طَرِيقُ هَوَاكُمْ عِقْدُ دِيني وَمَذْهَبي | |
|
| وَأَنْتُمْ مُنى قَلْبي وَسؤْلي وَمَطْلَبي |
|
وَكَدَّرْتُمُ بِالْبُعْدِ صَافيَ مَشْرَبي | |
|
| طَمِعْتُ بِطَيْفٍ مِنْ خَيَالٍ يَلُمُّ بي |
|
عَزِيزٍ يَرى ذُلِّي لَدَيْهِ فَيَنْشَطُّ
|
مَلَولٌ نَفى عَنِّي الْكَرى بِمِطَالِهِ | |
|
| وَجَوْرِ تَجَنِّيهِ وَطُولِ مَلاَلِهِ |
|
مَطُولٌ وَلَمْ يَسْمَحْ بِطَيْفِ خَيَالِهِ | |
|
| طَمُعْتُ بِأنْ أَعْلُوَ بِطِيبِ وِصَالِهِ |
|
فَمَا بَالُ فِكْرِي بِالْقَطِيعَةِ يَنْحَطُّ
|
سَبَاني حَبِيبٌ حَازَ قَلْبي وَنَاظِرِي | |
|
| حَكى لَمَعَاتٍ مِنْ عُيُونِ الْجَاذِرِ |
|
وَلَمَّا تَبَدَّى لي تَبَلْبَلَ خَاطِرِي | |
|
| طُعِنْتُ بِسهْمٍ مِنْ عُيُونٍ فَوَاتِرِ |
|
لَهَا فِي الْحَشَا وَقْدٌ وَفِي مَفْرِقي وَحْطُ
|
كَفَاني غَرَامٌ قَدْ أَقامَ بُمِهْجَتي | |
|
| سَرى بِفُؤَادِي وَالْحَشَا فِي مَحَجَّتي |
|
فأَضْحى عَذُولي لاَ يَقُومُ بِجٌجَّتي | |
|
| طَمَا بَحْرُ أَشْوَاقٍ فَظَلْتُ بِلُجَّتي |
|
أَحُومُ بِهَا سَبْحاً كَمَا يَسْبَحُ الْبَطُّ
|
حَلِيفُ هَوَاكُمْ كَيْفَ يُشْفى غَلِيلُهُ | |
|
| مَرِيضُ جَفَاكُمْ كَيْفَ يَبْرا عَلِيلُهُ |
|
وَلَمَّا رَأَيْتُ الصَّبْرَ سُدَّ سَبِيلُهُ | |
|
| طَغى دَمْعُ عَيْني ثُمنَّ فَاضَ مَسِيلُهُ |
|
كَطُوفَانِ نُوحٍ لاَ يُرَامُ لَهُ شَطُّ
|
وَهَبْتُ لَهُ رُوحِي وَأتْبَعْتُهَا الْبَدَنْ | |
|
| وَعَظْمُ اصْطِبَارِي بِالْقَطِيعَةَ قَدْ وَهَنْ |
|
وَقَلْبي الْمُعَنى قَدْ أَضَرَّ بِهِ الشَّجَنْ | |
|
| طَبِيبي رَثى مِنْ نُحُولي بِحُبِّ مَنْ |
|
عَلَيَّ بِطُولِ الْهَجْرِ دُونَ الْوَرى يَسْطُو
|
مَحَبَّتُهُ فِي الْقَلْبِ عِنْدِي مُقِيمَةٌ | |
|
| نُجَدِّدُ عِنْدِي الْوَجْدَ وَهَيَ قَدِيَمةٌ |
|
وَسَلْوَةُ قَلْبي عَنْ سِواهُ عَدِيَمةٌ | |
|
| طَلِيعَةُ وَجْدِي لَمْ تَرُعْهَا هَزِيَمةٌ |
|
وَلِلْحُبِّ رَهْطٌ لاَ يُمَاثِلُهُ رَهْطُ
|
تَمَادَى عَلى الْهِجْرَانِ مِنْ غَيْرِ عَادَةِ | |
|
| وَأَمْسَتْ لَيَالي الْوَصْلِ غَيْرَ مُعَادَةٍ |
|
وَمُذْ فَارَقُوني حَسْرَتي فِي زِيَادَةٍ | |
|
| طُلُولٌ خَلَتْ وَاسْتَوْحَشَتْ بَعْدَ سَادَةٍ |
|
وَهُمْ بِفُؤَادِي إنْ تَدَانَوْا وَإنْ شَطُّوا
|
لَقَدْ أَشْمَتَ الْبَيْنُ الْمُجِدُّ بِنَا الْعِدَا | |
|
| وَقَدْ عَادَ شَمْلي بِالْفِرَاقِ مُبَدَّدَا |
|
وَإنْ لَمْ أجِدْ لي مِنْ يَدِ الْبَيْنِ مُنْجِدَا | |
|
| طِوالُ اللَّيَالي بِتُّ فِيهَا مُسَهَّدَا |
|
عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَثْبُتْ إذا بَيْنَنَا شَرْطُ
|
غَبَا رَبْعُ مَنْ أَهْوَاهُ وَاسْتَوْحَشَ الْوَطَنْ | |
|
| مِنَ الأَهْلِ وَالأحْبَابَ وَالْجَارِ وَالسَّكَنْ |
|
أُنَادِي وَقَدْ أَعيى الْفُؤَادُ مِنَ الشَّجَنْ | |
|
| طِبَاعِي أَبَتْ أنْ تَنْثَني عَنْ وِدَادِ مَنْ |
|
سَقَوْني بِكَأْسِ الْهَجْرِ مَا مَجَّتِ الرَّط
|
