حُسنُ البَراعَة حمدُ اللَهِ في الكَلم | |
|
| وَمَدحُ أَحمدَ خَير العُرب وَالعَجَمِ |
|
سامٍ عَلى الجِنسِ حامٍ تَمَّ في شَرَفٍ | |
|
| مِن عَهدِ سامٍ وَحامٍ ثُمَّ في القِدَمِ |
|
هوَ الكَريمُ الَّذي إِن عادَ ذا أَلمٍ | |
|
| عادَ الشَفاء لهُ من ذلِك الأَلَمِ |
|
ما اِستَوفَت السحبُ ما في جودِ راحتِهِ | |
|
| وَلا وَفت مِثلها بِالعَهدِ وَالذِّمَمِ |
|
وَأَعجبَ الخَلقَ أن الجذعَ أَنَّ لَهُ | |
|
| وَذاكَ من بَعض ما أُوتي مِن الحِكَمِ |
|
إِن جارَ وَقتُكَ كن جارَ النَبِيِّ فَكَم | |
|
| عَن جارِه كَفَّ كَفَّ الخَوفُ وَالنَدَمُ |
|
مُدِّ الأَكفَّ عَلى بابِ الكَريمِ فَفي | |
|
| مدِّ الغَنِيِّ الغِنى عَن صاعِ ذي العَدَمِ |
|
أخفى يَعوقُ اسمُه قِدماً وَحين بَدا | |
|
| فَلَن يَعوق الرَدى عَن عابِد الصنَمِ |
|
عَلا بِفَضل عَلى ظَهر البُراقِ وَمن | |
|
| عَلى البُراق إِلى الغاياتِ في العِظَمِ |
|
وَاِنشَقَّ بَدرُ السما لما سما كَرَماً | |
|
| وَكَم رَفيع لهُ من أَصغر الخَدَمِ |
|
مُحمَّدٌ أحمَدُ المَحمودُ مَبعَثُهُ | |
|
| بِخَير ذِكرٍ بَدا مِن حامِد بِفَمِ |
|
إِن قالَ فَهوَ يَقولُ الحَقَّ مُتَّصِلاً | |
|
| بِالوَحي قُل عَنهُ مَهما قُلتَ مِن نِعَمِ |
|
اللَه كَمَّلَهُ حُسناً وَمَلَّكَهُ | |
|
| ملكاً كَبيراً بِهِ يَسمو عَلى الأُمَمِ |
|
كَم سائِلٍ كانَ مَحروماً وَحينَ أَتى | |
|
| لبابِهِ صارَ مَرحوماً وَلم يُضَمِ |
|
اللَهُ أَكبَرُ ما أَحلى شَمائِلَهُ | |
|
| وَقَد تقدَّسَ عن قَلبٍ وَعن ثَلَمِ |
|
يَمِّمهُ ما دُمتَ في قَيدِ الحَياةِ وَقُم | |
|
| يا مُطلَقَ الدَمعِ طَلِّق لَذَّةَ الحُلُمِ |
|
بادِر إِلى البَدرِ كَي تَحظى بِدارَته | |
|
| وَانزِل بدارٍ بِها ما شِئتَ من كَرَمِ |
|
واصِل وَصَلِّ عَلى خير الأَنامِ وَقِف | |
|
| سَلِّم عَلى المُصطَفى تَسلم مِن الأَلَمِ |
|
عَلِّم رِكابَكَ تَقريباً إِلى عَلَمٍ | |
|
| هادي البَرِيَّةِ مِن تَحريفِ دينِهِم |
|
فَهوَ الَّذي فاقَ في خَلق وَفي خُلق | |
|
| عَلى الأَنامِ وَفي حُكمٍ وَفي حَكَمِ |
|
يَهدي الأَنامَ كَما يُهدي الأَمانَ لِمَن | |
|
| قَد حَلَّ في بابِه قُم حُلّ وَاغتَنِمِ |
|
فَصِّل مَدائِح فَضلٍ فيهِ جُملَتُها | |
|
| تُكفى الدَسائِسَ مِن تَصحيفِ قَولِهِم |
|
جَبرٌ لِكَسر الوَرى كَم جاءَ مِن خبرٍ | |
|
| في فَضلِهِ وَهو خيرُ الرُسل كُلِّهِم |
|
يُعطي الجَزيلَ يُغطي بِالجَميلِ وَما | |
|
| شَحَّت أَياديهِ بَل سَحَّت عَلى الدِيَمِ |
|
يا لاحِقَ الخَيرِ جدِّ السيرَ وَادنُ إِلى | |
|
| جُلِّ المُنى فَهوَ في تَصريفِ مُحترمِ |
|
بَدرٌ رَفيعٌ شَفيعٌ في العُصاةِ كَما | |
|
| أَغنى العُفاةَ نَدى كَفَّيهِ عَن نَدَمِ |
|
فَكَم وَفى وَعَفا عَمَّن جَنى وَجَفا | |
|
| وَمُذ أَجارَ أَجادَ الفِعلَ بِالهِمَمِ |
|
مَن ذا يُضارِعُ من سَنَّ الهُدى وَسَعى | |
|
| في سَدِّ باب الرَدى عن كُلِّ مُهتَضَمِ |
|
عِلمٌ وَحِلمٌ فَبادِر بِالمسيرِ إِلى | |
|
| نِعمَ المَصيرِ بِخَير الخَيلِ وَالنعَمِ |
|
مَن زارَ صارَ يُناجي من حِمى وَحَوى | |
|
| عزّاً وَفاحَ بِما قَد فاهَ مِن كَلمِ |
|
يا ناظِراً ناضِراً يَزهو بِرَوضَتِهِ | |
|
| تشابَهَ الحُسنُ وَالإِحسانُ في حَرمِ |
|
فَلُذ بمحترمٍ كَم حازَ مِن كَرَمٍ | |
|
| مُرَدِّدُ الطرفِ فيهِ باتَ في نِعَمِ |
|
لا تَنسَ سَل حضرَةً يَحلو مُكَرَّرُها | |
|
| من بَعدِ قطعٍ وَيَكفي في رَجا الكَرَمِ |
|
وَقى وَقالَ ابشِروا فَالنارُ لَيسَ لَها | |
|
| في أمتّي طَمعٌ تيهوا عَلى الأُمَمِ |
|
فَمن أَدارَ فَماً في مَدحِه فَلَقَد | |
|
| أَفادَ جوهَره اللَفظيُّ في القِيَمِ |
|
من حَجَّ أَو زارَ لا أَوزارَ تركَبُهُ | |
|
| وَباتَ في جَنَّةٍ في أَشرَفِ الخِيَمِ |
|
زَيَّنتُ بِالحَمدِ أَقوالي مُنظَمّةً | |
|
| في المَدحِ إِذ كانَ أَقوى لي عَلى الخِدمِ |
|
تَلفيقُ عُذري عَنِ التَوفيقِ أَقعَدَني | |
|
| سِر بي فَقَد ضاقَ بي سربي من الأَلَمِ |
|
إِن فاضَ ريحٌ لِرفو العَيب قُم لِتَرى | |
|
| أَوفى ضَريحٍ لَدَيهِ مَنبَعُ الكَرَمِ |
|
فَراسِخٌ عَذُبَت أَمّا الغَرامُ بِها | |
|
| فَراسِخٌ وَفَمي راوٍ لكُلِّ فَمِ |
|
كَم ناقِصٍ عَمَّهُ نَوالُهُ فَإِذا | |
|
| نَوى لَهُ العَبدُ سَعياً فاضَ عَن أمَمِ |
|
بَحرٌ إِذا زادَ عَمَّ البَحرُ أُمَّتَهُ | |
|
| بِستره وَالوَفا جَبرٌ لِكَسرِهِم |
|
كافٍ مُكافٍ لِراجيه وَمادِحه | |
|
| وَكَم بِهِ صَحَّ طَرفٌ قَد وَهى وَعَمِ |
|
كَم جادَ ثُمَّ أَجادَ الفَضلَ مِن يَدِه | |
|
| وَمَنطِقٍ بِصحاح الدُرِّ مُنتَظِمِ |
|
فَلُذ بِواسِطَة العِقدِ النَفيسِ فَكَم | |
|
| حَمداً لَهُ جَلّ عَن حَدٍّ لَهُ بِفَمِ |
|
وَظاهِرُ النيلِ وافٍ وافِرٌ كَرَماً | |
|
| وَطاهِرُ الذَيلِ وَالأَفعالِ وَالشِيَمِ |
|
ما حَلَّ أَرض عُفاةٍ وَهيَ جادِبَةٌ | |
|
| إِلا وَحَلَّت أَيادي الوابِلِ الرَذِمِ |
|
عَوّد إِلى بقعَةٍ عَزَّ البَقيعُ بِها | |
|
| وَالقَلبَ عَوِّدهُ بِالتَردادِ وَاِستَلمِ |
|
يُقري وَيُقريك ما تَرجوهُ من كَرَمٍ | |
|
| ديناً وَدُنيا بِلا مَنٍ وَلا سَأَمِ |
|
في مَنِّهِ طَيِّبَةٌ من طيبهِ ظَهَرت | |
|
| في طَيبَةٍ قُم فَهَذي طيبَةُ الحرمِ |
|
حَشى الحشا رَبُّهُ غَيباً زَكى فَحَشا | |
|
| يَكونُ يَوماً عَلى غيبٍ بِمُتَّهَمِ |
|
زوا زَوايا المُصَلّى فَضلُ حُجرَتِهِ | |
|
| عَلى سِواها بِتَرفيلٍ مِن الكَرَمِ |
|
إن عادَ عاداكَ بعد الصَفا كَدرٌ | |
|
| فَاِنهَض لَهُ كَم غَريبٍ في حماهُ حُمي |
