إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
فوانيس الحُبّ والهجير |
لَن أحْمِلَ القَلبَ الطَّهورَ |
إلى مَتاهِ الهاويَة .. |
قَلْبي على جَفْني يرِفُّ كنَسْمةٍ .. |
ضاعَتْ مَع الشَّوْقِ الشَّذيِّ |
فما عَرَفْتُ لَه مَكاناً |
ما عَرَفْتُ لَه مِقرّاً |
أو هَوَىً في زاوية .. |
***** |
مِنْ يوْمِ أشْقاني حَبيبي .. |
ذَلكَ الخَلاَّقُ رَبِيِّ |
باعْتناقي نَبع نَهْرِ الحُبِّ |
في ملَّةِ روحي .. |
دُرْتُ ثَغْرَ الكونِ بالفانوسِ |
أرْجو لي حبيبْ .. |
ظَلَّ يجْزيني غَرامي .. واحْتِدامي .. |
لعبادات فؤادي .. |
بالنذورِ الخاوية .. |
مُنذُ جَنَّبتُ تماثيلَ رِجالي .. |
فأسَ كفي اللئيم .. |
وهَوَت فَأسي على رأسِ فُؤادي .. |
حَوَّلتْها لي حُطاماً .. في حَطيمْ .. |
مُنْذُ لوّنْتُ وجُوهاً أسلَمَتْها مُهْجَتي |
أحْلى مِثالْ .. |
منْ تقاسيمِ الكَمانِ النَّاعِسِ |
اشْتطَّ الخَيالْ .. |
قُلْتُ يا هَيْكلَ حُبيِّ |
قُلْتُ يا جمْرةَ قلبي .. |
وأواني خَلجاتي .. |
هَذه اللَهفةُ للحبِّ غَريبةَ .. |
ما عَهدْتُ النَّفْسَ يا نَفْسي مُريبةَ .. |
وأنا .. أستَطيعُ الغَوْصَ في الغُدران .. |
والغُدْرانُ من كَفِّي قَريَبة .. |
وأماميِ بين مرآتي وبيْني |
وجْهيَ الموحي بحُزنْي .. أثْقَلَ العشاقُ بَابهَ .. |
كلُّهُمْ خَطُّوُا سُطوراً واعترافاً |
إنَّ في قَلْبي عَذاباً |
شَقَّ للعشقِ خرابه .. |
لا عليكِ الآنَ يا نَفْسي .. |
وهذا الكأسُ مَملوءٌ وما أحْلى شَرابَه .! |
اشْربي الدَّمْعَ العتيقَ الآنَ .. سَكْرى .. |
وارسُمي حُبَّاً عَظيماً |
في الدُّجى لا بُدَّ حُبي |
واقفاً مِثْلي حَزيناً |
يَنْحَني لي .. احْتِراماً .. |
قَدْ تنَسَّمْتُ هَواهُ .. وجَفاهُ .. وسَرَابَه .. |
عاتِباً مِثْلي .. فإنَّ الطَيْرَ تَشْتاقُ |
مَثيلاً في الهَوى يُجْري حِسَابَه .. |
هَمسةٌ منْ روحِ تِمثالِ حبيبي |
سَوْفَ تَسْري لي .. وتكْفيني غيابَه .. |
آهِ .. دُخْتُ العُمرَ بحْثاً |
عَنْ ملافي قَدَميْهِ |
ثمَّ أسْنَدْتُ ضُلوعي حينَ زَلَّ الظَّهْرُ منِّيَ |
آهِ يا رأسي أعَنِيِّ |
إنَّني أجْثو على الأرْضِ رُخاَماً .. |
فوْقَ هذا البَردِ .. أغْمَضْتُ عيوني |
أسبْلُ الجَفْنينِ ... أحْتَلُّ اقترابهَ ..!! |
مُتْعَباً مثْلي بعْقدٍ من تَفانٍ |
عارِضاً للُّروحِ خَيْلاً وسِيوفاً لامعاتٍ |
وأنا أعزِفُ الألْحانَ .. هَيَّاَ |
كلُّ هذا الكُفْرِ بالعشَّاقِ حوْلي .. |
لَنْ أهابَه .. |
إنَّه الفارسُ يجْري .. |
عاصفاً كالريحِ يلْقاني ويُهديني شَبَابَه ..!! |
جاءَ ينسابُ بروحي .. وشَراييني .. |
وقَطَّعْتُ لُهاثي ..! |
