أيقَظَت زَهرَ رَبوَةٍ زَهرَاءُ | |
|
| أم أرِيجٌ نَمَّت بِهِ الزَّورَاءُ |
|
وبُرُوقٌ مِن رَامَةٍ لَمَعَت أم | |
|
| ألمَحَتنَا مِن وَجهِهَا العَذرَاءُ |
|
كُلَّمَا فَاحَ نَشرٌ او لاَحَ بَرقٌ | |
|
| هَشَّ قَلبِي وبَشَّتِ الأعضَاءُ |
|
ومَتَى رَنَّتِ الحَمَامُ بِعُودٍ | |
|
| وَأغَنَّتهَا الرَّوضَةُ الغَنَّاءُ |
|
طَابَ نَوحِي وَطَالَ مِنِّي نَحِيبُ | |
|
| لَو نَحِيبُ المَشُوقِ فِيهِ غَنَاءُ |
|
وَعَلَى مِثلِي حَقَّ نَوحٌ ونَحب | |
|
| ولِمِثلِ الحَمَامِ حَقَّ الغِنَاءُ |
|
طَائِرٌ مِن أزَاهِرٍ بِرِياضٍ | |
|
| لِمَعِينِ الحِيَاضِ كَيفَ يَشَاءُ |
|
طَاهِرُ الجَيبِ ظَاهِرُ اليُمنِ إِذ مَا | |
|
| لَوَّثتهُ الأدوَاءُ والأهوَاءُ |
|
ما عَلَيهِ كَمَا عَلَينَا رَقِيبٌ | |
|
| كاتِبٌ كُلَّ ما اقتَضَاهُ القَضاءُ |
|
لَم يَرُعهُ المُقامُ بَينَ يَدَي | |
|
| رَبِّ جَلِيلٍ عَنَت لَهُ الوُجَهاءُ |
|
وَلَوَ أنَّهُ كانَ طَوقٌ لَهُ مِن | |
|
| طَوقِنَا لاستدامَ مِنهُ البُكاءُ |
|
قد حَمَلنا أمانَةَ اللهِ جَهلاً | |
|
| لَيتَنَا قَد طِبنَا فَطابَ الأداءُ |
|
أينَ ودِّيَ يَومَ يُكشَفُ عَن سا | |
|
| قٍ يَزولُ عَمَّا جَنَينَا الغِطاءُ |
|
لا تُضِع أنفاسا بِأنفاسِ عُمرٍ | |
|
| فِي سَوَى تَقوى اللهِ فهيَ الوِقاءُ |
|
ما تَبَقَّى مِن عُمرِكَ اصرِفهُ فِي طا | |
|
| عاتِ مَولاكَ طالَ مِنك البَقَاءُ |
|
لا تُسَوِّف لا عِطرَ بَعدَ عَرُوسٍ | |
|
| لَستَ تَدري متَى يكُونُ اللِّقَاءُ |
|
قُلتُ ما لضم أفعَل وَفِي كلِّ وَادٍ | |
|
| هِمتُ غَيّاً وهكَذَا الشُّعَراءُ |
|
عَمَلِي سَيِّىءُ وَلَكِن بِمَدحِي | |
|
| أشرَفَ الخَلقِ حاطَنِي استثِنَاءُ |
|
يا رَسُولَ الإلاَهِ فِيكَ وَإِلاَّ | |
|
| ليسَ يَحلُو الإِنشادُ والإِنشاءُ |
|
قد تَرَقَّيتَ فِي علاءٍ بِقُدسٍ | |
|
| حَيثُ لا أينٌ بل هُناكَ عَماءُ |
|
وَتَسَنَّمتَ صَهوَةَ العِزِّ فِي مَقعَدِ | |
|
| صِدقٍ وذَا الوُجودُ هَباءُ |
|
وتَجَلَّيتَ فِي الفَضاءِ عَروسَ المُلكِ | |
|
| تُجَلَّى فَضَاءَ مِنكَ الفَضاءُ |
|
وتجَلَّت شَمسُ النُّبُوءةِ فِي أفقِكَ | |
|
| حَيثُ لاَ طِينَةٌ لاَ مَاءُ |
|
لَم يَكُ الكَونُ قَبلَ أن كُنتَ شَيئاً | |
|
| ثُمَّ كانَت مِن نُورِكَ الأشياءُ |
|
أنتَ بَيتُ التَّمَامِ أنتَ تَمامُ البَيتِ | |
|
|
أنتَ مِسكُ الخِتام أنتَ خِتامُ المِسكِ | |
|
|
أنتَ جِنسُ الهُدَى وأنتَ هَيُولاَ | |
|
| هُ وَأنتَ انتِهاؤُهُ وابتِدَاءُ |
|
أنتَ هَادٍ لِكُلِّ بَادٍ وَلَولاَ | |
|
| كَ لَمَا كانَ للأنامِ اهتِداءُ |
|
أنتَ بَدرٌ مِنكَ البُدُورُ استَنارَت | |
|
| واستَعارَت أنوارُهَا الأنواءُ |
|
أنتَ بَحرٌ مِنكَ البُحُورُ استَمَدَّت | |
|
| غَمَرَتهَأ مِن كَفِّكَ الأندَاءُ |
|
أنتَ تَاجُ السِّيَادَةِ المُتَلالِي | |
|
| بِسَنى أنتَ قُرطُهَا الّلالاءُ |
|
كُلُّ سِمطٍ مِنَ الفَخارِ نَفِيسٍ | |
|
| أنتَ وُسطاهُ التُّومَةُ الغَرَّاءُ |
|
لم تَزَل مَحفوظاً بقُدسٍ وَمَحفُو | |
|
| فاً وِعاءٌ يَحميكَ بَعدُ وِعاءُ |
|
مِن أبٍ لأمٍّ حَلِيفَي عَفافٍ | |
|
| نَيِّرَي أفلاكِ العُصورِ تُجاءُ |
|
مِن لَدُن آدَمٍ إِلَى ابنَةِ وَهبٍ | |
|
| تُنتَقى أينَ تُوضعُ الحُسَباءُ |
|
لُحتَ نُوراً بِآدَمٍ فَسَما أسمَى | |
|
|
وبشيثٍ ومِنهُ مُذ أفرَدَتهُ | |
|
| دُرَّةُ العِقدِ أمُّنا حَوَّاءُ |
|
وَبَإِدريسٍ فَارتَقَى بِمَكانٍ | |
|
| مُتَراقٍ تَرنُو بِهِ الحَوراءُ |
|
وَبِنُوحٍ وَلاحتِوائِهِ فِي الفُل | |
|
| كِ عَلَى الجُودِي استَبَانَ استِواءُ |
|
وبِسامٍ سَمَا فَيَحسِبُهُ رَا | |
|
| ئِيهِ بَدراً والوَجهُ مِنهُ سَماءُ |
|
وَبإِبراهِيمٍ ثَوَى فَغَدَت نَا | |
|
