في حُسن مَطلَعِ أَقمار بِذي سَلَم | |
|
| أَصبَحتُ في زُمرَةِ العُشّاق كَالعَلَمِ |
|
أَقول وَالدَّمعُ جارٍ جارِحٌ مُقَلي | |
|
| وَالجار جار بِعَذل فيهِ مُتّهِمي |
|
يا لَلهَوى في الهَوى رُوحٌ سَمحتُ بِها | |
|
| وَلَم أَجد رُوحَ بُشرى مِنهُمُ بِهِمِ |
|
وَفي بُكائي لحال حالَ مِن عَدَم | |
|
| لفّقتُ صَبراً فَما أَجدى لِمَنعِ دَمي |
|
يا سَعدُ إِن أَبصَرَت عَيناكَ كاظِمَةً | |
|
| وَجئت سِلَعاً فَسَل عَن أَهلِها القدُمِ |
|
فَثمّ أَقمارُ تَمّ طالِعين عَلى | |
|
| طُويلِعِ حَيّهم وَانزل بِحَيّهِمِ |
|
أَحِبّةٌ لَم يَزالوا مُنتَهى أَمَلي | |
|
| وَإِن هُمو بِالتَّنائي أَوجَبوا أَلَمي |
|
عَلَوا كَمالاً جَلوا حُسناً سَبوا أمَماً | |
|
| زادوا دَلالاً فَني صَبري فَيا سَقَمي |
|
أَحسَنتُ ظَنّي وَإِن هُم حاوَلَوا تَلَفي | |
|
| وَثَمّ سرّ وَضَني فيهِ مِن شِيَمي |
|
اليَحمَدِي وَأَبو تَمّام كلّ شَج | |
|
| عانى الغَرام إِلى قَلبي لِأَجلِهِمِ |
|
قيل اسلُهُم قُلتُ إِن هَبّت صَبا سَحَراً | |
|
| وَأَشرَق البَدرُ تَمّا سَلخَ شَهرِهِمِ |
|
ما لي رُجوعٌ عَن الأَشجان في وَلَهي | |
|
| بَل عَن سُلُوّي رُجوعي صارَ مِن لزمي |
|
رَجَوتُهُم يَعطفو فَضلاً وَقَد عَطَفوا | |
|
| لَكن عَلى تَلَفي مِن فَرط عِشقِهِمِ |
|
هانَ السُّهادُ غَراماً فيهِ أَقلَقَني | |
|
| شَوقاً وَعَزّ الكَرى وَجداً فَلم أَنَمِ |
|
وَعاذِلٍ رامَ سُلواني فَقُلتُ لَهُ | |
|
| مِن المُحال وُجودُ الصَّيد في الأَجَمِ |
|
عَذلتَني وَاِدّعَيتَ النُّصحَ فيهِ فَلا | |
|
| بَرِحتُ أَسعى بلا حَدّ إِلى النّعمِ |
|
كَيفَ السلوّ وَنارُ الحُبّ موقَدَةٌ | |
|
| وسطَ الحَشا وَعُيونُ الدَّمعِ كَالدِّيَمِ |
|
وَلي جُفونٌ بِغَيرِ السُّهدِ ما اِكتَحَلَت | |
|
| وَلي رُسومٌ بِغَير السُّقمِ لَم تُسَمِ |
|
تهابُني الأُسدُ في آجامِها وَظُبا | |
|
| تِلكَ الظِبا قَد أَذلتني لِعِزّهِمِ |
|
أَزروا بِشَمسِ الضُّحى وَالبَدرِ حينَ بَدوا | |
|
| وَأَومَضَ البَرقُ مِن تِلقاءِ مُبتسِمِ |
|
يا نَفسُ ماذا الوَنى جِدّي فَإِن يَصِلوا | |
|
| فَالقَصدُ أَولى فَموتي مَوت مُحتَشِمِ |
|