رَمَوْني بِسَهْمِ الْهَجْرِ فَازْدَدْتُ رَغْبَةً | |
|
| إلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْعَوا ذِمَاماً وَصُحْبَةً |
|
أيَا مَنْ سَقَوْني بِالْقَطِيعَةِ شَرْبَةً | |
|
| طَرِيقُ الْهَوى قَدْ مِلُتُ عَنْهَا مَحَبَّةً |
|
بِدُرَّةِ عِقْدٍ مَا حَوَى مِثْلَهَا سُمْطُ
|
نَبيٌّ هَدَانَا للِصَّوَابِ وَسُبْلِهِ | |
|
| حَبِيبٌ إلَى الرَّحْمنِ خَاتَمُ رُسْلِهِ |
|
وَمَا أَبْدَعَ الأَكْوَانَ إلاَّ لأَجْلِهِ | |
|
| طَرِبْتُ لِمَا أُلْهِمْتُ مِنْ ذِكْرِ فَضْلِهِ |
|
وَقَدْ زَالَ عَنَّا الْبُؤْسُ وَارتَفَعَ السَّخْطُ
|
سَبُوقٌ وَإنْ كَانَ النَّبِيُّونَ قَبْلَهُ | |
|
| تراهم غداً في الحشر يرجون فضله |
|
|
| طَوَائِفُ أهْلِ الشِّرْكِ قَدْ أَذْعَنَتْ لَهْ |
|
وَأعْنَاقُهُمْ ذَلَّتْ فَأَنْجَزَهَا الْمَطُّ
|
عَطُوفٌ عَنِ الْجَاني يَجُودُ بِحِلْمِهِ | |
|
| وَأوْصَافُهُ تُنْبِيكَ عَنْ فَضْلِ عِلْمِهِ |
|
قَدِيرٌ عَلىَ الأَعْدَاءِ يَبْطُو بِعَزْمِهِ | |
|
| طَوَالِعُهُمْ مَقْهُورَةٌ تَحْتَ حُكْمِهِ |
|
وَلَيْسَ لَهُمْ أَمْرٌ وَلاَ قَدَمٌ يَخْطُو
|
لَقَدْ خَصَّنَا الْمَوْلى بِأَكْرَمِ مُرْسَلِ | |
|
| نَبيِّ أتَانَا بِالْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ |
|
وَرَدْتُ بِمَدْحِي فِهِ أَعْذَبُ مَنْهَلِ | |
|
| طَلِيقٌ لِسَاني بِالثَّنَاءِ وَكَيْفَ لي |
|
بِهِ وَهْوَ لَمْ يَحْصُرْهُ لَفْظٌ وَلاَ خَطُّ
|
بِهِ أَمِنَتْ أَهْلُ الْمَدَائِنِ وَالْقُرى | |
|
| وَقَدْ أَخْبَرَ الْفُرْقَانُ عَنْ كُلِّ مَا جَرى |
|
حَدِيثٌ أتَى بِالصِّدْقِ مَا كَانُ يُفْتَرى | |
|
| طَوِيلُ الْمَعَاني شَامِخُ الْمَجْدِ وَالذُّرى |
|
لَهُ رَاحَةٌ بِالْجُودِ عَادَاتُهَا الْبَسْطُ
|
تَحُجُّ لَهُ الرُّكْبَانُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ | |
|
| وَلَوْلاَهُ لَمْ نَعْْرِفْ سُجُوداً لِقِبْلَةٍ |
|
بِهِ نَحْنُ فِي عَيْشٍ هَنِيءٍ وَنُزْهَةٍ | |
|
| طَلُوعُ اللَّيَالي لَمْ يَدَعْ لَيْلَ شُبْهَةٍ |
|
فَأقْوَالُهُ عَدْلٌ وَمِيزَانُهُ قِسْطُ
|
بِهِ حَفَّتِ الأَمْلاَكُ جَمْعاً وَأَحْدَقَتْ | |
|
| وًمَدَّتْ لَهُ لأبْصَارَهَا ثُمَّ أَشْخَصَتْ |
|
وَقَدْ نَظَرَتْ إكْرَامَهُ فَتَحَدَّقَتْ | |
|
| طِبَاقُ السَّمَوَاتِ ارْتَقَاهَا فَأَشْرَقَتْ |
|
وَكُلُّ عُلاَءٍ عَنْ مَعَالِيهِ مُنْحَطُّ
|
بِهِ قَدْ نُقِلْنَا مِنْ ضلاَلٍ إِلَى هُدى | |
|
| وَفُزْنَا بِعِزِّ وَانْتَصَرْنَا عَلى الْعِدَا |
|
وَإنَّا جَميعاً سَالِمُونَ مِنَ الرَّدى | |
|
| طِرَازٌ عَلىَ كُمِّ الْوُجُودِ وَقَدْ غَدَا |
|
بِهِ كَعَرُوسٍ زَانَهَا التَّاجُ وَالْقُرْطُ
|
دَعَانَا فَجِبْنَاهُ مُلَبَّينَ سُرْعَةً | |
|
| وَنِلْنَا بِهِ جَاهاً وَفَخْراً وَمنْعَةً |
|
وَفي دِينِنَا لَمْ تَخْشَ غَيَّا وَبِدْعَةً | |
|
| طَلَعْنَا بِهِ عِزَّا وَقَدْراً وَرِفْعَةً |
|
وَحُزْنَا بِهِ جَاهاً مَنيعاً بِهِ نَسْطُو
|