ذَرِ الْعَذْلَ عَنِّي يَا عَذُولُ فَمُقْلَتي | |
|
| تَفِيضُ دَماً مِنْ فَرْطِ حُزْني وَحَسْرَتي |
|
وَلَمَّا نَأَى مَنْ كَانَ سُؤْلي وَبُغْيَتي | |
|
| ذَمَمْتُ حَيَاتي حِينَ بَانوا أَحِبَّتي |
|
وَلَمْ يَبْقَ لي عَيْشٌ بِهِ أَتَلَذَّذُ
|
هَوِيتُ حَبِيباً حَازَ قَلْبي بأسْرِهِ | |
|
| إذَا رَامَ أَمْراً لاَ خِلاَفَ لأَمْرِهِ |
|
أَقُولُ وَقَدْ ذَابَ الْفُؤَادُ بِهَجْرِهِ | |
|
| ذَلَلْتُ لِمَنْ أَهْوَاهُ صَوْناً لِسِرِّهِ |
|
لَعَلَّ صَدًى فِي الْقَلْبِ بِاْلقُرْبِ يُشْحَذُ
|
كَئِيبٌ مُعَنَّى لاَ يَرِقُّ أَنِينُهُ | |
|
| إلى نَحْوِ مَنْ يَهْوَاهُ زَادَ حَنِينُهُ |
|
بحُبِّ غَزَالِ قَدْ سَبَتْهُ عُيُونُهُ | |
|
| ذَوَائِبُهُ لَيْلٌ وَصُبْحٌ جَبِينُهُ |
|
وَعَارِضُهُ نَبتٌ حَكَاهُ الزَّبَرْجَذُ
|
أُعلَّلُ قَلْبي مِنْهُ لي بِزِيَارَةٍ | |
|
| وَأُطْمِعُ نَفْسِي تَارَةً بَعْدَ تَارَةِ |
|
أُنَادِي وَفي قَلْبي لَهِيبُ شَرَارَةٍ | |
|
| ذَوي غُصُني وَاعْتَلَّ بَعْدَ نَضَارَةٍ |
|
وَعَزْمِي إلى نَحْوِ الأَحِبَّةِ تَجْبَذُ
|
أحِبَّتُنَا قَدْ صَيَّرُوا الشَّوْقَ زَادَنَا | |
|
| وَقَدْ مَنَعُونَا إنْ نَذُوقَ رُقَادَنَا |
|
وَلَمَّا أَطَالُوا هَجْرَنَا وَبعَادَنَا | |
|
| ذَكَرْتُ أُنَاساً قَدْ تَنَاسَوْا وِدَادَنَا |
|
وَلَمْ يَكُ لي مِنْ صَدْعَةِ الْبَيْنِ مُنْقِذُ
|
لَقَدْ نَهَشَتْني حَيَّةُ الْبَيْنِ نَهْشَةً | |
|
| وَبي بَطَشَ الْوَجْدُ الْمُبَرَّحُ بَطْشَةً |
|
وَقَدْ نِلْتُ مِنْ يَوْمِ التَّفَرُّقِ دَهْشَةً | |
|
| ذَهِلْتُ لِيَوْم الْبَيْنِ فَازْدَادَ وحْشَةُ |
|
وَإنِّي بِهِمْ مِنْ جَوْرِهْم أَتَعَوَّذُ
|
شَكَوْتُ لِعُذَّالي أَلِيمَ تَوَجُّعِي | |
|
| فَمَا رَحِمُوا ذُلّي لَهُمْ وَتَخَضُّعِي |
|
أَقُولُ وَلي جَفْنٌ قَرِيحٌ بِأدْمُعِي | |
|
| ذَرُوا الْعَتْبَ عَنِّي وَالْمَلاَمَ فَمَسْمَعِي |
|
إلَى الْعَتْبِ لاَ يَصْغى وَلِلنَّوْمِ يُنْبِذُ
|
خَلَتْ دَارُ مَنْ أَهْوى وَغَابَتْ بُدُورُهَا | |
|
| وَضَاقَتْ نَوَاحِيهَا وَأَظْلَمَ نُورُهَا |
|
وَلَمَّا رَأيْتُ الْعِيسَ قَدْ جَدَّ سَيْرُهَا | |
|
| ذَكَتْ نَارُ حُزْني وَاسْتَمَرَّ زَفِيرُهَا |
|
وَسَهْمُ الْهَوى يُصْمِي الْفُؤَادَ فَيَنْفُذُ
|
عُوَيْذِلَتي لاَ تُسْقِمِيني بِعَذْلِكِ | |
|
| رُوَيْداً فَإنَّ الْعَذْلَ لاَ شَكَّ مُهْلِكِي |
|
وَمَا أنَا سَالٍ عَنْ غَرَامِي لأَجلِكِ | |
|
| ذَهَبْتُ وَلاَ أدْرِي إلى أيِّ مَسْلَكِ |
|
يَسِيرُ فُؤَادِي أوْ إلَى أَيْنَ يَأْخَذُ
|
أرىَ الْعِيسَ تَشْتَاقُ الْحِمى وَالمَلاعِبَا | |
|
| وَقَدْ أَخذَ الْحَادِي عَنِ الْغَوْرِ جَانِبَا |
|
وَقَدْ شَيَّبَ الْهِجْرَانُ سُودَ الذَّوَائِبَا | |
|
| ذَوَارِفُ دَمْعِي لاَ تَزَالُ سَوَاكِبَا |
|
وَلاَ رَاحَةٌ تُرْجى وَلاَ مُتَلَذَّذُ