لِذِكرِهم صارَ سَمعي العَذل يُطرِبُني | |
|
| مِن اللَواحي وَيُلجيني لِشكرِهِمِ |
|
بَلَغتُ في العشق مَرمى لَيسَ يُدرِكُهُ | |
|
| إِلّا خَليعٌ صَبا مِثلي إِلى العَدَمِ |
|
كَتَمتُ حالي وَيَأبى كَتمَهُ شَجَني | |
|
| بِحُكمِيَ الفاضِحين الدَّمع وَالسَقَمِ |
|
قالوا ارعَوِي قُلتُ قَلبي ما يُطاوِعُني | |
|
| قالوا اِنثَنِي قُلتُ عَهدي غَيرُ مُنفَصِمِ |
|
قالوا سَلَوتَ فَقُلتُ الصَّبرُ في كَلفي | |
|
| قالوا يَئستَ فَقُلتُ البُرءُ في سَقَمي |
|
يا عاذِلي أَنتَ مَعذورٌ فَسَوفَ تَرى | |
|
| إِذا بَدا الصَّبحُ ما غطّى غَشا الظُلَمِ |
|
أَبرَمتَ عَذلاً وَيُخشى أَن تُجرّ به | |
|
| إِلى السُّلُوِّ وما السُّلوانُ مِن شِيَمي |
|
أجرِ الأَمورَ عَلى إِذلالِها فَعَسى | |
|
| تَرى بِعَينيكَ وَجهَ النُّصحِ في كَلِمي |
|
عَن ذمِّ مِثلِكَ تبياني أنزّهُهُ | |
|
| إِذ أَنتَ عِندِيَ مَعدودٌ مِن النعمِ |
|
الجَهلُ أَغواكَ أَم في الطَّرف مِنكَ عَمي | |
|
| أغاب رُشدُكَ أَم ضَربٌ مِن اللَّمَمِ |
|
أَتعبت نَفسكَ في عَذلي وَمَعذِرَةً | |
|
| مِني إِلَيكَ فَسَمعي عَنكَ في صَمَمِ |
|
اعذل وَعَنّف وَقُل ما اِسطَعتَ لا تَرَني | |
|
| إِلّا كَما شاءَ وَجدي حافِظاً ذِمَمي |
|
تسومُني الصَّبرَ عَمّن لي حَلا بِهمِ | |
|
| جَميعُ ما مَرّ مِن حالاتِ عِشقِهِمِ |
|
لُم يا عَذَولي وَشاهِد حُسنَهُم فَإِذا | |
|
| شاهَدتهُ وَاِستَطَعت اللوم بَعد لُمِ |
|
أَبِن أَنل عَرفن فرّع لَنا نَبأً | |
|
| مِن المَلامِ وَحشيهِ بِوَصفِهِمِ |
|
وَاِمزُج مَلامَك بِالذِّكرى فَإِن بِها | |
|
| تَعَلّلا لِعَليلِ الشَّوقِ مِن أَلَمِ |
|
كَرّر أَعِد أَطرِب ابسُط ثَنّ غَنّ أَجِب | |
|
| قُل سَلّ جُد تَرَنّم برّ منّ دُمِ |
|
أَعِد حَديثَ أَحِبّائي فَهُم عَرَبٌ | |
|
| قَد أَعرَب الدَّمعُ فيهم كُلّ مُنعَجِمِ |
|
وَاِستَوطَنوا السرَّ مِنّي فَهوَ مَنزِلُهُم | |
|
| وَلَم أفوّه بِهِ يَوماً لِغَيرِهمِ |
|
بَدا الصُّدودُ بِبُعدي عَن جِوارِهم | |
|
| فَعادَ وَصلٌ بِقُربي مِن مَحَلّهِمِ |
|
أَحِبّةٌ ما لِقَلبي غَيرُهُم أَرَبٌ | |
|
| وَحُبهم لَم يَزَل يَربو مِن القِدَمِ |
|
لَزِمتُ صدقَ وَلاهُم وَالتَزَمت بِهِ | |
