لأيَّةِ حَالٍ حُلْتُمُوا عَنْ مَوَدَّتِي | |
|
| وَدُمْتُمْ عَلىَ هَجْرِي مَلاَلاً لِصُحْبَتي |
|
خَبَأْتُكُمُ فِي النَّائِبَاتِ لِشِدَّتِي | |
|
| لأَنْتُمْ مُنى قَلْبِي وَأَنْتُمْ أَحِبَّتي |
|
وَمَا لِفُؤَادِي سَلْوَةٌ عَنْكُمُ أَصْلاَ
|
عَلِيلُ هَوَاكُمْ بَاتَ يَشْكُو سِقَامَهُ | |
|
| إذَا مَا دَجى لَيْلُ وَأَبْدى ظَلاَمَهُ |
|
يُرَاعِي الثُّرَيَّا قَدْ تَجَافَى مَنَامَهُ | |
|
| لأَنَّ فُؤَادِي يَسْتَلذُّ حِمَامَهُ |
|
فَرِيدُ فَنَا فِي الْحُبِّ يَسْتَعْذِبُ الْقَتْلاَ
|
بَكى مِنْ ضَنى جِسْمِي طَبيبٌ وَعَائدُ | |
|
| وَقَدْ نَقَصَ السُّلْوَانُ وَالْوَجْدُ زَائِدُ |
|
وَمَالي سِوَى دَمْعِي عَلىَ الْخَدِّ شَاهِدُ | |
|
| لأنَّ دُمُوع الْعَاشِقِينَ قَلاَئِدُ |
|
عَلىَ جِيدِ هَيْفَاءِ الْغَرَامِ بِهَا تُجْلاَ
|
عَفَا اللهُ عَنْ ذَاكَ الْحَدِيثِ الَّذِي مَضَى | |
|
| وَحَيَّا زَمَاناً قَدْ تَصَرَّمَ وَانْقَضى |
|
وَلَمَّا نَأَى الأَحْبَابُ ضَاقَ بِي الْفَضَا | |
|
| لأَسْتَخْبِرَنَّ الرِّيحَ عَنْ جِيرَةِ الْغَضَى |
|
أَقَامُوا بِوَادِي الأَيْكِ أَمْ قَطَعُوا الرَّمْلاَ
|
يُبَلْبِلُنِي نَوْحُ الْحَمَامِ عَلىَ اللَّوى | |
|
| سُحَيْراً فَيَزْدَادُ التَّحَرُّقُ وَالْجَوى |
|
أَحِبَّتُنَا قَدْ بَدَّلُوا الْقُرْبَ بِالنَّوى | |
|
| لأَجْلِهِمُ يُسْتَعْذَبُ الْجَوْرُ فِي الْهَوى |
|
وَقَدْ صَارَ عِنْدِي كُلُّ صَعْبٍ بِهِ سَهْلاَ
|
ذَكَرْتُ أُوَيْقَاتِ الْحَبِيبِ الْمُهَاجِرِ | |
|
| فَفَاضَتْ دُمُوعِي مِنْ سَحَابِ مَحَاجِرِي |
|
وَبُحْتُ بِمَا أَخْفَيْتُهُ مِنْ سَرَائِرِي | |
|
| لأيَّامِنَا بِالرَّقْمَتَيْنِ وَحَاجِرِ |
|
أَحِسُّ بِقَلْبي مِنْ فِرَاقِي لَهُ نَبْلاَ
|
غَرَامِي مُطِيعٌ وَالسُّلُوُّ مُخَالِفُ | |
|
| وَكَمْ ذَا أُدَارِي عَذِلي وَأُلاَطِفُ |
|
وَبَرْدُ عِظَامِي للِسَّقَامِ مُحَالِفُ | |
|
| لأَجْفَانِ عَيْنِي وَالدُّمُوعِ مَوَاقِفُ |
|
وَقَدْ شَهَرَ التَّفْرِيقُ مِنْ جَفْنِهِ وَصْلاَ
|
لَقَدْ غَيَّرَ الْهِجْرَانُ وَالْبُعْدُ حَالَتي | |
|
| وَبُدِّلْتُ رُشْدِي فِي الْهَوى بِضَلاَلَتي |
|
أُنَادِيِهِمْ لَوْ يَسْمَعُونَ مَقَالَتي | |
|
| لأهْلِ الْحِمى يَا سَعْدُ بَلِّغْ رِسَالَتي |
|
لَعَلَّهُمُ بِالْقُرْبِ أنْ يَجْمَعُوا الشَّمْلاَ
|
إلَى كم أُعَانِي عَاذِلي وَأُعَانِدُ | |
|
| وَأَكْتُمُ وَجْدِي فِيهِمُ وَأُكَابِدُ |
|
وَقدْ لَحَّ بي فِي اللَّوْمِ وَاشٍ وَحَاسِدُ | |
|
| لإجْمَاعِهِمْ مِنْ دَمْعِ عَيْني مَوَارِدُ |
|
أَيَا سَائِقَ الأَظْعَانِ مَهْلاً بِهَا مَهْلاَ
|
زَمَانُ صِبَائِي قَدْ تَوَلى بِعَزْمِةِ | |
|
| وَعَيْشُ مَشِيبي قَدْ ألَمَّ بِلِمَّتي |
|
فَقُلْتُ لِنَفْسِي ذَائِداً عَنْ مَذَمَّةِ | |
|
| لأَحْسَنُ مَا يُرْجى لِكُلِّ مُلِمَّةِ |
|
مَدِيحُ نَبِيِّ كَانَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلاَ
|
