|
رَحْمةً بالوَجْدِ يا ربَّ العِبادْ
|
ذابَ منّا الجِسْمُ بالدّمْعِ الهَتونْ
|
أنّتِ الأشْجارُ مَن أحْزانِنا
|
جَاهَدَتْ بالحُزْنِ أوْراقُ الغُصونْ
|
يا إلهي أغرَقَ الوَجْدُ الرّبيعْ
|
فَتّحَتْ لِلْمَوْتِ أزْهارٌ حنَونْ
|
يا حبيبي أنتَ مِثْلي تَعْتَريكَ
|
سَحاباتُ نَزيفٍ في العُيونْ
|
كَم تَرَفَّقْتَ بضَعْفي ونُحولي
|
ثم أطفأت اشْتعالي بالأتُونْ؟
|
كَم تَأهَّبْنا لسَطْواتِ الأسى
|
مالَنا غَيْرُ امْتزاجٍ بالجُنونْ
|
كَم تَساءَلْنا عَنِ الشّوْقِ الذي
|
ضَمّنا حُزْناً لِتَرْعاه السّنونْ
|
في ذُبالاتِ السِّراج المُنْزوي
|
نَنْثَني عِشْقاً وَشَوْقاً في سُكونْ
|
نَحْنُ كأسان امْتلأنا بالنّوى
|
بَل طَفَحْنا مِنْ عَذاباتِ المَنونْ
|
واستَمَعْنا للأغاني حَوْلنا
|
نَحْنُ بينَ الناسِ يَطْوينا السُكونْ
|
وَهْمَ رَقْصٍ أم خيالاً ما نَرَى؟
|
يَقْتُلونَ العُمْرَ في لَيْلِ المُجونْ
|
أمْ تَوَلاّهُمْ غَرامٌ سافِرٌ
|
حينَ هِمْنا باغْترابٍ لا نَهونْ؟
|
نَشْربُ الحِرْمانَ في غَيْبِ الهَنا
|
في انْسِدالِ اللّيْلِ نَشْقى لا نَخونْ
|
هَلْ لأنَّ العِشْقَ في مَفْهومِنا
|
واحَةُ التقَّدْيسِ والعَهْدُ المصونْ؟
|
أم تَنامى العِشْقُ في أروْاحِنا؟
|
وارْتَقى الأحْلى لهاتيكَ الظُنونْ؟
|