|
وَكَم بِهِ صَحَّ مُعتَلٌّ وَلاحَ لَهُ | |
|
| نورٌ وَنارٌ من التَوفيقِ وَالهِمَمِ |
|
بَدرُ التَمامِ الَّذي أَحيا بِطَلعَتِهِ | |
|
| لَيلَ التَمامِ مُضافَ اليَوم بِالخدمِ |
|
تَكفي بَراعَتُهُ تَشفي بَلاغَتُهُ | |
|
| مَسامِعاً حلَّها التَشويشُ بِالصَمَمِ |
|
قَد رادَفَ السَهمُ كَفَّ الشَهم في حِكَمٍ | |
|
| وَزاوَجَ الفَضلُ مِنهُ الفَضلَ في كَلِمِ |
|
بادِر بِقَلبٍ إِلى بابٍ تُؤَمِّلُهُ | |
|
| لَم يَستَحِل عَنكَ فيما رُمتَ مِن نِعَمَ |
|
مُعطٍ أَبا عَدَمٍ مُدنٍ أَبا ضَرَمٍ | |
|
| مُرضٍ أَبا نَدَمٍ مُدعٍ أَبا طُعُمِ |
|
مُدنٍ إِلى فيض فَضل ضيفَ راحَتِهِ | |
|
| فإِن سَرى أَو رَسا لَم يَخش من نَدَمِ |
|
في الحَشرِ يَشفَعُ في العاصي وَيَعرِضُهُ | |
|
| وَقَد حَماهُ عَلى حَوضٍ لَه شَبِمِ |
|
عَلَيكَ بِالسَمعِ من أَخبارِهِ تَرِبَت | |
|
| يَداكَ هَذا حَديثُ المُفرد العَلَمِ |
|
مَن يَفتَحِ العَينَ في علم يَصيرُ بِهِ | |
|
| بَينَ الوَرى عَلَماً يَجعَلهُ في الأمَمِ |
|
مَعنى فَضيلَتِهِ في الحِجر مُشتَهرٌ | |
|
| وَالعَقلُ يَشهَد أَنَّ القَدرَ في عِظَمِ |
|
مِن وَصفِهِ لأَبي تَمّامَ مرتبةٌ | |
|
| فيها أَبو الطَيِّبِ المَشهورُ لَم يَقُمِ |
|
خَيرُ الكَلامِ كَلامُ الخَير فَاِرمِ بِهِ | |
|
| عَكسَ الجَميل مَع التَبديلِ تَستَقِمِ |
|
من يَفعَل الخَيرَ في قَولٍ يَفوهُ بِهِ | |
|
| وَيُحسِنُ القَولَ في خَيرٍ فَلَم يُضَمِ |
|
قَد يَجمعُ المالَ شَخصٌ غير آكلهِ | |
|
| وَيَأكُلُ المالَ غَير الجامِعِ النَهِمِ |
|
فَوَفِّ افدِ امدَح احمَد جُدَّ مُدَّ أَعِد | |
|
| شَنِّف أَجِد خُصَّ عمِّم طِب أَقِل أَقمِ |
|
بادِر وَزُر وَاِبتَهِج وَانزِل وَصَلِّ وَصُم | |
|
| وَلُذ وَخُذ وَخُذ وَاغتَنِم وَاشكُر وَقُل وَقُم |
|
واصِلهُ يَعطِف وَسَل يَشفَع وزُرهُ يَجُد | |
|
| وَاطلُب يَزدكَ وَمل يَصفَح وَدُم يَدُمِ |
|
عَفوٌ بِلا عَتَبٍ صَفوٌ بِلا كَدَرٍ | |
|
| فَضلٌ بِلا مِنَنٍ عَدلٌ بِلا شَمَمِ |
|
تَقَسَّم المَدحُ لِلمُدّاحِ فيهِ عَلى | |
|
| قطعٍ وَوَصلٍ وَتَجريدٍ وَمُنعَجِمِ |
|
دَواء دائِي ورودي دَار ذي أَدبٍ | |
|
| وَدَع زروداً وذَر زَوراء ذي إِرَمِ |
|
مؤيدٌ ظاهِرٌ لاحَت سَريرَتُهُ | |
|
| عَن كُلِّ فَنٍّ غَريبٍ من بَديع فَمِ |
|
بَحرٌ بِساحِلِهِ فيضٌ لِسائِله | |
|
| فَسَل تَنَل خيرَ خَمسٍ تمسِ غير ظَمي |
|
مُحمَّدٌ مُكملٌ بِخَير مُتَّصَفٍ | |
|
| مُجَمّلٌ مُخبرٌ بِغير مُتَّهَمِ |
|
بعِلمه نَقتَفي تَيسير منهجِهِ | |
|
| بِحِلمِهِ نَكتَفي تَعسير مُغتَنمِ |
|
عَدُوُّهُ مُهملٌ عارٍ وَصارَ لهُ | |
|
| عارٌ وَما لاحَ إِلا وَهو كَالعَدَمِ |
|
زَينٌ تَقِيٌّ بَيّنٌ شَفِقٌ | |
|
| بِضَيفِ بَيتِ غنيٍّ بتّ في شِيَمِ |
|
أَتَمُّ ظِلٍّ نَعيمٌ ضِمنَ حُجرَتِهِ | |
|
| فَلُذ وَزُر ثُمَّ زِد تَربَح تُعَن وَنَمِ |
|
نَجيبُ أَصلٍ شَفيقٌ حلَّ في حَرمٍ | |
|
| في دارِ ذي هِمَمٍ في حالِ ذي كَرَمِ |
|
كَنزٌ جَلا ضُرَّ غِشٍّ ذاكَ لي سَندٌ | |
|
| فَثِق تُصِب حَظَّ خَطٍّ عِزَّةً وَهمِ |
|
مُوَزَّعُ الفَضل وَالأَكوانُ شاهِدةٌ | |
|
| بِالاتِّفاقِ لِمَعنىً خُصَّ بِالحِكَمِ |
|
حَطَّ الإِلهُ بِهِ عَن آدَمٍ زَلَلاً | |
|
| وَعاشَ بِالبرد إِبراهيمُ في الضَّرَمِ |
|
مِن أَجلِه عامَ نوحٌ في سَفينَتِه | |
|
| وَعادَ يونسُ من أَحشاءِ مُلتَقِمِ |
|
دَنا بِه يوسفٌ من بَعد غُربَتِهِ | |
|
| وَفازَ موسى بهِ في اليَمِّ من عَدَمِ |
|
رَقى بِه الروحُ عيسى حَيثُ لاذَ بهِ | |
|
| وَطابَ أَيّوبُ من ضُرٍّ وَمِن سَقَمِ |
|
سَمَوتَ يا خَير خَلقِ اللَهِ قاطِبَة | |
|
| بدءاً وَختماً بِما أوتيت من كَرَمِ |
|
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلع وَقف أَدَباً | |
|
| سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنَعلِ وَالقَدَمِ |
|
لَولاكَ ما كانَ مَخلوقٌ يَلوحُ وَلا | |
|
| بَعث وَلا جَنة يا شافِع الأُممِ |
|
أَنتَ المُرادُ فَما سعدى وَجيرَتُها | |
|
| وَما سُعادُ وَما عُربٌ بِذي سَلَمِ |
|
لَكَ الفخارُ الَّذي ما نالَهُ أَحدٌ | |
|
| يا مَن مَعاليهِ لَم تُدرَك وَلم تُرَمِ |
|
لاذَ البَعيرُ بِهِ وَالذِئبُ صَدَّقَهُ | |
|
| وَكَلَّمَتهُ ذِراعُ السُمِّ في الدَسَمِ |
|
هُوَ الَّذي شاعَ تَسبيحُ الطعامِ لَهُ | |
|
| مع الحَصى وَانشِقاقُ البَدر في الظُلَمِ |
|
صَلّى وَصامَ وَطافَ البَيتَ ثُمَّ طَوى | |
|
| وَقامَ لِلَّهِ بِالتَقوى وَلم يَنَمِ |
|
اللَّهُ شَرَّفَهُ اللَهُ عَظَّمَهُ | |
|
| اللَهُ كَرَّمَهُ في الحِلِّ وَالحَرَمِ |
|
عَلَيهِ سَلَّمتِ الأَحجارُ ناطِقَةً | |
|
| وَالطَرفُ رُدَّ بهِ وَالطرف عَنهُ عَمي |
|
وَسَلَّم الضَبُّ وَالثعبانُ كَلمَهُ | |
|
| وَالجِنُّ بِالشرح حَتّى الميتُ في الرَجَمِ |
|
وَالأَنبِياء جَميعاً مع جَلالَتِهِم | |
|
| وَفَضلهم فاقَهُم كَالبُرء في السَقَمِ |
|
كُلٌّ بِالاسمِ يُنادى وَالحَبيبُ لَهُ | |
|
| عِزٌّ بِيا أَيُّها بِالرَفعِ وَالعِظَمِ |
|
رَدَّ الشِفاءَ عَلى المَرضى بِدَعوَتِهِ | |
|
| ظَلّوا بِخَيرٍ وَلَم يَشكوا مِنَ الأَلَمِ |
|
مَشى أَديمَ الثَرى صارَ التُرابُ بِه | |
|
| مُطَهِّراً لِلوَرى مِن وَطأةِ القَدَمِ |
|
تَشريعُهُ تَمَّ في حِلٍّ وَفي حَرَمٍ | |
|
| كَجودِه عَمَّ في عُربٍ وَفي عَجَمِ |
|
بُرهانُ دينٍ قَويمٍ جامِعُ الحِكَمِ | |
|
| وَنورُ رَبٍّ قَديمٍ دافِعُ النِقَمِ |
|
مُحمَّدٌ في نَعيمٍ كامِل النِعَمِ | |
