حَاجَةُ المَدحِ لِحُلوِ الغَزَلِ | |
|
| حَاجَةُ الصَّبّ لأولَى القُبَلِ |
|
مَا عَلَى مَانِعِهَا لَو سَمَحَتْ | |
|
| نَفْسَهُ يَوماً بِهَا مِنْ ثِقَلِ |
|
مُنيَةٌ ما طَلَنِي الدَّهرُ بَهَا | |
|
| مَطْلَ غَيلاَن بِرَجْعِ الطلَلِ |
|
أكتَفِي مِنْهَا بِوَعْدٍ كَاذِبٍ | |
|
| أشْغَلُ البَالَ بِهِ عَنْ عُذَّلِي |
|
يَقْنَعُ المَحْرُومُ بِالدُّونِ كَمَا | |
|
| يَقْنَعُ الأعْمَى بِأدْنَى الحَولِ |
|
ثُمَّ إنِّي لَيْتَنِي إنْ لَمْ أنَلْ | |
|
| مَا أرَجَى سَالِماً مِنْ عَذَلِ |
|
يَا عَذُولِي لاَ يَضَعُ وَقْتُكَ فِي | |
|
| مَا تُعَانِي إننِي فِي شُغُلِ |
|
إنْ أبَتْ نَفسُكَ مِنْ نُصْحِي لَهَا | |
|
| فَأنَا ذا عَاذِلٌ فِي العَذَلِ |
|
وَإذا لَمْ تَذُقِ المَعْنَى فَلاَ | |
|
| تَنْفَرِدْ بِالرَّأيِ فِيهِ وَسَلِ |
|
إنَّ عَقْلاً وَاحِداً لاَ يَنْثَنِي | |
|
| لِعُقُولِ الكُلّ بَادِي الخَبَلِ |
|
لاَتقُلْ لِي مُلْغِزاً قَدْ جُمِعَتْ | |
|
| كُلّ أوصَافِ النُّهَى فِي رَجُلِ |
|
هَلْ تَرَى بَيْنَ البَرَايَا ثَانِياً | |
|
| لِعَلِي بْنُ حُسَينِ بنِ عَلِي |
|
نَادِرٌ قَدْ غَلَطَ الدَّهْرُ بِهِ | |
|
| يَمنِعُ النَّقِضَ بِهِ فِي الجَدَلِ |
|
بَلْ بِهِ النَّقضُ عَلَى مَنْ يَدَّعِي | |
|
| نَقْضَ أيَّامٍ أتَتْ عَنْ أوَّلِ |
|
مَالِكٌ أمَّا يَصِفْ وَاصِفُهُ | |
|
| فَتَحَ العَينَ لِلَهوِ المُقَلِ |
|
لَو سَعَى الوَهْمِ إلَى تَصوِيرِهِ | |
|
| قَبْلَ أنْ يُجلَى لَهُ لَمْ يَصِلِ |
|
أعْجَزَ المُسرِعَ أنْ يُدرِكَ مَا | |
|
| حَازَهُ هُوَ بِسيرِ المَهَل |
|
أبصَرَ الدُّنيَا بِعَينَي مَنْ رَآى | |
|
| كُلَّ مَا فِيهَا كَريهَ النَّفَلِ |
|
فَتَحَامَى فَضْلَهَا إذ لَمْ يَقُلْ | |
|
| فِي نَفِيسٍ حَازَ مِنَها هُوَ ليَ |
|
وَاستَوى وَالنَّاسَ فِيمَا عِندَهُ | |
|
| مَا عَدَا العِرضِ وَبِيضِ الكُلَلِ |
|
نَازَعَ النَّاسَ عَلَى الحلمِ فَلَمْ | |
|
| يُبْقِِ مِنْ حَافٍ وَلاَ مُنتْعِلِ |
|
خَصلَةٌ الحِلمِ ثفِيلٌ حَملهَا | |
|
| كَبَرَتْ قَدراً عَلَى ذي فَشَلِ |
|
تَنْسِفُ الطَّودَ وَهَلْ يُسطَى عَلَى | |
|
| جَبَلٍ عَاتَ بِغَيرِ الحِيلِ |
