عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > عبد الرحمن الموصلي > خضبوا الخدودَ ورصَّعوها الأنجما

غير مصنف

مشاهدة
470

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خضبوا الخدودَ ورصَّعوها الأنجما

خضبوا الخدودَ ورصَّعوها الأنجما
واستخدموا لركابهم قمر السما
شربوا الشموسَ فأظهرت بوجوههمْ
شفقاً ألمَّ على الصباحِ مخيّما
وتروا القسيَّ حواجباً وتعمَّدوا
كسرَ الجفونِ وفوّقوها أسهُما
عقلوا الحجى بذوائبٍ من عنبرٍ
جذبوا القلوبَ وأوردُوها بعدَما
بذلوا العوالي بالقدودِ وأثخنوا
فيها جراحاً ظافرين العلقما
نصروا العبادَ على الوصالِ كأنَّهم
نظروا المماتَ على الحياة مقدّما
أتبعت طرفي ذا نواسٍ منهم
طمع التَّداني عامداً فتبسَّما
ملكٌ تبدَّى راكباً في موكبٍ
رحلَ التصبرُ من فؤادي عندما
نبتَ العذارُ بخدِّه فكأنَّهُ
مسكٌ به أمسى النضار موسَّما
لم يكفهِ صلُّ الذوائبِ مرسلاً
حتّى أدارَ على الشقيقِ الأرقَما
وتطفَّلتْ تحكيهِ لمَّا أن بدا
شمسُ النَّهار فصدَّها وجه الدّما
صدَعَ الشروقُ لِثامَها فتَقهقرتْ
نحوَ الغروبِ مخافةً أن تُرجَما
لو شاهد المرّيخ باتر طرفِهِ
كسرَ السّلاحَ مظنةً يسْلما
إن مرّ والمرآةُ يوماً في يدي
من خلفِها ذو اللطف أسمى من سَما
دارَتْ تماثيلُ الزجاجِ ولم تزل
تقفوه عدواً حيث صار ويمَّما
غصنٌ تراهُ نابتاً في ربوةٍ
شمسُ النهارِ ثمارُهُ إن أعدَما
ساجلته ملح الصبابة فانثنى
عنِّي وفي الأحشاءِ ناراً أضرما
قد راحَ يلوي الجيدَ عني معرضاً
والجفنُ يهطلُ من نواهُ العندَما
أوقفتُ ذلِّي والخضوعَ بموقفٍ
تركَ الأسودَ لحرِّه تشكو الظَّما
وطفقتُ أجذب ذيل نُسكي خاشعاً
نحو العفافِ صيانةً فتبرّما
أوَّاه ممَّا حلَّ بي من شادنٍ
أحنى الضلوعَ ورضَّ منِّي الأعظما
مولايَ رِفقاً بالفؤادِ فإنَّه
لو كانَ رضوى في يديكَ تهدّما
لا تلوِ عنِّي بالصدودِ معاطفاً
لطفاً أجلَّ من الحياةِ وأعظَما
لا تدَعْ جيشَ الغرامِ محاربي
إنَّ الظنونَ وإن لوَتْ فلربَّما
إنّي المحبُّ على البعادِ وإنْ تكنْ
كافيتَ حبّي يا فلانُ تهكُّما
جمعَ المحاسنَ فيك وجَّهَ بعضَها
عقدُ الجمالِ على الحسانِ تقسَّما
إنْ تسألِ الأحشاءَ يوماً ما بِها
من نبلِ جفنِك مذ شككتَ لتعلَما
تُبدي المدامعُ من فؤادي نصلهُ
ماءٌ تراهُ من اللهيب توسَّما
لا تعذلوني حُسَّدي في حبِّ مَن
أمسى النعيمُ بلطفِهِ متنعِّما
يسقي المسامعَ قرقفاً من أكؤسِ ال
ألفاظِ نطقاً لا سمعتم معجما
تخَذَ التحجبَ عادةً لو زارَني
صارَ العيانُ من اليقينِ توهَّما
لزِمَ النفارَ فراحَتي لو صافحتْ
تلكَ الأناملَ في الكرى لتألَّما
يا منْ إذا زارَ المحبّ خيالُه
حذرَ التَّداني عدَّها لي أنعُما
لو كنتَ تدري ما فعلتَ بمُهجتي
حاشا الإله بهِ يعذِّبُ مسلِما
من لوعةٍ وتشوُّقٍ وتلهُّفٍ
ولواعجٍ تركتْ وجودي مبهَما
وخفوقُ قلبٍ لو رأيتَ لهيبهُ
يا جَّنتي لظننتَ فيه جهنَّما
جُبِلَ الغرامُ على العذابِ فحبَّذا
أن يرض حِباً في الهوى سفكَ الدّما
إن تطلبِ الشرفَ الرفيعَ فكن به
متبرّحاً واطرح فؤادكَ مَغنَمَا
عبد الرحمن الموصلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2012/11/08 10:48:56 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com