| رُ عَدُوٍّ رَوضاً وطابَ الثَّواءُ |
|
وبإسماعِيلٍ فَنَجَّاهُ مِن ذَبحٍ | |
|
| بِذِبحٍ ورآنَتِ الدَّهماءُ |
|
وبإليَاسٍ كانض تَسمَعُ تَلبِيَّةَ حَجٍّ | |
|
|
وَبِهاشِمٍ كانَ لَم يَبقَ شَيءٌ | |
|
| بِهِ مَرَّ إِلاَّ لُهُ إيمَاءُ |
|
وبِشَيبَةِ الحَمدِ أصبَحَ يَوماً | |
|
| فَائِحاً مَكحولاً لَهُ سِيماءُ |
|
وَبَعَبدِ اللهِ الَّذِي راودَتهُ | |
|
| حَيثُ شامَتهُ يَستَنِيرُ النساءُ |
|
وَحَماهُ مِن كَيدِها ما حَمَى يُو | |
|
| سُفَ مِنهُ فَلَم تَقَع فَحشاءُ |
|
عِندَما حَلَّ بُرجَ آمِنَةٍ حَلَّ | |
|
| أمَانٌ بِهِ وَعَمَّ نِداءُ |
|
اشرَفَت مِن مَساكِنِ الخُلدِ حُورٌ | |
|
| قُلِّدَت مِن نُحورِهَا الشُّرَفاءُ |
|
في سُرُورٍ أملاَكٌ اضحَت وَأمسَت | |
|
| سُرُرٌ لِلمُلكِ اعتَراها دَاءُ |
|
أصبَحَت أصنامُ الضَّلالَةِ مَنكُو | |
|
| سَةَ رَأسٍ أصَابَهَا استِحيَاءُ |
|
حَمَلَتهُ حَملاً خَفِيفاً فمرَّت | |
|
| بِهِ لَم تَحمِل مِثلَهُ نُفَسَاءُ |
|
وبِشَهرِ الرَّبِيعِ في فَصلِهِ ألقَت | |
|
| رَبِيعاً تَحيَا بِهِ البُصَرَاءُ |
|
لاحَ يَومَ الإثنَينِ مُفرَدَ مَجدٍ | |
|
| بِهِ تَسمُو الأزمَانُ والأنحَاءُ |
|
قُربَ فَجرٍ تَفَجَّرَت بِهِ أضوَا | |
|
| ءُ بِها تُمحَى اللَّيلَةُ اللَّيلاَءُ |
|
أشرَقَت مِنهَا الأرضُ والشّامُ شِيِمَت | |
|
| إذ لَها بَعدَ البِعثَةِ الإسراءُ |
|
آخِذاً قَبضَةً مِنَ الأرضِ أي مُلكُ | |
|
| الثَّرَى لِي وَلِي بِرَبِّي ثَراءُ |
|
رافِعاً لِلسَّماءِ طَرفَهُ أي عَليَاءُ | |
|
| شَأني لَم تُعطَهُ العَليَاءُ |
|
فاهَ بِالحَمدِ حَيثُ أقبَلَمِن | |
|
| حَضرَةِ رَبٍّ وَحَفَّتِ الَّلالاءُ |
|
شَمَّتَتهُ الأملاكُ طَافَت به المَشرِقَ | |
|
| يَا طِيبَ ما رَوت شَفَّاءُ |
|
حَضَرَتهُ عِينٌ وَآسيةُ وابنَةُ | |
|
|
وتَدانَت مِنهُ نُجُومٌ فَمَا أبهَى | |
|
| هِلاَلاً نُجُومُهُ قُرَبَاءُ |
|
وَبَدَت شُهبٌ مِن بَنِي ثُعَلٍ أر | |
|
| مَى أذيبَت بِنَارها القُرَنَاءُ |
|
كَشَفَت ذِي النُّجُومُ والشُّهبُ عَن حا | |
|
| لِ صِحابٍ تُشوَى بِهَا الأعداءُ |
|
أطفِئَت نَارُ قُرسٍ ارتَجَّ صَرحٌ | |
|
| قُضِيَ الأمرُ فِيهِ غِيضَ الماءُ |
|
هَتَفَت أحبارٌ وَجِنُّ بِأخبا | |
|
| رِ وِلاَدٍ كَأنَّها وَرقاءُ |
|
هَذِهِ لَيلَةٌ مُبَدِّلةُ الأترَاحِ | |
|
| أفراحاً حَقَّ فِيهَا الهَناءُ |
|
فِي لَيالِي قَدرٍ كَليلَةِ قَدرٍ | |
|
| فِي اللَّيالِي تَبِينُ لَيسَ بَدَاءُ |
|
نَشتَهِي أن نُمِدَّهَا بِسَوادِ العَينِ | |
|
| مِنَّا لَيتَ السَّوادَ سَواءُ |
|
أطلَعَت بَدرَها لَنَا فِي صَباحٍ | |
|
| لاَ تَقُل هَذِي اللَّيلَةُ الدَّرعاءُ |
|
بَدرُ هَذِهِ دائِمٌ فِي ازديادٍ | |
|
| من كَمالٍ لاَ يعتَريهِ خَفاءُ |
|
رِيءَ فِي مَهدِهِ مُنَاغِيُهُ بَد | |
|
| رٌ تَمامٌ وذَلِكَ استِدنَاءُ |
|
حَرَّكَت مَهدَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ | |
|
| اختِدَاماً يَا حَبَّذَا الخُدَماءُ |
|
وأتَتهُ حَليمَةٌ ذَاتُ سَعدٍ | |
|
| لِسَعِيدٍ تُرِشَّ السُّعَدَاءُ |
|
فَتَلَقَّاهَا بِابتِسامٍ وبِشرٍ | |
|
| طَلقَ وَجهٍ وهَكَذا الفُضَلاءُ |
|
مِن يَمِينِ الثَّدييَنِ مَصَّ ومَا مَسَّ | |
|
| يَساراً بَل دامَ مِنهُ إباءُ |
|
نَظَراً لِلشَّرِيكِ ألهِمَ عَدلاً | |
|
| وَبِهِ فِيهِ لِلأنَامِ ائتِساءُ |
|
وأَتَت بِهِ قَومَهَا تَحمِلُ المَجدَ | |
|
| أتَانٌ أخفَّهَا الإزدِهاءُ |
|
وَأوَت خَيراتٌ إِلَيهَا وحَلَّت | |
|
| وَرَوتهَا شِياهُهَا العَجفاءُ |
|
شاؤُها دُونَ الشَّاء تَأتِي شِباعاً | |
|
| حُفَّلاً تَرعَى حَيثُ يُرعِي الرِّعاءُ |
|
قَد رَعَت خِصبَ اليُمنِ في سَنَةٍ شَه | |
|