|
حَالَ مَمطُورٍ إذا مَا ذَاقَهَا | |
|
| ذُو حِجىً جَاءَتْ بِأمرٍ جَلَلِ |
|
هُوَ مَا هُوَ مَارِدٌ قَدْ عَظَّمَتْ | |
|
| شأنَهُ أمْلاكُ مَاضِي المِلَلِ |
|
جَرَّ ذَيْل البَغِيِ تِيهاً رَافِعاً | |
|
| رَأيَةَ الخُلْفِ بِأعلَى القُلَلِ |
|
وَانْتَصَى مِنْ عَزمِهِ مَا يُنتَضَى | |
|
| وَرَمَتْ أنْحَاؤُهُ بالشُّعَلِ |
|
بَينَمَا التَدْبِيرُ سَوَّى سَيفَهُ | |
|
| نَاهِضاً فِي حَولِهِ وَالحِيلِ |
|
إذْ أتَى اللهُ بِنَصرٍ قَاطِعاً | |
|
| قُوَّةًَ البِيض وَسُمْر الأسَلِ |
|
يَالَهَا مِنْ نِعْمَةٍ قَدْ ضُمِّنَتْ | |
|
| جُمَلاً كَمْ تَحْتَهَا مِنْ جُمَلِ |
|
أصبَحَ العَاتِي بِهَا يَنقَضُ مَا | |
|
| أحكَمْ الشدَّ بِه مِنْ وَثَل |
|
وَغَدَا يَقْذِفُ مَا فِي بَطنِهِ | |
|
| قَذْفَ مَنْ أغرقَ عَلَّ الثمَلِ |
|
كُلّ رِجلٍ فَارَقَتْ مَركَزَهُ | |
|
| خُبِطَتْ مِنْ حِينِهَا في كَبَلِ |
|
سَئِمَ الأسرُمِنْ تَعدَادِهِمْ | |
|
| وَاشتَكَى القَيدُ بِهِمْ مِنْ مَلَلِ |
|
سَلْ فَسِيحَ الأرض عَنْ أفلاذه | |
|
| أينَ مَرَّتْ فِي فِجَاج السُّبَلِ |
|
يُخْبِرُ الصَّادقُ عَنْ أحوَالِه | |
|
| إنهَا سَاخَتْ وَلَمْ تَنْتَقِلِ |
|
دُفْعَةً قَدْ طُمِسَتْ أعْلامُهُ | |
|
| عَجَباً مِنْ عَجْلَةٍ فِي العَجَل |
|
سُنَةٌ مَاضِيةٌ فِيمَنْ بَغَى | |
|
| أنْ يَرَى فِي البَغْي عَكسْ الأمَلِ |
|
أكذَبَ الحِسَّ بِجَمَالٍ وَقَدْ | |
|
| كَانَ مَشهُوراً كَيَوم الجَمَلِ |
|
فَتَحَ الحَيْنَ لَهَا إذْ فَتَحَتْ | |
|
| بِارتِكَابِ الخُلْفِ بَابَ الزَّلَلِ |
|
فَغَدَتْ مِنْ جَهْلِهَا الفَاحِشِ مِنْ | |
|
| بَابِ الاعرَابِ لِبابِ البَدَلِ |
|
كَيفَ تُخْطِي مَنْ تَعَدَى طَورَهُ | |
|
| صَرْعَةٌ يَهُوى بِها فِي التُّلَلِ |
|
فَمَضَى السيفُ بِهِمْ فِي غُلةٍ | |
|
| وَاشتَفَى مِنْ دَمِهِم بِالعَلَلِ |
|
فَاذكُرِ الأيامَ فِي الناسِ تَجِدْ | |
|
| يَومَهُمْ هَذا كَيَومِ الظُّلَلِ |
|
مَا لِعَمدُونَ عَمَوا عَنْ شَأنِهِ | |
|
| وَهْوَ كَالشَمسِ دَنَتْ لِلطَّفلِ |
|
أو نَسَوا مِنْ أمرِهِ الهَائِلِ مَا | |
|
| كَانَ وَالعَهدُ بِهِ لَمْ يَطُلِ |
|
