أوَّاهُ يا جُرْحِيَ النَّضَّاحَ بالْأَلَمِ | |
|
| يا آهَةً فيْ الْحَشَا.. يا غُصَّةَ النَّدَمِ |
|
ماذاْ أَقولُ وَهَلْ يُرْضيكِ غَاليتي | |
|
| بعضُ العَروضِ وما نمَّقْتُ من كَلِمِ |
|
أُمَّاهُ يا صَرْخَةَ الْآلامِ فيْ كَبِدي | |
|
| يا رَعْشَةً أَزْمَنَتْ .. تَنْسَلُّ في نُظُمي |
|
آهٍ على آهِكِ الحَرَّى تَضِجُّ لَهَا | |
|
| أهلُ السَّماءِ وما فيْ الأرْضِ منْ نَسَمِ |
|
رَاْوَدْتُ دُنْيا الْوَرَى عنْ زَيْفِها طَمَعاً | |
|
| و رُحْتُ أُبْرِي جِرَاحاتِي بِذِي سَقَمِ |
|
غابَ الشَّبابُ فَمَا أَبْصَرْتُ مِنْ عَمَهٍ | |
|
| أنَّ الْهَنَا مُذْ جَفَا كَفَّيْكِ لَمْ يَدُمِ |
|
خلَّفْتُ فيكِ أسىً يا مَبْتَدَى فَرَحي | |
|
| بَخِلْتُ فيْ صِلَةٍ يا وَاْحَةَ الْكَرَمِ |
|
عَرَاْئِشِي ذَبَلَتْ وَاجْتاحَهَا يَبَسٌ | |
|
| فَمَنْ يَقِيْهَا الرَّدَى منْ فَأْسِ مُصْطَرِمِ |
|
قَدْ كُنْتِ قَبْلَ الْفِرَاقِ الْمُرِّ حَاضِرَتِي | |
|
| وَشَاطِئَ الْأَمْنِ أَرْسُو فِيْهِ إِنْ أُضَمِ |
|
تَسرِيْنَ مَسْرَىْ الْهَوَاْءِ الصِّرْفِ فِيْ رِئَتِي | |
|
| وَتَغْزِلِيْنَ الْهُدَىْ نُوْراً بِعَتْمِ دَمِي |
|
هَجَرْتُ حِضْنَكِ للدُّنْيا أَكُرُّ بِهاْ | |
|
| وَعُدْتُ مُنْهَزِماً وَالْحِضْنُ مُعْتَصَمِي |
|
إِنْ صَامَت الْعَيْنُ عَنْ رُؤْياكِ يا قَمَرِي | |
|
| فَالَّلهُ يَشْهَدُ.. نَبْضُ الْقَلْبِ لَمْ يَصُمِ |
|
يا نَمْنَمَاتِ وُجُوْدٍ زَاْنَهُ أَلَقَاً | |
|
| فِيْكِ الْخَبيْرُ.. وَيا فَيْضَاً مِنَ النِّعَمِ |
|
يا مِهْرَجانَ حَنَانٍ كُنْتِ حُلَّتَهُ | |
|
| أَنَّى ارْتَداكِ .. فَلَوْلَا أنْتِ لمْ يُقَمِ |
|
ويَا يَديْكِ الَّتي غَنَّتْ قَصَائِدَهَا | |
|
| لَحْناً عَلىْ شَعْرِيَ الْمَشْغُوفِ بالنَّغَمِ |
|
فِيْ قَلْبِكِ انْصَهَرَتْ كُلُّ الْقُلُوبِ عَلَىْ | |
|
| نَبْضٍ شَدَا فِيْهِ طَيْرُ الْحَرْبِ لَلسَّلَمِ |
|
مِنْ فَجْرِكِ ارْتَشَفَتْ كُلُّ الزُّهُورِ شَذًا | |
|
| ولَقَّنَتْهُ النَّدَىْ فَانْسَابَ فِي النُّسُمِ |
|
أَنْتِ الْحَقِيْقَةُ لا شَكٌّ يُساوِرُهَا | |
|
| بُِنوْرِهَا سَرْوَتِي فِي حَالِكِ الظُّلَمِ |
|
أَنْتِ الْعُيُونُ فَمَا جَفَّتْ مَنَابِعُهَا | |