| باءَ والأرضُ كُلُّهَا جَرداءٌ |
|
شَبَّ أنقَى مِن زَهرٍ انمَى شَبابٍ | |
|
| وَعَجِيبٌ مَا شَامَتِ الشَّيماءُ |
|
حَدَّثَت أن غَمامَةٌ فِي هَجِيرٍ | |
|
| حَيثُ مَا سَار كَانَ مِنهَا وِقاءُ |
|
شَمسَ حُسنٍ مِن شَمسِ أفقٍ أظَلَّت | |
|
| ألأصلٍ مِن فَرعِهِ بُرَحاءُ |
|
وأتَت بِهِ عِندَمَا فَطَمَتهُ | |
|
| ظِئرُهُ والفُؤادُ فِيهِ اصطِلاءُ |
|
رَغِبَت فِيهِ حتَّى آبَت وَباءَت | |
|
| بِهِ إذ بِالبَطحَاءِ يُخشَى الوَباءُ |
|
وَأتَتهُ لأن تُنَقِّيَ قَلباً | |
|
| بِطَهُورٍ مَلاَئِكٌ نُزَهاءُ |
|
شُقَّ عَنهُ ولَم يُشَقَّ عَلَيهِ | |
|
| رُمِيَت مِنهُ مُضغَةٌ سَودَاءُ |
|
خَتَمَتهُ مِن بَعدِ أن مَلأتهُ | |
|
| بِحُلِيِّ النُبُوءَةِ الكُرَماءُ |
|
فَتَبَدَّى بِخَاتَمٍ فِي مَحَلٍّ | |
|
| مِنهُ يَأتِيهِ الوَحيُ وَالإلقاءُ |
|
مِنهُ نَمّ مِسكُ الخِتامِ كَما نَمَّت | |
|
| بِأزهَارِ الرَّوضِ رِيحٌ رُخاءُ |
|
خَشِيَت إِذ رَأتهُ مُنتَقِعَ اللَّو | |
|
| نِ حَلِيمَةُ أنَّهُم قُرَناءُ |
|
أسرَعَت بِهِ نَحوَ آمِنَةٍ فَاء | |
|
| تَنَسَت إنَّ أنسَنَا الأبناءُ |
|
لَم يَزَل خَسفُهَا إِلى أن تَوَارَت | |
|
| بِحِجَابٍ حَفَّت بِهَا الأبواءُ |
|
حَضَنَتهُ أمُّ الظِّبَاءِ رَشاً لَم | |
|
| يَحكِهِفِي رَقِيقِ حُسنٍ طَلاءُ |
|
ظَمِئَت فَارتَوَت بِدَلوٍ مِنَ الأفقِ | |
|
| بِيُمنٍ بِهِ وَطَابَ ارتِواءُ |
|
وجَلاهُ بِعَاتِقٍ شَيبَةٌ طا | |
|
| لِبَ سَحٍّ فَسَحَّتِ الأرماءُ |
|
شَكَرَتهُ قُرَيشُ شُكرَ بِطاحٍ | |
|
| صَيِّباً أنعَمَت بِهِ الأسمَاءُ |
|
وأتى بِهِ عَمُّهُ بَعدَ هَذا | |
|
| مِثلَ شَمسٍ عَنهَا انجَلَت ظَلمَاءُ |
|
لاذَ بِاللهِ لِلأنامِلِ يُبدِي | |
|
| فَتَبَدَّت وَدِيقَةٌ غَرَّاءُ |
|
خَجِلَت مِن أنَامِلٍ فَأراقَت | |
|
| عَرَقاً يَا حَياً أرَاهُ حَيَاءُ |
|
وبِأنوارِهَا تَبَرَّجَتِ الأر | |
|
| ضُ وَشَتهَا بِلاَ يَدٍ أنواءُ |
|
أبيَضٌ يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجهٍ | |
|
| مِنهُ فِيهِ عَن شَأنِهِ أنبَاءُ |
|
أسفَرَت عَنهُ سَفرَتاهُ لِشَامٍ | |
|
| حَيثُ شِيمَت نُعوتُهُ الشَّمَاءُ |
|
ودَعَتهُ خَدِيجَةٌ تَبتَغِي عَصمَتَهُ | |
|
| وَهيَ الدُّرَّةُ العَصمَاءُ |
|
زَهرُ رَوضٍ ما زَالَ فِي كُمِّهِ تا | |
|
| قَت وَحَنَّت لِشَمِّهِ زَهرَاءُ |
|
قَامَ فِي قَومِهِ عَفِيفاً أمِيناً | |
|
| نُسِيَت عِندَ ذِكرِهِ الأمَناءُ |
|
جدَّدُوا الكَعبَةَ الشَّرِيفَةَ كُلٌّ | |
|
| مِنهُمُ فِي إنفَاقِهِ أسخِياءُ |
|
ثُمَّ شَحُّوا فِي وَاضِعِ الرُّكنِ مِنهُم | |
|
| وَبِمِثلِهِ تَبخَلُ الأسرِيَاءُ |
|
فأبَانَ حُكماً بِأن يَرفَعُوهُ | |
|
| فِي كِسَاءٍ وَتَمَّ مِنهُ البِنَاءُ |
|
رَاجِحُ الذِّهنِ قَد تَدَرَّبَ للوَحيِ | |
|
| بِرُؤياً تَجِيءُ وَهيَ ذُكَاءُ |
|
بَينَمَا هُوَ يَعبُدُ اللهَ فِي غا | |
|
| رِ حِرَاءٍ إِذ جاءَهُ الإِيحَاءُ |
|
مضجمَعٌ لِلعُلُومِ مَظهَرُ أسرَا | |
|
| رِ غُيُوبٍ عَنَت لَهُ اللُّطَفاءُ |
|
حَلَّتِ النُّطقَ والمَسَامِعَ والقَلبَ | |
|
| وَصَبراً آياتُهُ المَزَّاءُ |
|
فدَعاهُم سِراً بِهِ لِرَشادٍ | |
|
| واستَجابَت لما دَعا رُشدَاءُ |
|
وأتَاهُ مِن بَعدِ ذَا اصدَع بِأمرٍ | |
|
| فَتَصَدَّعَت مِنهُمُ الأحشاءُ |
|
سَبَّ أوثَانَهُم فَطارَت قُلوبٌ | |
|
| بِنَكِيرٍ وَثَارَتِ الشَّحناءُ |
|
فَاحتَمى مِنهُم بِرُكنٍ شَدِيدٍ | |
|
| مِن أبِي طَالِبٍ لَهُ إِيوَاءُ |
|
ظَلَمُوا المُؤمنِينَ مُستَضعَفِيهِم | |
|
| وَبِرَبٍّ حَلاَ لَهُم إِيذَاءُ |
|
ثُمَّ سَارُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ صَارُوا | |
|
| فِي حِمَى كُلَيبٍ بِهِ لَم يُسَاؤُا |