نَصَبوا الحَربَ لِمَنْ ألوَى بِهِ | |
|
| وَاحتَسَاهُ أكلَةً فِي الأُكَلِ |
|
وَتَنَادُوا كُلُّ رَهطٍ يَدَّعِي | |
|
| أنهُ يَفعَلُ مَا لَمْ يَقُلِ |
|
وَاسَتتَمُّوا الرَّأيَ حَتى عَايَنُوا | |
|
| نِقْمَةَ اللهِ التِي لَمْ تَزَلِ |
|
عَايَنُوا الأرضَ التِي كانت لَهُمْ | |
|
| شِركَةً مَا بَيْنَهُمْ وَالوَعَلِ |
|
كُلُّ شِبْرٍ كَاشِفٍ عَنْ أجْرَدٍ | |
|
| كُلُّ فِتْرٍ كَاشِفٍ عَنْ بَطَلِ |
|
فَإذا أبصَارُهُمْ زَائِغَةٌ | |
|
| مِنْ بَلاَيَا مَا لَهَا مِنْ قِبَلِ |
|
ثمَّ نَاطَتْ غَايَةُ الحَرب بِهمْ | |
|
| حَلقَ الأذقَانِ وَصَفْعَ القذل |
|
غُمَّةٌ مَا انكَشَفَتْ حَتى انجَلَت | |
|
| عَنْ سدَى الرَّأي وَمَحْضِ الخَلَل |
|
يتْعبُ النُّصحُ وَلاَ يَنْفَعُ في | |
|
| فَاسد الأذهَان ضَربُ المَثَلِ |
|
يَا أميراً طَلَعَتْ دَولَتهُ | |
|
| تَتَسَامى غرَّةً في الدُّولِ |
|
تَبسطُ النفْسَ بِسِن بَاسمٍ | |
|
| وَمَحَيَّاً مَا بهِ منْ بَسَلِ |
|
يُنشدُ المْنْصِفُ في تَوصِيفهَا | |
|
| شعرَ تَمامٍ وَبَيتَ الهُذَلي |
|
نلْتَهَا لاَ مُعملاً في ذَابِلٍ | |
|
| لاَ ولاَ في اليَعْمَلاَتِ الذُّبُلِ |
|
بَل وَلاَ اسْتَعْجَلتَ في تَحصِيلهَا | |
|
| عَمَلَ الغَادِرِ بَعضَ الغِيَلِ |
|
طَهَرَتْ منْ نَجَسِ السَّفكِ وَمِنْ | |
|
| صَرخَةِ النَّاعي بصَوتِ الثَّكَلِ |
|
صَدَقَتْ إذ ذكَرَتْ في فَخرِهَا | |
|
| عَنْ سوَاهَا مثلَ قولِ الجِيَلِي |
|
وَهيَ أعلَى أنْ تُرَى مخطئَةً | |
|
| رُشْدَهَا فِي قَولِهَا وَالعَمَلِ |
|
حَيثُ رَدَّتْ كلَّ مَنْ يَخطُبُهَا | |
|
| وَاستَجَابَتْكَ وَقَالَتْ بَجَلِ |
|
فَاستَوَى الإشْهَادُ وَالحَاكِمُ فِي | |
|
| أنَّكَ الأكْفَى وَبِالمَهرِ مَلِي |
|
أيُّ عَقلٍ بَعدَ هَذا يَمتَري | |
|
| فِي وُضُوحِ الحَقّ وَالحَقُّ جَلِي |
|
أيُّهَا المَولى الذي أمدَاحُهُ | |
|
| قَصَرَتْ عَنهُ فَهِي فِي خَجَلِ |
|
إنَّ فَتْحاً جَاءَكَ المأمون فِي | |
|
| طَيِّهِ فَتحٌ بِرِبح عَجِلِ |
|
سَعدُ إقبَالٍ وَبَخْتٌ مؤذنٌ | |
|
| بِالأمَانِي وَالهَنَا المُتَّصِلِ |
|
مَلِكٌ مِنْ مَلِكٍ مِنْ مَلِك | |
|
| أنشَطَ المُلكَ بِه مِنْ عَقَلِ |
|
