إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
على أبواب يافا يا أحبائي |
وفي فوضى حطام الدور |
بين الردمِ والشوكِ |
وقفتُ وقلتُ للعينين: |
قفا نبكِ |
على أطلال من رحلوا وفاتوها |
تنادي من بناها الدار |
وتنعى من بناها الدار |
وأنّ القلبُ منسحقاً |
وقال القلب: ما فعلتْ؟ |
بكِ الأيام يا دارُ؟ |
وأين القاطنون هنا |
وهل جاءتك بعد النأي، هل |
جاءتك أخبارُ؟ |
هنا كانوا |
هنا حلموا |
هنا رسموا |
مشاريع الغدِ الآتي |
فأين الحلم والآتي وأين همو |
وأين همو؟ |
ولم ينطق حطام الدار |
ولم ينطق هناك سوى غيابهمو |
وصمت الصَّمتِ، والهجران |
وكان هناك جمعُ البوم والأشباح |
غريب الوجه واليد واللسان وكان |
يحوّم في حواشيها |
يمدُّ أصوله فيها |
وكان الآمر الناهي |
وكان.. وكان.. |
وغصّ القلب بالأحزان |
****** |
أحبائي |
مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ |
الرماديهْ |
لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان |
بكم، بالأرض، بالإنسان |
فواخجلي لو أني جئت القاكم |
وجفني راعشٌ مبلول |
وقلبي يائسٌ مخذول |
وها أنا يا أحبائي هنا معكم |
لأقبس منكمو جمره |
لآخذ يا مصابيح الدجى من |
زيتكم قطره |
لمصباحي º |
وها أنا أحبائي |
إلى يدكم أمدُّ يدي |
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي |
وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ |
وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه |
كزهر بلادنا الحلوه |
فكيف الجرح يسحقني؟ |
وكيف اليأس يسحقني؟ |
وكيف أمامكم أبكي؟ |
يميناً، بعد هذا اليوم لن أبكي! |
******* |
أحبائي حصان الشعب جاوزَ |
كبوة الأمسِ |
وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ |
أصيخوا، ها حصان الشعبِ |
يصهلُ واثق النّهمه |
ويفلت من حصار النحس والعتمه |
ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ |
وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه |
تباركه وتفديه |
ومن ذوب العقيق ومنْ |
دم المرجان تسقيهِ |
ومن أشلائها علفاً |
وفير الفيض تعطيهِ |
وتهتف بالحصان الحرّ: عدوا يا |
حصان الشعبْ |
فأنت الرمز والبيرق |
ونحن وراءك الفيلق |
ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ |
والغضبُ |
ولن ينداح في الميدان |
فوق جباهنا التعبُ |
ولن نرتاح، لن نرتاح |
حتى نطرد الأشباح |
والغربان والظلمه |
******* |
أحبائي مصابيحَ الدجى، يا اخوتي |
في الجرحْ ... |
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ |
يموت هنا ليعطينا |
ويعطينا |
ويعطينا |
على طُرقُاتكم أمضي |
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني |
وفي أرضي |
وأزرع مثلكم عينيَّ |
في درب السَّنى والشمسْ |