إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الحزن فوق بُرج إيفل |
أوْرَقَ الصَّدْرُ عُروقاً كالسِّهامْ |
رَقَّتِ الأطْيارُ واحْتَجَّ الأنامْ |
قُلْتُ يا لَوْمَ البرايا راعِنَا |
كَمْ نَهابُ الشَّوْقَ لَوْ حَلَّ الظَّلامْ؟ |
واحْتَوانا السِّينُ يَهْمي في أسىً |
قَدْ لَفَتْناهُ انْتِباهاً في الزِّحَامْ |
مَالَ بُرْجُ الحُبِّ مِنْ أحْوالِنا |
حينَ مِلْنا في الزَّوايا بانْهِدامْ |
لامَنا الحُسَّادُ مِنْ بَيْنِ الوَرى |
كُلُّ هذا الحُزْنِ يَحْتاجُ المَلامْ؟ |
أمْ رأوْا في الوَجْهِ سَعْداً باللِّقاءْ |
هَلْ قَليلُ السَّعْدِ يأتْي باللِّئامْ؟ |
لَيْتَهُم ظَنّوا بِأنّا هائِمانْ |
أوْ أزاحوا عَنْ مآقِينا اللِّثامْ |
لاعْتَرَتْهُم رَعْشَةُ العِشْقِ الحَزينْ |
لاحْتِقانْ الدَّمْعِ في عَيْنِ الهُيامْ |
رُبَّما راحوا لبُعْدٍ شارِدينْ |
مِنْ سَعيرِ الدَّمْعِ أو ألْقوا السَّلامْ |
فَوْقَ وَجْهَيْن اسْتَماتا باصْفرارٍ |
مِنْ وُقُوعِ السُّهْدِ مِنْ فَرْطِ الغَرامْ |
جَفَّتِ الأحْداقُ مِنْ أنْهارِها |
خَوْفَ لَوْمٍ مِنْ سُهادٍ لا مَنَامْ |
خَيَّمَ الصَّمْتُ المُعَنّى في المَغيبْ |
قَالتِ الرُّوادُ ذا بُرْجُ الغَرامْ |
كَيْفَ يأوي الحُزْنُ في أرْكانِهِ |
بَيْنَما المَمنوعُ مَرْغُوبُ المَرامْ |
مَنْ تُرى هذانِ بَيْنِ الخَلْقِ مَنْ |
يَحْفَظُ الأيَّامَ هذي الإلتزامْ |
إنَّهُ وَقْتُ الحَزانَى يا ضُلُوعْ |
واحتسينا الدمع فاحْتَجَّ الأنامْ |
لا يُريدونَ افْتِراقاً للوُجوهْ |
لا يَوَدُّونَ اقتْراباً للغَمامْ |
لا يَهُمُّ النّاسُ بل دَعْنا نَرُحْ |
نرسم اسْمَيْنا على البُرجِ ارتِسامْ |
إنْ أتَتْ مَوْجاتُ غيث تمحه |
أو نَظَلُّ الدّهَر تَبْكينا العَوامْ |
وابْقَ جَنْبي عِنْدَ رَسْمي في سُكونٍ |
كُلَّما اشْتدَّتْ تَباريحُ الحِمامْ |
في طَريقِ الحَرِّ تَبْكينا الطُّيورْ |
تَنْقُرُ الحُسَّادَ، تُهْدينا السَّلامْ |
تَذْرِفْ الأشْجارُ دَمْعاً مِنْ يَبَاسْ |
تُورِفُ الأغْصانُ ظِلاّ كَيْ نَنامْ |
نَحْتَمي في الغُرْبَةِ القَفْراءِ لا |
نَرْتَجِي بالقُربِ جُرْماً أوْ حَرامْ |
حَنَّتِ الأطيارْ كَيْ تَشْدو لنا |
صَوْتُ نايِ اللَّيْلِ حَيَّانا وَنَامْ |