|
| مُؤَيَّدٌ من كَريمٍ شامِل الكَرَمِ |
|
تَصريعُ أَعدائِهِ في البُعدِ وَالأُممِ | |
|
| حَتمٌ عَلى من هداهُ اللَهُ في الأُمَمِ |
|
إِن كانَ مَدحٌ فَقُل في الظاهِر الشِيَمِ | |
|
| أَكُلُّ لفظٍ يَفوقُ الدُرَّ في القِيَمِ |
|
مَن رامَ أَن يغنَم العلياءَ من عَلَمٍ | |
|
| وَأَن يَفوزَ فَبِالمَسعى إِلى عَلَمِ |
|
يا أَيُّها العاشِقُ الساعي عَلى القَدَمِ | |
|
| مُقَصِّراً كَيفَ لا تَسعى عَلى القِمَمِ |
|
شَرط المَحَبَّةِ أَن تَسعى إِلى حَرَمٍ | |
|
| في ضِمن طَيبَتِهِ ما شِئتَ من كَرَمِ |
|
تَرصيعُ فَضل المَديحِ الظاهِرِ الحِكَمِ | |
|
| تَنويعُ فَضل المَليحِ الطاهِر الحَكَمِ |
|
بَدرٌ عَلى عَلَمِ بَحرٌ عَلى كَرَمٍ | |
|
| فَخرٌ عَلى هِمَمٍ شُكرٌ عَلى نِعَمِ |
|
في السجع ذو كَلمٍ كَالبُرءِ في سَقمٍ | |
|
| أَو بَحر ذي كرم أَو دُرِّ ذي حِكَمِ |
|
باهي السريرةِ وضّاح البَصيرَة بَس | |
|
| سامُ المُنيرة يَجلو الدرَّ في الكَلِمِ |
|
رَقى عَلى نَسَقٍ بِالحُسن في فَلقٍ | |
|
| وَسارَ في أُفقٍ وَعادَ في غَسَمِ |
|
نِعمَ المُلَمَّعُ في القياه من نعمٍ | |
|
| نَعَم بهِ وَبِما يُبديهِ مِن نَعَمِ |
|
تَوشيعُ أَفضالِهِ في الكَونِ مُشتَهِرٌ | |
|
| بِطاعَةِ الفِئَتَينِ العُربِ وَالعَجَمِ |
|
وَالرفعُ وَالنَصبُ وَالتَمييزُ خُصَّ بِمَن | |
|
| تَرشيحُ أَخبارِهِ من مُبتَدا القِدَمِ |
|
سَمِّط بِمُكتَملٍ بِالخَيرِ مُشتَمِلٍ | |
|
| في البَذلِ مُحتَمِلٍ لِلخَلقِ كُلِّهم |
|
مِفتاحُ مَرحمةٍ كَشّافُ مؤلمةٍ | |
|
| تبيان تجزِئةٍ مِصباحُ ذي ظُلَمِ |
|
ذو نائِلٍ عَمِمٍ لِسائِلٍ عَدِم | |
|
| كَوابِلٍ رَذِمٍ في ماحلٍ غَمِمِ |
|
وَفِعلُهُ فاقَ أَفعالَ الوَرى كرماً | |
|
| وَقَولُهُ راجِحٌ عَن وَزن قَولِهِم |
|
شَطِّر بِمُقتَدرٍ كَالسَيفِ مُشتَهرٍ | |
|
| بِالصِدقِ في كَلمٍ وَالحَقِّ في حِكَمِ |
|
مُستَفضَلٍ فاضِلٍ مُستَحسنٍ حَسَنٍ | |
|
| مُستَكملٍ كاملٍ مُستَعظمٍ حَكَمِ |
|
قَد جُلَّ خالِقُه عَمَّن يُماثِلُهُ | |
|
| وَعَزَّ باعِثُه عَن مدرَكِ الفَهِمِ |
|
مَحمودُ قَولٍ نَبيٍّ قَد حَمى وَكَفى | |
|
| مَشكورُ فِعلٍ شَفيعٌ في ذَوي الجُرَمِ |
|
وَأَكرَمُ الرُسل بَدرٌ قَد رَقى وَسَما | |
|
| وَأَشرَفُ الأَنبِيا من قَبلِ خَلقِهِم |
|
إِن ضاقَ صَدرُكَ من ذَنبٍ وَلُذتَ بِهِ | |
|
| نِلتَ الرِضى وَالمُنى من بارِىء النَسَمِ |
|
من زَمزَم اشرَب وَطُف وَاطرب بكعبتهِ | |
|
| قَد زَمزَمَ السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحَرَمِ |
|
مِن أَينَ لِلنّاسِ بَيتٌ يُستَطافُ بِهِ | |
|
| أَو يُستَجادُ بِهِ مِن زلَّةِ القَدَمِ |
|
لم لا يُشَبَّبُ بِالآمالِ ذو فَرَحٍ | |
|
| هُنِّيت يا قَلب هذا مَنزِلُ الكَرَمِ |
|
وَالقُربُ قَد لاحَ وَالابعادُ مُنقَطِعٌ | |
|
| وَالطَردُ وَالعَكسُ زالا عَنكَ فَاِغتَنِمِ |
|
لكسوةِ البَيتِ تَطريزٌ بِمُحتَرمٍ | |
|
| في سِلكِ مُحتَرَمٍ في ظِلِّ مَحتَرَمِ |
|
لزومُ غَير حِمى المُغني لِسائِلِهِ | |
|
| ما لَيسَ يَلزَمُ فَالزَم مورِدَ الحَكَمِ |
|
كَم أُبدِعَت لِحَبيب الحَقِّ من كَلِمٍ | |
|
| كَم نُوِّعَت لِطَبيب الخَلقِ من حِكَمِ |
|
كَم رَدَّ يَوماً عَلى صَدرِ الوَغى عَجُزاً | |
|
| كَم شَدَّ عَزماً بِسَيفٍ باترٍ وَكَم |
|
فَمي يُخَبِّرُ وَالأَكوانُ شاهِدَةٌ | |
|
| بِفَضلِهِ فَلِيَ البُشرى بِصِدقِ فَمي |
|
حُمي من النارِ عَبدٌ في شَفاعَتِهِ | |
|
| كَما عَلى ضِدِّه جَمرُ الجَحيمِ حُمي |
|
تهدّمَت في الوَرى أَعداءُ مِلَّتِهِ | |
|
| فَلَيسَ يُنظَرُ مِنهُم غَيرُ مُنهَدِمِ |
|
جَرى دَمي بِاِمتِزاجِ الحُبّ في شَغَفي | |
|
| بِمَدحِهِ فَالهَنا عِندي بِمَزج دَمي |
|
في حُبِّهِ رُمِيَ القَلبُ المَشوقُ بِهِ | |
|
| يا نَفسُ جُدّي وَمِن فيضِ الجَوادِ رُمي |
|
بَحرٌ وَمادامَ لِلغَيثِ البَقا أَبداً | |
|
| البَحرُ باقٍ وَقطرُ الغَيثِ لَم يَدُمِ |
|
وَكَم بِه حازَتِ الراجونَ من نِعَم | |
|
| وَكَم بهِ أَضحتِ الناجونَ في نِعَمِ |
|
عَزَّت مَعانيهِ إِدراكاً عَلى فَهِمٍ | |
|
| مِن الأَنامِ وَجَلَّت رِفعَةً فَهِمِ |
|
وَلُذ بِمَن نالَ مِن مَولاه تسميةً | |
|
| ما نالَها من نَبِيٍّ في الأَنامِ سُمي |
|
مُحمَّدُ المُصطَفى شانيهِ في لَهَبٍ | |
|
| عَمى مُعانِدُهُ وَالقَلبُ منهُ عَمِي |
|
هُوَ الشَفوق الَّذي قالَ النَزيلُ بِهِ | |
|
| نَعَم كَريمٌ وَلَم يَمنَعكَ مِن نَعَمِ |
|
لا خَوفَ يُدرِكُ عَبداً باتَ مُحتَمِياً | |
|
| بِحاكِمٍ عادِلٍ أَو شافِعٍ حَكَمِ |
|
يا أَوحَدَ الخَلقِ يا مَن في فَرائِدِهِ | |
|
| قَد حَصحَصَ الحَقُّ إِجمالاً عَلى الأمَمِ |
|
أَنتَ الَّذي طَلَّقَ الدُنيا بِعِفَّتِهِ | |
|
| وَما لَدَيهِ التِفاتٌ قَطُّ لِلعَدَمِ |
|
يا مَن هُوَ الفاعِلُ المَرفوعُ مَرتَبَةً | |
|
| أَنتَ المُرَجّى لِرَفعِ الكربِ وَالنِقَمِ |
|
وَإِن أَتى الخَوفُ كنّا في شَفاعَتِهِ | |
|
| وَمن غَوى فَهوَ هاديهِ إِلى اللَقَمِ |
|
حَمى من النارِ يَومَ الحَشرِ أُمَّتَهُ | |
|
| بُشرى لَنا قَد أَمِنّا حادِثَ الضَرَمِ |
|
يا نَفسُ مَدحُك مَن عَمَّ الوَرى كَرَما | |
|
| بِالفَضلِ حَقَّقَ ما أَمَّلتِ مِن كَرَمِ |
|
أَنا المُقِرُّ بِتَقصيري وَبي أَلَمٌ | |
|
| يا نَفسُ مِنكِ وَأَرجو فَضلَ مُحتَرَمِ |
|
تَجريدُهُ كانَ عَن دنيا لآخرةٍ | |
|
| وَفيهِ حُكمٌ أفادَ العَدلَ من حَكَمِ |
|
من كَفِّهِ وَمُحَيّاهُ وَمن فَمِهِ | |
|
| بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زَكي القِيَمِ |
|
يا قَلب ماذا التَمادي في هَواك وَيا | |
|
| نَفس ارجعي فَالتَواني جالِبُ الأَضَمِ |
|
ما الذَنبُ عِندي لِنَفسي في تَشاغُلِها | |
|
| أَنتَ الَّذي ملتَ نَحو اللَهوِ فَاِستَقِمِ |
|
لا روحَ في الحُبِّ تُهديها وَلا مُقَلٌ | |
|
| فَليُسعِفِ الدَمعُ إِن لَم تَتَّعِظ بِفَمِ |
|
عَمِّم خَطايا وَخَصِّص بِالمَديحِ لَهُ | |
|
| تَفُز وَتَأمَن بهِ يا خائِفَ النَدَمِ |
|
مَن لَو حَكى القَمَرانِ وَالكَواكِبُ ما | |
|
| في وَجهِهِ غُلّبوا عَجزاً لِضَعفِهِم |
|
تَجاهَل العارِفُ الداري بِدارتهِ | |
|
| فَقالَ ذا الشَمسُ أَم ذا البَدرُ في العِظَمِ |
|
فَقُلتُ نورُ الهدى تَبَّت يَدا بَشَرٍ | |
|
| عَنهُ تَناأى وَعَن مَرأى الحَبيبِ عَمي |
|
وَجَّهتُ وَجهي لِفَردٍ ظاهِرٍ عَلَمٍ | |
|
| مُمَيَّزٍ سالِم الأَفعالِ وَالكَلمِ |
|
يا مَن تَعَجَّبَ من أَنوارِ طَلعَتِهِ | |
|
| ما أَحسَن البَدرَ في داجٍ من الظُلَمِ |
|
قالوا حَوى الحِجرَ في أُسلوب حكمَتِهِ | |
|
| فَقُلتُ مَرباهُ عِند البَيتِ وَالحَرَمِ |
|
وَسائِلٍ عَن بَهيم حيثُ لاذَ بِهِ | |
|
| فَقُلتُ أحياهُ في الدُنيا عَلى قَدَمِ |
|
كَم آيَةٍ فيهِ تَصريحاً وَتَوريَةٍ | |
|
| من الإلهِ مع التَجريدِ وَالهِمَمِ |
|
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ | |
|
| لِمَن يَضِلُّ عَنِ الإِرشادِ في اللقَمِ |
|
يا باذِلَ العَينِ في وَصل الحَبيبِ لَقَد | |
|
| أَحسَنتَ في الحُبِّ لَم تَبخَل وَلَم تَنَمِ |
|
قُطوفُ رَوضَتِهِ الزَهراء دانِيَةٌ | |
|
| تُرَشِّحُ الفَضلَ لِلجاني مِن الحَرَمِ |
|
وَكَم بِهِ صارَ لِلجاني عَلى كِبَرٍ | |
|
| عَفوٌ وَصَفحٌ عَن الزَلاتِ وَالجُرُمِ |
|
نورٌ مبينٌ كَسا شَمسَ الضُحى شَرَفاً | |
|
| بِهِ الغَزالَةُ تَعلو البَدرَ في الغَسَمِ |
|
كَذا الغَزالَةُ مُذ لاذَت بهِ أَمِنَت | |
|
| من صائِدٍ دار حَول الوَحشِ في الرَنَمِ |
|
تَهَيّأت سُنَّةُ العُشّاقِ حَيثُ قَضَوا | |
|
| فَرضاً من الحُبِّ بَعدَ النَدبِ وَالنَدَمِ |
|
وَفي القِيامَةِ قُل تُحمى العُصاةُ بِهِ | |
|
| إِن هاجَت النارُ مِن وَبلٍ وَمن ضَرَمِ |
|
في القَلبِ وَالطَرفِ مِن أَحبابِه قَمرٌ | |
|
| قَد حَلَّ في بُرج حُبٍّ غَيرَ مُنقَسِمِ |
|
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ | |
|
| كَالبَدرِ يَجلو صَدى التَوهيم في الظُلمِ |
|
فَمَدحُه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى | |
|
| مَدحُ الإِلهِ لَهُ في نون وَالقَلَمِ |
|
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ | |
|
| أَثنى عَلَيهِ مِن الإِعزازِ بِالعِظَمِ |
|
إِنَّ الضَعيفَ المُعَمّى عَن زِيارَتِهِ | |
|
| لِمَورِدِ البَحرِ يُعطى النَهر وَهوَ ظَمي |
|
كَساجِدٍ يَخدم الباري بِدَمعَتِهِ | |
|
| مُلازِمُ الخَمسِ يُعطى وَهو في عَدَمِ |
|
تَوَسُّلي لإِلهي سِتَّةٌ فبِهِ | |
|
| تَوَصُّلي لِلَّذي أَرجو من النِعَمِ |
|
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إِن فاتَ واحِدُها | |
|
| يَبقى بِهِ أَحَدُ الأَعدادِ في الكَلمِ |
|
مُحَمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أَرسَلَهُ | |
|
| بِالحَقِّ في هَيكَل الإِنسانِ لِلأُمَمِ |
|
يا داخِلاً بابَهُ نعم المجاز إِلى | |
|
| بَحرِ الغِنى وَالمُنى وَاسأَل عَن الهِمَمِ |
|
سَهلٌ شَديدٌ عَلى سِلمٍ وَفي حَرَبٍ | |
|
| مِن مثله وَحَوى التَكميل في الشِيَمِ |
|
وَالبَدرُ في حالَةِ التَتميم شُقَّ لَهُ | |
|
| فَخراً وَمُعجزَةً في حالِك الظلَمِ |
|
من كانَ مُختَرعاً جِنسَ البَديع له | |
|
| فَذا مُحِبّ رَعا مَحبوبَهُ بِفَمِ |
|
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ | |
|
| فَردٌ هو البَرُّ وَهو البَحرُ كَالعَلَمِ |
|
بِمَذهَبٍ مِن كَلامِ اللَهِ خالِقِهِ | |
|
| أَقامَ لِلشَرعِ رُكناً غَيرَ مُنهَدِمِ |
|
لَو لَم يَكُن جودُهُ بَحراً لَما شَمَلَت | |
|
| يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ |
|
مِن حُسنِ تَعليلِهِم أَوصافَ سَيِّدِهِم | |
|
| قالوا حكاها الحَيا فَاِعتاد بِالكَرَمِ |
|
يَستَتبعُ الفَضلَ مِن لَفظٍ بِراحَتِهِ | |
|
| لِلطالِبينَ فَيُغني من يَدٍ وَفَمِ |
|
فَتى قُرَيشٍ إِمامُ العُربِ حَيثُ رَفوا | |
|
| أَزكى النَبِيّين خيرُ الرسل كُلِّهم |
|
لَهم أَيادٍ وَلكِن فضلُ خاتِمِهِم | |
|
| قَد فاقَهُم وَهو عُنوانٌ لِخَتمِهِم |
|
صَلّى وَسَلَّم رَبّي مَع مَلائِكة | |
|
| عَلَيهِ مَع أُمَّةِ التَنزيلِ في الأُمَمِ |
|
فازَ القَريبُ بِهِ فَوزاً وَنالَ هدى | |
|
| وَحازَ بِالقُربِ تَرتيباً مع الخَدَمِ |
|
في رُؤيَةٍ وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي | |
|
| ذاتٍ وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ |
|
بَيني وَبَين الهَوى فيهِ مُراجعةٌ | |
|
| قُلتُ اصطَبِر قالَ سَمعي عَنكَ في صَممِ |
|
أَنتَ الَّذي قَصُرَت في الحُبِّ هِمَّتُهُ | |
|
| نَعَم وَأَنتَ الَّذي قَد مِلتَ فاِستَقِمِ |
|
يَستَطرِدُ الدَمعُ نومَ العَين في سَبَقٍ | |
|
| مِن الغَرامِ نَحيل الشَوقِ وَالنعَمِ |
|
في المَدح بالغ فَلَم تَبلُغ سِوى قِصَرٍ | |
|
| عَن مَدح من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كلّهم |
|
وَلِلمَلائِك من تَبليغ حَضرَتِهِ | |
|
| أَزكى السَلام الرضى من بارئِ النسَمِ |
|
لَو رامَ أَن يغرقَ الدنيا وَساكِنَها | |
|
| نَدي يَدَيهِ لأنجى شاكيَ العَدَمِ |