اهْنَ بِالفَتْح وَبِالرّبْح مَعَاً | |
|
| فِي هَنَا مَولِدِ خَير الرُّسلِ |
|
عَائِداً مِنْهَا إلَى أمثَالِهَا | |
|
| صَالِحَ الحَالِ بَعِيدَ الأجَلِ |
|
يُصْبِحُ المُلكُ بِكُمْ مُبتَسِماً | |
|
| ثُمَّ يُمْسِي مَائِساً فِي جَذَلِ |
|
لاَيَرَى فِي رُمحِكُمْ منْ قِصَرٍ | |
|
| لاَ وَلاَ في سَيفِكُمْ مِنْ كَلَلِ |
|
إي وَلاَ أعْرَضتُمُ عَنْ شَاعِرٍ | |
|
| جَاءَ بِالأجْمَلِ غِبَّ الأجمَلِ |
|
عَادَةُ السُّوقِ إذا مَا جَاءَهَا | |
|
| عارِفُ التَّجْرِ بَدا بِالدَّقَلِ |
|
ضَؤُلَ الذهْنُ وَلَكِنْ مَدحكم | |
|
| يُلبِسُ الخَامِلَ أبهَى الحلَلِ |
|
رُمتَهَا دُرّاً بِبحْرٍ زَاخِرٍ | |
|
| أوْ دَرَارِي طَلَعَتْ فِي الحَمَلِ |
|
نَازِلاً لِلنُّونِ فِيهَا تَارَةً | |
|
| ثمَ أخرَى صَاعِداً عَنْ زُحَلِ |
|
كَي أحَلِّيهَا بِأحلَى ذِكرِكُمْ | |
|
| وَأحَاشِي زَيْنَهَا عَنْ عَطَلِ |
|
فَإذا أُنْشِدَ مِنهَا جَانِبٌ | |
|
| سَارَ فِي الآفاقِ سَيْرَ المَثَلِ |
|
شُكْرُ نعمَاكَ التِي قَلبي لَهَا | |
|
| خَاضِعٌ عَنْ ذِكرِهَا لَمْ يَحُلِ |
|
كَيفَ أنسَى لَيلَةَ نَادَيْتَنِي | |
|
| ثِقْ بِكَفِّي يَا غَرِيقَ الوَجَلِ |
|
وَأنا أحجِلُ فِي حِجلِ الرَّدَى | |
|
| يَا لَهُ بعداً لَهُ مِنْ حِجِلِ |
|
بَينَ أنْيَابٍ وَظُفرٍ نَاشِبٍ | |
|
| تَنْشُرُ الأعظُمَ بَعدَ العَضَلِ |
|
أسألُ الليلَ عَنِ النجمِ وَلَو | |
|
| طَلَعَ النجمُ شَفَى مِنْ عِلَلِي |
|
أمسَحُ الجَفْنَ وَلاَ دَمعَ بِهِ | |
|
| يُقلِقُ الدَّمْعُ إذا لَمْ يَسِلِ |
|
فَاغْتَنَمْتُ الأجرَ مُمتَازاً بِهِ | |
|
| جَاذِباً لِي مِنْ عَظِيمِ الوَجَلِ |
|
قَالِباً قَلبِي إلَى مُعْتَادِهِ | |
|
|
|
|
لَو تَمَادَتْ بِهِمُ الحَالُ مَضَوا | |
|
| بَعدُ شَتى فِي عِدَادِ الهَمَلِ |
|
إنمَا يَبنِي كَذا مَنْ خُلِقَتْ | |
|
| نَفسُهُ سَالِمَةً مِنْ دَغَلِ |
|
يَعْلَمُ اللهُ تَعَالَى حَالِفاً | |
|
| إنَّمَا أنتَ أمِيرٌ وَوَلِي |
|
فَابقَ فِي الخَيرِ المُهَنَّا غَادِياً | |
|
| رَائِحاً فِي خَيلِهِ وَالخَوَلِ |
|
وَاصحَبِ الدَّهرَ كَمَا تَختَارُهُ | |
|
| ظَافِراً فِيهِ بِأقصَى الأمَلِ |
|