والجدارُ الأبكَمُ الحارسُ يحْويني |
فيُرضِيني عِناقا ..! |
آهِ .. يجْثو |
يَحْتوي صَدْري بعشْقٍ من تَفانٍ .. |
فتهلُّ النَّشوةُ الكُبْرى .. وأهًمي كسحابَه .. |
لَهْفَتي هذا دلالي .. شرحُ حالي .. |
رُغمَ إحساسي بأنِّي قَسَماتٌ من رذاذِ الطِّين |
لكنيَّ نجومٌ وحريقٌ .. وعذابٌ .. |
آهِ .. كَمْ أبحثُ عن حبٍ مَهولٍ |
إنَّ كلَّ العشْقِ في الدُّنْيا صَغيرٌ .. |
لا يُساوي في لَهيبي |
مثْلَ ظُفْرٍ أو خِضابَه .. |
إنني أبْحثُ عَن روحٍ لهذا العشْقِ ..! |
من يا ربُّ قَدْ وفَّرتَ لي .. في الخْلقِ .. |
إيه يا ربي أعنِيِّ .. |
أنَّني أنْوي احْتِسابَه .. |
منْذُ مليونَ .. وأكْثَرْ .. |
وأنا أهْفو لتفصيلٍ خَفيٍّ |
وتقاسيمُ الشُّحوبِ الجامِداتُ |
اسْتَعرَتْ حَوْلي وصاحَتْ .. |
إيهِ .. يا بنْتَ النبوءات أضيَّعتِ فَتاكِ .. |
لِمَ أهْمَلْتِ اجْتذابَه ..؟ |
لَمْ أكُنْ واللهِ أدْري .. أنَّ حُبِيِّ |
مثلُ قَلْبي .. طاهرٌ كالرُّوحِ |
والنَّفسِ المُذابَة ..!! |
رفْعَتي أوْدَتْ بأحْلامي |
فحطَّمْتُ الأواني ..! |
وتَكَفَّلتُ بوَهْجٍ من سَمائي .. لحبيبي .. |
حينَ أشَعَلْتُ عذابَه .. |
***** |
آهِ .. لو أنيِّ حَمامة!! |
رَفْرَفَتْ تهدِلُ بالحُبِّ على هُدْبِ حبيبي |
حالَتي يا ربِّ .. عَفْواً |
حالتي .. مربوطةٌ بالحُبِّ |
يا اللّهَ .. أرْسِلْ عاشِقي .. مثلي شقيا .. |
وحريقاً للقلوب الكاسرة ..! |
ومليكَ المفرداتِ الآسرة ..! |
مثْلَ طاووسِ الحروبِ الخاسرة ..! |
قلْبُهُ المطعونُ من أوباشِ هذا الكْونِ .. |
يحميني بأوجاعِ العذابِ العامرة ..! |
في ترانيمِ جروحي .. اغْرسِ الحبَّ .. وهبْني .. |
إيه يا ربيِّ حبيباً .. يمْنَحُ العِطْرَ لوردْي .. |
دونَ أنْ يَنْسى فروضَ الحبِّ عنْدي .. |
ويوشيِّ بلهيبِ الشَّوْق زندي .. |
ويُسويِّ الصَّدْرَ للخدِّ وِسادَة .. |
أستوي سجادةً للفَجْرِ .. |
يلْقاني عِبادةَ .. |
ويكونُ الحبُّ منْ ثَغْري |
طَوَالَ العُمْرِ زادَه .. |
أو يظلُّ الشَّوْقُ منِّي نَحْوَهُ دوْما زيادَة .. |
كَيْ ألَبي للفَتى الموجوعِ يا ربيِّ مُرادَه .. |
ويناديني بهَمْسٍ وخُشوعٍ حينَ أرتْدُّ لنوْمي .. |
يا صَباحَ الحبِّ .. يا روحيَ أفيقي .. |
حين يُنْدي لي شِفاهِي .. |
ويُساوي ليِ جُفوني بودادٍ |
رافَعاً شَعْري ويحْنو بجَبيني .. |
يَحضُنُ الوجْهَ ويرْعى لي عُيوني .. |
كأسُنا يا روحُ .. لنْ يرْضى سِواكِ .. |
راكِعاً مدَّ شُحوباً ..! إيهِ لا بأسَ عليْكِ .. |
مِنْ هَواكِ .. يا دُروبي .. |
يا تَرانيمَ طَريقي .. وحَريقي .. |
حينَ يدْعوني .. يلفَُّ الخَصْرَ زنْديْنِ |