|
وَمَشَى جَسَّاسُ بِمَكرٍ وَلَكِن | |
|
| لَم يَنَل خَيراً لاَ احتَظَى مَشَّاءُ |
|
واهتَدَى الحَفصُ حَمزَةٌ وَأبُو حَفصٍ | |
|
| فَأضحَى الهُدَى لَهُ إفشَاءُ |
|
أجمَعَت قَتلَةَ الرَّسُولِ قُرَيشٌ | |
|
| فَحَمَاهُ عِصَابَةٌ حُزَمَاءُ |
|
فَجَلَت فِي صَحِيفَةٍ قَطعَهُم لاَ | |
|
| غَيرَ إسلاَمِهِ إِلَيهَا رِفَاءُ |
|
فَبقُوا مَحصُورِينَ فِيالشَّعبِ حَتَّى | |
|
| جَهِدُوا وَمسَّتهُمُ البَأسَاءُ |
|
قَامَ فِي نَقضِهَا رِجَالٌ ثَنَتهُم | |
|
| رَحَمَاتٌ هُم أنجُمٌ عَوَّاءُ |
|
فأشَارَ النَّبِيُّ أن مَا سِوَى اسمِ اللهِ | |
|
| مَحوٌ لَم يَبقَ فِيهَا خَفَاءُ |
|
وَجَدُوهَا كَمَا أشَارَ وَهَل يَبقَى | |
|
| مضعَ الحَقِّ بَاطِلٌ وَجُفَاءُ |
|
وَغَداً كَاتِبُ القَطِيعَةِ مَقطُو | |
|
| عاً بَغِيضاً لَهُ يَدٌ شَلاَّءُ |
|
وَقَضَى عَمُّهُ وَزَوجَتُه فَاشتَدَّ | |
|
| غَمٌ إذ مَاتَتِ الوُزَرَاءُ |
|
لاحتِمَاءٍ أتَى ثَقِيفاً فَلَم تُشقَق | |
|
| بِهِم نُصرَةٌ لَهُ وَاحتِظَاءُ |
|
بَل أذَوهُ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ | |
|
| مِنهُمُ سَبُّوا إنَّهُم سُفَهَاءُ |
|
فَجَرى طَائِعاً لَهُ مَلَكٌ يَملِكُ | |
|
| أمرَ الجِبَالِ فِيمَا يَشَاءُ |
|
فَرَجَا أن يَكُونَ مِن صُليِهِم عَا | |
|
| بِدُ رَبٍّ مَا خَابَ مِنهُ الرَّجَاءُ |
|
وَعَفَا عَنهُم إن مَلَكتَ فَأسجِح | |
|
| مِثلَ هَذَا فَليَحلمِ الحُلَمَاءُ |
|
صَمَّتِ الإنسُ عَنهُ وَاستَمَعَت جِنّ | |
|
| لِقُرآنٍ واستُجِيبَ الدُّعَاءُ |
|
صَدَّتَ أحيَاءٌ عَنهُ واشتَاقَتَ اموَا | |
|
| تُ إلَيهِ لَهَا بِهِ إحيَاءُ |
|
أنبِياءٌ تَاقَت لِلُقيَاهُ لَمَّا | |
|
| كَانَ مِنهُ لِرَبِّهِ إسرَاءُ |
|
سَارَ لَيلاً وَالبَدرُ بِاللَّيلِ يَسرِي | |
|
| وَهوَ وَقتٌ لِلوَصلِ فِيهِ انتِقَاءُ |
|
فَجَأتهُ زِيارَةٌ دُونَ وَعدٍ | |
|
| فَاستَزَادَت حُسناً وَزَانَ التِقَاءُ |
|
حَضَرَتهُ الأملاَكُ يا خَيرَ الخَلقِ | |
|
| إلَى الرَّبِّ جَلَّ مِنكَ ارتِقَاءُ |
|
أنقَتِ القَلبِ مِنهُ ألقَت بِهِ | |
|
| سِرّا وَطابَ الإنقَاءُ والإلقَاءُ |
|
وَلَدَى إقبَالٍ لِحَضرَةِ مَلكٍ | |
|
| وَزِيَارَتٍ تُستَجَدُّ النَّقَاءُ |
|
وَأتَت بالبُرَاقِ يَركَبُهُ فَاهتَزَّ | |
|
| سُكراً بِهِ وَحُقَّ ازدِهَاءُ |
|
قَالَ جِبرِيلُ يَا بُرَاقُ تأدَّب | |
|
| فَاعتَرَاهُ مِن فِعلِهِ استِحيَاءُ |
|
أركَبتهُ وَأمسَكَت بِرِكَابٍ | |
|
| وَعِنَانٍ وهَكَذَا الوُزَرَاءُ |
|
ثُمَّ سَارَت بِهِ إلَى المَسجِدِ الأقصَى | |
|
| فَصَلَّى والأسرِيَاءُ وَرَاءُ |
|
وَأتَت بالمِعرَاجِ يَعرُجُ فِيهِ | |
|
| لِطِبَاقٍ سَبعٍ بَدَا الإِرقَاءُ |
|
وَتَلَقَّتهُ فِي السَّمَاوَاتِ بالتَّر | |
|
| حِيبِ أملاَكُ القُدسِ وَالأنبِيَاءُ |
|
سِدرَةُ المُنتَهَى تَغَشَّت بِحُسنٍ | |
|
| إِذ أتَاهَا وَلَيسَ مِنهُ انتِهَاءُ |
|
بَل أتَى المُستَوَى بِهِ سَمِعَ الأقلاَمَ | |
|
| كَانَ مِنهُ عَلَيهِ استِوَاءُ |
|
جَازَ مَا لَم يَجُز إلَيهِ سِوَاهُ | |
|
| لَيسَ يَرضَى الجَوزَاءَ وَهيَ وِطَاءُ |
|
زَجَّ فِي النُّورِ مُفرَداً خَارِقاً حُجبَ | |
|
| جَمَالٍ لَهَا الجَلاَلُ غِطاءُ |
|
ثُمَّ أدنَاهُ رَبُّهُ وَحَبَاهُ | |
|
| بِهِبَاتٍ وَزَالَ عَنهُ الغِشَاءُ |
|
نَالَ أسرَاراً لَم تُكَيَّف بِلُبٍّ | |
|
| وَلِهَذَا قَد أبهِمَ الإِحيَاءُ |
|
لَم تَزَل فِي أستَارِهَا بَاطِناتٍ | |
|
| مَا جَلاَهَا نُطقٌ وَلاَ إِيمَاءُ |
|
وَأطَالَ الرُّجُوعَ لِلَّهِ فِي الخَمسِينَ | |
|
| عَادَت خَمساً وَدَامَ الجَزَاءُ |
|
أظهَرَ البَعضَ حِينَ آبَ فَزَادَ القَومُ | |
|
| بُغضاً وارتَدَّتِ الرُّذَلاَءُ |