|
غالي الصِفاتِ كَأَنَّ البَحرَ في يَدِهِ | |
|
| يَجري وَلَو لَم يَمسَّ الماءَ من كَرَمِ |
|
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ | |
|
| بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ وَمن رَحِمِ |
|
كَم أَوغَلَت مَع بَناتِ النَعشِ هارِبَةً | |
|
| مِنهُ العدى في الهَوى خَوفاً من النِقَمِ |
|
وَكَم حَمى من حَبيبٍ في مُقابَلَةٍ | |
|
| وَكَم رَمى من عَدُوٍّ طارَ كَالرَخَمِ |
|
وَكانَ يُنكِرُ قَولَ الوَحشِ عَن بُعدٍ | |
|
| فَصارَ يُعرَفُ فِعلَ الطَيرِ من أمَمِ |
|
ما أَحسَنَ الصدق وَالإِحسان في بشرٍ | |
|
| وَأَوحَشَ الكَذبَ وَالاضرارَ في الشِيَمِ |
|
زَين الصِبا وَجَميلُ القَولِ داوَلَهُ | |
|
| شَينُ المَشيبِ وَقُبح الفِعل وا نَدَمي |
|
بُعدُ الحَبيبِ وَفَوتُ الوَصلِ أَوجَدَني | |
|
| قُربَ العَدُوِّ وَنيلَ القَطعِ وَالعَدَمِ |
|
فَاِرحَل وَجُد وَافتَرِق وَاصرِف وَصَلِّ وَقُم | |
|
| وَانزِل وَخُذ وَاجتَمِع وَاجمَع وَصُم وَثمِ |
|
قَد أَرسَلَ اللَهُ ذاتَ المُصطَفى مَثَلاً | |
|
| فَصارَ أَشهرَ من نارٍ عَلى عَلَمِ |
|
إِن قامَ أَقعد من يَرجو مُطابقَةً | |
|
| أَو قال أسكتَ عَجزاً عَنهُ كُلَّ فَمِ |
|
لا يظهرونَ أَعاديهِ عَلى فَرَجٍ | |
|
| بَل يظهرونَ عَلى الخُسرانِ وَالنَدَمِ |
|
كَم مَيِّتٍ هالِكٍ أَحيَته دَعوَتُهُ | |
|
| وَكَم قَتيلٍ بِه قَد عاشَ في نِعَمِ |
|
لا تَمدَحِ السُحبَ وَامدَح مَن أَنامِلُهُ | |
|
| تغني عَن الغامِرَينِ البَحرِ وَالدِيَمِ |
|
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً | |
|
| إِلا مَدائِحُهُ جَلَّت مِن العِظَمِ |
|
كَلامُهُ جامِعُ الخَيراتِ كَيفَ وَقَد | |
|
| أُوتي جَوامِع فَضل اللَهِ في الكلِمِ |
|
يُرعى النَظيرُ بِشَمس كانَ أَو قَمَرٍ | |
|
| مِن نورِهِ مَع نَجمٍ في سُجودِهِم |
|
مَلابِسُ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمَن | |
|
| عَرا من الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحُرَمِ |
|
إِيجابُ دَعوَتِهِ لِلخَيرِ يُجبِرُ مِن | |
|
| كَسرٍ وَسَلبٍ وَلم يجبُر عَلى نَدَمِ |
|
ما رُمتُ نَفيَ مَنامي في مَحَبَّتِهِ | |
|
| إِلا وَفُزتُ بِإيجابٍ مِن النِعَمِ |
|
ما كُنتُ أَقنَع بِالتَسليمِ مِن بُعُدٍ | |
|
| وَلَو قَنعتُ فَما شَوقي بِمُنصَرمِ |
|
لا خَيرَ يَشمَلُ من أنسا مَدائِحُهُ | |
|
| إِن لَم يَكُن جاءَ في الإيضاحِ وَاللقَمِ |
|
خَيرُ البَرِيَّةِ مَعناهُ وَصورَتُهُ | |
|
| عَينُ المُساواةِ في عِزٍّ وَفي عِظَمِ |
|
تَعديدُ أَفعالِهِ بِالجودِ زَيَّنَها | |
|
| تَنزيهُ أَقوالِهِ عن لا وَلن وَلَمِ |
|
لَهُ يَدٌ حَرَسَ اللَهُ الوُجودَ بِها | |
|
| بَيضاءَ من غَيرِ سوءٍ غُرَّةَ الدُّهُمِ |
|
يُصَرِّفُ القَولَ بِالمَعروفِ مِنهُ كَما | |
|
| يُؤَلِّفُ اللَفظَ وَالمَعنى مِنَ الحِكَمِ |
|
لَفظُ الكِتابِ وَلَفظُ الشارِع اِئتَلَفا | |
|
| كَالشَمسِ وَالبَدرِ في صُبحٍ وَفي ظُلَمِ |
|
تَأليفُ مَعنى بِمَعنى مِنهُ مُتَّضحٌ | |
|
| كَالبَحرِ في العُربِ أَو كَالدُرِّ في العَجَمِ |
|
يَدعو إِلى الخَيرِ بِالتكرارِ أُمَّتَهُ | |
|
| وَيَأمُرُ الأَهلَ بِالمَعروفِ وَالهِمَمِ |
|
الفائِضُ الكرم ابن الفائِض الكَرَمِ | |
|
| ابن الفائِض الكرم ابن الفائِضِ الكرمِ |
|
مُحمَّدٌ نَجلُ عبد اللّه صَفوَةُ شَي | |
|
| بَةَ بن عمرو كرامٌ في اطِّرادِهِم |
|
فَلا اعتِراض عَلى المُدّاح إِن عَجَزوا | |
|
| إِنّي وَأَعجَزُ لَم أَبلُغ لِوَصفِهِم |
|
قَد ألحق الجُزء بالكليِّ منحَصِراً | |
|
| إِذ دينُهُ ناسِخُ الأديانِ في القِدَمِ |
|
تَسهيمه في الأَعادي صائِبٌ أَبَداً | |
|
| كَأَنَّ كُلاً عَلى الأَرصادِ حينَ رُمي |
|
فَلا إِذا نَثَروا أَمراً بِمُنتَثر | |
|
| وَلا إِذا نَظموا شَملا بِمُنتَظِمِ |
|
مُوَشّحونَ بِطَعنٍ أَينَما ظَعَنوا | |
|
| وَحَيثُ كانوا فَهُم في الناسِ كَالعَدَمِ |
|
الجودُ وَالحُسن وَالخَيراتُ قَد جُمِعَت | |
|
| فيهِ مَع اللُطفِ وَالإِحسانِ وَالهِمَمِ |
|
وقَد تَقسم فيهِ الفَضلُ أَجمَعهُ | |
|
| ذاتا وَمَعنى وَأَفعالاً مَع الكَلمِ |
|
قالوا هُو البَدرُ وَالتَفريقُ بَينَهُما | |
|
| البَدرُ يَكسف وَالمَحبوب لَم يُضمِ |
|
أَفنى العدى فَلِقسمِ الفيءِ ما جَمَعوا | |
|
| وَالنَفسُ لِلقَتلِ وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ |
|
في ضِحكِهِ وَالبُكا يُبدي لِناظِرِهِ | |
|
| كَاللُؤلُؤ الرَطب في حُزنٍ وَمُبتَسَمِ |
|
وَالمالُ كَالماءِ في جَمعٍ يُفَرِّقُهُ | |
|
| ذا لِلفَقيرِ وَذا يَجري لِكُلِّ ظمِ |
|
جَمعٌ تَفَرَّقَ مع تَقسيمِ دَعوَتِهِ | |
|
| مِنهُم شَقِيٌّ وَمِنهُم حامِدُ النِعَمِ |
|
فَلِلشَقي جَحيمٌ غير راحمةٍ | |
|
| وَلِلسَّعيد نَعيمٌ غَيرُ مُنصَرِمِ |
|
جَمعٌ تَقسمَ مع جَمعٍ بِراحَتِهِ | |
|
| ماءٌ جَرى أَنهراً كَالبَحرِ في القِسَمِ |
|
تَسقي الغَمامَةُ قَطراً في مُشاكلَةٍ | |
|
| إِذا سَقى النَقد لِلمُحتاجِ في العَدَمِ |
|
يا وَيلَتا في عِتاب النَفسِ من كسلي | |
|
| يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أَقُمِ |
|
إِن عَزَّ بان الحمى فَالسَهلُ مُمتَنِعٌ | |
|
| وَإِن دَنا الحَي فَالمُشتاقُ لَم يَنَمِ |
|
ما بَينَ مُنسَجمٍ مني وَمُضطَرِمٍ | |
|
| من الحشاشَةِ شَوقي غَيرُ مُنكَتِمِ |
|
استَدرك النَفسَ كَي تَدنو وَقد قَربَت | |
|
| عِندَ الملامِ وَلكِن من هوى نَدَمِ |
|
