَلاَ تُغري الأَبَاطيلُ |
|
وإن تَقِيسُوا على الأصلِي وَقُطبِكُم | |
|
| راساً بِرَاسٍ خُذُوا هذي معاميلُ |
|
مِثَالُهُ طَايرٌ والمسحَلاَنِ هُمَا | |
|
| مَحَلَّ قُطبٍ منيراتٌ مَصَاقِيلُ |
|
أو قِس إذا قلَّتِ العَوَّا مُرَبَّعَكُم | |
|
| عندَ الذِّراعِ اليماني يُلتَقَى السُولُ |
|
وَإن تَقِس لِنُجُومٍ ليسَ بَينَهُمُ | |
|
| قُطبٌ وَلاَ طايرٌ فالمِثلُ مَعقُولُ |
|
مِثَالُهُ صَرفَةٌ والنَّعشُ خُذ مَثَلِي | |
|
| أو في السِّمَاكَينِ ثَمَّ النعشُ مَحمَولُ |
|
يَعمَلنَ كالواقِعِ المَشهُورِ يا أمَلي | |
|
| لأنَّه بَينَهُم في الأصلِ مَكفُولُ |
|
لَكِن زِيَادَاتُهُم والنَّقصُ في أحَدٍ | |
|
| مِنهُم وآخرُ مأسورٌ ومكبولُ |
|
والقيدُ ما كانَ شَقَّاقاً وما قَرُبَت | |
|
| مِنهُنَّ لِلقُطبِ بالتَّدريجِ مأمولُ |
|
الكُلُّ يَهدِي ولكن لا يليقُ لَنا | |
|
| ما لَم تَقِسهُ الربابينُ المَراجيلُ |
|
وَاللهِ واللهِ لولا ضيقُ قَافِيَتي | |
|
| فَصَّلتُهَا فعلى الأخنَانِ تفصيلُ |
|
في غُرَّةٍ بِجَبِينِ البَحرِ سَاطِعَةٍ | |
|
| إذا قَرَاهَا عَدُويِّ فَهوَ مَخذولُ |
|
سرّاً يقيسُ عليها سارقٌ ولَهُ | |
|
| مِنهَا إذا قاس إحراقٌ وتشعيلُ |
|
غريبةٌ ولَها الأعناقُ خاضعةٌ | |
|
| كانَّها صَارِمُ الخَدَّينِ مَسلُولُ |
|
إذا قَرَاها جَهُولٌ قالَ مِن سَفَهٍ | |
|
| عَن عَجزِهِ بِيسَ هذا القال والقِيلُ |
|
فِيهَا الأصُولُ لديكُم كُلُّها شُهِرَت | |
|
| كأنَّها عَلَمٌ في الجَيشِ مَسلُولُ |
|
كلُّ القِيَاسَاتِ أزواجٌ مُكَمَّلَةٌ | |
|
| قِيسُوا مشاهيرَهَا تُرمَ الأباطِيلِ |
|
وَمَيِّزُوهَا وَقِيسُوهَا بِمعرفَةٍ | |
|
| وكرِّرُوهَا فَمَا في النظمِ إنجَيلُ |
|
ذَكَرتُهَا لَكُمُ في نَظمِ فَايِقَةٍ | |
|
| غريبةٍ هَيمَنَت والإسمُ مَجهُولُ |
|
إذا ليسَ يقدِرُ غيري أَنَّ يُرَتبَهَا | |
|
| لأنِّيَ لَم أدرِ في البَحرِ مَجهُولُ |
|
فَكُلُّ مَاهِرِ عِلمٍ سَوفَ يُدرِكُهَا | |
|
| وَلا يَكَدِّرُهَا قومٌ مَرَاذِيلُ |
|
عَرَفتُ أودِيةَ المجهولِ تَجرِبَةً | |
|
| ولا سُبِقتُ لِبَابٍ وَهوَ مَقفولُ |
|
حَصَرتُ أصلَ نُجُومِ الأفقِ عَن كَمَلٍ | |
|
| أستَغفَرُ الله ما قالَ المهابيلُ |
|
ياحاسديِّ استمدّوا من عيوبِكُمُ | |
|
| وَاستَكتِبُوا فلشهابِ العلمِ تأويلُ |
|
صلَّى الإلهُ على المُختارِ ما آرتَفَعَت | |
|
| فوقَ المنيفاتِ أرياحٌ أبابِيلُ |
|
وما سَرَى خُلَّبُ البَرقِ المُحِثُّ ولا | |
|
| حَ في سُحبِهِ بظلامِ الليلِ مسبولُ |
|