ويدْعوني .. أفيقي .. |
قَيْدُ هذا القُرْبِ يا روُحي لَهيبي |
حينَ تَجتْاحُ شِفاهي |
رعشةُ التعْويذةِ العُظْمى .. |
أنادي .. يا حبيبي .. |
***** |
ويُلَبيِّ لَهْفَتي حُزْناً .. |
ويبكي بنشيجٍ يسْمِعُ الصَّخْرَ نحيبَه .. |
جئْتُ يا روحي .. وهيَّأتُ بُحُوري وتِلاليْ |
وسهولي وجِبالي .. |
كلها سالَتْ لإرضاءِ الحَبيبةْ .. |
جئْتُ مُشْتاقاً .. وقَلبي خائِفاً |
كالطَّيْرِ يظْما لنَدىً من شَفَتَيكِ .. |
لَسْتِ بعْدَ الآنَ تبكينَ .. |
ولن تبْقيْ غريبَة .. |
جئتُ يا روحي وفي قلْبي اعترافٌ |
فاسمعيني .. |
كاهناتٌ .. مُتْرفاتٌ |
قد سدَدْنَ الدْربَ يا روحي .. |
وحالتْ غَمْرةُ الدنيا .. |
وصيحاتُ المرافي .. |
دونْ إقْبالي سريعاً .. |
قد نظمْنَ الدَّرْبَ حوْلي .. باللآلي .. |
بَلْ وعبَّدْنَ المساراتِ عَقيقاً .. |
وسَحَرْن الريِّحَ من أجْلي .. |
فخطَّفْنَ جَناحي .. |
وارتجافاتي مع السِّحرِ |
تجلَّت في دمائي .. |
وغسَلتُ الأرضَ من غيْثِ سمَائي .. |
أضْحتِ الأرْضُ لكفيِّ ناعمة .. |
فوقَها تَغفو حَياتي وأراها نائِمة .. |
أنْتِ لو تدْرينَ .. قدّمْتُ غلالاً .. |
وخوابي بيْنَ أعنْاقٍ رفيعَة .. |
لأزيحَ السِّحرَ والإغراء عنِّي |
وتَظليِّ لي ودَيَعة .. |
أنْتِ لو تَدْرينَ... ضَحَّيْتُ بوادٍ .. |
مُفْعمٍ بالشَّهْد خَلَّفْتُ ورائيِ |
وجراراً .. عبَّأتْها كَرْمتي |
خمْراً من التَّمُرِ .. وكانَتْ تَطْفحً الطِّيبَ .. |
تُناهي بضجيجٍ مُبْهمٍ منِّي إليْك .. |
هَمْهماتي يا حياتي .. |
حاصَرَتْ كُلَّ عُداتي .. |
وابتهالاتي بأنْ يحويكِ قلْبي .. |
في ضَراعَةْ .. |
وخشوعٍ وضياءٍ ونَصاعَة .. |
وغَمَرْتُ النَّارَ في قَلْبي وأعمْاقي .. |
إلهي .. درِّجِ الحُبَّ كشلاَّلٍ نَديٍّ |
فوْقَ أهْدابِ الحبيبة .. |
واحْمِها يا ربِّ |
من أظْفارِ كلِّ الكاهناتِ السَّارحاتْ .. |
إنهَّا صْوتٌ لهذا القلْبِ تَشْجو |
إنها تَحْمي وجيبه .. |
وصَدَى الأصواتِ تَلْهو فيِ ثيابي |
َقد نفثن السِّحْرَ في جِسْمي .. لأجسادٍ رهيبة .. |
من هُتافاتي الخفيَّة .. |
كَمْ تصَّببتُ بأتْعابي .. |
فمُسِّي صدْريَ المغلوبَ حُسِّي لي جبيني .. |
صَدِّقيني .. |
ما ترنَّحْتُ كصَفْصافٍ أمَامَ العِشْقِ مرَّة.. |
أسْنديني .. قَدِّمي لي من عَصيرِ اللَّهّفةِ .. |
ارْتاحي وأرْتاحُ قليلاً .. فَلَنا لا بُدَّ شيءٌ |
من جِرار الحَظِّ في لقْيا المساكين .. |
يُساوي مُهْجَتَيْنا .. |
ويُراضينا قليلاً من مذاقاتٍ شَربْناها |
طوالَ العُمرِ مُرَّة .. |
سوْف نعدْو نجْرَعُ الأكْوابَ تلْوَ الدَّمْعِ |
نُخْفي في ثنايانا |
بصبْرٍ ألْفَ حَسْرة .. |