|
| أَنْتِ الثُّلُوجُ إِذَا انْسَابَتْ مِنَ الْقِمَمِ |
|
أَنْتِ الْعَوَاطِفُ فِي الْلَيْلِ الْعَتِيِّ سَمَتْ | |
|
| مِنْكِ الْمَبَادِىءُ .. أَضْحَتْ مَنْهَلَ الْقِيَمِ |
|
وَفِي عُيُونِكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَتِي | |
|
| وَدَمْعُهَا رَافِدٌ لِلْبَوْحِ فِي الْقَلَمِ |
|
عَلَى ذِرَاعَيْكِ أُمِّي صُغْتُ ذَائِقَتِي | |
|
| لَقَّنْتِني الوَحْيَ إِذْ مَارَسْتِهِ بِدَمِي |
|
خُطُوطُ كفِّكِ يا أُمَّاهُ خَارِطَتِي | |
|
| فِي سَمْتِهَا الْمُهْتَدَى بِالشَّمْسِ وَالنُّجُمِ |
|
فَكَيْفَ أَهْجُرُ آلائِي إِلَى زَبَدٍ | |
|
| وَكَيْف أَعْبُرُ لِلدُّنْيَا بِلا رَحِمِ |
|
هذَا وَلِيْدُكِ يَا أُمِّي غَدَا هَرِماً | |
|
| حَطَّ الرِّحَالَ عَلَى رَسْمٍ لَهُ هَرِمِ |
|
أُمَّاهُ رُحْمَاكِ لَا تَسْتَبْشِرِي فَرَحَاً | |
|
| بِعَوْدَتِي .. فَأَنَا مَنْ تَاهَ فِي حُلُمِي |
|
أَنَا الْمَلُومُ لِمَا كَابَدْتِ مِنْ صَلَفِي | |
|
| أَنَا الْجَحُوْدُ بِمَا أَسْلَفْتِ فَاخْتَصِمِي |
|
غَادَرْتُ لَا عُذْرَ لِي عَمْدَاً إِلَى تَرَفٍ | |
|
| فَكَيْفَ أُفْلِتُ يا أُمِّي مِنَ التُّهَمِ |
|
مَا ضَمَّنِي الْيَمُّ فِي التَّابُوتِ مُخْتَبِئَاً | |
|
| وَلَا قَمِيْصِيَ رَدَّ الطَّرْفَ حِيْنَ رُمِي |
|
أَلَسْتُ مَنْ عَافَ يَا أُمَّاهُ أَنْجُمَهُ | |
|
| وَرَاحَ يَرْفُلُ فِي ثَوْبِ الدُّنَا الْقَزِمِ |
|
رُحْمَاكِ لَا تَصْفَحِي .. أَوْ تَغْفِرِي زَلَلِي | |
|
| فَذَا وَرَبُّ الْسَمَا أَقْسَى مِنَ النَّقَمِ |
|
ذي دَّمْعَةٌ ْسُفِحَتْ فَوْقَ الْخُدُوْدِ لَظَىً | |
|
| تُفْضِي إِلَيْكِ بِمَا فِي الرُّوحِ مِنْ ضَرَمِ |
|
هَاتِي نِعَالَكِ يَا أُمَّاهُ أَلْثِمُهَا | |
|
| وَأَطْلُبُ الْخُلْدَ لِي مِنْ أَخْمَصِ الْقَدَمِ |
|
لَا نِمْتُ لَا صَالَحَتْ نَفْسِي مَضَاجِعُهَا | |
|
| وَجَفْنُ غَالِيَتِي الْمَقْرُوحُ لَمْ يَنَمِ |
|
إِنِّي لَأُقْسِمُ يَا أُمَّاهُ لَا مَلِقَاً | |
|
| وَلْيَشهَد الْخالِقُ الْمَوْلَى عَلَى قَسَمِي |
|
عَهْدَاً سَأَبْقَى إِذَا مَا العُمْرُ أَسْعَفَنِي | |
|
| طَوْعَ الْإِشَارَةِ مِنْ عَيْنَيْكِ فَاحْتَكِمِي |
|