إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هيهاتَ أن أنسى لقاءْ يوماً على درب الشّقاءْ |
قدمي تَأوّهُ بالعياءْ،نفْسي تتوقُ إلى شفاءْ |
فأرحتُ رأسي كابياً،ووصلتُ حبلاً من إخاءْ |
لمّا أفقتُ على نداء ِالمنحنى شبّ اللقاءْ |
وهتفتُ ملءَ ملامحي،ويلاه يا عُمْراً هباءْ |
ما طاف بي خبرُ السماءْ أنّ الذي قد ضنّ جاءْ |
لهْفي،على قلبي إذا ما خاض مُحتدَمَ البلاءْ |
تلك التي حرَمتْ فؤادي أنْ يعيشَ على رجاءْ |
تلك التي شقّتْ جراحي،فاستكان إليّ داءْ |
وإذا بها تخشى جوايَ،وما يُهيّجه الجفاءْ |
طوتِ الطريقَ برعشة الأقدام، فانهار الرّداءْ |
وركضتُ كالمجنون منكسرَ الخُطَى أرعى الضّياءْ |
قد خلتُها تُخفي ولوعي،وانتحاري في خفاءْ |
ووجمتُ قد فضح الأسى سرّاً تغذّى بالدماءْ |
يا صولة الدّهر،التي لم تُبْق ِلي من كبرياءْ |
حتى أطلّ عليّ خِلّي مُجْهَداً يُبدي العزاءْ |
ما سرّها تلك العيون الهُدْبُ تجتاح الفضاءْ؟ |
سَهْمٌ بجنبي من لهيثِ صدودها،فجلا الصّفاءْ |
يا شاعري،رفقاً بنا،فالغدرُ من طبع النّساءْ |
وسقطتُ لا أقوى على حمل الهوىºأشكو القضاءْ |
وطفِقتُ أنفُح عاطرَ الأمس المنعّم بالثّراءْ |
يا صاحبي،هذا الحبيب المُفتدى،ظلّ الهناءْ |
جاد الزمان به صباحاً بارداً يُبدي وفاءْ |
لمّا رأيتُ السّحرَ يُدفئ أضلعي أوفى فداءْ |
لمعَ الحياءُ بخافقي، ثارتْ دموعي في خفاءْ |
وكتبتُ بالعين التي هي كلّ معنًى مُستضاءْ |
عهداً وثيقاً للذي أهدى يداً لي بالشفاءْ |
وهجرتُ كَوناً بالإساءة مُقفِراً،ورشفتُ ماءْ |
وجعلتُ قبلتيَ الطريق أطوفه فجراً،مساءْ |
ملَكتْ فؤادي هيّجتْ في ضعفه عزماً،مَضاءْ |
حتّى إذا ما رفّ بي طلّ الصّباح على نداءْ |
أرسلتُ لحظاً طائراً،والشّوقُ موصول الشقاءْ |
هيمانَ لا يرجو هُدًى إلا هدى ذاك الضياءْ |
ويكاد يهزمه طويلُ الشكّ في أملِ اللقاءْ |
فتلوحُ في الأفْق البعيدِ حمامةٌ تطوي الفضاءْ |
كيف التقينا؟ لا تسلْ كم عانقتْ عيني السماءْ |
ورعيتُ حبّاً ضمّنا بالسّتر يعتصرُ السّقاءْ |
لكنّما،والحبّ يَيْنعُ في ضمير الأتقياءْ |
حنتِ الرّياحُ الصّفْر بُرْعُمَه، فأشهقه العفاءْ |
وتمدّد الجسمُ الطّهور مخلّفاً أثراً،دماءْ |
وتقطّع الشّملُ الكريم،وحلّ بالدنيا العُوَاءْ |
فكأنّنا غرباءُ لسنَا من كِرامِ الأوفياءْ |
هذي جراحي يا رفيق الموت،هل يُجدي العزاءْ؟ |
دوماً يفيض صديدُها،لا أرتضي غيرَ البكاءْ |
وجررتُ أشلائي،وقلتُ إلي لقاءٍ من شقاءْ |
لا خضتُ بعد حبيبتي موجاً º ليقذفنا هَبَاءْ |
وزحفتُ للقبر العظيم،وما معينٌ،أو وِقاءْ |