|
لَم يَجِد فِيهِمُ كَفِيلاً إِلَى أن | |
|
| لَقِيَتهُ أنصَارُهُ الكُفَلاءُ |
|
بَايَعَتهُ وَبَاعَتِ الرُّوح مِنهُ | |
|
| طَابَ بَيعٌ لَهَا وَطَابَ الشَّرَاءُ |
|
هَاجَرَ المصطَفَى إِلَيهِمُ لَمَّا | |
|
| أن أحَاطَت لِقَتلِهِ حُرَسَاءُ |
|
سَارَ عَنهُم وَقَد أدرَّ تُرَاباً | |
|
| بِرُؤوُسٍ أودَت بِهَا رُؤَسَاءُ |
|
وَعَلِيُّ كَانَ الفِداءَ بِنَومٍ | |
|
| فِي فِرَاشٍ شِلواً عَلَيهِ الرِّدَاءُ |
|
وَأبُو بَكرٍ سَارَ مَعهُ رَفِيقاً | |
|
| وَشَفِيقاً تُنسَى بِهِ الرُّفَقَاءُ |
|
دخَلَ الغَارَ قَبلَهُ وَاقِياً نَفسَ | |
|
| حَبِيبٍ وَهَكَذَا الأصدِقَاءُ |
|
لَسَعَتهُ حَيَّاتُ جُحرٍ بِرِجلٍ | |
|
| سَدَّهُ نَفثُ المُصطَفَى استِشفَاءُ |
|
عَمِيَت كُفَّارٌ قَفَتهُ فَوَلَّت | |
|
| بِيَدٍ مِنهَا تُصفَعُ الأقفَاءُ |
|
رَفرَفَت أملاَكٌ بِأجنِحَةٍ وَا | |
|
| قِيَةٍ مِثلَمَا وَقَتهُ الرَّاءُ |
|
رَاٌ ارخَت عَلَى فَمِ الغَارِ أكمَا | |
|
| ماً أرَت مِثلَمَا أرَت عَنكَبَاءُ |
|
عَنكَبَاءُ أبدَت مَطارِفَ نَسجٍ | |
|
| فَحَمَت مِثلَمَا حَمَت وَرقَاءُ |
|
وَضَعَت بَيضَهَا بِهِ امَّنَتهُ | |
|
| وَلَهَا الأمنُ فِي الحَرَامِ كِفَاءُ |
|
سَارَ عَنهُ فِي ذِمَّةِ اللهِ مَحفُو | |
|
| ظاً بِهِ تُحدَى النَّاقَةُ الأدمَاءُ |
|
رَافِلاً فِي أذيَالِ عِزَّةِ رَبٍّ | |
|
| فَرَشَت خَدَّهَا لَهُ الجَوزَاءُ |
|
حَلَّ فِي خَيمَةٍ لِعَاتِكَةٍ سَعدَ | |
|
| سُعُودٍ فَدَرَّتِ العَجفَاءُ |
|
مِن بَقَايَا وَضُوئِهِ أطعِمَت عَو | |
|
| سَجَةٌ وَانجَلَت لَهَا أفيَاءُ |
|
وَتَلاَهُ سُرَاقَةٌ بِهِ سَاخَت | |
|
| سَابِحٌ لَم يُنقِدهُ إِلاَّ التِجَاءُ |
|
أشبَهَت إِيوَاناً لِكِسرَى لِهَذَا | |
|
| بِسَوَارِيهِ كَانَ مِنهُ اجتِلاَءُ |
|
بَشَّرَت نَسمَةُ الصَّبَا بِصَبَاحٍ | |
|
| مِن رَسُولٍ فاستَيقَظَت نُدَمَاءُ |
|
أضرَمَت فِي جَوانِحِ الصَّحبِ نَارَ الشَّوقِ | |
|
| والصَّبُّ يَعتَرِيهِ الصِّلاَءُ |
|
وَأمَالَت جَوَارِحاً للإرتقَابٍ | |
|
| وَارتِقَابُ الحَبِيبِ فِيهِ ارتِقَاءُ |
|
طَلَعَت طَلعَةٌ لَهُ كَهِلاَلِ العِيدِ | |
|
| ضَاءَت بِالنُّورِ مِنهُ قُبَاءُ |
|
عِندَمَا حَلَّ طَيبَةً حَلَّ فِيهَا | |
|
| طِيبُ عَيشٍ لَم تُعطَهُ صَنعَاءُ |
|
زَالَ عَجمُ الشُّرُورِ عَنهَا فَعَادَت | |
|
| لِسُرُورٍ وَدَامَتِ السَّرَّاءُ |
|
وَبنَاتُ النَّجَّارِ قَد صَنَعَت مِنبَرَ | |
|
| مَجدٍ لَم تَرقَهُ الخُطَبَاءُ |
|
أنشَدَت فِي القُدُومِ نَحن جَوَارٍ | |
|
| مِن بَنِي النَّجَّارِ الهَنَاءُ الهَنَاءُ |
|
بِالجِوَارِ استَعلَت وَيَا حَبَّذَا | |
|
| مُحَمَّدٌ مِن جَارٍ بِهِ استِعلاَءُ |
|
أسَّسَ المَسجِدَ الشَّرِيفَ وآخَى | |
|
| بَينَ صَحبٍ فَطَابَ مِنهُم إِخَاءُ |
|
إنَّمَا هُم يَدٌ عَلَى مَن سِوَاهُم | |
|
| ضَرَّرَ الكُفرُ بَينَهُم رُحمَاءُ |
|
فِي أعَادٍ سَرَت سَرَايَاهُ مِنهُم | |
|
| مِثلَمَا فِي عَادٍ سَرَت نَكبَاءُ |
|
وَأتَاهُم مهَنَّدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ | |
|
| مَسلُولٌ لَم يَخُنهُ المَضَاءُ |
|
يَومَ بَدرٍ كَأنَّهُ شَمسُ صَحوٍ | |
|
| قَد أذِيبَت بِحَرِّهَا الأمعَاءُ |
|
دُونَ وَعدٍ لِيَقضِيَ اللهُ أمراً | |
|
| كَانَ مَفعُولاً لَم يُرَدَّ القَضَاءُ |
|
حَصَبَتهُم يُمنَاهُ شَاهَت وُجُوهٌ | |
|
| وَعَجِيبٌ مَا أبدَتِ الحَصبَاءُ |
|
حَصَدتَهُم وَأورَقَت شَجَرُ مِن سُيُوفٍ | |
|
| كَانَ مِنهَا عَلَى الرُّؤُوسِ عَلاَءُ |
|
ظَلَّتَ أعنَأقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ انتَثَرَت | |
|
| مِنهُمُ بِهَا الكِبرِيَاءُ |
|
قَاتَلَتهُم جُنُودُ رَبٍّ بِأرضٍ | |
