ألم يأنِ لي من سكرةِ الحبِّ أنْ أصحو | |
|
| وحَتَّامَ يصدَعُني من العاذلِ النصحُ |
|
أبيتُ وطرفي بالسهادِ معذَّبٌ | |
|
| كأنْ لم يكنْ بيني وبين الكَرى صُلحُ |
|
وأَغدو وبي في كُلِّ منبتِ شعرةٍ | |
|
| أنينٌ ومِن وقعِ الغرامِ بهِ جُرحُ |
|
أقول لِعُذّالي سلوتُ تستُّراً | |
|
| ولكنْ عنِ السلوانِ في خاطري أنحو |
|
ولَستُ أرى إلّا الثبات على الهوى | |
|
| على رغمِ عذّالِ الغرامِ ومنْ يلحو |
|
وإنِّي لَمجبولٌ على الحبِّ طينةً | |
|
| وعندي به التعديلُ سيانِ والجرحُ |
|
فلا عيشَ إلّا الحبُّ في كُلِّ حالةٍ | |
|
| عليك به فهو التجارةُ والربحُ |
|
هو الصبحُ ينجابُ الظلامُ بضوئِهِ | |
|
| وتنكشفُ الأجرامُ ما انبجسَ الصبحُ |
|
كأنَّ معانيهِ النجومُ وقد بدا | |
|
| لهُ في سماءِ القلب مِن لُطفها سِبْحُ |
|
ثملتُ به دهراً ولم أحسُ قرقفاً | |
|
| ولا علَّني فيهِ عن الوابلِ الرَّشحُ |
|
وللحبِّ عِندي ذمةٌ ما أضعتُها | |
|
| ولا سامَني ما عشتُن في طُرقهِ قبحُ |
|
أرى لطفهُ أبداً يصونُ مذاهبي | |
|
| ويحفظُها حِفظاً يطولُ بهِ الشَّرحُ |
|
فطوراً تراني في الرياضِ مُطارحاً | |
|
| بلابِها والصَّبُّ من شأنِهِ الشَطحُ |
|
وأبكي إذا ناحَ الحمامُ على الرُّبا | |
|
| بدمعٍ لهُ في الخدِّ منْ مُقلتي سفحُ |
|
وطوراً تراني للغزالِ مُغازلاً | |
|
| بسفحِ اللَّويِ والظَّبي مرتعهُ السفحُ |
|
وأَهفو لأنفاسِ النَّسيمِ إذا سرى | |
|
| وفي طيِّهِ مِنْ نشرِ أخلاقِه نفحُ |
|
وقد أشرقَ الصبحُ المنيرُ بلمَّتي | |
|
| وأضحى لداجي الليلِ من لوحِها يَمحو |
|
وبي نارُ وجدٍ لا يرجَّى خمودُها | |
|
| لها من زنادِ الشوقِ في مُهجتي قَدْحُ |
|
عسى رحمةُ الرحمنِ من أنا عبدُهُ | |
|
| تسوقُ سحابَ اللطفِ من صوبهِ النُّجحُ |
|
فينهلُ من مُزنِ السعادةِ طالباً | |
|
| رياضَ المُنى بالأمنِ يصحبهُ الصَّفحُ |
|
ويدركُنا بالفتحِ منهُ تكرّماً | |
|
| فما خابَ من في البابِ أدركَهُ الفَتحُ |
|