سَرى وَعَليل الريح قَد حَرك الرندا | |
|
| بَريق بَدا وَهناً فَذَكرنا نَجدا |
|
وَحَدثنا عَن جيرة البان وَالنَقا | |
|
| أَحاديث جَد قَد أَثارَت لَنا وَجدا |
|
بِروحي ذاكَ الحَي مِن مربع بِه | |
|
| عُيون الظباء النجل تقتنص الأسدا |
|
محل فَقدنا بَعده كُل لَذة | |
|
| ترام وَفارقنا بِهِ العيشة الرَغدا |
|
وَردنا بِهِ ماء الوِصال مروقاً | |
|
| نعم وَشَمَمنا فوقَ كُثبانهِ وَردا |
|
لَيالي كُنا لا نَرى غَير ربرب | |
|
| ألوف وَريم لَيسَ تخلفنا عَهدا |
|
يُضاحكنا بَرق الثُغور عشية | |
|
| فَتَمنحنا دراً وَتسكرنا وَردا |
|
لَيالي لَم نحذر بِهن قَطيعة | |
|
| وَلَم نَرَ مِن ليلى صدوداً وَصَدا |
|
لَيالي ريعان الشَباب بِحاحز | |
|
| يَجر عَلَينا مِن جَلابيبه بردا |
|
يَعود عَلَينا الرند مسكاً وَيَنثَني | |
|
| حَصاه لَنا دراً وَغدرانه شَهدا |
|
رِياض جنان بِالمَحاسن زخرفت | |
|
| بِها قاصِرات الطَرف قَد سَكَنوا الخُلدا |
|
غَرائر أنس قَد خلقن جَواهِراً | |
|
| جَعَلنَ لجيد الحسن في حاجر عقدا |
|
عَرائس فردوس لَبسنَ مَطارِفاً | |
|
| مِن السُندس الشَفاف تستجمر الندا |
|
إِذا قُلت للدَهر ائتني مِن ملاحها | |
|
| وَعجل بِلَيلى قالَ خُذها وَخُذ سعدى |
|
سَقى اللَه ذاكَ الحَي صيب مزنه | |
|
| كَأَنمل عَبد اللَه إِذ نظر الوَفدا |
|
جَرى وَبلها جَري البُحور لِقاصد | |
|
| فَما ادخرت فَضلاً وَلا أهملت قَصدا |
|
وَسالَت كَما الوَسمي في كُل وجهة | |
|
| فَما تَرَكت جدباً هُناكَ وَلا جهدا |
|
وَلما هَمت خلنا السَماء عَلى الثَرى | |
|
| استهلت فخذ ما شئت مِن درها رفدا |
|
وَقُم عِندهُ وَانظر هُناك فَضائِلاً | |
|
| تورثها فَخراً وَأورثها سعدا |
|
عُلوم سَما في نَشرِها أَنجُم السَما | |
|
| وَطالَ عَلى طول البُدور بِها مَجدا |
|
سُطور زَهَت مِنها الطُروس بِكَفه | |
|
| يُحررها نصحاً وَيوضحها رُشدا |
|
يَراع يريع الأَغبياء حسامها | |
|
| وَيسكت في بُرهانها الأَلسن اللدا |
|
نَتيجة فَضل مِن قياس إِذا بَدا | |
|
| لِجاحد حَق لا يطيق لَهُ ردا |
|
|
| إِذا كرمت أَصلاً فَما أَكرم الولدا |
|
هُم سادة يَقضي الزَمان بِكَونهم | |
|
| إِذا سالَموا شَهداً وَإِن حارَبوا ربدا |
|
وَإِن وَهَبوا سحباً وَإِن غَضبوا ربى | |
|
| وَإِن طالَعوا نَجماً وَإِن رَكِبوا أسدا |
|
هُم العرب الأَنجاب مِن آل خندف | |
|
| سل السَيف عَنهُم وَالمضمرة الجردا |
|
وَسل عَنهُم سود الكَتائب إِن عدوا | |
|
| أَيَبقون مِن تِلكَ الجموع لَهُم فَردا |
|
فَعد مِن الأَفراد عدنان إنَّهُ | |
|
| مِن السادة السامين للناس قَد عدا |
|
وَواف معداً كَعبة الجود وَالنَدى | |
|
| فَلله ما أَجداه مَولى وَما أَندى |
|
وَلَم يعرف النزر القَليل نِزارهم | |
|
| وَلَكنهُ كَالغَيث إِن جادَ أَو أَسدى |
|
وَما مضر الحمرا إِذا احمرت الوَغى | |
|
| سِوى أسد يردي بِصارمه الأسدا |
|
وَإلياس حامي حوزة العَهد لِلوَرى | |
|
| إِذا خفروا عَهداً فَلَن يخفر العَهدا |
|
وَمُدركة لَم يُدرك الناس شَأوه | |
|
| وَما هُوَ إِلا البَحر قَد طالَ وَامتَدا |
|
وَفي الجود قَد أَضحى خُزيمة مُفردا | |
|
| وَقَد كانَ في يَوم الوَغى العلم الفردا |
|
وَإِن ذكر السامون فاذكر كَنانة | |
|
| عَلا في المَعالي عَن مُعاونة الأَعدا |
|
وَما نَظَرت أَمثال نضر وَمالك | |
|
| وَفهر عُيون حَيث فاقوا الملا رُشدا |
|
وَقَد غلبت سحب النَدى كَف غالب | |
|
| وَألوى لُؤي هَيكل البُخل فَانهَدا |
|
وَكَعب علا كَعباً وَمرة قَد سَمَت | |
|
| مروءته وَاذكر كِلاباً إِذا أَجدى |
|
وَأَما قُصي فَهوَ أَقصى الوَرى على | |
|
| وَعَبد مناف قَد أَناف الوَرى مجدا |
|
وَكَم هشمت في مَكة كَف هاشم | |
|
| ثَريداً وَحر الجدب قَد زادَ وَاشتَدا |
|
وَعَن شَيبة الحمد اسأل الناس إِذ سقوا | |
|
| بِشَيبته البَيضاء وَاستمطر وَالرفدا |
|
وَلا تَنسَ عَبد اللَه في الذكر أَنَّهُ | |
|
| أَعف الوَرى ذَيلاً وَأطهرهم بردا |
|
وَعجل بِخَير العالمين محمد | |
|
| أَجل الوَرى قَدراً وَأَوفَرهم حَمدا |
|
فَذاكَ الَّذي في الذكر قَد جاءَ مدحه | |
|
| فَأَنى لِساني يَستَطيع لَهُ عَدا |
|
وَبضعته الزَهراء أمك وَالفَتى | |
|
| علي أبوك القاسم الأسد الوردا |
|
فَأَي فَخار بَعد هَذا وَسُؤدد | |
|
| يَقوم بِهِ التالي وَلَو عد ما عدا |
|
لقد صمت طول العمر عن كل سيئ | |
|
| وَفي رَمضان الخَير جددت ذا عَهدا |
|
تَهن بِهَذا الصَوم وَالفطر بَعده | |
|
| فَأَجرهما الوافي لبابكم يهدى |
|
فَما الدَهر إِلا أَن يَكون غلامكم | |
|
| وَما العيد إِلا أن يَكون لَكُم عَبدا |
|
فَلا زلت سامي القَدر ما لاحَ بارق | |
|
| سَرى وَعَليل الريح قَد حرك الرندا |
|