|
لَقَدْ شَرَّفَ اللهُ الْبقَاعَ وَطيبَةً | |
|
| بِمَنْ حَازَ فِي الإسْرَا فُنُوناً غَرِيبَةً |
|
وَحَجْرَتُهُ عَيْني تَرَاهَا قَرِيبَةً | |
|
| ذَلاَلاً لِمَنْ أَحْيى قُلُوباً مُقِيمَةُ |
|
وَكُلُّ فُؤَادٍ لِلأَعَادِي مُجَذَّذُ
|
تُرى أُدْرِكُ الْمَطْلُوبَ مِنْ نَيْلِ مَقْصِدِي | |
|
| وَأَحْظى بِمَنْ قَدْ سَادَ عَنْ كُلِّ سَيِّدِ |
|
لَهَ الشَّرَفُ الْعَالي بِفَخْرٍ وَسُودَدِ | |
|
| ذُكَاءٌ بَدَتْ مِنْ نُورِ وَجْهِ مُحَمَّدِ |
|
وَإنَّي بِهَا مِنْ ظُلْمةٍ مُتَعَوِّذُ
|
لِتِيجَانِ أهْلِ الشِّرْكِ مَ زَالَ قَامِعَا | |
|
| بِنُورِ هُدىً قَدْ جَاءَ بِالْحقِّ صَادِعَا |
|
وَلي حُسْنُ ظَنِّ لَمْ أَوَلْ فِيهِ طَمِعَا | |
|
| ذُنُوبيَ تُمْحى بِالَّذِي رُمْتُ شَافِعَاً |
|
وَلِلْذْنِبِ الْجَاني مِنَ النَّارِ مُنْقِذُ
|
أَيَا سَعْدُ حِثَّ العِيسَ إنْ كُنْتَ مُسْعِدِي | |
|
| إلى خَيْرِ مَبْعُوثٍ وَأَكْرَمِ سَيِّدِ |
|
فَقِفْ وَاسْتَمِعْ شِعْراً كَدُرِّ مُنَضَّدِ | |
|
| ذَخَائِرُهُقَدْ أُعْدِدَتْ لِمُحَمَّدِ |
|
وَذَاكَ سَبِيلٌ لِلنَّجَاةِ وَمَأْخَذُ
|
مُنَائِي وَسُؤْلي وَقْفَةٌ عِنْدَ بَابِهِ | |
|
| أُعَفِّرُ خَدَّي سَاعَةً فِي تُرَابِهِ |
|
لِتَظْفَرَ رُوحِي بِالْمُنى مِنْ ثَوَابِهِ | |
|
| ذُرى مَجْدِهِ يَعْلُو وَعِزُّ جَنَابِهِ |
|
مَنِيعُ الْحِمى مِنْ حَوْلِهِ الْخَلْقُ لُوَّذُ
|
أَوَامِرُ كلِّ الأَمْبِيَا تَحْتَ أَمْرِهِ | |
|
| وَهُمْ أَنْجُمٌ لَمَّا بَدَا نُورُ بَدْرِهِ |
|
مَعَادِنُ وَحْيٍ وَهْوَ مَعْدِنُ سِرِّهِ | |
|
| ذَوُو الْجَاهِ وَالأَقدَارِ مِنْ تَحْتِ قَدْرِهِ |
|
وَأَمْرٌ لَهُ كَالسَّهْمِ بَلْ هُوَ أَنْفَذُ
|
أبِيتُ وَحَادِي الْعِيسِ فِي حَثِّ نَاقَتي | |
|
| تُجَاوِزُ مِنْ وَجْدِي بِهَا فَوْقَ طَاقَتي |
|
إلَى نَحْوِ مَنْ أَرْجُو بِهِ حَلَّ عَاقَتي | |
|
| ذَخَرْتُ مَدِيحِي فِيهِ يَبْقى لِفَاقَتي |
|
لأَنِّي فَقِيرٌ لِلشَّفَاعَةِ أَشْحَذُ
|
نَبيٌّ تَسَامى فِي الأْنَامِ بِمَجْدهِ | |
|
| وَكُلُّ الْبَرَايَا تَرْتَجِي نَيْلَ رِفْدِهِ |
|
لَقَدْ ضَاقَتِ الآْفَاقُ مِنْ نُورِ سَعْدِهِ | |
|
| ذَوُو الكُفْرِ قَدْ ذَلَّتْ لِعِزَّةِ مَجْدِهِ |
|
فَلَمْ يَبْقَ ذُو حِقْدٍ وَلَمْ يَبْقَ جَهْبَذُ
|
أَقُولُ مَقَالاً لِلأَنَامِ مُبَيَّنَا | |
|
| لِمَنْ يَفْهَمِ الْمَعْنى حَقِيقاً مُعَيَّنا |
|
كَلاَماً بتَوْفِيقِ الإْلهِ مُزَيَّنَا | |
|
| ذُهُولُ لِمَنْ قَدْ قَالَ أنَّ نَبِيَّنَا |
|
بِهِ جِنَّةٌ أوْ مِنْهُ وَهْمٌ يُشَعْبِذُ
|
أَحِنُّ إلَى ذَاكَ الْجَنَابِ وَتُرْبِهِ | |
|
| وَأبْدَا بِذِكْرِ الْهَاشِمِيِّ وَصَحْبِهِ |
|
سَعَادَتُنَا تَمَّتْ عَلَيْهِ بِقُرْبِهِ | |
|
| ذُرَاهُ مَنِيعٌ كُلُّنَا نَحْتَمِي بِهِ |
|
وَأَمْرٌ مُطَاعُ عَنْهُ يُرْوى وَيُؤْخَذُ
|