|
| فَلَست أَسلوهُ إِلّا عَن سُلُوّهِمِ |
|
حلّوا بِقَلبي وَحلّى جود منَّتِهِم | |
|
| جِيدي وَشكر الأَيادي مَسمَعي وَفَمي |
|
ما بَهجَةُ الشَّمسِ في الآفاقِ مُسفِرَةً | |
|
| يَوماً بِأَبهَجَ مِن لألاءِ حُسنِهِمِ |
|
لا مَكّنتني المَعالي مِن سيادَتِها | |
|
| إِن لَم أَكُن لَهُمُ مِن جملَةِ الخَدَمِ |
|
بِفَضلِهم غَمَروني مِن فَواضِلِهم | |
|
| بِما عَجِزتُ بِهِ عَن حَقّ شُكرهِمِ |
|
وَأَقبَسونِيَ مُذ آنَستُ نارَهُمُ | |
|
| مِن طُور حَضرَتِهم نُوراً جَلا ظُلَمي |
|
وَألبَسوني ثِيابَ الوَصل مُعلَمَةً | |
|
| بِقُربِهِم وَأَقَرّوا في العُلا عَلَمي |
|
وَخَوّلونيَ مُلكاً فيهِ فُزتُ بِهم | |
|
| فَوزَ العُفاةِ بِوافي فَيضِ فَضلِهِمِ |
|
لَهُم شَمائِلُ بِالإِحسان قَد شَملَت | |
|
| وَعَلّمت كَرَمَ الأَخلاقِ وَالشِّيَمِ |
|
وَلي عَوائدُ مِنهُم بِالجَميل لَها | |
|
| بمنهم اِتصالٌ غَيرُ مُنحَسِمِ |
|
قالوا الوَفا راقَ عَيشُ المُستَهامِ بِهم | |
|
| فَلا جَفا بَعدَما جادوا بِوَصلِهمِ |
|
حلّوا بِقَلبي فَيا قَلبي تَهنّ بِهم | |
|
| وَاِفرح وَلا تَلتَفت عَنهم لِغَيرِهِمِ |
|
قَد طالَ شَوقي وَقَلبي مَنزِلٌ لَهُم | |
|
| إِلى الطُلولِ الَّتي تَسمو بِإِسمِهِمِ |
|
فَلَيتَ شِعري هَل حالي بِمُنتَظم | |
|
| قَبل الوَفاةِ وَهَل شَملي بِمُلتَئِمِ |
|
نعم نعم حَدّثتني وَهيَ صادِقَةٌ | |
|
| ظُنونُ سرّي حَديثاً غَيرَ مُتّهَمِ |
|
عَن جُودِهم عَن نَداهُم عَن فَواضِلهم | |
|
| عَن منّهم عَن وَفاهُم نَيل برّهِمِ |
|
سادوا فَجودهُم جمّ وَبَذلهُمُ | |
|
| حَتمٌ وَمَوردُهُم غُنمٌ لِكُلِّ ظَمي |
|
يا سَعدُ إِن ساعَدَ الإِسعادُ وَاِجتَمَعَت | |
|
| لَكَ الأَماني وَجئت الحَيّ عَن أُمَمِ |
|
عَرّج عَلى قاعة الوَعساءِ مُنعَطِفاً | |
|
| عَلى العَقيقِ عَلى الجَرعاءِ مِن إِضَمِ |
|
وَاِقصِد مصلى بِهِ بابُ السَلامِ وَقف | |
|
| لَدى المَقامِ وَقَبّل مَوطِئَ القَدَمِ |
|
فَلِي فُؤاد بِذاكَ الحَيِّ مُرتَهنٌ | |
|
| سَلا السُّلُوّ وَعانى وَجدَهُ بِهمِ |
|
ناشَدتُهُ اللَّه وَالأَنوار مُشرِقَة | |
|
| تَعلو المَعالم مِن سُكّانِها القُدُمِ |
