إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ليالي بيروت |
في ليالي الضِّيقِ والحرمانِ |
والريحِ المدوِّي في متاهاتِ الدروبْ |
مَن يَقينا سَأمَ الصَّحْراءِ |
مَن يَطْرُدُ عنَّا ذلك الوحشَ الرَّهيبْ |
عندما يزحَفُ من كَهفِ المغيبْ |
واجِمًا محتَقِنًا عبرَ الأزقَّهْ |
أَنَّةٌ تُجْهِشُ في الريحِ وَحُرْقَه |
أعينٌ مشبوهَةُ الوَمضِ |
وأشباحٌ دَميمَهْ. |
ويثورُ الجنُّ فينا |
وتُغاوينا الذنُوبْ |
والجَريمهْ: |
إنَّ في بيروتَ دنيا غيرَ دنيا |
الكَدحِ والمَوتِ الرتيبْ |
إنَّ فيها حانةً مسحورةً |
خمرًا سريرًا مِن طيوبْ |
للحيارى |
في متاهات الصحارَى |
في الدهاليزِ اللعينَهْ |
ومواخيرِ المدينَهْ |
*** |
كيف نَنجُو مِن غِواياتِ الذنوبْ |
والجَريمَهْ؟ |
مَن يقينا وهلةَ النَّوْمِ |
وما تَحملُ مِن حُمَّى النَّهارْ. |
أين ظلُّ الوردِ والرَّيْحانِ |
يا مِروحَةَ النوْمِ الرَّحيمَهْ؟ |
آهِ مِن نومي وكابوسي الذي |
ينفُضُ الرُّعْبَ بوَجْهي وَجَحيمَهْ |
مُخدعي ظلُّ جدارٍ يتداعى |
ثُمَّ ينهارُ على صَدْري الجِدارْ |
وغريقًا ميِّتًا أطفو على دَوَّامةٍ |
حرَّى ويُعميني الدُّوارْ |
آهِ والحقْدُ بقلبي مِصهرٌ |
أمتَصُّ أجترُّ سمومَهْ |
ويدي تُمسِكُ في خِذْلانها |
خَنجَرَ الغَدرِ وسُمَّ الانتِحارْ |
رُدَّ لي يا صُبحُ وجهي المستعارْ |
رُدَّ لي لا أي وجهٍ |
وجحيمي في دمي كيف الفِرارْ |
وأنا في الصبحِ عبدٌ للطواغيتِ الكبارْ |
وأنا في الصبحِ شيءٌ تافهٌ آهِ من الصبحِ |
وجَبْروتِ النَّهارْ! |
أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّي |
في دروبٍ هدَّها عبءُ ...... |
دون جدوى دون إِيمانٍ |
بفردوسٍ قريبْ؟ |
عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ |
والنيوب |
ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ |
أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ |
ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ |
مِنْ وهجِ النُّضار |
ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ |
فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى |
والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ |
وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ |
كهْفُه منطمِسٌ أعمى الجِدار |
*********** |
******* |
**** |
من ديوانه نهر الرماد |
********** |