إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
للحقيقة وجان، والثلج أسود فوق مدينتنا |
لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا، |
والنهاية تمشى الى |
السور واثقة من خطاها |
فوق هذا البلاط المبلل بالدمع، واثقة من خطاها |
من سينزل أعلامنا: نحن أم هم؟ ومن |
سوف يتلو علينا معاهدة الصلح يا ملك الاحتضار؟ |
كل شىء معد سلفا، من سينزع أسماءنا |
عن هويتنا: أنتم أم هم؟ ومن سوف يزرع فينا |
خطبة التيه: لم تستطع أن تفك الحصار |
فلنسلم مفاتيح فردوسنا لوزير السلام، |
وننجو.. |
للحقيقة وجان، كان الشعار المقدس سيفا لنا |
وعلينا، فماذا فعلت بقلعتنا قبل هذا النهار |
لم تقاتل لأنك تخشى الشهادة، لكن.. |
عرشك نعشك |
فاحمل النعش كى تحفظ العرش |
يا ملك الانتظار |
ان هذا السلام سيتركنا حفنة من غبار.. |
من سيدفن أيامنا بعدنا: أنت .. أم هم؟ |
ومن |
سوف يرفع راياتهم فوق أسوارنا: أنت.. |
أم فارس يائس؟ |
من يعلق لأجراسهم فوق رحلتنا |
أنت.. أم حارس بائس؟ |
كل شىء معد لنا |
فلماذا تطيل التفاوض، |
يا ملك الاحتضار؟ |
وأنا واحد من ملوك النهاية.. |
أقفز عن فرسى فى الشتاء الأخير، |
أنا زفرة العربى الأخيرة |
لا أطفل على الآس فوق سطوح البيوت، ولا |
أتطلع حولى لئلا يرانى هنا أحد كان يعرفنى |
كان يعرف انى صقلت رخام الكلام |
لتعبر امرأتى بقع الضوء، حافية، لا أطل على الظل |
كى لا أرى أحدا يحمل اسمى |
ويركض خلفى: خذ اسمك عنى واعطنى فضة الحور |
لا أتلفت خلفى لئلا أتذكرانى مررت على الأرض |
لا أرض فى هذه الأرض منذ تكسر حولى |
الزمان شظايا شظايا |
لم أكن عاشقا كى أصدق ان المياه مرايا |
مثلما قلت للأصدقاء القدامى، |
ولا حب يشفع لى مذ قبلت |
معاهدة الصلح لم يبق لى حاضر |
كى أمر غدا قرب أمسى |
سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله |
أسمع خشخشة للمفاتيح فى باب تاريخنا الذهبى |
وداعا لتاريخنا |
هل أنا من سغلق باب السماء الأخير؟ |
أنا زفرة العربى الأخيرة!! |
حمدون عقلك لم يزل مخدوعا |
وزمام حكمك لم يزل مقطوعا |
مازلت يا حمدون غرا تابعا |
وتظن نفسك قائدا متبوعا |
حمدون أنت الرمز سمك لم يزل |
يجرى بأفئدة الطغاة نقيعا |
خضب يمينك بالدماء وقل لنا |
إنى أنفذ أمرى المشروعا |
اسرق غذاء الجائعين وقل لنا |
إنى أحارب فى البلاد الجوعا |
قطع رؤوس المصلحين فإنهم |
يبغون منك إلى الاله رجوعا |
واملأ سجونك ثم قل انى هنا |
لأحارب الارهاب والتقطيعا |
طارد بجندك كل صاحب مبدأ |
يأبى لقانون الضلال خضوعا |
واركض وراء شبابنا لأنهم |
رفعوا الجباه وحاربوا التطبيعا |
هم يصعدون الى السماء وأنت فى |
أوحال وهمك ما تزال وضعيا |
هم يلجأون الى الاله وأنت لا |
يرضيك إلا أن تسوق قطيعا |
هم ينظرون بأعين مجلوة |
فيرون فعلك فى العباد شنيعا |
عرفوا حقيقة سحر من جمعتهم |
ورأوا عصا موسى تخيف جموعا |
ورأوا جباه الساحرين تعفرت |
سجدوا لرب العالمين خشوعا |
ورأوك تستبقى النساء رهائنا |
وتدير قتلا فى الرجال فظيعا |
ورأوك فى غى التطاول سادرا |
فتبرأوا مما جنيت جميعا |
نظروا إليك فأنكروك لنهم |
عرفوك فى طرق الخداع ضليعا |
لك كل يوم قولة تلغى بها |
ما قلت أمس، وتحسن الترقيعا |
ما انت يا حمدون إلا حرة |
تأبى الى غير العفاف نزوعا |
لكنها سلبت عباءة طهرها |
وخلعت أنت حجابها لتضيعا |
وأكلت أصناف الطعام ونحن فى |
ضنك شديد لا تنل رضيعا |
عجباً، متى تبنى لنفسك منزلا |
فى الحق، تملأ مقلتيك دموعا |
أتظن هامان الذى استنجدته |
مازال يوقد للولاء شموعا |
أتظنه مازال يبنى صرحه |
حتى تطيق الى السماء طلوعا |
أنسيت قارون الذى زرع الهوى |
فى قلبه حتى استطال فروعا |
خسفت به الأرض التى أبدى لها |
خيلاء وغدا بها مخدوعا |
ضاعت مفاتيح الخزائن واختفى |
قارون، لم ير فى العباد شفيعا |
سل عنه أرضك حين لم تترك له |
أثراً ولا للصوت منه سميعا |
أنسيت يا حمدون انك غارق |
فى اليم، تعصر قلبك المفجوعا |
أنسيت رهو البحر حين ولجته |
فرأيت نفسك فى الخضم صريعا |
شرق وغرب كيف شئت فإننا |
لانجهل التطبيل والتلميعا |
أبشر فإن الفجر سوف يريق من |
كأس الظلام شرابك المنقوعا |
ولسوف تفتح صفحة عزها |
ولسوف يغدو رأسها مرفوعا |
حمدون لا يخدعك وهمك اننى |
ابصرت طفلا فى حماك رضيعا |
**** |