|
أَنتَ الكَليم وَهَذا طَور حَضرتهم | |
|
| أَقبل وَلا تَخف الواشين بِالكَلمِ |
|
وَشاهدِ الحُسنَ وَالإِحسانَ جُزؤهُمُ | |
|
| وَلا تَدَع مِنكَ جُزءاً غَيرَ مُقتَسمِ |
|
وَلا يَصُدّكَ عَن بَذلِ الوُجوهِ لَهُم | |
|
| نُصحُ اللَّواحي وَما صاغوا بِنُطقِهِمِ |
|
هُم المَفاليسُ ما ذاقوا الغَرامَ وَلا | |
|
| أَمّوا حمى خَيرِ خَلقِ اللَّهِ كُلِّهمِ |
|
مُحَمّد المُصطَفى ابن الذّبيح أَبو الز | |
|
| زهراءِ جدّ أَميرَي فِتيَة الكَرَمِ |
|
الوافر العظمِ ابن الوافر العظم اب | |
|
| نِ الوافر العظم ابن الوافر العظمِ |
|
المُرتَضى المُجتَبى المَخصوص أَحمدَ مَن | |
|
| اِختارَهُ اللَّهُ قَبلَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ |
|
خَير النَبيّينَ وَالبُرهانُ مُتَضِحٌ | |
|
| عَقلاً وَنَقلاً فَلم نَرتَب وَلَم نَهِمِ |
|
أَسناهُمُ نَسَباً أَزكاهُمُ حَسَباً | |
|
| أَعلاهُمُ قُرَباً مِن بارِئِ النَّسَمِ |
|
طَهَ المُنادى بِأَلقابِ العُلا شَرَفاً | |
|
| وَغَيرُهُ بِالأَسامي ضِمنَ كُتبِهِمِ |
|
عزّت جَلالتهُ جلّت مَكانَتُهُ | |
|
| عَمّت هِدايَتُهُ لِلخَلقِ بِالنِّعِمِ |
|
أَعظِم بِهِ مِن نَبيّ مُرسل نَزلت | |
|
| في مَدحِهِ مُحكَمُ الآياتِ مِن حِكَمِ |
|
|
| مِن قاب قَوسين لَم تُدرك وَلم ترمِ |
|
تَبارَكَ اللَّهُ مَن أَوحى إِلَيهِ بِما | |
|
| أَوحى وَخَصَّصَهُ بِالمُنتَهى العظَمِ |
|
بِرُتبةِ القابِ بِالأَدنى بحظوَتِهِ | |
|
| بِرُؤية اللَّهِ بِالإِيناسِ بِالكَلمِ |
|
دَنا وَنالَ فَلا ثان يشاركه | |
|
| فيما حَواه مِن التَّخصيصِ وَالكَرَمِ |
|
أَتى وَكانَ نَبياً عِندَ خالِقِهِ | |
|
| قِدماً وَآدم طيناً بَعد لَم يَقُمِ |
|
ذو الجاهِ حَيثُ يَضمُّ الخَلق مَحشرهم | |
|
| وَلا يُرى غَيرُهُ في الكَشفِ لِلغممِ |
|
ذو المَجدِ حَيثُ أُهَيلُ المَجدِ قاطِبةً | |
|
| تَسيرُ تَحتَ لِواهُ يَومَ حَشرِهِمِ |
|
ذو المُعجِزاتِ التي مِنها الكِتابُ فيا | |
|
| بُشرى لِمقتَبِس مِنهُ بِكُلِّ جَمِ |
|
يُتلى وَيَحلو وَلا يبلى وَلَيسَ لَهُ | |
|
| مُبَدّلٌ وَهوَ حَبلُ اللَّهِ فَاِعتَصِمِ |
|
قُل لِلّذي يَنتهي عَمّا يُحاولهُ | |
|