|
| وَسَمَاءٍ وَغَرَّتِ الجِبرِيَاءُ |
|
فَهُم قَتلَى كُبكِبُوا فِي قَلِيبٍ | |
|
| أو أسَارَى فِي قَيدِهَا ألقَاءُ |
|
أو نَجِيٌّ بِالنَّفسِ مَنزُوقُ فِعلٍ | |
|
| عَينُهُ بِالتِفَاتِهِ حَولاَءُ |
|
مَا لإبلِيسِهِم عَلَى عَقِبِيهِ | |
|
| نَاكِصٌ لَم يَبِن لَهُ إِبفَاءُ |
|
خَانَ عَهداً إنَّ الخَبِيثَ لِمَن وَا | |
|
| لاَهُ غَدَّارٌ مَا عَلَيهِ اتِّكَاءُ |
|
لَبِسُوا جِلدَ النَّمرِ بَعدُ وَجَاءُوا | |
|
| أحُداً هَيَّجَتهُمُ الهَيجَاءُ |
|
نَفَخَت فِي الخَيشُومِ مِنهُم شَياطِينُهُمُ | |
|
|
خَرَجَ المُصطفَى إِلَيهِمُ فِي صَحبٍ | |
|
| يَوَدُّونَ أنَّهُم شُهَدَاءُ |
|
جَاشَت اسدٌ عَلَى ذِئَابِ الأعَادِي | |
|
| فَأعِلَّت بِمَا أرَاقَت ظِبَاءُ |
|
بَل بُزَاةٌ إِذَا تَحُومُ عَلَى وَكرِ | |
|
| رُؤُوسٍ غَرَابُهُ أشلاَءُ |
|
ثُمَّ صَبُّوا عَلَيهِمُحَملَةً حَسَّتهُمُ | |
|
| وَاشتَدَّت بِهِم بَأسَاءُ |
|
بِبُرُوقٍ مِنَ السُّيُوفِ إِذَا شِيمَت | |
|
| وَلَكِن أمطَارُهُنَ دِمَاءُ |
|
إذ أزِلَّ الرُّمَاةُ عَن مَركَزٍ لَمَّا | |
|
| رَأت أنَّ الإغتِنَامَ اغتِنَاءُ |
|
لَسَعَت شَوكَةُ الأعَادِي وَفِي ذَ | |
|
| لِكَ لِلَّهِ حِكمَةٌ ورَبَاءُ |
|
جُرِحَت وَجنَةُ النَّبِيِّ وَشُجَّت | |
|
| جَبهَةٌ زَهرٌ زَالَ عَنهُ الغِشَاءُ |
|
كُسِرَت سَنُّهُ فَيَا حُسنَ عِقدٍ | |
|
| زَادَ بِالنَّقشِ حُسنُهُ وَالبَهَاءُ |
|
خَانَ عَهداً بَنُو النَّضِيرِ فَأجلُوا | |
|
| وَخَلاَءُ الأوطَانِ فِيهِ البَلاَءُ |
|
فِي مُرَيسِيعٍ بَعضُ أعدَائِهِ | |
|
| قَتلَى وَبَعضٌ غَنِيمَةٌ وَسِبَاءُ |
|
وَأتَت أحزَابٌ تَخُبُّ لِحَربٍ | |
|
| رَجَعُوا خَاسِئِينَ مِن حَيثُ جَاءُوا |
|
دَهَمَتهُم مِنَ السَّمَاءِ جُنُودٌ | |
|
| وَلِنَارِهِم أخمَدَت حَدرَاءُ |
|
وكَفَى اللهُ المُؤمنِينَ قِتَالاً | |
|
| بَعدَ أن زُلزِلُوا وكَانَ ابتِلاَءُ |
|
سُنَّةُ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوا مِن | |
|
| قَبلُ سَرَّاءً تَعقُبُ الضَّرَّاءُ |
|
إِذ قُرَيظَةُ سَنبَلَت بِاختِيانٍ | |
|
| حُمُرٌ فِي كُفرٍ أضَلُّوا وَبَاءُوا |
|
حَصَدَتهُم مَنَاجِلٌ مِن سُيُوفٍ | |
|
| يَا وَبَالٌ سَرَى لَهُم وَوَبَاءُ |
|
وَرَأى صُلحاً فِي حُدَيبِيَةٍ إذ | |
|
| كَانَ فِيهِ لأمرِهِ إبدَاءُ |
|
بَايَعَتهُ الأصحَابُ فِيهَا وَآبَت | |
|
| وَعَلَيهَا مِنَ الجَلِيلِ رِضَاءُ |
|
يَا لَهَا خِلعَةٌ لَقَد رَضِي اللهُ | |
|
| عَنِ المُؤمِنينَفِيهَا الجَلاَءُ |
|
خُصَّ عُثمَانُ حَيثُ بَايَعَ عَنهُ المُصطَفى | |
|
|
خَرِبَت خَيبَرٌ وَمَا مَعقَلٌ إِلا | |
|
| وَألقَى مِفتَاحَهُ لاَ إبَاءُ |
|
صَعبُهَا لَم يَصعُب وَمَا شَقَّ شَقٌّ | |
|
| وَبَدَا فِيهَأ مِن عَلِيٌّ عَلاَءُ |
|
جَاءَهُ مَرحَبٌ فَقَالَ لَهُ لاَ | |
|
| مَرحَباً بالّذِي أتَاهُ القَضَاءُ |
|
يَومَ فضحٍ قَد اشرَقَت وَجنَة مِن | |
|
| مَكَّةٍ وافتَرَّت كُدًى وكَدَاءُ |
|
إذ تَجَلَّى بَدرُ الدُّجُنَّةِ فِي هَا | |
|
| لَةِ صَحبٍ ضاءت به الأرجَاءُ |
|
وَلَو أنَّهُ لَيسَ خَالِصَ جُودٍ | |
|
| طَحَنَت قُريشاُ لَه أرحَاءُ |
|
إِذا أحَاطَت بِهِم جُيُوشٌ وَدَارَت | |
|
| بِدِيارٍ ضَاقَت بِهَا الأنحَاءُ |
|
بِسُيُوفٍ تُنِيرُ لَيلَ عَجَاجٍ | |
|
| لِخُيُولٍ تَبدُو بِهَا خُيَلاَءُ |
|
بَل رِياحٍ تُثِيرُ سُحباً صَهِيلٌ | |
|
| رَعدُهُ قَدحٌ بَرقُهُ اللألاَءُ |
|
وَغَذَا المُصطَفَى بِصَفحٍ جَمِيلٍ | |
|
| أيُّ فَضلٍ خَبَّت بِهِ القَصوَاءُ |
|
قالَ لِلقَومِ حِينَ أزعَجَهُم خَو | |
|
| فُهُ سيرُوا فَأنتُمُ الطُّلَقَاءُ |
|
عَجَباً لِلأوثَانِ كَيفَ بِنَخسٍ | |
|