في كُلِّ عُضو من المُشتاقِ ترجمةٌ | |
|
| عن حالِهِ في اللَيالي وهو ذو أَلَمِ |
|
ضَمَّنتُ شَوقي لِقَلبٍ أَستَعينُ بِهِ | |
|
| عَلى الهَوى فَإِذا لَحمٌ عَلى وَضَمِ |
|
لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي | |
|
| بِرقةِ الحالِ وَاعذُرني وَلا تَلُمِ |
|
من اِستَعانَ بِغَيرِ اللَهِ في طَلَبٍ | |
|
| فَإِنَّ ناصِرَهُ عَجزٌ وَلَم يَدُمِ |
|
نَسَجت ثَوبَ الهَوى سِرّاً فَأظَهرهُ | |
|
| ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرُ مُحتَشِمِ |
|
عَصى عَلَيَّ فَما وَقَّرتُ حُرمَتَهُ | |
|
| وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ |
|
ذُخري شَفيعُ الوَرى من حَجَّ مُعتَمِراً | |
|
| فَحقَّ قَولُ حَبيبٍ فيهِ في القِدَمِ |
|
لَو يَعلَمُ الرُكنُ مَن قَد جاءَ يَلثِمُهُ | |
|
| لَحَنَّ يَلثِمُ مِنهُ مَوطِئَ القَدَمِ |
|
قَد أَودَعَ اللَهُ فيضاً في أَنامِله | |
|
| لَو صابَ تُرباً لأَحيا سالِفَ الأُمَمِ |
|
وَالمُستَعيرونَ أَرباباً لَهُم تُركوا | |
|
| يَموجُ بَعضُهُم قبحاً بِبَعضِهِم |
|
ذَلُّوا وَأَصنامُهُم خَرَّت لِمَظهَرِهِ | |
|
| وَأهلِكوا بِلَظى ريح من العُقُمِ |
|
كَم باطِلٍ عِندَهُم وَالحَق يَدمَغُهُ | |
|
| في السِرِّ وَالجَهر بِالأَفعالِ وَالكَلِمِ |
|
وَنارُ فارِسَ لَمّا أَن بَغَت خَمِدَت | |
|
| بِسِرِّهِ وَتَرامي عابِد الصَنَمِ |
|
وَالخَيرُ أَضرَبَ عَن كِسرى فَحلَّ بِه | |
|
| كَسرٌ فَوا عَجَباً مِن ضعفِ عَقلِهِم |
|
بِالهَمزِ وَالحاءِ قَد شُقَّت مَرائِرُهُم | |
|
| وَالميمُ وَالدال مَعنى عِندَ قَصرِهِم |
|
أَصحابه لاقتِباس الفَضل مِنهُ غَدَوا | |
|
| مِثلَ النُجومِ وَأَهل الشرك لَم تَدُمِ |
|
فَأَصبَحوا لا تَرى إِلا مَساكِنَهُم | |
|
| وَهكَذا كُلُّ من يُعزى لِرَفضِهِم |
|
يا سادَةً علمُهُم صَيدٌ وَمن عَجَبٍ | |
|
| جَواز تَقييده لِلنّاسِ في الحَرَمِ |
|
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحِبُكُم | |
|
| وَما غَوى وَكَفاكُم أَوفَر القَسَمِ |
|
بِالفَتحِ قَد عُقِدَت آياتُه فَحَوى | |
|
| نَصراً عَزيزاً وَغُفراناً مع النِعَمِ |
|
في قَولِهِ إِنَّما الأَعمالُ فائِدَةٌ | |
|
| يَحوزُها العَبدُ بِالنِيّاتِ في الكَلمِ |
|
وَفي مَقالِ عَلِيٍّ بَعدَهُ أَثَرٌ | |
|
| ما لابنِ آدمَ وَالفَخرَ اعتبرتَهِم |
|
الظُلمُ مِن شَهواتِ النَفسِ إِن بَعُدت | |
|
| عَنهُ فَذاكَ لأَمر فيه مِن حِكَمِ |
|
كُل الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم | |
|
| إِلا العَذول الَّذي اِستَثنى لِبَعضِهِم |
|
قالوا كَلام العدى قَولٌ بِموجِبِهِ | |
|
| يَضُرُّ قُلتُ عَذولي في مَديحِهِم |
|
يحكي الهَواءَ مَديدُ العَذلِ في أذني | |
|
| فَاقصر حَماني الهَوى عَن ذلِكَ النَغَمِ |
|
زِدني هَوىً فَبِما عينيَّ جارِيَةٌ | |
|
| قَد رَخَّمَت دَمعَ عَبدِ الحُبِّ بِالعَنَمِ |
|
تَهكُّمي بِك يا مَن ذَلَّ قُلتُ لَهُ | |
|
| ذُق انَّكَ اليَوم ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ |
|
واربتَ بِالعَذلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فيا | |
|
| أَحمى الوَرى أَنت عِندي مِن أَخصِّهِم |
|
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعلِ العَفوِ مُحتَكِماً | |
|
| بشراك هَذا مقام القَلبِ من سُدُمِ |
|
في مَعرِضِ المَدحِ يُهجى الموذيان هُما | |
|
| كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللَخَمِ |
|
إِبليسُ وَالنَفسُ لِلإِنسانِ ما برِحا | |
|
| في أَسوأ الحال بِالتَوليدِ فَاِستَقِمِ |
|
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعُمِهِم | |
|
| وَالمَح فَفي التَوبَة اِستِظهارُ فَضلِهِم |
|
لَئِن تَخَيَّلتَ أَن تَغنَى بِغَيرِهِم | |
|
| عَن خَيرِهِم فَقَدِ اِستَسمَنتَ ذا وَرَمِ |
|
كَم شامتٍ بِك في يَوم المعادِ فَذُق | |
|
| ما قَد كَنَزتَ فَهذا موجِبُ النِقَمِ |
|
يُرادُ جد بِهَزلٍ من ملامِكَ لي | |
|
| دَع عَنكَ ذا كَيفَ أَكل اللَحمِ بِالضَرَمِ |
|
أُسلوبُ أَحمَق أَحياهُ فَقالَ أَنا | |
|
| أحيي الأَسى وَأميتُ القَلبَ بِالسَّدَمِ |
|
لَهُم مَنازِلُ قِف وَاِنشد بِها لَكَ يا | |
|
| مَنازِل الأَمن مِن تَعريض مُنثَلِمِ |
|
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ | |
|
| عادا سواءً فَلا إِبهامَ في الدِّيمِ |
|
بادِر قُبَيلَ تَصاريف العُمَيرِ إِلى | |
|
| عُرَيب نَجدٍ وَصَغِّر من ضُدَيدهِم |
|
خُضرُ الحمى حمرُ بيضٍ سودُ معتَركٍ | |
|
| في الزُّرقِ بِالسُّمر دبّج أَو بِصُفرِهِم |
|
لا أَبتَغي بَدَلاً عَن حُبِّهِم أَبَداً | |
|
| وَلَيسَ قَصدي سوى المَسعى لِحَيِّهِم |
|
في جَمعِ مُختَلف منهُم وَمُؤتَلفٍ | |
|
| تَبدو سِيادَتُهُ مَع عُظمِ فَضلِهِم |
|
البِرُّ وَالعَدلُ وَالإِحسانُ يَعرِفُهُم | |
|
| في الاحتِذاءِ وَفي الأَحكامِ وَالحِكَمِ |
|
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالإِيثار مَع نَسبٍ | |
|
| وَفي التَخَيُّرِ كُلٌّ ثابِتُ الرَحِمِ |
|
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُ عصى | |
|
| وَقامَ عُذري وَعزمُ السَعي لَم يَقُمِ |
|
وَما اِكتَفى الشَوقُ ضَعف الجِسمِ مِنهُ إِذا | |
|
| حَتّى غَدا يَنحَلُ الأَعضاء وَهو كَمي |
|
أَخا جَميلَين جُد إِن الكِرام إِذا | |
|
| يا مَن بذاتٍ وَوَصف لاحَ فيه جَمي |
|
يا ناسِخَ البُعد بَشِّرني وَخُذ حَدَقي | |
|
| إِن كُنتَ جِئتَ بِبُشرى من دُنُوِّهِم |
|
