أَرى كُلّ جَبّارٍ بِسَيفك يَصغُرُ | |
|
| وَكُلّ مَليكٍ عَن فعالك يقصُرُ |
|
وَكُلُّ عَزيزٍ خاضِعاً مُتواضِعاً | |
|
| وَكُلُّ يمانٍ عَن يَمينك يُمطِرُ |
|
تَنامُ عُيون الناس طرّاً وَأَنتَ في | |
|
| صَلاح العلى وَالخَلق ما زلتَ تَسهَرُ |
|
أَضاءَت بك الدُنيا فَزال ظَلامُها | |
|
| فَأَيّامها مِن نُور وَجهك تُسفرُ |
|
وَكانَ لَدَينا الدينُ قَد ضاعَ حَقّه | |
|
| وَلَم يَبق مِنهُ غَيرُ عَين تَحدّرُ |
|
بَعَثتَ إِلى يَغمور بِالصُلح مُعلِماً | |
|
| وَقُلت عَساه بِالبَصيرة ينظُرُ |
|
فَلم يَغتَبط بِالصُلح جَهلاً وَغَلظةً | |
|
| فَيا عَجَباً مِن خاسرٍ كَيف يَخسَرُ |
|
أَرَدت بِأَن تَهديه للرُشد وَالهُدى | |
|
| وَكَيفَ يَرى رُشداً شَقيّ مُغَيّرُ |
|
فَإِنَّك لا تَهدي مَن اِحبَبتَ لِلهُدى | |
|
| أَتَدفع عَنهُ ما عَلَيهِ مُقَدّرُ |
|
أَبى اللَه إِلّا أَن يَخصّك بِالهُدى | |
|
| وَيُعطيك في أُخراك ما هُوَ أَكثَرُ |
|
وَيَحرِم يَغمُوراً جِهادَ عَدوّنا | |
|
| وَيَجعَله في بَحر بَأسك يُغمَرُ |
|
فَأسبِق بِهِ فَهوَ الجِهاد بِعَينهِ | |
|
| فَحَتّى مَتى في الدّين يَغمور يُقصرُ |
|
فَتَأخُذُه قَهراً وَتَملِك أَرضَه | |
|
| فَأَنت عَلَيهِ في المَلاحِم أَقدَرُ |
|
أَيَنسى نَفيض إِيسَلي ثمّ وَجدةً | |
|
| وَيَوم تَلاغٍ وَالقَنا تَتَكسّرُ |
|
وَقَد سَطعت بيضٌ خِفافٌ صَوارمٌ | |
|
| وَقَد حَجَب الشَمس المُنيرة أَغبرُ |
|
وَلا شَمسَ إِلّا وَجه يَعقوب إِذ بَدا | |
|
| تَراه لَدى الهَيجاء وَالحَرب تُسعرُ |
|
وَيَغمور قَبل الحَرب يحلِفُ أَنّه | |
|
| إِذا ما اِلتَقى الجَمعان لِلأَسر يَذعرُ |
|
فَلَمّا رَأى أَسيافَكُم تَستَبي الطلى | |
|
| وَأَبصَر خَيل اللَه كَالأسد تَزأرُ |
|
تَولّى عَلى أَعقابِه مُتَحَسّراً | |
|
| فَأَين مَضَت أَيمانُه وَالتَجَبّرُ |
|
أَيَجحد يَغمورٌ فَضائلك الَّتي | |
|
| إِذا عُدّدت عِندَ الوَفا لَيسَ تحصرُ |
|
وَأَنتَ الَّذي أَنقَذتَ دِرعاً مِن الرَدى | |
|
| وَكانَت بِها الأَعرابُ لِلنَهب تكثرُ |
|
قَطَعت لَهُم قَصداً جِبالاً تَصعّبت | |
|
| تُرى العيسُ فيها وَالسَوابق تخبرُ |
|
فَلَمّا حَللت السَهل أَرسَلت ماجِداً | |
|
| تذِلّ لَهُ الأَملاك ساعَةَ يَظهَرُ |
|