| كَانَ مِنهَا عَلَى الثَّرَى إلقَاءُ |
|
بِحُنَينٍ عَلَى هَوَازِنَ كَانَت | |
|
| آخِرَ الأمرِ وَقعَةٌ قَرعَاءُ |
|
إذ حُمُوا وَاحمَرَّ الوَطِيسُ وَوَلَّت | |
|
| عَن رَسُولٍ كَتِيبَةٌ خَضرَاءُ |
|
هَزَمَتهُم يَدُ الرَّسُولِ وكَم تَهزِمُ | |
|
| زُرقاً تِلكَ اليَدُ البَيضَاءُ |
|
أثخَنَتهُم حُمرُ العَمَائِمِ أملاَ | |
|
| كُ سَمَاءٍ سَرَت بِهَا الغَبرَاءُ |
|
جَبَرَ اللهُ الصَّدعَ مِن بَعدِ كَسرِ القَلبِ | |
|
| والجَبرُ بَعدَ كَسرٍ يُجَاءُ |
|
ثُمَّ جَاءُوا بَعدَ اقتِسامِ غَنِيما | |
|
| تِهِمُ مُسلِمِينَ لِلَّهِ فَاءُوا |
|
رَاغِبِينَ والعَفوُ عِندَ رَسُولِ اللهِ | |
|
| مأمُولٌ لَم يُخَيَّب رَجَاءُ |
|
فِي تَبُوكٍ تَبَدَّتَ آيٌ وَبَانَت | |
|
| قَاصِعَاءُ النِّفَاقِ والنَّافِقَاءُ |
|
وَلَدَى أوبَةٍ لِطَيبَةَ هَبَّت | |
|
| لِتَلَقٍّ وِلدَانُهَا والنِّسَاءُ |
|
أنشَدَت ذَاتَ بَهجَةٍ طَلَعَ البَد | |
|
| رُ عَلَينَا لَهُ سَنًى وسَنَاءُ |
|
وَانثَنَت ذَاتَ بَهجَةٍ مِن ثَنِيَّا | |
|
| تِ الوَدَاعِ تَقُولُ طَابَ اللِّقَاءُ |
|
اسبَغَ اللهُ نِعمَةً وَجَبَ الشُّكرُ | |
|
| عَلَينَا وَحَقَّ مِنَّا الثَّنَاءُ |
|
وعَلَيكَ مِن رَبِّنَا ما دَعَا لِلَّهِ | |
|
| دَاعٍ صَلاَتُهُ السَّحَّاءُ |
|
قَد أتَيناكَ رَغبَةً أيُّهَا المَبعُوثُ | |
|
| فِينَا وَحَقَّتِ الرَّغباءُ |
|
نَحَنُ سَمعٌ وطَاعَةٌ جِئتَ بالأمرِ | |
|
| المُطَاعِ فَمَا بِنَا استِعصَاءُ |
|
استَمالَ القُلُوبض حُبًّا ودَاعي الحُبِّ | |
|
| فِي المُصطَفَى لَهُ استِيفَاءُ |
|
أحسَنُ النَّاسِ خَلقاً أحسَنُهُم خُلقاً | |
|
| وعَنهُ استَفَاضَتِ النَّعمَاءُ |
|
طَبقَاتٌ لِلحُسنِ فِيهِ تَسامَت | |
|
| وَبَهَاءٌ لَهُ البَهاءُ وِقاءُ |
|
ولَوَ أنَّ الأحدَاقَ مِن كُلِّ شَيءٍ | |
|
| أحدَقَت بِهِ لَم يَكُ استقِصاءُ |
|
لَيِّنُ العَطفِ فيهِ هامَت غُصونٌ | |
|
| فتَبَدَّى مِنها عَلَيهِ انثِناءُ |
|
رَبعَةٌ غَيرَ أنَّهُ لَم تُقَارِنهُ | |
|
| طشوالٌ إلاّ وَهُم قُصَرَاءُ |
|
ومِنِ اكرامِهِ عَلَى رَبِّهِ أنَّهُ | |
|
|
هُوَ نُورُ الأنوارِ مَملُوءٌ انوا | |
|
| راً فَمِن أينَ لِلظَّلاَمِ انتِهَاءُ |
|
أزهَرُ اللَّونِ صِيغَ مِن ذَوبِ دُرٍّ | |
|
| مَازَجَتهُ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ |
|
بَل نَسيجُ مِن وَردِ جُورَ وَنِسرِينِ | |
|
| نَصِيبِينَ لُحمَةٌ وسَدَاءُ |
|
رَشحُهُ العِطرُ كَانَ مِن عَرَقٍ | |
|
| يَعصِرُهُ لِلمُطَيِّبِ استِغنَاءُ |
|
أغيَدٌ لَكِن ذُو مُماسَكَةٍ قَد | |
|
| عَدِمَتهَا الهَيفاءُ والغَيدَاءُ |
|
وَلَدَى فَرقِهِ تَبَيَّنض فَجرٌ | |
|
| بِهِ تُبدِيهِ اللَّيلَةُ الدَّأدَاءُ |
|
وَجهُهُ شَمسُ الحُسنِ أوقِفَتِ | |
|
| الشَّمسُ لَهُ وَرُدَّت فَطالَ مَساءُ |
|
ولَهُ قَوسُ حاجِبٍ جلَّ عَن رَهنٍ | |
|
| بِبَدرِ الجَبِينِ مِنهُ اجتِلاءُ |
|
شُقَّ مِنهُ بَدرٌ يَحُلُّ بِقَوسٍ | |
|
| لِهِلاَلَينِ كَي يَكُونَ استِوَاءُ |
|
أهدَبُ الشَّفرِ أشكَلُ الطَّرفِ أحوَى | |
|
| إِثمِدُ الرَّاءِي عَينُهُ الكَحلاَءُ |
|
أشبَهَتهُ الغِزلانُ فِي بَعضِ مَعنًى | |
|
| وَبِهِ كَانَ لِلغَزَالِ احتِمَاءُ |
|
أنفُهُ أقنَى يَعتَلِيهِ ضِيَاءٌ | |
|
| بُهتَت فِي جَمالِهِ الأوضِيَاءُ |
|
كَادَ يَحكِي أسِيلَ خَدِّهِ وَردٌ | |
|
| فِي قَضِيبٍ لَو طَالَ مِنهُ البَقَاءُ |
|
وَلَوِ الزَّهرُ فِي الأفانِينِ مُبدِي | |
|
| شَنَبٍ كَانَ للثَّنَايَا كَفاءُ |
|
لِثَنَايَا ثَغرٍ تَتِينُ عَلَى الجُد | |
|
| رَانِ مِنهُ بَرقٌ لَهُ أضوَاءُ |
|
لَهُ قَد ذُلِّلَت نُجُومٌ نوَشدَّت | |
|
| لاختِدَامٍ نِطاقَهَا الجَوزَاءُ |
|
جِيدُهُ إبرِيقُ اللُّجَينِ طِلاَهُ | |