قَد اِنتَحَلتُ وَلَولا أَنَّ لي أَمَلاً | |
|
| بِوَصلِ بَدرٍ ثَوى كَاللَيثِ في الأَجَمِ |
|
حامَ الحمامُ لَهُ وَالعَنكَبوتُ علا | |
|
| عَنهُ اختِياراً وَكانَت قَبلُ لَم تَحُمِ |
|
وَأُمُّ مَعبَدَ دَرَّت شاتُها لَبَناً | |
|
| إِذ مَسَّها وَهيَ ذاتُ السَلخِ في الغَنَمِ |
|
كَأَنَّ مالَ اِبن عَبدِ اللّهِ مُغتَرَفٌ | |
|
| لِلمُستَحِقّينَ من طفل إِلى هرمِ |
|
قَد أَورَدَ اللَهُ فيهِ الحُسن أَجمَعَهُ | |
|
| فَكانَ أَحسَن خَلقِ اللَهِ كُلِّهِم |
|
بَدرٌ إِذا اعتَمَّ تَمَّ البَدرُ في شَرَفٍ | |
|
| مُقارِنَ السَعدِ لَم يَبرَح عَلى عَلَمِ |
|
وَزادَهُ بَسطَةً مَولاهُ فاقَ بِها | |
|
| في العِلمِ وَالجِسمِ وَالأَحكامِ وَالحِكَمِ |
|
مَعنى الصَحابَةِ وَالأَعداءَ مُختلفٌ | |
|
| في الوَردِ لَيسَ البُزاةُ الشُهبُ كَالرَخَمِ |
|
تَمثيلُهُم جاءَ كَالأَنعامِ مُذ غَفلوا | |
|
| بَل هُم أَضَلُّ مِن الأَنعامِ وَالبُهُمِ |
|
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُم لِضارِبِهِم | |
|
| أَشَقَّ من رُؤيَةِ الرائي لِمَسخِهِم |
|
ما لِلصَحابَةِ مِن نِدٍّ يُطاعُ وَقَد | |
|
| نَفاهُ إيجابُهُ عَنهُم لِبُغضِهِم |
|
أَبدى مُناقَضَةً وَقَد يَشُبُّ إِذا | |
|
| شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلى نَعَمِ |
|
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِها كَرَماً | |
|
| وَاِستَخدمِ العَيشَ في الدُنيا بِخَيرِهِم |
|
كَالبَدرِ في جودةِ التَشبيهِ مُرتَفِعاً | |
|
| وَصَحبُهُ كَنُجومِ الأُفقِ في الظُلَمِ |
|
محمد وَأَبو بَكر وَقُل عمرٌ | |
|
| عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ فُسِّرَت بِهِم |
|
صِدقٌ وَصِدّيق الفاروق ثالِثُهُم | |
|
| ثُمَّ الشَهيدُ اِتِّساعاً ثُمَّ ذو الكَرَمِ |
|
نالَ الرَدى من غَدا بِالنَقصِ يذكرهم | |
|
| كَالكَلبِ يَعوي فَيحوي ذِلَّةَ النِقَمِ |
|
قَومٌ لَهُم أَدَواتٌ غَيرُ مُمكِنَةٍ | |
|
| لِغَيرِهِم وَهُم الوافونَ في القِسَمِ |
|
عُربٌ كِرامٌ لَهُم بِالمُصطَفى شَرَفٌ | |
|
| فَيفضلوا العُربَ فَضل العُربِ لِلعَجَمِ |
|
كَالبَحرِ أَحمَدُ وَالأَصحابُ في كَرَمٍ | |
|
| كَالغَيثِ وَالكُلُّ مِثلُ الدَهرِ في الهِمَمِ |
|
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِ عِندَهُمُ | |
|
| فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبحِ في الغَنَمِ |
|
إمامُهُم في مَعالي الفَضلِ أَحمَدُهُم | |
|
| كَم هَدَّ مِن جَبَلٍ في الحَربِ كَالأَكَمِ |
|
وَصَيَّرَ العَقلَ فيها كَالجُنونِ بِها | |
|
| مِن فِعل كَفِّ تُراب من أصيبَ عَمي |
|
رَمى بِعَزمٍ لَهُ كَالنارِ في حَطبٍ | |
|
| فَلَم يَذر مِنهُم من لا وَهى وَرُمي |
|
في كَفِّهِ سَيفُ نَصرٍ كَالمنية في | |
|
| قَطعِ الأَماني عَن الأَبدان وَالقِمَمِ |
|
لِلَّهِ من بَشَرٍ في حَربِهِ أَسَدٌ | |
|
| لكِنَّهُ فاقَهُ قَدراً وَعِطرَ فَمِ |
|
فَوَجهُهُ في السَما كَالبَدرِ في أُفقٍ | |
|
| وَذاتُهُ بَينَ أَهلِ الأَرضِ كَالعَلَمِ |
|
أَقوالُ أَعدائِه زورٌ يَلوحُ كَما | |
|
| أَعمالُهُم كَسَراب من أتاهُ ظَمي |
|
لَهُم من اللَيلِ مَعنى لاحَ في صُوَرٍ | |
|
| سَوداءَ قَد كُسِيَت من حالِكٍ دَهِمِ |
|
فَدع لِسانَيكَ مَع وَجهَيكَ في عذلي | |
|
| فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِ وَالجَلَمِ |
|
إِنَّ العَواذِلَ من أَهلِ النِفاقِ كَمن | |
|
| استَوقَدَ النارَ لكن باتَ في ظُلَمِ |
|
فَاِجهَر بِحُبِّ مَليحٍ مُفرَدٍ عَلَمِ | |
|
| بادٍ كإِنسانِ عين الدهر في الأُمَمِ |
|
وَلُذ بِهِ وَاِستَزِد مِنهُ فَإِنَّ لَهُ | |
|
| قَلباً كَبَحرٍ جَرى بِالعلمِ وَالحِكَمِ |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| مُفَرَّعٌ عَنهُ أَصحابٌ ذَوو رَحِمِ |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكرٍ عَتيقِهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَاثني عَلى عُمَرَ الثاني لِعَدِّهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّاً عَليِّهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَطَلحة خامِسٌ إِيفاءَ نِصفهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَسادِس الصحب يَأتي في زُبَيرِهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَسابِعُ الزُهرِ يَبدو عِندَ سَعدِهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَثامِنُ الغُرِّ آتٍ في سَعيدهم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَتاسِع القَوم بادٍ في ابن عوفِهِم |
|
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه | |
|
| فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى لِخَتمِهِم |
|
ما أَفخَر الدرّ مع تَفريعِهِم أَبَداً | |
|
| يَوماً بِأَزهَرَ مِن تَرتيبِ ذِكرِهِم |
|
ما أَقبَحَ العَيش يَمضي في مُغايَرَةٍ | |
|
| ما أَحسَن العَيش عِندي تَحتَ ظِلِّهِم |
|
إِن رُمتَ في مَعرضِ الذمِّ المَديحَ فَقُل | |
|
| لا عَيبَ فيهِم سِوى الإِيثار في العَدَمِ |
|
إِنَّ المُفَرَّغَ عَقدٌ لَيسَ يَحفَظُهُ | |
|
| لَيثٌ سِوى أنَّهُ غَيثٌ لِمُغتَنِمِ |
|
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُ بَدا | |
|
| حَتّى غَدا عَلَماً ناهيكَ من عَلَمِ |
|
قَد اِصطَفاهُ إِله العَرشِ من عَرَبٍ | |
|
| سادوا بِنَوعٍ عَلى أَبناءِ جِنسِهِم |
|
تُروى أَحاديثُهُ فينا مُعَنعَنَةً | |
|
| عَن الحَيا عَن أَياديهِ عَن الكَرَمِ |
|