| من حَصرِ مُعجِزِ طَهَ الطّاهِرِ الشِّيَمِ |
|
كَم أَعقَبَت راحَةً بِاللّمسِ راحَتُهُ | |
|
| وَكَم مَحا مِحنَةً ريقٌ لَهُ بِفَمِ |
|
وَالنَيّران أَطاعاهُ فَتِلكَ بَدَت | |
|
| بَعدَ الأُفولِ وَهَذا شُقَّ في الظُلَمِ |
|
وَالماءُ مِن إصبعَيهِ فاضَ فَيضَ نَدا | |
|
| كَفّيهِ مَردود هَذا مُعدم العدمِ |
|
فَريدُ حُسنٍ تَسامى عَن مُماثَلةٍ | |
|
| في الخَلقِ وَالخُلقِ وَالأَحكام وَالحِكمِ |
|
بَدرُ الكَمالِ كَمالُ البَدرِ مُكتَسَبٌ | |
|
| مِن نُورِهِ وَضياءُ الشَّمسِ فَاِعتَلمِ |
|
أَعظِم بِهِ مِن نَبيّ سَيّد سَنَد | |
|
| هادٍ سِراج مُنير صَفوَةِ القُدُمِ |
|
بِالحَقِّ مُشتَغلٍ في الخلقِ مُكتَمِل | |
|
| بِالبرِّ مُلتَزِمٍ بِالبّر مُعتَصِمِ |
|
لِلبَذلِ مُغتَنم بِالبشرِ مُتسِم | |
|
| يَسمو بِمبتسم كَالدُرِّ مُنتَظِمِ |
|
مُمجدِ الذكرِ في الفُرقانِ بِالعظَمِ | |
|
| مُحّمدِ الأَمرِ في التبيان مِن حِكَمِ |
|
جَمالُ صُورَتِهِ عُنوانُ سيرَتِهِ | |
|
| هَذا بَديعٌ وَهَذي آيةُ الأُمَمِ |
|
وَلَو غَدا البَحرُ حبراً وَالفَضا وَرَقاً | |
|
| في حَصرِ أَوصافِهِ ضاقا بِبَعضِهِمِ |
|
وَذِكرُهُ كادَ لَولا سُنّةٌ سَبَقَت | |
|
| إِذا تَكرّر يَحيي بالِيَ الرّمَمِ |
|
عَلا عَنِ المِثلِ فَالتَّشبيهُ مُمتَنِعٌ | |
|
| في وَصفِهِ وَقُصورُ العَقلِ كَالعلمِ |
|
إِذ كُلّ حُسنٍ مفاضٌ مِن مَحاسِنِهِ | |
|
| وَكُلُّ حُسنى فمن إِحسانِهِ العممِ |
|
مُحَمّدٌ إِسمُهُ نَعتٌ لِجُملةِ ما | |
|
| في الذِّكر مِن مَدحِهِ في نُون وَالقَلَمِ |
|
علاهُ كَالشَّمسِ لا يَخفى عَلى بَصَرٍ | |
|
| وَالوَجهُ كَالبَدرِ يَجلو حالِكَ الظُّلَمِ |
|
وَلَو كانَ ثَمّ مَثيلٌ قُلتُ طَلعتُهُ | |
|
| كَالبَدرِ حاشا تَعالى كامِلَ العظمِ |
|
قالوا هُوَ الغَيث قُلتُ الغَيثُ آوِنَةً | |
|
| يَهمِي وَغَيثُ نَداهُ لا يَزالُ هَمي |
|
يُعطي العُفاةَ أَمانِيَهُم فَلَستَ تَرى | |
|
| في حُبِّهِ غَيرَ مَمنوحٍ وَمُغتَنِمِ |
|
في النُورِ لاحَ عُلاهُ لا نَظيرَ لَهُ | |
|
| نُورُ القُرآن قُرآناً مِن لَدُن حَكَمِ |
|
حازَ الجَمالَ فَما في حُسنِ مُتّصفٍ | |
|
| بِشَطرِهِ بَعض ما في سَيّدِ الأُمَمِ |