|
| ذَهَبٌ لم تَظفَر بِهِ جَيدَاءُ |
|
يَدُهُ مِثلُ الخَزِّ لِيناً ومِثلُ المِسكِ | |
|
| رِيحاً وَلَمسُهَا استِشفَاءُ |
|
صَدرُهُ قِرطَاسٌ بِهِ سَطرُ مِسكٍ | |
|
| قَرَأتهُ بِلَحظِهَا القُرَّاءُ |
|
أخمِصُ الرِّجلِ قَد تَماسَكَ رَملٌ | |
|
| وَطِئَتهُ وَلانَتِ الصَّفوَاءُ |
|
مُنتَقىً عَينُهُ فُرَارُهُ لاَحَت | |
|
| كالضُّحَى مِنهُ شِيمَةٌ شَمَّاءُ |
|
أرجَحُ النَّاسِ عَقلاً أنجَحَهُم عِلماً | |
|
| وَمِن فَيضِهِ ارتَوَى العُلَمَاءُ |
|
كاشِفٌ لِلنِّقابِ عَن لَدُنِيَّا | |
|
| تِ عُلُومٍ لَم تَدرِهَا الأذكِياءُ |
|
أفصَحُ النَّاسِ نُطقاً أبلَغُهُم فِي | |
|
| كَلِمَاتٍ عَنَت لَهَا الفُصَحَاءُ |
|
هِيَ فَصلُ الخِطَابِ يَشفِي يَشفِي غَلِيلاً | |
|
| مَا شَفَتهُ بِرِيقِهَا لَميَاءُ |
|
مُستَثِيرٌ أصحابَهُ بَاذِراً فِيهِمُ | |
|
| حُبّاً وَالسُّنبُلاَتُ اقتِفاءُ |
|
جاذِبٌ للقَلبِ الحَدِيدِ بِمِغنا | |
|
| طِيسِ طَبعٍ تُنسَى بِهِ الأقرِباءُ |
|
صَفحَةُ الوَجهِ مِنهُ فِيهَا اصفَحِ الصَّفحَ | |
|
| الجَمِيلَ مَكتُوبَةٌ لاَ انمِحاءُ |
|
سَالِكٌ في مَناهِجٍ وَسَطاً فِي السِّلمِ | |
|
| ظِلٌّ وَفِي الوَغَى رَمضاءُ |
|
إنَّمَا يُوضَعُ الهَنا مَوضِعَ النُّق | |
|
| بِ وَحَيثُ يُرجَى بِوَضعٍ شِفاءُ |
|
مُظهِرٌ بِشراً بِالمُحَيَّا وَقَد يُب | |
|
| دِي مِزاحاً طَابَت بِهِ الخُلَصاءُ |
|
فِي وقَارٍ وَفِي حَياءٍ شَدِيدٍ | |
|
| ما اكتَسَتهُ فِي خشدرها عَذراءُ |
|
وإِذَا الحَربُ أسفَرَت عَن عَبُوسِ الوَجهِ | |
|
| فَهوَ الضَّحَّاكُ وَالأتَّاءُ |
|
باسِمٌ في وَجهِ العُفاةِ مُنِيلٌ | |
|
| عَن عَطائِهِ قَد رَوَت أسماءُ |
|
وإِذَا أقلَعَت وَبَانَ لَهَا كَفٌّ | |
|
| رَوَى الخَلقَ كَفُّهُ المِعطاءُ |
|
أجمَلَ اللهُ خُلقَهُ ولِهَذَا | |
|
| أحجَمَت عَن تَفصِيلِهِ البُلغاءُ |
|
كُلُّ سَامٍ مِنَ المَقاماتِ يَسمُو | |
|
| لَهُ فِيهِ مَكانَةٌ قَعسَاءُ |
|
مَنُّهُ وَافِرٌ وقَد دامَ قَطفٌ | |
|
| لِجَنَاهُ وَلًم يَسُمهُ انقِضاءُ |
|
مُسفِرٌ عَن أثمارِ أفنانِ هَديٍ | |
|
| هَصَرَتها الأنامِلُ الرَّخصَاءُ |
|
وأتَتهُ مِن كُلِّ فَجٍّ وُفُودُ السُّودِ | |
|
| والحُمرِ كُلُّهُم حُنَفاءُ |
|
فَرَأى النَّاسَ يَدخُلُونَ بِدِينِ اللهِ | |
|
|
قَد أقِيمَت بِالمَاضِيَينِ لَهُ سَي | |
|
| فٍ وحُجَّاتٍ مَا بِهَا حَوجاءُ |
|
تَمّ قَصدٌ مِن بَعثِهِ فَدَعَاهُ | |
|
| رَبُّهُ لِلَّذِي لَهُ استِبقاءُ |
|
وسَجَى ظَاهِرُ البَسِيطةِ لمّا | |
|
| صارَ فِي باطِنٍ بِهِ يُستَضاءُ |
|
طابَ حَيّاً وَمَيِّتاً فَهوَ في غَيبٍ | |
|
| وَفِي شاهِدٍ بِهِ الإِحياءُ |
|
هُوَ رُوحٌ وَسائِرُ الكَونِ جِسمٌ | |
|
| مَا لِجِسمٍ بِدُونِ رُوحٍ بَهاءُ |
|
وَحَياةٌ لِلعالَمِينَ تَسَامَت | |
|
| وَبِهَا أحياءُ الوَرَى أحياءُ |
|
مَفزَعُ الكُلِّ يَومَ حَشرٍ وَنَشرٍ | |
|
| إن أحاطَت مَلاَئِكٌ أقوِياءُ |
|
مَلجَأ العاصِي إنِ تَطايَرَتِ الصُّحفُ | |
|
| وَفِيهَا ما كانَ مِنهُ وَفاءُ |
|
وتُرِيهِ ما خَالَهُ حَسَناتٍ | |
|
| حَسراتٍ ما مِثلُها شَوهاءُ |
|
كُلَّمَا ألَمَّت أمُورٌ أغَمَّت | |
|
| نُودِيَ المُصطَفَى فَبانَ انجِلاءُ |
|
بِكَ أحظَى رَسُولَ رَبِّي وَأحبى | |
|
| بِسَنى تَنجَلِي بِهِ الظَّلمَاءُ |
|
وبِنَفسِي إلَيكَ أعظَمُ حاجا | |
|
| تٍ وَعَن ذِكرِهَا كَفَانِي الثَّنَاءُ |
|
أعجَزَ اللُّسنَ بَعضُ بَعضِ مَعانِي | |
|
| كَ وَمِن أينَ لِلحَصَى الإِحصاءُ |
|
صَلَواتٌ عَلَيكَ ما وَدَّ سَمعٌ | |
|
| انَّ خَتمَ المَدِيحِ فِيكَ ابتِداءُ |
|
وَتَحِيَّاتٌ فائِحٌ نَشرُهَا مَا | |
|
| أيقَظَت زَهرَ رَبوَةٍ زَهراءُ |
|