سَل الكَتائِبَ عَن أَحوالِ سيرَتِهِ | |
|
| تَلقَ العَجائِبَ في إِيجازِ كُتبِهِم |
|
قَد أَعجَزَ الخَلقَ أُميٌّ بِهِ عُرِفَت | |
|
| كُلُّ العُلوم وَلم يَلزَم عَلى قَلَمِ |
|
وَأَمَّنَت حائِطُ العَباس حينَ دَعا | |
|
| وَاسكُفَّةٌ بِاِرتِجالِ النُطقِ دونَ فَمِ |
|
نَزِّه لِحاظَكَ في عَلياء حَضرَتِهِ | |
|
| وَعن سِواها فَفيها سَيِّدُ الأُمُمِ |
|
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلَّمت أَدباً | |
|
| عَلَيهِ كَالجدي في التَشريكِ فَاِحتَكِمِ |
|
تَنازَعا مَعنيا بَدرٍ بَدا وَقَضى | |
|
| مُوَفَّقاً فَهو في الحالَين في حَرَمِ |
|
يَفوحُ يَطعنُ في الأَعداءِ مادِحُهُ | |
|
| وَمطربٌ فَهو عودٌ ظاهِرُ القِسَمِ |
|
كَم لَفَّ شَملاً وَكم صوماً طَوى وَبذا | |
|
| أَصحابُه كَم رَوَوا عَن طيبِ نَشرِهِم |
|
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتي شُغلي | |
|
| لَهُم عَلَيهِم بِهِم في بابِهِم خِدَمي |
|
طيبي طَبيبي مَذهَبي حَسَبي | |
|
| هُمُ بِهِم فيهِم مِنهُم بِتُربِهِم |
|
فَحلَّ عِقدكَ لَيسَ القَولُ يَمدَحُهُم | |
|
| وَإِنَّما القَولُ مَمدوحٌ بِذِكرِهِم |
|
أَرجو بِهِم مَخلَصاً مِن زِلَّتي فَبِهِم | |
|
| حُسنُ التَخَلُّصِ لِلشاكي مِن الأَلَمِ |
|
ها قَد شهرتُ لِساني بِالمَديحِ لَهُم | |
|
| كَالسَيفِ عِندَ اِنتِباهٍ غَيرِ مُنثَلمِ |
|
أَرومُ تَعليقَ شانيهم إِذا مُدِحوا | |
|
| فَقد عَصى قائِلاً في أَهلِ مَدحِهِم |
|
هَذي عَصايَ التي فيها مَآرِبُ لي | |
|
| وَقد أَهشُّ بِها طَوراً عَلى غَنمي |
|
إِن ألقِها تَتَلَقَّف كُلَّما صَنَعوا | |
|
| إِذا أَتَيتُ بِسِحرٍ مِن كَلامِهِم |
|
ما بَينَ سَيفٍ وَطرفٍ من مناسبَةٍ | |
|
| إِنَّ العَصا في الثَرى وَالسَيف في القِمَمِ |
|
أَما رَأَيت النَدى مِنهُم لِسائِلِهِم | |
|
| أَما سَمِعت الهدى في الفِعلِ وَالكَلِمِ |
|
أَتاكَ عِقدٌ بَديعٌ بِالمَحاسِن في | |
|
| مَدح الشَفيعِ الَّذي بِالمَكرُمات سُمي |
|
أَبياته الغُرُّ لِلراجينَ جامِعَةٌ | |
|
| مِن المئين أَربعاً في عَدِّ عِقدِهِم |
|
في لَيلَة النِصف مِن شَعبان قَد نَجِزَت | |
|
| فَوافَقَت عام حَضٍّ من سنيِّهِم |
|
فاقَت فُنوناً وَأَنواعاً أعِنتُ بِها | |
|
| مِن فَتح مكَّة عِندَ البَيتِ وَالحَرَمِ |
|
حَوَت غَريب المَعاني فَهيَ نادِرَةٌ | |
|
| رَضيعُها عَن سَناها غَيرُ مُنفَطِمِ |
|
تَشابَهَ الحُسنُ في أَطرافِها فَلَها | |
|
| فَخرٌ بِحُسنِ اِمتِداح عِندَ كل فَمِ |
|
فَمي حَواها وَرَبُّ العرس يَحفَظُها | |
|
| مِن جاهِلٍ حاسِدٍ أَو عالِمٍ خَصِمِ |
|
يا رَبِّ سَهَّلتَها فاقصِم مُعانِدَها | |
|
| بِغَيرِ حَقٍّ وَمن يَدعوكَ لَم يُضَمِ |
|
أَقَمتُها في مَقامِ الذَّيلِ مِن أَدَبٍ | |
|
| مَع بردةِ المُصطَفى وَالفَضلُ لِلقُدُمِ |
|
يا صاحِ إِنّي وَإِن أَطنَبتُ مُعتَذِرٌ | |
|
| عَن فَضلِ ناظِمِها بِالعُشرِ لَم أَقُمِ |
|
قَوِّمهُ أَلفاً مَعَ التَوجيهِ في لُغَةٍ | |
|
| وَاحسِب سِواهُ بِرُبعِ الشَخصِ أَو فَنَمِ |
|
جَعَلتُها لي ذُخراً في المعادِ غَداً | |
|
| كنايَةً عَن ضَميري عِندَ مُستَلمي |
|
وَما اِستَعَرتُ لَها ثَوباً يَليقُ سوى | |
|
| مَنسوجِ مَدحِ المَليحِ المُفرَدِ العَلَمِ |
|
أَضمَرتُ حالي وَآمالي مُحَقِّقَةٌ | |
|
| بِأَنَّ ما لي سوى المَبعوثِ لِلأُمَمِ |
|
لَعلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَع لي | |
|
| في مَوقِفٍ بِجَميع الخَلقِ مُزدَحمِ |
|
لَيتَ المُفَرِّط لَم يُخلَق فَما حَصَلَت | |
|
| مِنهُ الأَماني عَلى شَيءٍ سوى النَدَمِ |
|
حُسنُ البَيانِ لِمَن عَنهُ المُرادُ خَفى | |
|
| وَالرَبُّ أَدرى بِحالِ السائِلِ العَدِمِ |
|
هُوَ الغَنِيُّ وَلَو أَحسَنتُ في طَلَبي | |
|
| بِعِلمِه عَن بَياني عِندَهُ بِفَمي |
|
لَولا العَظيمُ عَلى اللَهِ العَظيمِ | |
|
| ذَنبي العَظيم جرا التَرديدُ في عَدَمي |
|
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى | |
|
| في حالِ مُحتَسبٍ بِاللَهِ مُعتَصِمِ |
|
أَرجو بِحُسنِ اتباعي راحَتَيهِ وَقَد | |
|
| أَهديتُ من صَدَفي دُرّاً من الكَلِمِ |
|
فَإِن قبِلتُ عَلى شَرطي فَيا شَرَفي | |
|
| وَإِن حرمتُ الجَزا يا زلَّةَ القَدَمِ |
|
حاشاكَ حاشاكَ يا خَير البَرِيَّةِ مِن | |
|
| رَدِّي وَإِن كُنتُ ذا ذَنبٍ وَذا جُرَمِ |
|
يا سَيِّداً نالَ تَمكيناً وَتَوسِعَةً | |
|
| مِن الغِنى وَالمُنى في الحلِّ وَالحَرَمِ |
|
حِكايَتي في الوَرى شاعَت بِذِكرِكَ لي | |
|
| وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ في الحُلُمِ |
|
ليَ البشارَةُ يا مَن في إِشارَتِهِ | |
|
| خَيرٌ عَظيمٌ لِراجي فَضلِهِ العَمِمِ |
|
أَردَفتُ جَبري بِإِخلاصي وَلي أَمَلٌ | |
|
| بِعِتقِ شَيبَتي الغَبراءَ في اللِّمَمِ |
|
لأَنَّني خادِمُ الآثار لي نَسَبٌ | |
|
| أَرجو بِهِ رَحمَةَ المَخدومِ لِلخَدَمِ |
|
أَعَزُّ أَكملُ مَن يَبدو بِطَلعَتِهِ | |
|
| أَبَرُّ أَفضَلُ من يَسعى عَلى قَدَمِ |
|
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِ مادِحُهُ | |
|
| فَالعُذرُ مِنّي مَبسوطٌ وَلَم أُلَمِ |
|
كُلُّ المَدائِحِ وَالمُداحِ في قِصَرٍ | |
|
| وَلَو أَطالوا لمالوا نَحوَ عَجزِهِم |
|
لا أَختَشي مقطَعا فَالفَضل مُتَّصِلٌ | |
|
| بِمَدحِ أَحمدَ في نَثرٍ وَمُنتَظَمِ |
|
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماً أَبَداً | |
|
| عَلَيهِ في المُبتَدا مَع حُسنِ مُختَتمي |
|