إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا
|
وأَبدَى لنا من ثَغرِه الأَنجُمَ الزُّهرا
|
وحَيا بكأسٍ فعلُها فعل جَفنهِ
|
غَلِطتُ ومَن للخمر أَن تُشبِهَ السِّحرا
|
بِعَينكَ عَطَّلَّ هذه الكأس واسقنا
|
بعينيك ما يغتالُ ألبابَنا سُكرا
|
أدر حمرةَ الأَلحاظِ فيها لأنَها
|
بتأثيرها في العقل من أختها أَدرى
|
لَحَى اللَهُ عُذالي عليك فإنما
|
تَزَيَّدتَ لما زاد عَذلُهُمُ إِغرا
|
أَيطمَعُ في صَبري العذولُ وإنَّ مَن
|
يصاحب قلباً في الهوى يَعرف الصَبرا
|
أبنُّك ما ألقاه من لاعجِ الجَوَى
|
وإن كان واشي السُّقمِ لم يُبقِ لي سِرَّا
|
عَذَرتُ فُؤَادي حين ضاقَت جوانحي
|
عليهِ وقد أوسَعتُهُ بالجَفَا ذُعرَا
|
وبتُّ وطَرفي فيك باكٍ مُسَهَّدٌ
|
فلا دَمعتي تَرفَا ولا مُقلَتي تَكرَا
|
وعندي بهذا الدهر شُغلٌ عن الهوى
|
وإن كنت لا أختارُ أن أَعتبَ الدهَرا
|
متى لُمتُهُ أغراهُ لَومي بِعفلِهِ
|
وتُتشدُ آمالي لعل له عُذرا
|
ولن يُعدمَ الإِعدامُ من كَنزُهُ المُنَى
|
ولن يَختشى الأيامَ من يَرتجى الصَّدرا
|
أرانا بحُسنِ العَفو منه عواطفاً
|
تُؤَمِّنُنَا من بأسِهِ البَطشَةَ الكُبرَى
|
مكارمُ أخلاقٍ لو أنَّ زماننا
|
تعلَّمها ما ساءنا قَطُّ بل سَرَّا
|
ولم يَرضَ يوماً للمسئ إذا أسا
|
مقابلةً لكنه يرتضى الجبرَا
|
ولن تَستطيعَ السُّحبُ تَحكى بنانَه
|
وكيف تُبارى ديمةٌ أَبحُراً عَشرَا
|
إذا هزّ َ فوق الطَّرسِ منه أناملا
|
تأمَّل بحارَ الجود تُبدى لك الدُّرَّا
|
وإن نَظَم الشِّعرَ البديعَ سَمعتَ من
|
بَديهَته ما يَبهَرُ العَقلَ والفكرَا
|
ولو تعقلُ الوُرقُ السَّواجِعُ سَجعَهُ
|
لَراحَت وقد أزرى بها منه ما أزرى
|
وإن ذكر التاريخَ يوما بُمقتَضَى
|
بلاغته حَلَّى الزمانَ الذي مَرَّا
|
أيا ابنَ عليٍ أنت فاضلُ عصرنا
|
وإنك أن تُدعَى بفاضله أحرى
|
وأنتَ الذي ما زال للقَصدِ قبلَةً
|
ونائلُه شَفعاً وسُؤدَدُهُ وترَا
|
ومَغناه للراجي مجَنّاً وجُنَّةً
|
فها نحن فيها لا نجوع ولا نَعرَا
|
تَهُنَّ بعيد أنت أكبرُ عيدِهِ
|
تُضاعِفُ في الأولى الثَّوابَ وفي الأُخرى
|
فَصَلَّ به وانحَر عِدَاك فإنهم
|
على نَقصِهِم لا يأمنون بك النَّحرا
|
ولا زلتَ أعلى العالمين مكانة
|
وأنفَذَهم حُكماً وأرفعَهم قَدرَا
|