هَذا الخِتانُ وَقَدْ دَعَوهُ طُهُوراً | |
|
| ة خَلَعَ الزَّمَانَ بِهِ عَلَيكَ سُرُوراً |
|
فَرَحٌ يَخُصُّكَ بِالكَرامَةِ أوَّلاً | |
|
| وَبَهَا يَعُمُ الخّيِرِينَ أخِيراً |
|
وَعَلَى المَنَازِلِ مِنْ بَهَاهُ بَشَاشَةٌ | |
|
| كَالنَّازِلِينَ فَهَلْ وَجَدْتَ شُعُوراً |
|
أخْفَيْتَهُ تَبَعاُ لِقَولَةِ صَادِقِ | |
|
| اُخْفُوا الخِتَانَ وَمَا اتّخَذتَ مُشِيراً |
|
فَزَكَتْ مَحَاسِنُهُ عَلَى إخفَائِهِ | |
|
| كَالْمِسكِ زَادَ مَعَ الخَفَاءِ ظُهوراً |
|
وَلِمِثلِهِ مِنْ كُلّ مَا تُعنَى بِهِ | |
|
| خَطَرٌ كَمَا قَدْ كُنتَ أنْتَ خَطِيراً |
|
عَجَبَاً لَهُ مِنْ مَعْرَكٍ خَضَعَتْ بِهِ | |
|
| نَفْسُ الشَّجِيعِ وَقَدْ رَأتْهُ يَسِيرَا |
|
ذَكَرَتْ به الأرحَامُ يَومَ وِلاَدِهَا | |
|
| فَغَدَتْ تَجَاذَبُ حِدَّةً وفُتُورَا |
|
وَزَمَانُهُ إنْ طَالَ كَانَ دَقِيقَةً | |
|
| وَيَكَادُ يَبلُغُ فِي الخَيَالِ شُهُورَا |
|
ما لِلمُزَيِّنِ فيهِ كَيْفَ تَنَاوَلَتْ | |
|
| كَفَّاهُ فِي فَلَكِ البَهَاء بُدُورَا |
|
أخَذَتْ بِجُزْءٍ لَو يُقاسُ بِمِثلِهِ | |
|
| مُلكُ القَيَاصِرِ كَانَ بَعْدُ قَصِيرَا |
|
وَيَعُدُّ هَيكَلُهُ لِكُلّ عُيونِهِمْ | |
|
| أهلُ المَشارِقِ والمَغَارِبِ نُورَا |
|
أفَلاَ اتَّقَى مِنْ دُونِ ذَاكَ ثَوَاقِباُ | |
|
| تُذْكِي عَلَيهِ مِنَ الجِهَاتِ سعِيرَا |
|
لَولاَ الخَلِيل لَعَاقَهُ عَنْ أخْذِهِ | |
|
| حَرْبٌ يَشِيبُ لَهُ الوَلِيدُ صَغِيرَا |
|
لَكِنْ سُلَيمَانُ المُعّوَّذُ بِاسْمِهِ | |
|
| سَبَقَ النِّداء إلى النِّزَالِ سَرِيرَا |
|
فَتَخَلَّلَ الأوجَال ثُمَّ أزَاحَهَا | |
|
| وَألان مَا قَدْ كَانَ قَبْلُ عَسِيرَا |
|
وَكَفَاهُ فِي ذَاكَ المَجَالِ مُحَمَّدٌ | |
|
| فَأمَاطَ عَنْ وَجْهِ الخَلاصِ سُتُورَا |
|
وَدَعَوا بِمَحْمُودٍ فَجَدَّ إجَابَةً | |
|
| وَتَلاَهُ إسمَاعِيلٌ بَعْدُ نَصِيرَا |
|
فَتَظَاهَرُوا بِبَنِي شَقِيقِِ أبِيهِمُ | |
|
| حَتَّى يَكُونُوا فِي المَآلِ ظَهِيرَا |
|
وَقَضُوا عَلَى وَفْقِ المُرَاد مَآرِباً | |
|
| كَانَتْ تَتُوقُ لَهَا النُّفُوسُ دُهُورَا |
|
وَقَضيتَ مَا لِلَّه عِندَكَ حَقَّهُ | |
|