بِأَولادِ عَبد الحَقّ قَد ظَهَر الهُدى | |
|
| وَصارَ النَدى قَد يَمّم الغَرب يَقطُرُ |
|
أَتوا قاصِدين الغَرب وَالظُلم عَمّه | |
|
| فَصارَ بِهم يَسبي العُقول وَيُبهَرُ |
|
وَقَد قالَ خَيرُ العالَمين مُحَمّد | |
|
| يَكون لَكم بَعدي لَدى الغَرب معشرُ |
|
بِهم يَعتلي الإِسلام بَعد اِمتِهانه | |
|
| وَيَرجع في أَثوابه يَتَبَخترُ |
|
وَأَرجو مِن الرَحمَن أَنَّكُمُ هُمُ | |
|
| فَفي فِعلكم هَديُ المَآثر يَظهَرُ |
|
أَبا يوسفٍ أَنتَ الغِياثُ لِدِيننا | |
|
| أُولو العلم في أَخبارهم بِكَ بَشّروا |
|
سَتَملِكها غَرباً وَشَرقاً وَقِبلَةً | |
|
| وَجَوفاً فَهَذا في كان الجفرِ يُذكرُ |
|
طُلَيطِلة تَغزو وَيَفنى مَليكها | |
|
| وَإِشبيليا عَمّا قَريب تُذَكّرُ |
|
مَرينُ أَلا قُودُوا الجِياد لِنَهبها | |
|
| وَلِلغَزوِ يا أُسد الفَوارس فَانِفِروا |
|
لَقَد سَكَن الأَعدا مساجدَ ربّنا | |
|
| وَكانَ بِها قَبلُ المُهيمنُ يُذكَرُ |
|
فَعادَت إِلى الخِنزير وَالشّرك مسكناً | |
|
| وَبُوقاتُهم فَوق الصَوامع تَزمُرُ |
|
وَكَم غَنِموا مِنّا حِساناً كَواعِباً | |
|
| وَغُزلانَ درّ في المَقاصير تُقصَرُ |
|
وَكَم أَيتَموا مِنّا بَنين أَصاغِراً | |
|
| فَأَكبادُنا مِن حالِهم تَتَفطّرُ |
|
يَظنّون أَنّ الدَهر قَد نامَ عَنهُمُ | |
|
| وَأَنّ عُلاهُم لا تَزال تُظفّرُ |
|
أَما عَلِمُوا أَنّ الإِلَه يُبيدهم | |
|
| بِجَيشِ مَلِيكٍ نصرُه مُتيسّرُ |
|
هُوَ الملك المَنصور ذو المَجد وَالعُلا | |
|
| أَبو يوسف غَيثُ الغَمام المطهّرُ |
|
فَلو قيلَ لِلإِسلام مَن كُنت تَرتَجي | |
|
| لَقالَ لَنا يَعقوب ذاكَ الغَضَنفَرُ |
|
وَما هُوَ لِلإِسلام إِلّا مُهَنّدٌ | |
|
| بنوه لَهُ حَليٌ أَنيقٌ وَجَوهَرُ |
|
فَمَن كَأَبي الأَملاك مَن مثلُ يوسف | |
|
| تَخال النَدى مِن كَفّهم يَتَفَجّرُ |
|
يَزينهم علمٌ وَحلمٌ وَعفّةٌ | |
|
| وَجودٌ سَكيبُ الوَبل لا يَتَعذّرُ |
|
فَلا زالَ هَذا الملك فيك وَفيهمُ | |
|
| يُحسّنهُ الرَحمنُ لا يَتَكدّرُ |
|
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمنين قَصيدةً | |
|
| تُعجّزُ من في الغَرب وَالشَرق يشعرُ |
|
ثَناؤكُم فيها اللآلي نظّمت | |
|
| وَذكركم مِسكٌ ذكي وَعَنبرُ |
|