|
هُوَ الحَبيبُ مِن الرَّحمَنِ رَحمَتُهُ | |
|
| لِلعالَمينَ بِإِيجادٍ مِن العَدَمِ |
|
غَوثُ الوَرى كَعبَةُ الآمالِ مُلتَزِمي | |
|
| في حُبِّهِ بِالتَّفاني صارَ من لزَمي |
|
جَردتُ حجّي لَهُ مِن كُلّ مفسدَةٍ | |
|
| وَلَم تَزَل بِالصَّفا تَسعى لَهُ قَدَمي |
|
بَحرُ الوَفاءِ دَعاني بِالوَفاءِ إِلى | |
|
| نَيلِ الوَفاءِ وَرَوّاني مِن النَّغَمِ |
|
بَلَغتُ ما رُمتُهُ مِنهُم فَلَم أرُمِ | |
|
| عَمّن جَلا غُمَمي بِالعَزمِ وَالهِمَمِ |
|
وَأفرده المدح وَأَستَثني بِمَدحك مَن | |
|
| حازوا عُلا الفَضلِ مُذ فازوا بِسَبقِهِمِ |
|
الباذلو النَّفس بَذلَ المالِ مِن يَدِهم | |
|
| وَالحافِظو الجار حِفظَ العَهدِ وَالذِّمَمِ |
|
لا يُسلَبون بِفَضلِ اللَّهِ ما وُهِبوا | |
|
| وَيَسلُبوا ضَرَرَ الإِملاق بِالكَرَمِ |
|
سُودُ الوَقائِعِ حُمرُ البيضِ في حَربٍ | |
|
| خُضرُ المَرابع بِيضُ الفعلِ في سلَمِ |
|
كَأَنَّهُم في عَجاجِ النَّقعِ حِينَ بَدوا | |
|
| بُدورُ تَمّ بَدَت في حندسِ الظُلَمِ |
|
لِلجَمع فَلّوا وَما فَلّت عَزائمهم | |
|
| وَهيَ المَواضي عَلى استئصالِ كُلّ عَمِ |
|
هُم النُّجومُ فَما أَسنى مَطالعهم | |
|
| في أُفقِ ملّتهِ البيضا بِهديهِمِ |
|
لا يَمزجُ الشَّك مِنهُم صَفوَ مُعتَقَدٍ | |
|
| وَلا يَشين التُّقى بِاللمِّ وَاللَّمَمِ |
|
بِالسَّبقِ فازوا بِتَخصيصِ تَقَدمهم | |
|
| فيهِ خَليفَته الصديق ذو القدَمِ |
|
لا عَيبَ فيهم سِوى أَن لا يُضامُ لَهُم | |
|
| وَفدٌ وَلا يَبخَلوا بِالرّفدِ في العدمِ |
|
طَه الَّذي إِن أَخف ذَنبي وَلُذتُ بِهِ | |
|
| آمنت خَوفي وَنجاني مِن النقمِ |
|
وَلا طَمحت إِلى نَيلٍ مِن الكَرَمِ | |
|
| إِلّا وَبَلَّغَني فَوقَ الَّذي أرُمِ |
|
ما هَبّتِ الرِّيحُ إِلا شمت بَرقَ وَفا | |
|
| لِي فيهِ وَبلُ عَطا مِن دِيمَة النِّعَمِ |
|
يا أَكرَمَ الرُّسلِ سُؤلي مِنكَ غَيرُ خفِ | |
|
| وَأَنتَ أَكرَمُ مَدعوّ إِلى الكَرَمِ |
|
حَسبي بِحُبك أَنّ المَرءَ يُحشَرُ مَع | |
|
| أَحبابِهِ فَهَنائي غَير مُنحَسِمِ |
|
مَدَحتُ مَجدَكَ وَالإِخلاصُ مُلتَزمي | |
|
| فيهِ وُحُسنُ اِمتِداحي فيكَ مُختَتَمي |
|