| إنْ لَمْ تَكُنْهُ فمنْ يكون شكورَا |
|
فَوَصَلَتْ رَحْمَكَ رأفَةً وَأقَمْتَها | |
|
| أعلَى مَقَامٍ فِي الجِنَانِ كَبِيراً |
|
وَأضَفْتَ فِي ذَاتِ الإلَهِ لِهَذِهِ | |
|
| أمَماً أفَضْتَ لَهَا النَّوَالَ نَمِيرَا |
|
فَبَذَلْتَ فِي تَحسِينِ بِزَّةِ جَمعِهِمْ | |
|
| مَالاً يَعِزُّ عَلَى المُلُوكِ غَزِيرَا |
|
وَبَلَغَتْ فِي إبلاَغِ خَيرِك لِلوَرَى | |
|
| حَتَّى مَلأتَ مِنَ السُّرُورِ قُبُورَا |
|
فلأنتَ أشْجَعْ مِنْ رأته كَريَهةً | |
|
| وَإذا حَلَفتُ فَلاَ أقُولُ فُجُورَا |
|
منْ ذَا يُجَادِلُ نَفْسَه فَيَرُدُهَا | |
|
| نَحْوَ المَلِيح عَنِ القَبيحِ غَيُورَا |
|
قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَالحِجَارَةُ رَطْبَةٌ | |
|
| وَالآنْ يُوجَدُ فِي الكِتاب سُطُورَا |
|
حَتَّى بُعِثْتَ مُجَدّداً لِمَآثِرٍ | |
|
| لَبِثَتْ عَلَى طُولِ الزَّمان دُثُورَا |
|
أحْيَيتَهَا وَفَعَلْتَ ما تُنسِي بِهِ | |
|
| أجَلاً ويُكْثِرُ فِي المَعَادِ أجُورَا |
|
تِلْكَ الشَّجَاعَةُ لاَ جَرَاءَةُ فَاتِكٍ | |
|
| يَدْعُو لهَا عِنْدَ القِصَاصِ ثُبُورَا |
|
فَارْبَحْ إذنْ يا ابنَ الحُسَينِ وكلُّنا | |
|
| يَلقَى بِرِبحِكَ رَوضَةً وَغَدِيرَا |
|
فَهْوَ المُنَى أخَذَ الوَدُودُ بِحَظِّهِ | |
|
| مِنهُ وَبَاتَ بِهِ الحَسُودُ ضَرِيرَا |
|
بَعَثَتْ يَدُ الإقبَالِ لَمَّا أنْ بَدَا | |
|
| وَجْهُ الفُتُوحِ بِهِ إليَكَ بَشِيرَا |
|
كَمْ بعد يْومِكَ ذا المُبارَكِ مِنْ جَنَى | |
|
| تَجنِيهِ مِنْ هَذا الغِرَاسِ نَضِيرَا |
|
فَالآنَ حِينَ تَوَصَّلُوا لِمَنَازِلٍ | |
|
| قَطَعُوا لَهَا مُنذُ الوِلادَِ وُعُورَا |
|
وَتَطَاوَلَتْ خِطَطُ الإمَارَةِ نَحوَهُمْ | |
|
| وَلَهُمْ أعِدَّتْ رُتبَةً وَسَرِيرَا |
|
فَالخَيلُ مُصِيخَةً لَهُمْ آذَانُهَا | |
|
| تَبغِي لَهُمْ جِهَةَ النَّجَاحِ عُبُورَا |
|
فَرِحَتْ لهذا النُّوبُ فِي أشطَانِهَا | |
|
| فَرَحاً وَشَدَّتْ لِلظُّهُورِ ظُهُورَا |
|
وَمَعَاقِدُ التِّيجَانِ قَدْ عُقِدَتْ لَهُمْ | |
|
| وَبَهِمْ تُفَاخِرُ غَيْبَةً وَشُهُورَا |
|
وَمِنَ الطُّبُولِ تَحَفُّزُّ لِبُرُوزِهِمْ | |
|