نَبيُّ هُدىً حُزْنَا بِهِ كُلَّ نِعْمَةٍ | |
|
| وَمَنْ عَلَيْنَا ذُو الْجَلاَلِ بِرَحْمَةٍ |
|
بِهِ كَمْ فَهِمْنَا مِنْ عُلُومٍ وَحِكْمَةٍ | |
|
| لآيَاتِهِ قَدْ أَذْعَنَتْ كُلُّ أُمَّةٍ |
|
وَلَمْ تَرَ شِبْهاً قَدْ حَكَاهُ وَلاَ مِثْلاَ
|
هُدِينَا بِهِ لَمَّا سَلَكْنَا مَحجَّةً | |
|
| وَخُضْنَا بِحَاراً فِي رِضَاهُ وَلُجَّةً |
|
وَلَوْلاَهُ مَا اشْتَقْنَا طَوَافاً وَحَجَّةً | |
|
| لإسْرَاهُ لَيْلاً أشْرَقَ الْكَونُ بَهْجَةً |
|
فَأخْبَارُهُ تُرْوى وَآيَاتُهُ تُتْلاَ
|
لَقَدْ خَصَّهُ الرَّحْمنُ بِالْخَيْرِ كُلَّهِ | |
|
| وَأمْطَرَهُ مِنْ جُودِ فَائِضِ فَضْلِهِ |
|
وَأوْجَدَ كُلَّ الْكَائِنَاتِ لأجْلِهِ | |
|
| لأحْمَدَ جَاهٌ كُلُّنَا تَحْتَ ظِلِّهِ |
|
وَمَنْ خَافَ حَرًّا مُحْرِقاً طلب الظِّلاَّ
|
لآيَاتِهِ فِي كُلِّ نَادٍ تِلاَوَةٌ | |
|
| وَفي كُلِّ لَوْنٍ رَوْنَقٌ وَجَلاَوَةٌ |
|
وَقَدْ حَمَلتْ مَنْ حَادَ عَنْهَا شَقَاوَةٌ | |
|
| لأَوْصَافِهِ فِي كُلِّ سَمْعٍ حَلاَوَةٌ |
|
فَلِلهِ مِنْ ذِكْرِ شَهِيِّ فَمَا أَحْلاَ
|
رَسُولٌ إلَى كُلِّ الْبَرِيَّةِ مُرْتَضَى | |
|
| عَسَاكِرُهُ مَنْصُورَةٌ تَمْلأُ الْفَضَا |
|
فَكَانَ عَلىَ حُبِّ الثَّوَابِ مُحَرِّضَا | |
|
| لأَهْلِ النُّهى مِنْهُ الْبِشَارَةُ وَالرِّضَا |
|
وَمَنْ كَانَ يَرْجُو الْبَعْضَ قَدْ أَحْرَزَ الْكُلاَّ
|
تَجَاوَزَ عَنْ جَانٍ وَعَنْ مُخْطِئِ عَفَا | |
|
| وَإنْ قَالَ قَوْلاَ زَانَهُ الصِّدْقُ وَالْوَفَا |
|
لَقَدْ عَزَّهُ رَبُّ الْعِبَادِ وَشَرَّفَا | |
|
| لأُقْسِمُ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَبِالصَّفَا |
|
وَزَمْزَمَ وَالرُّكْنِ الْمُقَبَّلِ وَالْمَعْلاَ
|
لَهُ تَشْهَدُ الآيَاتُ فِي كُلِّ سُورَةٍ | |
|
| بِمَا خَصَّهُ الْمَولى بِمَعْنًى وَصُورَةٍ |
|
وَإنْ عَاقَني عَنْهُ الْقَضَا لِضَرُورَةٍ | |
|
| لأَبْتَهِلَنَّ الآنَ فِي قَصْدِ زَوْرَةٍ |
|
لِخَيْرِ نَبِيِّ قَدْ حَوَى الْفَرْعَ وَالأَصْلاَ
|
مَشَارِفُنَا تَزْهُو بِهِ وَالْمَغَارِبُ | |
|
| وَلَوْلاَهُ مَا انْسَاقَتْ لِحَادٍ رَكَائِبُ |
|
وَلَمْ يَسْرِ مُسْنَخْفٍ وَلاَ سَارَ سَارِبُ | |
|
| لأصْحَابِ خَيْرِ الْخَلْقِ بَاتَ مُرَاكِبُ |
|
كما أنه جاز الجلالة والعقلا
|
أمثاله الْفِجَاجِ وَسُبْلِهَا | |
|
| وَسُحْبُ سَمَاءِ الْجُودِ سَحَّتْ بِوَبْلِهَا |
|
لَهُ عِتْرَةٌ تَسْمُو وَتَزْهُو بِفَضْلِهَا | |
|
| لأنَّهُمُ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ كُلَّهَا |
|
وَهُمْ أَهْلُ مَنْ سَادَ النَّبِيِّينَ وَالرُّسْلاَ
|
لَقَدْ سُعِدُوا فِي مَوْتِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ | |
|
| وَقَدْ شَهِدَ الْبَارِي بِصِدْقِ رُوَاتِهِمْ |
|
دِمَاءُ أَعَادِيهِمْ شَرَابُ ظُبَاتِهِمْ | |
|
| لأَثْوَابُ مَدْحِ جُدِّدَتْ فِي صِفَاتِهِمْ |
|
لأَنَّ حَدِيثي لَمْ يَكُنْ عَنْهُمُ مولاَ
|