| إذْ يَفْزَعُ الدَّاعِي لِذَاكَ نَفِيرَا |
|
وَمِنْ البُنُودِ تَطَلُّعٌ لِمَسِيرِهِمُ | |
|
| حَتَّى تَسِيرَ مَعَ التَّمَامِ نُسُورَا |
|
فَاليَومَ قد صَدَرَتْ بشائرُ سَعدِهِمْ | |
|
| وَغَداً تَرَاهُمْ فِي الصُّفُوفِ صُدُورَا |
|
أعبَاءُ مَجدٍ أنتَ وَحدَكَ حُزتَهُمْ | |
|
| كَذَبَ المُنازِعُ هَل يَعُدُّ نَظِيرَا |
|
بِهِمُ أنَمْتَ المُلكَ نَومَةَ مُعرِسٍ | |
|
| وَبَهِمْ أدَرْتَ عَلَى الإيَالَةِ سُورَا |
|
وَبِهِمْ لأمرِكَ نَهْضَةٌ وَلِصَونِهِمْ | |
|
| مَنَعُوا النَّواهِي أنْ تُفِيدَ نَقِيرَا |
|
مَا فَردُهُمْ مَهْمَا اخْتَبَرْتَ بِواحِدٍ | |
|
| بَلْ هُوَ ألفٌ أوْ يَزيدُ كَثِيرَا |
|
كُلٌّ يَفِيضُ عَلَى أخِيهِ تَحَنُّنَا | |
|
| وَلِوالِدَيْهِ مَهَابَةً وَبُرُورَا |
|
طُبِعُوا كَمَا طُبِعَ الكَرِيمُ أبُوهُمُ | |
|
| كَرَمَاً يُعَدُّ لَهُ الغَمَامُ حَقِيرَا |
|
وَسِياسَةً جَذَبَتْ حَبَائِلُ لُطْفِهَا | |
|
| قَلبَ الكَفورِ عنْ أنْ يكونَ كَفُورَا |
|
يَا سَيِّدَا طَلَعَتْ طَلاَئِعُ وُدّهِ | |
|
| فَسَعَى لَهَا دَاعِي المَدِيحِ سَفِيرَا |
|
هَذِي بُنَيَّةُ خَاطِرٍ أهدَيْتُهَا | |
|
| شَرَحَتْ إلَيكَ مِنَ الوِدَادِ ضَمِيرَا |
|
تُحْظَى فَيَقْصُرُ يَومُهَا لِحَدِيثِهَا | |
|
| وَتَكُونُ فِي غَلَسِ الظَّلاَمِ سَمِيرَا |
|
قَصَرْتَ عَلَيْكَ مَلاَبِساً مِنْ غَزْلِهَا | |
|
| لَكِنْ تَخَافُ إذَا نَظَرْتَ قُصُورَا |
|
وَلَرُبَّ بَعْضِ شُويَعِرٍ يَرْنُو لَهَا | |
|
| شَزَرَاً وَيُكْثِرُ فِي الخَلاءِ زَئِيرَا |
|
حَسَداً يُشَكِّكُ فِي تَحَقُقِِ حَملِهَا | |
|
| مِنْ حُبّ ذَاتِكَ مَا يُحَمِّلُ عِيرَا |
|
وَيَظَلُّ يَخْبِطُ فِي مَدَى أغرَاضِهَا | |
|
| لاَ عَنْ هُدىً وَمَتَى يَكُونُ بَصِيرَا |
|
وَلَوِ اسْتَبَانَ مِنَ الضَّآلَةِ مَرَّةً | |
|
| لَمَنَحْتُهُ عِوَضَ الزَّئِيرِ زَفِيرَا |
|
لَكِنْ تَركْتُ حَدِيثَهُ وَأرَاحَنِي | |
|
| عِلْمِي بِكَوْنِكَ بِالصَّحِيحِ خَبِيرَا |
|
فَمِحَكُّ نَقْدِكَ ليس يبقى دونهُ | |
|
| بَينَ الهِدَايَةِ والضَّلالَةِ زُورَا |
|
فَلَكَ الهَنَا وَلِكُلِّكُمْ وَلَنَا بِكُمْ | |
|
| مَا صَافَحَتْ شَمْسُ النَّهارِ ثَبِيرَا |
|